الاقتصاد نيوز - بغداد

كشف المستشار الفني لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الجمعة، فيما أوضح أن الحكومة جادة في تغيير وتعديل سلم الرواتب لموظفي الدولة، بين أن إيقاف مبادرة البنك المركزي جعل من المجمعات السكنية الاستثمارية حكراً على ميسوري الدخل.

 

وقال محمد صاحب الدراجي في حديث متلفز تابعته "الاقتصاد نيوز"، إن "زيارة رئيس مجلس الوزراء لواشنطن ستكون مهمة لان أمريكا لاعب مهم في المنطقة وهذه معطيات تجعل الحكومة العراقية مطالبة بالتعامل مع ملف العلاقة مع واشنطن على الصعيد الاقتصادي والمالي وخصوصا من خلال سيطرة الفدرالي الأمريكي على أموال العراق من بيع النفط".

  وأضاف "زيارة السوداني مهمة وهناك ملفات كثيرة ستحسم ومنها ملف المال وتواجد القوات الدولية الامريكية وملف الطاقة والمياه وملف المناخ"، معتبراً أن "الزيارة تأتي لوضع إطار جديد للعلاقة".   وأوضح الدراجي، ان "العقوبات الامريكية على المصارف الاهلية ليس من حقها ولكن تحكمها بأموال العراق جعلها تتصرف بهذه الطريقة".   وأشار الى ان "الفرق بين سعر صرف الدولار امام الدينار سيتم حله قريبا من خلال بعض الإجراءات التي تسعى الحكومة لتنفيذها والتي حدت من وصول سعر الصرف الى 2000 دينار مقابل الدولار"، متوقعاً أن "يستقر سعر الصرف عند 1480 و1470 دينارا مقابل الدولار".   ولفت الدراجي الى ان "العراق لا يعاني من ازمة سيولة نقدية كون العراق يحصل على السيولة عن طريق بيع النفط بالدولار وبيعه داخل العراق والحصول على الدينار من الداخل وإعادة تدويره"، مشيرأً الى أن "الازمة الحالية هي ليست ازمة سيولة وانما تأخر جداول الموازنة هو ما أدى الى وجود هذه الازمة، والتي تنشأ من توقف تحويل الدولار الى دينار، عن طريق المصارف الوسيطة".   وأوضح ان "قرارات مجلس الوزراء الأخيرة بشأن رفع سعر الوقود البنزين المحسن والسوبر كانت ضمن حزمة قرارات كان من أهمها تقليل الدين العام للبلد من خلال التخفيض وإلغاء بعض القروض لتقليل الدين العام الى 10 مليارات دولار بمعنى ان الدين العام اقل من 10% من الناتج المحلي، اما بخصوص "البانزين" المدعوم او البضائع الأخرى المدعومة يتم تهريبها بشكل مستمر"، مبينا ان "المستهدف من هذا القرار هم أصحاب الدخل العالي والمواطنين البسطاء لن يتأثروا بهذا القرار بالإضافة الى السعي للاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية".   وأشار الدراجي الى ان "العائلة العراقية تتكون بحسب التخطيط من 5.6 نفرات ما يعني 6 ملايين عائلة ما يعني سيارات بعدد العوائل او أكثر ما يعني إعادة فرض النظام الفردي والزوجي وهذا غير مقبول من قبل المواطنين، ولكن هذه القرارات مع تغيير وقت الدوام لبعض الوزارات لتقليل الزخم في الشوارع".   وأكد مستشار رئيس الوزراء ان "التجاذبات السياسية هي من أوصلت العراق الى هذه المرحلة من خلال التقليل من حجم الإنجازات التي تحققها الحكومة ولكن الوضع الان في العراق تغير بسبب الوعي الذي أصبح واقعا لا يمكن للتجاذبات السياسية ان تغيره"، مبينا ان "البلد لم يحصل على شيء خلال الفترات السابقة وفقد الثقة بالديمقراطية ولكن هناك بوادر لعودة الثقة والرضا عما سينتج من الحكومة الحالية".   الى ذلك، لفت الدراجي الى ان "الكتلة النقدية الموجودة في العراق عالية جدا وعلى اللجنة المالية ان تراجع معلوماتها لان الكتلة المالية كبيرة ولا توجد مشكلة فيها"، موضحا ان "الكتلة النقدية موجودة لدى المواطنين وتتداول في السوق من خلال صرف الاحتياجات الضرورية للمواطنين"، مبينا ان" العراق اذا باع ما قيمته 8 مليارات دولار وأصبحت في البنك المركزي وما يتم تحويله الى دولار هو ما يعادل ما يبيعه البنك من الدولار من خلال المنصة وهو عملية تحويل الدولار الى دينار وبالإمكان تحويل الفائض الى الصناعة والاستثمار في المجمعات السكنية لتقيل معاناة المواطنين".   وأشار الدراجي الى ان "الدفع الالكتروني يعزز اخراج الكتلة النقدية المخزونة لدى المواطنين من خلال معاملات البيع بين المواطنين وبالإمكان انشاء الشركات القابضة لمشاركة المواطنين ولكن نحن بحاجة الى التأمين لكي تنجح هذه المشاريع".   وحول شعار صنع في العراق، أكد مستشار رئيس الوزراء ان "هذا مطلب وطني لهذه الحكومة والتي هي جادة بشكل كبير للحفاظ على العملة الصعبة وتطوير الاقتصاد العراقي"، مبينا ان "الحكومة الحالية أعلنت لأول مرة انها ستكفل المستثمر من خلال الكفالة السيادية وهذا تشجيع لصنع في العراق الذي يمتلك المواد الأولية اللازمة للصناعات والدليل صناعة الاسمنت التي نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي بالعراق".   ولفت الى ان "أمريكا التي تعدادها 300 مليون لديها 3 ملايين موظف بينما العراق فيه 8 ملايين موظف وهذا ناتج عن سوء التخطيط، ما يجعل الاقتصاد العراقي مقيد"، وأوضح ان "سلم الرواتب يجب ان يعدل والحكومة جادة في تغييره لتقليل الفوارق بين الموظفين"، مبينا ان "تغيير سلم الرواتب سيكون برفع رواتب الموظفين وليس تخفيض البعض".

