جوزيب بوريل سياسي إسباني ذو تاريخ طويل من العمل الدبلوماسي في بلاده وفي الاتحاد الأوروبي. ولد عام 1947. أصبح عضوا في البرلمان الأوروبي خلال الفترة التشريعية 2004-2005، وتولى رئاسته خلال النصف الأول من الولاية، وعاد بعدها إلى إسبانيا وزيرا للشؤون الخارجية، قبل أن يتم تكليفه بمنصب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بداية من عام 2019.

المولد والنشأة

ولد جوزيب بوريل في 24 أبريل/نيسان 1947 في إحدى قرى مقاطعة كتالونيا في إسبانيا، لأسرة فقيرة لها تاريخ من النضال السياسي والنقابي في ظل حكم الجنرال فرانكو.

عمل والده مسؤولا عن مخبز صغير في القرية، وهي المهنة التي ورثها عن والديه المهاجرين إلى الأرجنتين من كتالونيا، حيث أقاما مخبزا في مدينة مندوزا قرب حديقة سان مارتن العامة.

وقد عاد جد جوزيب وعائلته إلى إسبانيا مرة أخرى عندما كان عمر بوريل الأب (8 أعوام)، وذلك قبل اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية.

وفي عام 1969، قابل جوزيب بوريل الفرنسية كارولين ماير عندما كان متطوعا في كيبوتس "غال أون" في إسرائيل، فتزوجا ورزقا بطفلين أحدهما أصبح دبلوماسيا إسبانيا، لكن هذا الزواج لم يكتب له الاستمرار طويلا.

تزوج مرة أخرى عام 2018 من كريستينا ناربونا، التي تولت منصب نائب رئيس مجلس النواب الإسباني، كما تولت حقيبة وزارة البيئة الإسبانية في الفترة من 2004 إلى 2008.

جوزيب بوريل خلال اجتماع لمجلس الشؤون الخارجية الأوروبي في يناير/كانون الثاني 2024 (الفرنسية) الدراسة والتكوين العلمي

نظرا لبعد منزل عائلة بوريل عن المدينة، استكمل جوزيب تعليمه ما بعد الأساسي في البيت بتوجيه من والدته، وبرعاية من معلم متقاعد في القرية، واجتاز بعد سنوات امتحان الثانوية العامة بشكل نظامي.

انتقل بعدها إلى مدينة برشلونة لدراسة الهندسة الصناعية، قبل أن يتحول اهتمامه إلى هندسة الطيران في جامعة مدريد التقنية التي تخرج منها عام 1969 بعد تغيير جامعته الأولى.

وفي عام 1972 حصل على درجة الماجستير في اقتصاد النفط وتكنولوجيا صناعته من المعهد الفرنسي للبترول في باريس، وألحقها بدرجة ماجستير أخرى عام 1975 من جامعة ستانفورد الأميركية بولاية كاليفورنيا في الرياضيات التطبيقية. وحصل أخيرا على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة كومبلوتنسي في مدريد عام 1976.

عمل محاضرا في المعهد العالي للهندسة في جامعة مدريد للتكنولوجيا في الفترة من 1975 إلى 1982، كما عُيِّنَ أستاذا في جامعة بلد الوليد في الفترة بين عام 1972 و1982، فضلا عن عمله في إحدى شركات البترول في إسبانيا.

التجربة السياسية

كانت الخطوة الأولى لجوزيب بوريل في عالم السياسة من خلال تطوعه في الحزب الاشتراكي العمالي في إسبانيا عام 1975 في الوقت الذي كان يعمل فيه محاضرا في عدد من المؤسسات الجامعية المرموقة.

ولا عجب من انخراط بوريل في العمل السياسي في ذلك الوقت، خاصة مع التحول الديمقراطي الذي كانت تشهده إسبانيا بعد وفاة فرنسيسكو فرانكو، إذ نشأت حركة عامة ديمقراطية تسعى إلى بناء نظام مدني قوي، وتعزيز المؤسسة البرلمانية.

جوزيب بوريل (يسار) مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في سبتمبر/أيلول 2022 (رويترز)

وفي عام 1979 حصل على الوظيفة السياسية الأولى له من خلال انتخابه عضوا في مجلس مدينة مدريد، وامتزج عمله الجامعي بالسياسي من خلال لجنة السياسات المالية التي انصب عملها على مكافحة الفساد المالي وملاحقة التهرب الضريبي.

وفي عام 1982 فاز الحزب الاشتراكي بأغلبية المقاعد وشكل الحكومة، فأصبح لجوزيب بوريل دور أكبر لا ينحصر فقط في مدينة مدريد، بل يؤثر على السياسية الإسبانية بشكل كامل، فقد تولى مسؤولية الأمين العام للميزانية والإنفاق العام، ثم أمينا للتمويل.

