فضل العشر الأواخر من رمضان: دعوة للاستفادة القصوى، في الإسلام، تحمل العشر الأواخر من شهر رمضان أهمية خاصة وفضل عظيم، حيث يُعتبر هذا الفترة الزمنية من أكثر الأوقات المباركة والمحظوظة للعبادة والتقرب إلى الله. يشير القرآن الكريم والسنة النبوية إلى فضل هذه الأيام، ويحث المسلمين على الاجتهاد والعبادة فيها بشكل خاص.

فضل العشر الأواخر من رمضان: دعوة للاستفادة القصوى

فضل العشر الأواخر في القرآن:

في القرآن الكريم، تم إشارة إلى فضل العشر الأواخر من رمضان في سورة القدر، حيث قال الله تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ" (القدر: 1-4)، تُظهر هذه الآية الكريمة أن ليلة القدر، التي تكون في العشر الأواخر من رمضان، تعد أفضل من ألف شهر، وهي ليلة تنزل فيها الملائكة والروح بإذن ربهم لتحقيق الخير والبركة.

فضل العشر الأواخر في السنة النبوية:

من السنة النبوية، جاءت العديد من الأحاديث التي تشير إلى فضل العشر الأواخر من رمضان وأهمية الاجتهاد فيها. عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان أكثر مما يجتهد في غيرها من الأيام (متفق عليه). وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" (البخاري).

استفادة من العشر الأواخر:

نظرًا لفضل العشر الأواخر من رمضان، يُحث المسلمون على الاجتهاد والعبادة في هذه الفترة بأعمال الخير والطاعات المتنوعة مثل الصلاة والذكر والصدقات وقراءة القرآن والدعاء والاستغفار. كما يُشجع على

البحث عن ليلة القدر والاجتهاد في طلب الرزق والمغفرة والتوبة وتحقيق الأهداف الروحية.

ختامًا:

إن العشر الأواخر من شهر رمضان تمثل فترةً مميزة ومباركة في الإسلام، تحمل العديد من الفضائل والمزايا. لذا، ينبغي للمسلمين الاستفادة القصوى من هذه الفترة العظيمة بالاجتهاد في العبادة والطاعة، والتفكير في بلوغ ليلة القدر التي تُعتبر ليلة من ألف شهر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فضل العشر الأواخر العشر الأواخر أهمية العشر الأواخر رمضان أواخر رمضان شهر رمضان رمضان 1445 فضل العشر الأواخر من رمضان

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية: نصوص ديننا الحنيف وتوجيهاته دعوة صادقة إلى العلم

شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محمد الجندي، في حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب منظمة منهاج القرآن الإسلامية بالدانمارك؛ وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر «قراءة في وثيقة المدينة المنورة» بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن.

ووجه الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها عن العلم عدة رسائل مهمة للطلاب والطالبات الذين سيلتحق بعضهم بالأزهر الشريف وذلك بحضور مسؤولين عن المنظمة من خريجي الأزهر الشريف، حيث قدموا ثناء غامرا بمنهج الأزهر ووسطيته واقتداء واضح من  المنظمة بمناهج الأزهرالشريف، وإكبار من رئيس المجلس الأعلى للمنظمة الدكتور حسن محي الدين القادري لفضيلةالأستاذالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ولوسطية المقررات الأزهرية الأصيلة المعتدلة.

وقال الأمين العام في كلمته التي ألقاها إن العلم  نور والنور مستمد من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم والعلم  أساس في بناء المجتمعات ورُقِيِّها وحضارتها وسلامها وأمنها وأمانها؛ إذ يُحْكَمُ على المجتمع بمقدار ما يملك أفراده من رصيدٍ معرفي وثقافي وأخلاقِيّ، وكلما كان المجتمع يتحلى أفراده بالعلم والثقافة كلما كان ذا رُقِيٍّ وتَحَضُّرٍ.

