لندن- يضع تحالف مشروع "أسطول الحرية" الدولي آخر اللمسات على إطلاق عدد من المشاريع التي تهدف لكسر الحصار عن قطاع غزة من خلال البحر، بعد أن أظهرت الأشهر الماضية صعوبة وصول المساعدات إلى القطاع من الطرق والمعابر البرية.

ومن المتوقع أن تنطلق سفينة محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية ومستلزمات الإيواء من ميناء مصراتة الليبي في اتجاه سواحل قطاع غزة، حيث إن التحالف الذي يضم 12 دولة إضافة إلى اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة التي تمثل الدول العربية، قام بالتحضير لإطلاق السفينة بعد حملة جمع تبرعات ومساعدات كللت بالنجاح، والآن تصل العملية لمرحلتها الأكثر حساسية وهي الانطلاق، وبعدها السعي للوصول إلى قطاع غزة.

تحدثت الجزيرة نت مع رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة زاهر البيراوي عن هذه القافلة الجديدة، والتي قال إنها لن تكون الأخيرة بل هي ضمن مشروع متكامل من أجل السعي لكسر الحصار البحري عن قطاع غزة.

زاهر البيراوي أكد أن سفن كسر الحصار سوف تنطلق بعد شهر رمضان من عدة موانئ (المركز الفلسطيني للإعلام) مبادرات لكسر الحصار

نجح تحالف أسطول الحرية الدولي في إطلاق 3 مبادرات، أولها مبادرة قافلة كسر الحصار عن غزة، والتي من المتوقع أن تنطلق من السواحل الليبية خلال الأيام المقبلة، وهناك سفينة أخرى سوف تنطلق قبل نهاية شهر رمضان من ميناء طرابلس، وكلتاهما سفينة إنقاذ.

ثم هناك مبادرة سفينة "حنظلة"، التي انطلقت من النرويج وطافت على 12 ميناء أوروبيا، للتعريف بمعاناة أهل غزة مع هذا الحصار، ومن المتوقع أن تواصل السفينة جولتها خلال الصيف في عدد من الموانئ الأوروبية، قبل التوجه في شهر يوليو/تموز إلى قطاع غزة.

وأقر التحالف المشروع الثالث، في فبراير/شباط الماضي، عندما أكد ضرورة تحرك السفن البحرية لكسر الحصار، للتأكيد على عدم قانونيته، بالقول "ما دفعنا لهذا القرار هو حجم التخاذل والتواطؤ غير المسبوق، وأيضا لسد الباب أمام المخططات المشبوهة للتحكم في طريقة وصول المساعدات والإغاثة لغزة".

وكشف البيراوي أن آلية تحرك هذه السفن هي في تجمع عدد منها، وبينها سفينة مساعدات كبيرة، وسفن صغيرة تحمل المئات من النشطاء من عديد دول العالم، وشخصيات سياسية لها ثقل سياسي، وهو ما سيكون له أثره في حال حصل اعتراض لهذه السفن.

ويقول البيراوي إنه "بعد اندلاع الحرب على غزة، فكرنا في التحالف في إطلاق عمل طارئ وعاجل لخدمة أهلنا في القطاع، وقررنا تنفيذ حملة باسم الحملة الدولية لإنقاذ غزة، تركز العمل فيها بشكل أساسي على ضرورة الإغاثة عبر المساعدات الإنسانية، وأسفر هذا الجهد عن جمع مساعدات عينية من مستلزمات طبية وأغراض الإيواء".

وأضاف أن "هناك سفن كسر الحصار التي سوف تنطلق بعد شهر رمضان، والمرجح أنه في منتصف شهر أبريل/نيسان المقبل، وسوف تنطلق من عدة موانئ، وسيتجاوز عدد المشاركين 1200 شخص، من أكثر من 50 دولة، وهناك أعداد كبيرة سجلت في منصات التسجيل، وسيبقى التسجيل مفتوحا لنهاية الشهر الجاري".

وقال "ثم سيتم تحديد أسماء المشاركين من قبل لجنة مركزية في تحالف أسطول الحرية، مهمتها التدقيق في هويات المشاركين، ومن سيتم قبولهم سيوقعون على وثيقة توضح أن هذا العمل قانوني إنساني وسلمي وغير عنيف، وذلك لسحب الذريعة من الاحتلال في تشويه أهداف هذه الحملة".

ضمن فعالية "أسطول الحرية لنصرة أطفال غزة".. قارب "حنظلة" يصل ميناء روتردام في هولندا pic.twitter.com/YxBg5tIrtF

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 25, 2023

مهمة صعبة

ويقر البيراوي بصعوبة مهمة كسر الحصار عن قطاع غزة "لأن الحصار هو قرار سياسي مدعوم غربيا، وتفرضه أميركا إلى جانب إسرائيل، لكن لا يجب التوقف ومهما بلغت المعوقات التي ستواجهنا فلن تكون بأكثر مما يواجهه أهلنا في غزة".

وأوضح أنهم في التحالف درسوا جميع السيناريوهات المحتملة للتعامل مع هذه السفينة، وقال "لأننا نعرف مستوى إجرام الاحتلال الإسرائيلي وما يمكن أن يرتكبه في حق المتضامنين، فإن من بين هذه السيناريوهات المتوقعة لدينا وبقوة قيام الاحتلال بالاعتداء على السفن، وكذلك على النشطاء، ولكن ذلك لا يعني أننا سوف نستسلم للإرادة الإسرائيلية".

