أطلقت شركة تاكيدا العالمية الرائدة في مجال الصناعات الدوائية الحيوية والقائمة على البحث والتطوير، مبادرتها العالمية “ضع نفسك مكانهم” في الإمارات، والتي تتضمن تجربة محاكاة كاملة لمدة 24 ساعة لفهم تأثير داء الأمعاء الالتهابي على حياة المرضى اليومية، ورفع الوعي المجتمعي حول العوارض الصعبة والتحديات التي يواجهها المصابون بهذا المرض.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم يعانون من داء الأمعاء الالتهابي، حيث تتركز تقليديًا النسبة الأكبر من الحالات في العالم الغربي، إلا أن الدراسات التي أجريت على مدى العقدين الماضيين أظهرت ارتفاعًا متزايدًا في عدد الحالات في البلدان الصناعية الجديدة في الشرق الأوسط وآسيا وأمريكا الجنوبية. وتشير التقديرات إلى أن 2 إلى 4% من سكان الإمارات مصابون بنوعي هذا المرض وهما الكرون والتهاب القولون التقرحي.

ويعتبر داء الأمعاء الالتهابي مرضًا مزمنًا فيصيب الجهاز الهضمي3 وينهك المريض جسديًا وعاطفيًا، وأحد أسبابه المحتملة وجود خلل في الجهاز المناعي، حيث يتعرف الأخير عن طريق الخطأ على طعام غير ضار أو بكتيريا داخل الأمعاء على أنها “غريبة” ويهاجمها، فيؤدي هذا الخطأ إلى اضطراب في الوظيفة الطبيعية للأمعاء ويسبب أعراضًا عديدة تتراوح بين آلام البطن والإسهال ونزيف المستقيم والتعب.

وتأتي في هذا الإطار، مبادرة “ضع نفسك مكانهم” لتوفر لأخصائي الرعاية الصحية المشاركين فهمًا أعمق لداء الأمعاء الالتهابي، وذلك من خلال الانخراط في تجربة محاكاة تدوم لمدة 24 ساعة. وقد جرت هذه التجربة لأول مرة في 7 سبتمبر 2023 في المقر الرئيسي لشركة تاكيدا بالولايات المتحدة، حيث استخدم المشاركون التطبيق ومجموعة أدوات داء الأمعاء الالتهابي، للتعرف على ما يمر به المرضى المصابون، واكتسبوا رؤى حول التحديات الجسدية والعاطفية للمرض. ومن خلال التفاعل مع الممثلين ولعب الأدوار، اكتسبوا منظورًا قيمًا حول كيفية تأثير المرض على حياة المرضى المهنية والشخصية. وعلى الرغم من أن تجربة المحاكاة لم تتكرر بشكل كامل، إلا أنها ساهمت في تعزيز التعاطف مع مرضى الأمعاء الالتهابي. وتتماشى هذه المبادرة مع التزام “تاكيدا” بالتركيز على المرضى أولًا وعلى مقدمي الرعاية والأطباء والأخصائيين والموظفين والمجتمعات الأوسع التي يعملون فيها.

وضمن إطار مشاركتها في تجربة المحاكاة التي أطلقت في الإمارات، علقت الشيخة الدكتورة علياء حميد القاسمي، أخصائية أمراض النساء والجراحة التجميلية والترميمية في مستشفى القرهود الخاص، وخبيرة التنمية الاجتماعية والرعاية بهيئة تنمية المجتمع، قائلة: “أدركت من خلال هذه المشاركة، أن التحدي الأصعب والأكثر إزعاجاً الذي يواجهه مرضى الأمعاء الالتهابي هو حركات الأمعاء غير المتناسقة الناتجة عن المرض والتي تفرض عليهم دخول الحمام بشكل متكرر. ولكوني من بين المشاركين بهذه المحاكاة، شعرت بالعبء الكبير لدى الأشخاص الذين هم بحاجة دائمة إلى رعاية خاصة. وقد صدمت حين علمت أن الحل الوحيد لتخفيف الأعراض في بعض الحالات هو إجراء عملية جراحية لفغر القولون، وذلك من خلال إجراء فتحة دائمة أو مؤقتة في القولون عبر جدار البطن.