ولفت الأنظار من خلال سياسته ذات الخلفية الاشتراكية التي أسهمت في تعزيز التحول الديمقراطي السلمي بالانحياز إلى المجتمع والمكافحة المؤسسية للفساد، وفي عام 1991 انضم بوريل إلى مجلس الوزراء من خلال حقيبة الأعمال العامة والنقل واستمر في منصبه 5 سنوات، كما مثل مدينة برشلونة في مجلس النواب في الفترة من عام 1986 إلى 2003.

وبداية من عام 2003 تم اختيار بوريل رئيسا للبرلمان الأوروبي ليصبح الرئيس الإسباني الثاني للبرلمان بعد إنريكي بارون كريسبو.

ترقى في المناصب الأوروبية فاختير وزيرا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بين عامي 2018 و2019، قبل أن يتم اختياره ممثلا أعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي عام 2019.

وتولى إدارة عدة ملفات سياسية شائكة مثل الحرب الروسية الأوكرانية، فضلا عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة.

جوزيب بوريل (يسار) مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بيريز كاستيخون في أكتوبر/تشرين الأول 2023 (غيتي) الوظائف والمسؤوليات

تولى جوزيب بوريل خلال مسيرته السياسية عدة مناصب ذات أهمية دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي وحقائب وزارية في الحكومة الإسبانية، فقد تولى مسؤوليات مختلفة في وزارة المالية الإسبانية في الفترة من 1982 إلى 1991 من خلال عمله أمينا عاما للميزانية والإنفاق العام، وأمين الدولة للتمويل.

وفي عام 1986 تم اختياره عضوا في البرلمان الإسباني ممثلا عن مدينة برشلونة حتى عام 2003، وأصبح وزيرا للأعمال العامة والنقل من 1991 إلى 1996، ثم عضوا في برلمان الاتحاد الأوروبي في المدة من 2004 إلى 2009، ورئيسا للمجلس في النصف الأول من فترته الانتخابية.

وفي عام 2018 تولى منصب وزير الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ثم اختير ممثلا أعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بداية من عام 2019.

الأوسمة والتكريمات الوسام العلوي برتبة ضابط كبير من المملكة المغربية عام 1996. وسام الصليب الكبير الإسباني لكارلوس الثالث عام 1996. وسام إيزابيلا الكاثوليكي الإسباني عام 2000. الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة كويمبرا البرتغالية عام 2006. وسام الاستحقاق المدني الإسباني عام 2007. وسام الملكة إيلينا الكبير من دولة كرواتيا عام 2006. وسام الاستحقاق الدستوري الإسباني عام 2011. وسام الشرف الفرنسي بدرجة قائد عام 2015.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی الاتحاد الأوروبی للشؤون الخارجیة فی الفترة من جوزیب بوریل من خلال عضوا فی وفی عام من عام

إقرأ أيضاً:

كيف يقود الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المصارف إلى بر الأمان؟

 

استعرض خبراء أهمية استخدام التكنولوجيا والابتكارات الرقمية في القطاع المصرفي لتحسين تجربة العملاء من خلال التطبيقات البنكية والخدمات عبر الإنترنت، بالإضافة إلى تعزيز الأمان باستخدام تقنيات مثل التشفير والذكاء الاصطناعي للكشف الاحتيال، مما يساهم في توفير الوقت والجهد. 