وأضاف أنه إدراكًا من الإسلام لمكانة العلم وأهميته كانت أول آيات الوحي الشريف نزولًا: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ »، ومن مهد الرسالة المحمدية، نجده صلى الله عليه وسلم يدرك تلك المكانة المتميزة للعلم؛ حيث رأيناه يجعل فداء أناس من الأسرى يوم بدر بأن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة، فشرع الأسرى يعلمون غلمان المسلمين القراءة والكتابة، وكل من يعلم عشرة من الأولاد يفدي نفسه. فقبول النبي صلى الله عليه وسلم تعليم القراءة والكتابة بدل الفداء في ذلك الوقت الذي كان فيه المسلمون في أشد الحاجة إلى المال، يرينا سمو الإسلام في نظرته إلى العلم والمعرفة وإزالة الأمية.

وأوضح الجندي، أن من يتأمل نصوص ديننا الحنيف وتوجيهاته يجد أنه دعوة حارَّةٌ وصادقةٌ وملحةٌ إلى العلم؛ وذلك بكثرة الوصايا بنشر العلم والرحلة في طلبه، هذا في الدنيا،  ثم قرَّر أنه خير ما يخلفه الرجل من بعده، أي بعد موته، وتعليم العلم الصحيح وتعمله هو الأساس في الوصول إلى السلام بين الناس؛ حيث دلّت الدراسات وأثبتت التجارب أنَّ الخلاف الذي يقع بين بعض الأمم وبعضها الآخر، وبين الأفراد بعضهم البعض، يقوم على جهل أحد الطرفين أو كليهما للطرف الآخر، فكان الجهل هو أساس الخلاف والعداء، والحكمة السائرة تقول: «مَن جهل شيئا عاداه»، موضحًا أنه لا سبيل إلى التطور المستمر وإعمار الأرض وتنميتها لصالح البشرية إلا بالعلم، وقبل ذلك كله فإن معرفة الله عز وجل الحقة، وعبادته عبادة صحيحة، ونشر دينه وهداه، تتطلب علمًا صحيحًا، ولا يتم كل ذلك، إلا بمتعلمين (طلابًا) ومربين (علماء) أكفاء ذوو صفات خاصة، يدركون مغزى رسالتهم السامية في هذه الدنيا.

أوضح الأمين العام أن فضل طالب العلم عظيم في الإسلام، وقد جاءت نصوص كثيرة من القرآن والسنة تبين مكانته ورفعة قدره، منها رفعة الدرجات في الدنيا بالاحترام والمكانة، وفي الآخرة بالثواب العظيم، «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ»، ومنها: تسهيل طريق الجنة: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة»، ومنها: محبة الملائكة لطالب العلم: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع»، ومنها أن العلماء هم ورثة الأنبياء، «إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يُورّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر»، ومنها: استغفار المخلوقات له، «وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء» مشيرًا إلى أن طلب العلم عبادة مستمرة، لا تنقطع، قال الحسن البصري: «مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء»؛ لأن العلم ينفع صاحبه وغيره، ويستمر أثره حتى بعد وفاة صاحبه، وكان للإخلاص أثر في جهود العلماء، فانتشرت مؤلفات كتب لها القبول، وذاع صيتها، وأخرى اندثرت ولم يعد لها ذكر.

وتابع: فإمام دار الهجرة مالك ابن أنس قالوا له: ما فائدة موطئك بعد كتاب ابن أبي ذئب فقال: «ما كان لله سيبقى»، مضيفا أن العلم في الإسلام مفهوم عام وشامل، يتسع ليشمل جميع نواحي المعرفة، النظرية منها والتطبيقية، علوم الدين، وعلوم الدنيا، ومن ثم فإن الإخلاص المطلوب هو في العلم بجميع فروعه، وهذا النوع الأخير عليه مدار التعمير والتقدم، وصنع الحضارة التي أمرنا الله بها، ويتحقق الإخلاص في العلم بالجد في التحصيل والطلب، بمعنى أن يقبل المتعلم على العلم بجد ونشاط، وعزيمة قوية لا تفتر مهما واجهته المصاعب، ويحرص على السعي للمعرفة والتحصيل بكل الوسائل المتاحة، فيتعرف على الجديد، ويغترف منه بقدر حاجته، وكذلك يتحقق الإخلاص في العلم بالعمل به؛ لأنه ثمرته، فالعمل بالعلم من لوازم الإخلاص فيه، وسببٌ لنمائه وزيادته وبركته، أما من يُعلِّم العلم ولا يعمل به، فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْعَالِمِ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ ويَنْسَى نَفْسَهُ كَمَثَلِ السِّرَاجِ يُضِيءُ لِلنَّاسِ ويَحْرِقُ نَفْسَهُ».

