بغداد اليوم - بغداد

أوضح المحلل الإيراني للشؤون الدولية مجيد صفاء تاج، اليوم الجمعة (29 اذار 2024)، الأسباب التي أدت الى عدم استخدام أمريكا "الفيتو" لوقف إطلاق النار في غزة خلال جلسة مجلس الامن التي عقدت الاحد الماضي.

 وقال صفاء تاج في حديث لـ "بغداد اليوم"، "وفقًا لهذا الميثاق، يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اتخاذ خطوات للحفاظ على السلام والامتناع عن اتخاذ إجراءات تعرض السلام والأمن الدوليين للخطر".

وبين صفاء تاج ان "الإبادة الجماعية الوحشية والوحشية التي ترتكبها إسرائيل في غزة تتعارض تمامًا مع ميثاق الأمم المتحدة وقوانين الحرب والمبادئ الإنسانية والأخلاقية البسيطة. ومع ذلك، خلال هذا الوقت، اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عدة مرات لمنع استمرار جرائم الحرب الإسرائيلية بطريقة أو بأخرى"، مستدركا بالقول "لكن الأمريكيين استخدموا حق النقض (الفيتو) ضد القرارات المناهضة لإسرائيل".

وأضاف: "رغم أن مجلس الأمن الدولي وافق الأحد الماضي على قرار الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، ورغم أن هذا القرار ملزم، إلا أن إسرائيل لا تعتبر نفسها ملزمة بالامتثال له، لأن سلوك الامريكيين في هذا الصدد غير قانوني، وكان الامريكيون أكثر اهتماماً بتخفيف ضغوط الرأي العام الدولي وجذب الرأي العام الامريكي الداخلي عشية الانتخابات".

وتابع المحلل للقضايا الدولية، في إشارة إلى التصريحات الأمريكية بأن قرار مجلس الأمن غير ملزم: "في عام 2018، وافق مجلس الأمن على القرار 2401 بموضوع الوقف الفوري لإطلاق النار في سوريا، ورغم أن هذا القرار لم يكن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، إلا أن الامريكيين اعتبروه ملزماً للحكومة السورية، لكن هنا المندوب الامريكي يقول إن قرار الأحد الماضي ليس ملزماً لإسرائيل".

وبين "على الرغم من هذا التعامل المزدوج من الجانب الأمريكي، فضلاً عن عدم امتثال إسرائيل للقواعد الدولية، فلا ينبغي لنا أن نتوقع وقفاً فورياً أو دائماً لإطلاق النار في غزة".

وتابع صفاء تاج، في إشارة إلى صورة أمريكا العالمية بسبب حرب غزة "أمريكا حذرت إسرائيل مراراً وتكراراً بخفض حدة الهجمات وعدم قتل المدنيين، لكن تدريجياً ارتفع عدد الشهداء في غزة وخرجت مسيرات كبيرة في جميع أنحاء العالم احتجاجاً على مجزرة النظام الصهيوني في غزة".

واعتبر أن "هذه الهجمات الوحشية جعلت صورة إسرائيل العالمية سلبية للغاية لدرجة أن المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن قلقهم بشأن أمن النظام. كما أن الرأي العام العالمي رأى في أمريكا الداعم الرئيسي لعمليات القتل في غزة، ولذلك حاولت أمريكا استعادة صوتها".

وعن عدم استخدام أمريكا لحق الفيتو، أشار المحلل الإيراني إلى أن "الخلاف بين بايدن ونتنياهو كان قد أعلن في كثير من الحالات من قبل" مؤكدا "الآن، في وضع أصبح فيه نتنياهو عالقاً عملياً في المستنقع ولا يمكن إنقاذه، وقرر الأمريكيون إنقاذ أنفسهم على الأقل وإعادة صورتهم في عيون الرأي العام، ولهذا الغرض قرروا عدم استخدام حق النقض ضد القرار الفوري لوقف إطلاق النار في غزة".

وأضاف "لذلك يبدو أن أمريكا كانت لديها ثلاث رسائل لإسرائيل بعدم استخدام حق الفيتو في جلسة مجلس الأمن؛ أولاً، الولايات المتحدة ضد توسيع الحرب في الشرق الأوسط، ثانياً، تغيرت السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية وهي تدعم خطة الدولتين أكثر من ذي قبل، والرسالة الثالثة موجهة إلى المجتمع الداخلي الإسرائيلي وكان الاتفاق على تغيير نتنياهو".

وذكر صفاء تاج أن "نتنياهو تلقى هذه الرسائل وقد فقد الأمل تماماً في أمريكا"، وقال: الآن هناك احتمال لزيادة حدة الحرب، وباعتبار أن الغرض من رحلة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن كان للتفاوض بشأن الهجوم على رفح، والآن بعد إلغاء هذه الرحلة، قد نشهد زيادة في الجرائم في رفح".