 

وأكد الدراجي أن "الغاء التصنيع العسكري كان غلطة كبيرة ارتكبها بريمر وكانت نتائجها كارثية على العراق كون المؤسسة فنية راقية اسيء استخدامها من قبل النظام السابق".   وأوضح الدراجي ان "الحكومة دعمت بعض الصناعات بضمانات سيادية من بين هذه المشاريع مصنع زجاج كبير في النجف بالإضافة الى انشاء مجمع للبتروكيماويات في البصرة بالإضافة الى الصناعات الانشائية في السماوة والديوانية وأكبر أولوية لدى الحكومة هو توطين الصناعة الدوائية التي تكلف البلد عملة صعبة تقدر بـ6 مليارات دولار في السنة"، مبينا ان "انشاء المصانع يحتاج الى التمويل والحماية والتسويق والحكومة تساعد في تمويل المشروع وحمايته من منافسة المستورد بالإضافة الى المساعدة بالتسويق".   ولفت الدراجي الى ان "الصناعة الدوائية تحتاج الى دعاية تجارية ناجحة تتخلص من فكرة ان الإنتاج الأجنبي أفضل من العراقي لذلك نحتاج الى تسويق جيد وتغيير هذه الفكرة عن المنتج العراقي لكي تنجح لدينا هذه المشاريع".   وعن مدينة الصدر الجديدة، قال الدراجي "يجري العمل على اختيار التصاميم للبنى التحتية للمدينة واختيار شركات صينية رصينة لتطوير هذه المدينة المتوقع ان يبدأ العمل بها خلال الشهرين المقبلين"، مبيناً أن "الحكومة تدعم وجود المستثمرين العرب والأجانب تشجيعا لتقديم الخدمة للمواطنين".

واعتبر أن "إيقاف مبادرة البنك المركزي خطأ اتحفظ عليه لأنه جعل المجمعات الاستثمارية حكرا على ميسوري الدخل"، موضحا ان "مدينة الصدر السكنية ستكون متاحة للطبقات الفقيرة من المواطنين بسبب دعم الحكومة"، مشيرا الى ان "الحكومة تسعى الى اخراج الدوائر الحكومية المدنية الى الأطراف لتقليل الزخم السكاني وسط العاصمة".

 

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار بالإضافة الى فی العراق مبینا ان من خلال

إقرأ أيضاً:

اقتصاد العراق في عهد ترامب: مخاوف من العقوبات وأمل بنهاية التقلبات

8 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق الدولية التغيرات الاقتصادية الكبرى مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتباين التصريحات حول تأثير ذلك على الاقتصاد العراقي. ومن ناحية، يحذر خبراء اقتصاديون من تبعات سياسة التقشف التي قد تفرضها الولايات المتحدة على العراق في إطار استراتيجيتها تجاه إيران، بينما يُستبعد آخرون فرض عقوبات مباشرة على العراق.

السياسة الأميركية والتقشف في العراق

و في تصريحات مثيرة للقلق، دعا الخبير الاقتصادي عدي العلوي العراقيين إلى الاستعداد لربط أحزمة التقشف في حال استمرار السياسات الأميركية الجديدة. العلوي شدد على أن الضغط الاقتصادي على إيران قد يدفع الولايات المتحدة لاستخدام أدواتها، ومن بينها البنك المركزي العراقي، في فرض قيود اقتصادية تؤثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد العراقي. هذا التوقع يأتي في وقت يعاني فيه العراق من تبعات الأزمة المالية وضعف تنوع اقتصاده، ما يجعله أكثر عرضة لتأثيرات مثل هذه السياسات.