وأكد الجندي، على أن صاحب العلم ينبغي أن يكون قدوة لكل من حوله في أخلاقه، وفي عمله، وفي سلوكه مع الناس، وأن يكون ملهمًا للخير، ودافعًا للنجاح لكل من حوله، وكل هذا لن يتحقق إلا بالإخلاص، وتبليغه للناس وعدم كتمانه، ففي الحديث الشريف: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ عَلِمَهُ ثُمَّ كَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ»، فتعلم العلم وتبليغه للناس من أفضل الأعمال إلى الله، وأشرفها، لأنه ينشر الخير والفضيلة إلى غيره، ففي الحديث الشريف: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ»، فالعلم ليس أقوالًا تحفظ، ولا سرًّا فيخبأ، وإنما هو  تعليم وتطبيق وتبليغ وعمل.

كما ركز على أهمية التواضع وعدم الكبر، فالتواضع ينبغي أن يكون سمة العالم وطالب العلم، وأن يحذر من الرياء وطلب ثناء الناس، أو انتظار رضاهم، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن أول ثلاثة تسعر بهم النار؛ فقال: «قَارِئُ الْقُرْآنِ، وَالْمُجَاهِدُ، وَالْمُتَصَدِّقُ بِمَالِهِ، الَّذِينَ فَعَلُوا ذَلِكَ لِيُقَالَ: فُلَانٌ قَارِئٌ، فُلَانٌ شُجَاعٌ، فُلَانٌ مُتَصَدِّقٌ، وَلَمْ تَكُنْ أَعْمَالُهُمْ خَالِصَةً لِلَّهِ»، فالتواضع سلوك حميد، نابع من ثقة الإنسان في ذاته، واحترامه لغيره، وينبغي أن يظهر آثاره على العالم خصوصًا، ليلقى علمه القبول.

أما المرائي بعلمه لعدم إخلاصه، فإن الله يفضحه يوم القيامة، ففي الحديث: «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ»، وكذلك تحري الحق والانقياد له، والاعتراف بالخطأ إن بدا له، ولو كان ذلك على لسان غيره، فمن سمات العالم المخلص، إذا وقع في مسألة مع غيره، فلا يخاصم، ولا يجادل بالشبهات والباطل، بل يكون همه تحري الحقيقة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « مَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ, لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ».

مقالات مشابهة

  • البحوث الإسلامية: نصوص ديننا الحنيف وتوجيهاته دعوة صادقة إلى العلم
  • العشري يدعو المواطنين للاستفادة من السلع المخفضة بمعرض أهلًا رمضان 2025
  • دعاء حفظ القرآن للأطفال.. اللهم سهّل عليهم استيعاب آيات الكتاب العظيم
  • رمضان عبد المعز: تحويل القبلة كان اختبارا إلهيا لتمييز المؤمنين عن المنافقين
  • الشيخ رمضان عبد المعز: تحويل القبلة كان اختبارًا إلهيًا لتمييز المؤمنين عن المنافقين
  • علامات الساعة الصغرى والكبرى كما وردت في القرآن والسنة
  • ليلة الشك رمضان 2025 - موعدها وكيفية استغلالها
  • ثواب سماع القرآن الكريم.. دار الإفتاء تجيب
  • دعاء قيام الليل يغير القدر.. اَللّهُمَّ وَفِّقْنى لِمُوافَقَةِ الأَبْر
  • فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان.. نفحات ربانية من «قلب القرآن»