وخلال جلسة بعنوان "إحداث ثورة في المدفوعات: الابتكارات الرقمية والهواتف المحمولة"، التي أُقيمت على هامش فعاليات معرض "بافكس"، تناول الخبراء أبرز الخدمات المتوقع إطلاقها خلال الفترة المقبلة، ومنها خدمة TOKEN، التي تهدف إلى تسهيل معاملات الأفراد وجذب شريحة جديدة من العملاء، وخاصة الشباب.
قال عمرو خاطر، المدير العام للعمليات بشركة بنوك مصر، إن خدمة **TOKEN** تتيح تنفيذ المعاملات المالية عبر الهاتف المحمول دون الحاجة إلى استخدام النقود التقليدية أو بطاقات الدفع البلاستيكية. 
وأوضح أن التقنية تعتمد على استبدال البيانات الشخصية الحساسة برموز رقمية تخفي بيانات الدفع.
وأضاف خاطر أن إطلاق الخدمة في السوق المصري متوقع قريبًا بعد الحصول على موافقة البنك المركزي، مشيرًا إلى الانتهاء من 95% من الاختبارات النهائية لضمان صلابة المنظومة، سواء داخل شركة بنوك مصر أو البنوك التي ستقدم الخدمة.
كما أكد أن الخدمة سيتم طرحها تدريجيًا من حيث الأجهزة المدعومة والبنوك المشاركة، مع إطلاق متتابع لخدمات التوكن في محافظ البنوك بدءًا من عام 2025.
أشارت إنجي برعي، مديرة ماستركارد في مصر، إلى أهمية الابتكار الرقمي ودور الشركة في تعزيز التحول الرقمي من خلال الشراكات الاستراتيجية مع البنوك المركزية، الشركاء التكنولوجيين، والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية. 
وذكرت أن ماستركارد تعتمد على استخدام تقنيات متطورة لمكافحة الاحتيال، مثل نماذج التعلم الآلي، التي يتم تحديثها باستمرار للكشف المعاملات المشبوهة وتعزيز الأمان.
وأضافت برعي أن الشركة تقدم برامج دعم للشركات الناشئة، مثل برنامج "Fintech Express" الذي يساعد على تأهيل الشركات الناشئة للعمل في السوق المصري، وبرنامج "Sandbox" الذي يوفر بيئة آمنة لاختبار التكامل مع النظام المالي المصري.
وأوضحت أن الشراكات مع الشركات الناشئة المحلية والدولية تمثل جزءًا محوريًا من استراتيجية ماستركارد لتحقيق التنمية المستدامة. 
وأشارت إلى أن الشركة تعمل على تقديم برامج مثل "Start Path"، الذي يدعم توسع الشركات الناشئة في أسواق جديدة، مع مراعاة متطلبات الثقافات المحلية.
كما استعرضت برعي الشراكات الناجحة مع شركات كبرى في مصر، مثل "EDC" و"تلكوز"، في تطوير حلول الدفع الإلكتروني، مؤكدة أن هذه الجهود ساهمت في تحسين تجربة العملاء وزيادة الكفاءة في القطاع المالي. وأكدت أن ماستركارد تستهدف تعزيز مكانة مصر كمركز رائد للتحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط.
أكد المهندس تامر المنوفي، مدير قطاع الخدمات الرقمية والمحافظ الإلكترونية بشركة A&ME، أن استراتيجية الشركة تقوم على التحول من مشغل اتصالات تقليدي إلى شركة تكنولوجيا متكاملة، لدعم خطط الدولة في تحقيق التحول الرقمي وتعزيز الشمول المالي.
وأوضح المنوفي أن الشركة تسعى إلى دراسة تفضيلات العملاء الحاليين والمستهدفين باستمرار، بهدف كسب ثقتهم والحفاظ عليها من خلال تقديم خدمات مبتكرة تلبي احتياجاتهم المتنوعة. 
وأشار إلى أن الشركة تعتمد على أحدث أنظمة التكنولوجيا العالمية، مثل الأمن السيبراني، الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، لتوفير حلول مبتكرة تتماشى مع تطلعات العملاء المتجددة.
تُعقد فعاليات مؤتمر بافكس على هامش النسخة الثامنة والعشرين من معرض ومؤتمر Cairo ICT’24، تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية. يأتي المعرض هذا العام تحت إشراف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تنظم فعاليات المعرض شركة تريد فيرز إنترناشيونال بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار "The Next Wave"، حيث يسلط الضوء على أحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات. ويشهد الحدث مشاركة كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.

 

يأتي المعرض برعاية عدد من الشركات والمؤسسات الكبرى، منها: دل تكنولوجيز، مجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، البنك التجاري الدولي (CIB)، هواوي، أورنج مصر، مصر للطيران، المصرية للاتصالات، ماستركارد، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا). كما تضم قائمة الرعاة شركات مثل: إي آند إنتربرايز، مجموعة بنية، خزنة، وسايشيلد.
يمثل معرض ومؤتمر Cairo ICT’24 منصة مهمة لاكتشاف الموجة التالية من التطور التكنولوجي، وإبراز الفرص المستقبلية التي تساهم في إعادة تشكيل الاقتصاد المصري والعالمي.

مقالات مشابهة

  • عاجل - هل يخفض البنك المركزي سعر الفائدة؟.. توقعات اجتماع السياسة النقدية المقبل
  • كيف يقود الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المصارف إلى بر الأمان؟
  • “نرجسية” ترامب وهوسه بـ”الولاء الشخصي” يُطيحان باستقرار السياسة الخارجية .. فهل يستبدل “بن غفير الأمريكي”؟
  • نجم «كأس العالم» و«السياسة» روماريو يرحب بـ«الاتحاد» في مجلس الشيوخ البرازيلي
  • مفوض السياسة الخارجية الأوروبية: تغيير بوتين للعقيدة النووي غير مسؤول
  • رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي
  • حرب قاسية مجهولة التفاصيل في الضاحية الشرقية لأوروبا
  • بوريل: وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي يناقشون مع "الناتو" استمرار المساعدات لأوكرانيا
  • بوريل: أوكرانيا حصلت على إذن واشنطن لضرب روسيا
  • كيف رد الاتحاد الأوروبي على مقترح جوزيب بوريل تعليق الحوار مع إسرائيل؟ (شاهد)