وتحدثت الدكتورة القاسمي أيضًا عن تأثير تجربة المحاكاة على نهجها المهني كطبيبة، مشيرة إلى أنها بمثابة تذكير بأن التركيز على المرضى يحتاج إلى قدر كبير من التعاطف معهم والشعور بهم حين يعبرون عن الألم أو الانزعاج، مؤكدة أن هذه المسألة أصبحت أكثر وضوحًا بعد مشاركتها في البرنامج. وأضافت: “آمل في المستقبل القريب رؤية مبادرات مماثلة تُعتمد على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد والمنطقة لضمان رفع الوعي بهذا المرض المنهك، على أن يشمل ذلك كليات الطب التي تفرض العمل التطوعي للطلاب كجزء من المنهج الدراسي، وبرامج التوعية المصممة لتعليم الأطفال في سن مبكرة عن مرض الأمعاء الالتهابي وعوارضه، فضلًا عن تشكيل مجموعات دعم لأولئك الذين يعانون من المرض وأحبائهم، وضمان البيئة المثالية التي توفر جودة حياة عالية للمرضى”.

بدورها، أكدت الدكتورة مريم الخاطري، رئيس جمعية الإمارات لداء الأمعاء الالتهابي، دعمها الكامل لهذه المبادرة الرائدة، مشيرة إلى أن تسليط الضوء على تحديات هذا المرض يتجاوز مسألة التوعية فحسب، ليشمل دعوة الجميع لمراعاة المرضى ومساعدتهم في مواجهة تأثيراته على حياتهم اليومية وعملهم. وشددت على التزامهم كأفراد وأطباء بتعزيز الدعم اللامحدود من أجل دمج المرضى في المجتمع، مؤكدة دعم جمعية الإمارات لداء الأمعاء الالتهابي لهذه المبادرة الحيوية، ولكافة المبادرات الساعية لتحسين نوعية الحياة وتعزيز إنتاجية الأفراد في مجتمعنا”.

من جانبه، أشار أحمد فايد، المدير الإقليمي للخليج العربي ولبنان لدى شركة تاكيدا، إلى التزام الشركة اللامحدود بتقديم أحدث العلاجات لأمراض الجهاز الهضمي والسعي نحو الابتكار في هذا المجال. وأكد أحمد فايد على أهمية مبادرة “ضع نفسك مكانهم” في تحسين حياة المرضى وأعرب عن فخره بالدعم المقدم من تاكيدا لكل من يظهر تعاطفًا حقيقيًا مع المرضى، سواء كانوا ضمن فريق الشركة أو في المجتمع الأوسع مشدداً في الوقت نفسه على التزام تاكيدا باتباع نهج يركز على المريض أولاً.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: هذا المرض من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

تجربة تكشف عن “كنز خفي” تحت سطح أصغر كواكب نظامنا الشمسي

الصين – أفادت تجربة جديدة تعيد خلق الظروف المبكرة على كوكب عطارد، أن طبقة سميكة من الماس مخبأة على عمق مئات الكيلومترات تحت سطح أصغر كوكب في النظام الشمسي.

وتشير النمذجة الجديدة إلى أن عطارد، وهو أقرب كوكب إلى الشمس، ربما يحتوي على طبقة من الماس تحت قشرته يبلغ سمكها عدة كيلومترات.

وتشكلت النظرية بفضل مركبة الفضاء MESSENGER التابعة لناسا، والتي أمضت 11 عاما في الدوران حول عطارد ورسم خرائط للكوكب بأكمله.

وتوضح النمذجة أنه من الممكن أن يكون الكربون الموجود على كوكب عطارد قد تم ضغطه ليشكل طبقة من الماس تحت القشرة يبلغ سمكها عدة كيلومترات.

واكتُشف وجود مياه وفيرة في الظلال الجليدية عند القطبين، كما كشفت النمذجة أيضا أن جزءا كبيرا من سطحه يتكون من الغرافيت.

وأدى توزيع هذا الغرافيت إلى استنتاج علماء الكواكب أن الكربون كان موجودا عند تكوين عطارد، بدلا من وصوله بواسطة المذنبات أو الكويكبات.