ومساء الأحد الماضي، وبينما مرت الحرب في غزة يومها الـ 170 وتجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 32 ألف شخصاً، اتخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أخيرا أول خطوة عملية ضد هذه الجريمة واسعة النطاق ضد الإنسانية ووافق على قرار فوري لوقف إطلاق النار في غزة.

وفي جلسة مجلس الأمن يوم الأحد، قدمت موزمبيق، ممثلة جميع الأعضاء غير الدائمين في المجلس، مشروع قرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة، ويؤكد هذا القرار على المحاور الثلاثة المتمثلة في "وقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى، وضمان وصول المساعدات الإنسانية".

وبحسب الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام، يبدو أن الدول التي طرحت القرار طالبت بوقف إطلاق نار "فوري ودائم ومستقر"، وهو ما لم يتم تضمينه بسبب معارضة الولايات المتحدة، لكن التغييرات التي طرأت على نص مشروع القرار جعلت أمريكا، خلافا لكل المرات السابقة، تمتنع عن استخدام حق النقض وتمتنع عن التصويت على هذا القرار.

ويأتي هذا الإجراء الأمريكي بينما كان نتنياهو، قبل الموافقة على قرار الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، قد أكد لأمريكا أنه يجب عليه استخدام حق النقض (الفيتو) على هذا القرار. ورداً على رفض امريكا استخدام حق النقض ضد القرار المذكور، ألغى نتنياهو رحلة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، التي كان من المفترض أن يناقش فيها عملية رفح مع المسؤولين الامريكيين. 


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: لإطلاق النار فی غزة إطلاق النار فی غزة استخدام حق النقض الرأی العام عدم استخدام هذا القرار مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يجدد ولاية بعثة "أونمها" لعام إضافي جديد

جدد مجلس الأمن الدولي، الإثنين، ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" لعام إضافي جديد.

 

وصوت مجلس الأمني بإجماع أعضائه الـ 15 على مشروع قرار حمل رقم (2742)، أكد فيه على قراراته السابقة والتزامه القوي بوحدة اليمن وسيادته وسلامته الإقليمية والوقوف إلى جانب الشعب اليمني.

 

وكان مجلس الأمن قد عقد في 11 يونيو/حزيران الماضي، جلسة خاصة لمناقشة عمل ومهام بعثة "اونمها"، قبل شهر من انتهاء ولايتها.

 

ودعا المجلس في قرار الأخير، الأطراف للعمل بشكل تعاوني لتنفيذ جميع بنود (اتفاق الحديدة)".

 

وأشار إلى "العوائق المستمرة التي يضعها الحوثيون أمام حرية حركة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) بما في ذلك الدوريات"، مشدداً "على الحاجة إلى تسهيل زيادة دوريات أونمها دون عوائق".

 

وأوضحت المملكة المتحدة بشأن التصويت الذي قدمته السفيرة باربرا وودوارد، المندوبة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة بشأن تمديد بعثة "أونمها"، إنها ملتزمة بتأمين السلام المستدام والاستقرار طويل الأمد في اليمن.

 

وأشارت في بيان لها، إلى أن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على الطرق الحيوية والتجارية والإنسانية المؤدية إلى موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، بما في ذلك دعم نزع السلاح من الموانئ.

 

وثمنت بريطانيا في بيان لها، إظهار وحدة مجلس الأمن من خلال اعتماد تجديد ولاية البعثة لمدة اثني عشر شهراً، مشيرة إلى أن هذا يبعث بـ "رسالة واضحة حول أهمية استمرار وقف إطلاق النار في الحديدة والعمل على الحفاظ عليه".

 

وأكدت على ضرورة إنهاء القيود التي يفرضها الحوثيون على حركة البعثة وانتشار الأسلحة في الحديدة.

 

وجددت بريطانيا، إلتزامها بضمان السلام المستدام والاستقرار الطويل الأمد في اليمن، بما في ذلك من خلال دعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق تسوية سياسية شاملة.

 


مقالات مشابهة

  • مدبولي يكشف هدف تشكيل مجموعات وزارية متخصصة
  • مدبولي يكشف فلسفة تشكيل مجموعات وزارية لكل ملف بعد تشكيل الحكومة الجديدة
  • مجلس الأمن يمدد ولاية بعثة اونمها في الحديدة لعام إضافي
  • مجلس الأمن يمدد فترة بعثة أونمها ويشير إلى عرقلة الحوثيين لعملها
  • جلسة لمجلس الوزراء اليوم.. ومشاورات قبل انعقاد مجلس الأمن حول تنفيذ القرار 1701
  • المملكة تؤكد حرصها على عودة الأمن والاستقرار في السودان
  • مجلس الأمن يجدد ولاية بعثة "أونمها" لعام إضافي جديد
  • سموتريتش: اتفاق وقف إطلاق النار المطروح هزيمة لإسرائيل
  • تحذير إيراني يخصّ لبنان.. ورسالة حادة لإسرائيل!
  • الأمم المتحدة: زيارة المنسقة الأممية لإسرائيل تمهد لجلسة مشاورات مجلس الأمن