تفاؤل بحلول بديلة في حال فرض العقوبات

من جهة أخرى، يبدي الصحفي الاقتصادي سلام زيدان تفاؤله بشأن الوضع الاقتصادي العراقي، حيث استبعد فرض عقوبات جديدة على العراق، موضحًا أن واشنطن ستتبع آلية جديدة للتحويلات المالية مع بداية العام المقبل، ما سيعفي العراق من العقوبات في القطاعات النفطية. وفقًا لزيدان، فإن إلغاء المنصة الإلكترونية واعتماد البنوك المراسلة الأميركية قد يسهم في تجنب أي تأثيرات اقتصادية سلبية على العراق في المدى القريب.

الرؤية الاقتصادية لترامب

أما بالنسبة للتوقعات الخاصة بتأثير سياسة ترامب الاقتصادية، فيرى المتخصص في الشأن الاقتصادي علاء الفهد أن وجود ترامب قد يعزز من حالة التوقعات المتباينة حول الوضع الاقتصادي، لا سيما في ما يتعلق بأسعار الفائدة وقيمة الدولار. الفهد أكد أن النفط يظل محكومًا بسياسات منظمة أوبك وأوبك بلس، وأن التغيرات التي قد تحدث في أسعار النفط ستكون أقل تأثرًا بتغييرات سياسية فردية.

استقرار في أسعار الطاقة؟

فيما يخص قطاع الطاقة، يبدو أن الخبير كوفند شيرواني يميل إلى التفاؤل، حيث توقع أن تشهد أسعار الطاقة استقرارًا في ظل إدارة ترامب. شيرواني أشار إلى أن تركيز ترامب على حل النزاعات الجيوسياسية في المنطقة، بما في ذلك الحروب في غزة ولبنان وأوكرانيا، قد يساهم في انخفاض التوترات في أسواق الطاقة. هذا الاستقرار المحتمل قد ينعكس إيجابًا على الأسعار ويقلل من التقلبات التي قد تؤثر على العراق، الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط.

ويبقى تأثير وصول ترامب على الاقتصاد العراقي معقدًا ويعتمد بشكل كبير على كيفية تفاعل الولايات المتحدة مع قضايا الشرق الأوسط، بما في ذلك سياسة الطاقة والعلاقات مع إيران. في حين أن بعض الخبراء يرون أن العراق قد يتجنب عقوبات اقتصادية مباشرة، يتوقع آخرون أن العراق قد يواجه ضغوطًا اقتصادية متزايدة نتيجة لتأثيرات السياسة الأميركية على المنطقة.

و مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتزايد التكهنات حول تأثير سياساته الاقتصادية على العراق.

وفي ظل تحركات الولايات المتحدة للضغط على إيران، قد يواجه العراق تداعيات اقتصادية تتمثل في فرض قيود على البنك المركزي العراقي، ما قد ينعكس على الاقتصاد المحلي.

رغم ذلك، يستبعد بعض الخبراء فرض عقوبات مباشرة على العراق، مشيرين إلى تغييرات محتملة في آليات التحويل المالي مع بداية العام المقبل.

وفي قطاع الطاقة، يتوقع آخرون استقرارًا في الأسعار نتيجة لتوجهات ترامب لتهدئة الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة.

ويظل الموقف العراقي بين التفاؤل والقلق، مع ترقب لما ستؤول إليه السياسات الأميركية في المرحلة القادمة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • اقتصاد العراق في عهد ترامب: مخاوف من العقوبات وأمل بنهاية التقلبات
  • عناق دبلوماسي أم شبح العقوبات.. العراق يتأرجح في المواقف تجاه ترامب
  • هل تشهد مصر تعويما جديدا خلال الفترة المقبلة؟.. متحدث الحكومة يرد
  • بعد إحالته للمحكمة الاقتصادية بتهمة ازدراء الأديان.. محامي المساكنة يواجه هذه العقوبات
  • الدولار رسميا الآن في البنوك| مفاجأة بعد تصريحات الحكومة المبشرة بشأن سعر الصرف
  • نشرة التوك شو.. بشرى من الحكومة بشأن التعويم وأسعار البنزين وعودة ترامب
  • الحكومة تزف بشرى سارة تخص التعويم وأسعار البنزين.. فيديو
  • الحكومة: زيارة وفد صندوق النقد مستمرة.. ولن يتم فرض أعباء على المواطنين
  • رغم كل دعوات الإصلاح والتغيير.. بيان المرجعية كشف الفشل السياسي في معالجة الملفات المهمة؟ - عاجل
  • الحكومة تناقش آليات جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية للنهوض بالاقتصاد الوطني