جبهة الجنوب على حافة الحرب المتوسِّعة.. واليونيفيل لإجتماع ثلاثي لإحتواء الإنهيار
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
التصعيد المنهجي الميداني والإعلامي والسياسي الذي اتجهت اليه إسرائيل بشكل لافت في اليومين الأخيرين يؤشر الى ان تركيزها على الجبهة اللبنانية بات جزءا لا يتجزأ عن الاستراتيجية التي تتبعها منذ تفجر الخلاف النادر بينها وبين الإدارة الأميركية بمواكبة صدور قرار مجلس الامن الأخير القاضي بوقف نار فوري في غزة.
وبينما شيع الذين سقطوا في الغارة على الناقورة مساء اول من امس، بقيت المواجهات على حالها جنوباً ومعها تهديدات اسرائيلية بشن حرب على لبنان. في السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مسؤول قوله إن "الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح"، وذلك غداة اعلان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين أن "القوات الإسرائيلية جاهزة لـ"التصرّف" على الحدود اللبنانية".
في المقابل أودعت وزارة الخارجية والمغتربين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك نص شكوى لتقديمها أمام مجلس الامن وتناول الشكوى المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد المسعفين والمدنيين في قرى الجنوب لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 18 شخصا بين مسعفين ومدنيين.
واما مؤشرات القلق الدولي من التصعيد، فكان ابرزها اصدار قيادة "اليونيفيل" بيانا تلفت فيه الى "إن اليونيفيل تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحدث عبر الخط الأزرق في الوقت الحالي، حيث تسبب هذا التصعيد في مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير المنازل وسبل العيش" . واضافت "من الضروري أن يتوقف هذا التصعيد فوراً، ونحن نحثّ جميع الأطراف على إلقاء أسلحتهم وبدء العمل نحو حل سياسي وديبلوماسي مستدام. وتظل اليونيفيل على استعداد لدعم هذه العملية بأي طريقة ممكنة، بما في ذلك من خلال عقد اجتماع ثلاثي بناء على طلب الأطراف".
وبدوره قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عمران ريزا في بيان، تعقيباً على الأحداث الأخيرة التي وقعت في جنوب لبنان:"لقد أدت الأحداث المروعة التي وقعت خلال الـ 36 ساعة الماضية إلى خسائر كبيرة في الأرواح والإصابات في جنوب لبنان. وقُتل ما لا يقل عن 11 مدنياً في يوم واحد، من بينهم 10 مسعفين". اضاف: "أشعر بقلق بالغ بشأن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة الطارئة لمجتمعاتهم المحلية"، مشيرا الى ان "الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تنتهك القانون الإنساني الدولي وهي غير مقبولة . قواعد الحرب واضحة: يجب حماية المدنيين، بما في ذلك العاملون في مجال الرعاية الصحية. ويجب حماية البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية".
وكتبت" نداء الوطن": لم تهدأ أمس المواجهات على الحدود الجنوبية، لكنها تراجعت مقارنة بليل الأربعاء حيث جعلت الغارات والقصف الصاروخي الوضع على شفير الحرب المفتوحة. وبدا التأرجح في مستوى التصعيد صدى لسياسة إسرائيلية كشف عنها أمس الإعلام العبري، الذي أفصح عن «أنّ تل ابيب ما زالت تضع الأولوية لحرب غزة، فاذا ما تم التوصل الى صفقة أسرى، يتجه البحث عندئذ الى الاقتراح الأميركي حول الشمال (الحدود مع لبنان)، وهو اقتراح جيد مع ضمانات دولية لتطبيق القرار 1701. فاذا لم ينفّذ القرار ننقل الوحدات العسكرية الى الحدود الشمالية، وندخل حتى الليطاني لتنفيذ القرار بالقوة». وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول عسكري قوله: «الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الانتهاء من عملية رفح».
ناحيتها، قالت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني: «إنّ السلام لا يبنى بالكلام، بل بالردع»، وذلك خلال زيارتها القوة الإيطالية في «اليونيفيل» في الجنوب لشكر جنودها على خدمتهم قبل عيد الفصح. وخاطبتهم قائلة: «السلام لا يبنى بالمشاعر والكلمات الطيبة، فالسلام هو، قبل كل شيء، الردع والالتزام والتضحية». وأوضحت أنّ «هذه أيام صعبة للشرق الأوسط وأوروبا والعالم».
وكتبت" اللواء": خلافاً لما كان يُرسم في الدوائر الأميركية والغربية من أن قرار مجلس الأمن الدولي، الهادف الى وقف اطلاق النار في غزة، وفتح المجال امام المساعدات الانسانية، ومواصلة جهود المفاوضات لإطلاق الاسرى والمحتجزين، فإن الوضع المتفجر في القطاع أخذ في التزايد، مما يعني أن جولات العنف والقتل والإبادة، لم تشفِ غليل مجرم الحرب في إسرائيل بنيامين نتنياهو، ومجلس حربه، الذي ألغى جلسة له امس، كانت ستتطرق إلى ملف الرهائن، ليعود ويترأس اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغّر في القدس.
وسط ذلك، ومع اطلالة، للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم، لمناسبة يوم القدس، اتجهت الأنظار في الـ48 ساعة الماضية، الى تطورات الوضع الجنوبي الحدودي، في ضوء خروج جيش الاحتلال عن «قواعد الاشتباك» والانصراف الى قصف السيارات والمقاهي والمنازل التي يتواجد فيها المدنيون، ليسقطوا شهداء من اجل توتير الاوضاع، وجرّ البلاد الى حرب متوسِّعة.
وتوقعت مصادر ذات صلة ان تشكل الكلمة اليوم تحولاً مفصلياً في رسم مسارات المواجهة القادمة في ضوء مراجعة لحرب الاشهر الستة، من غزة الى سائر جهات الإسناد، ومن بينها لبنان.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بالأرقام.. الأضرار النهائية للحرب الإسرائيلية على لبنان
كشف المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، “حجم الأضرار الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان بين أكتوبر 2023 ونوفمبر2024”.
وكشف التقرير عن “استشهاد 3961 شخصا وإصابة 16520 آخرين، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون مواطن، معظمهم من مناطق الجنوب، البقاع، والضاحية الجنوبية”.
وأفاد بأن “القوات الإسرائيلية اعتمدت سياسة الأرض المحروقة، ما أدى إلى تدمير أكثر من 130 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وإحراق 1200 هكتار من الأحراش والغابات، متسببا في إبادة بيئية واسعة النطاق”.
وأضاف: “مع الإشارة إلى التدمير الممنهج للبنية التحتية، حيث استهدفت الغارات المستشفيات، المدارس، الجسور، وطرق الإمداد الحيوية، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية”.
كما أكد التقرير على “استهداف الصحافيين والعاملين الإنسانيين، مع تسجيل اعتداءات مباشرة أودت بحياة عدد منهم، موضحا أن “العدوان طال أيضًا مواقع أثرية ودور عبادة، مع تدمير العديد من الكنائس والمساجد والمقامات التاريخية”.
وبحسب “الوكالة الوطنية للإعلام”، أشار التقرير، إلى أن “هذه الانتهاكات تمثل خرقا واضحا للقانون الإنساني الدولي، مشددا على “ضرورة اعتماد هذه الوثيقة كمرجع رسمي من قبل الدولة اللبنانية لتوثيق الجرائم الإسرائيلية والعمل على خطط استجابة وتعافي شاملة”.
آخر تحديث: 25 ديسمبر 2024 - 18:10