ونتيجة لذلك، كان يونغ جيانغ شو، من المركز الصيني لأبحاث علوم الضغط العالي والتكنولوجيا المتقدمة، يدرس ما حدث لكل هذا الكربون خلال مهد عطارد، عندما انقسم إلى قلبه وقشرته.

ومن المحتمل أن الكوكب كان يحتوي على المزيد من الكربون خلال هذه الفترة المبكرة. ومع ذلك، فإن الكمية قد انخفضت مع هروب الغازات بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والميثان من سطح محيط الصهارة.

ومع ذلك، كتب شو وزملاؤه في بحث جديد، نُشر في مجلة Nature Communications: “إن وفرة الغرافيت في قشرة عطارد تشير إلى أن الكوكب ظل مشبعا في مرحلة الكربون أثناء تمايز السيليكات المعدنية، وتكوين اللب، ومجمل تبلور محيط الصهارة”.

وبعبارة أخرى، بقي الكثير من هذا الكربون عالقا مع تصلب محيط الصهارة وتحوله إلى السطح الصخري الذي نراه اليوم.

ومع ذلك، فإن الكربون وحده لا يكفي لصنع الماس، فهناك حاجة إلى الكثير من الضغط أيضا.

ووفقا للعلماء، هناك سيناريوهان يمكن أن يؤديا إلى تكوين هذه الطبقة الماسية. الأول: أن الماس تم إنتاجه بواسطة محيط الصهارة، والثاني: أنه تم ضغطه خارج اللب أثناء تبلوره.

والسيناريو الأول ممكن فقط إذا كان محيط الصهارة لعطارد يحتوي على كمية كبيرة من الكبريت، وفقا للخبراء، لأن هذا من شأنه أن يغير الكيمياء إلى النقطة التي يصبح فيها إنتاج الماس ممكنا.

ومع ذلك، حتى لو كان الكبريت وفيرا، فمن غير المحتمل، في ظل هذا السيناريو، أن تكون الظروف مهيأة لإنتاج الماس على نطاق واسع.

ويشير شو وفريقه إلى أن هذا يعني أن السيناريو الثاني هو الأكثر ترجيحا.

وبموجب هذه الفرضية، مع تشكل النواة الداخلية الصلبة، سيتم دفع الكربون للخارج، وبالتالي تشكيل طبقة من الماس يبلغ سمكها عدة كيلومترات.

ومن الممكن أن تكون درجات الحرارة المرتفعة قد أحرقت الأجزاء الخارجية من هذه الطبقة، وحوّلتها مرة أخرى إلى الغرافيت. ومع ذلك، من الممكن أن يكون جزء كبير من الماس قد بقي على قيد الحياة بين لب عطارد وغطاء السيليكات الخاص به.

وعلاوة على ذلك، يشير العلماء إلى أن موصلية طبقة الماس هذه قد تساهم في المجال المغناطيسي لعطارد.

ومع ذلك، أشار كبير مؤلفي الدراسة الدكتور برنارد شارلييه، من جامعة لييج البلجيكية، إلى أن طبقة الماس على الأرجح لا تتكون من قشرة سميكة واحدة، ولكن من قطع مختلفة.

المصدر: indy100

مقالات مشابهة

  • “سيتي ووك”.. الوجهة المثلى في موسم جدة 2024
  • بالصور.. بدء تشغيل استراحة “جوانا أمل” لأطفال مرضى السرطان بـ مروي
  • تجربة تكشف عن “كنز خفي” تحت سطح أصغر كواكب نظامنا الشمسي
  • “غرفة أبوظبي” تتعاون مع “إي آند الإمارات” لدعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة
  • “حمى غرب النيل” تضرب وسط إسرائيل.. 4 وفيات وعشرات الإصابات
  • “الإمارات العالمية للألمنيوم” تستقطب 7300 طالب لبرنامج “هندسة المستقبل” خلال العام الدراسي 2023-2024
  • الإمارات: 8 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم جهودها بالسودان
  • الإمارات تقدم 8 ملايين دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية لدعم الجهود الإنسانية في السودان
  • الإمارات تقدم 8 ملايين دولار أميركي لمنظمة الصحة العالمية لدعم الجهود الإنسانية في السودان
  • الإمارات تقدم 8 ملايين دولار لـ«الصحة العالمية» لدعم الجهود الإنسانية في السودان