ولمواجهة أي تحريض أو حملة تشويه ضد القافلة، شدد البيرواي على "الطابع السلمي لهذه القافلة"، حيث إنهم يقومون بتهيئة من سيكون موجودا على هذه السفن لكل السيناريوهات والاحتمالات، وكذلك تقوم اللجان المتخصصة بتدريب المشاركين على كيفية التعامل مع سيناريو عنف الاحتلال، وهناك لجان قانونية وحقوقية تشتغل من أجل إعطاء الزخم لهذا الحدث، واستثماره لصالح أهل غزة ولصالح القضية الفلسطينية.

وتحدث البيراوي عن التحدي المالي أيضا، لأن السفن المشاركة هي سفن مملوكة للتحالف، وهي سفن تكاليفها عالية جدا، إضافة لتحدي وجود موانئ للانطلاق، ويقول "تقديرنا أن مقومات النجاح لهذا المشروع تعتبر كبيرة، خصوصا بالنظر للمشاركة الكبيرة لشخصيات عالمية في هذه القافلة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات کسر الحصار عن غزة لکسر الحصار عن أسطول الحریة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إذا كانت المليشيا تظن أنها يمكن أن تصمد مثل الجيش فهذه حماقة أخرى

إذا كانت المليشيا تظن أنها يمكن أن تصمد مثلما صمد الجيش في مقراته في القيادة العامة والمهندسين وغيرها من المواقع فهذه حماقة أخرى.

قد ينخدع الجنجويدي بسهولة: الجيش صمد قرابة السنتين تحت الحصار، نحن سنصمد على الأقل لأشهر.
ولكن هذه مقارنة مضللة؛ فالمليشيا ليست الجيش والجيش ليس المليشيا.
الجيش متمرس حين يصمد تحت الحصار، حين يدافع، وحين يهاجم وحتى حين ينسحب. المليشيا في المقابل على العكس فشلت في كل هذا، فشلت في الهجوم وفشلت في حصار الجيش وفشلت في الدفاع ولن تصمد أمام الحصار.

من الأشياء المدهشة في الحرب أن الجيش رغم حصار القيادة العامة وبكل أهميتها ولكن لم يكن تحرير القيادة أو فك الحصار عنها هو هدف الجيش الوحيد خلال الحرب ولا حتى هدفه الأول؛ فقد ظل الجيش يعمل على امتداد رقعة الحرب بشكل متزن وتحت قيادة قيادته المحاصرة نفسها؛ قائد الأركان محاصر في الخرطوم ولكنه يدير الجيوش في كل المحاور على امتداد رقعة الحرب من الخرطوم إلى الجزيرة إلى سنار إلى كردفان والفاشر. لقد عمل الجيش بتوازن وبرود أعصاب في كل المحاور حتى لحظة إلتقاء الجيوش وكسر الحصار عن القيادة العامة أهم موقع للجيش.

الآن تخيل العكس، تخيل أن قيادة المليشيا هي المحاصرة في مقرها. لو وجد الجيش الفرصة التي وجدتها المليشيا لأنهى الحرب في 6 أيام إن لم تكن 6 ساعات، بما ذلك قتل أو أسر كل قيادة المليشيا.

فلو فكرت المليشيا أن بوسعها الصمود لبعض الوقت على أمل حدوث معجزة ما فهذا سيكون آخر خطأ في حياتها.

ومع ذلك، يوجد تفسير واحتمال ضعيف لمحاولة المليشيا الصمود في العاصمة وهو محاكاة إستراتيجية الجيش في الانكماش وامتصاص الصدمة. الفكرة هنا أن تقوم المليشيا بتركيز قواتها في منطقة صغيرة لتصبح أكثر قوة وصلابة ومن ثم التصدي لمتحركات الحيش والعمل على كسرها وتدميرها، لو نجحت في تدمير المتحركات حتى لو في محور واحد فهذا سيمنحها المزيد من الوقت وقد تستفيد من ذلك في تطوير دفاعها إلى هجوم للمزيد من التشتيت للجيش. حقيقة هذه إستراتيجية خطيرة لو استطاعت تنفيذها بشكل صحيح، وإن كان احتمال نجاحها ضعيفا من الاستقراء لعمليات تقدم الجيش في محور العاصمة بالذات منذ معركة عبور الكباري في 26 سبتمبر الماضي؛ لقد فشلت المليشيا في إيقاف تقدم الجيش ناهيك عن كسر أحد المتحركات وشن هجوم مضاد، ومع ذلك فالحذر واجب.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اللحظات الأخيرة لأسرى الاحتلال في نفق القسام.. وجهوا دعوة (شاهد)
  • الاحتلال يعذب الأسرى المحررين حتى اللحظات الأخيرة.. نقل 7 للمستشفى
  • الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات في الضفة ويطبق الحصار على طمون والفارعة
  • إذا كانت المليشيا تظن أنها يمكن أن تصمد مثل الجيش فهذه حماقة أخرى
  • بيان أوروبي: ندعو مجموعة السبع لفرض عقوبات إضافية على أسطول الظل الروسي
  • وزير الطيران يلتقي مسئولي إيرباص العالمية لبحث تحديث أسطول الناقل الوطني
  • من الحصار إلى الاستهداف.. عربي21 تكشف محاولات الاحتلال اغتيال الإنسانية في غزة
  • «خبير»: مصر أرسلت 80% من المساعدات التي تصل لقطاع غزة «فيديو»
  • الاتحاد البرلماني العربي يستنكر “التصريحات العنصرية” التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة
  • مصر تدعو إلى تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث.. وتؤكد: لا إعادة إعمار دون الفلسطينيين