الشركة المُشغّلة لـممر غزة البحري: القطاع يحتاج لألف شاحنة مساعدات يوميا .. تفاصيل
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
سرايا - تسارع الإدارة الأميركية الخطى لتنفيذ توجيه الرئيس جو بايدن بإنشاء ممر بحري مؤقت على ساحل غزة، للمساعدة في إيصال المساعدات إلى القطاع الذي يعاني من أزمة إنسانية خطيرة جراء الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وبحسب تقارير غربية، لجأ مسؤولو إدارة بايدن إلى الاستعانة بشركة مستقلة لإدارة الخدمات اللوجستية وتسليم المساعدات الإنسانية التي ستصل تباعا، ثم توزيعها على أكثر من 2 مليون شخص محاصر في غزة، تجنبا لنشر قوات أميركية على الأرض في القطاع.
وقالت شبكة "سي إن إن" الأميركية، إن تطوير الرصيف البحري المؤقت من جاء قِبل شركة "فوغبو"، وهي مجموعة استشارية تديرها مجموعة من كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأميركيين السابقين، في حين يشار إليها داخليا باسم خطة "الشاطئ الأزرق".
1000 شاحنة مساعدات.. هذا ما تحتاجه غزة يوميا
في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال نائب رئيس شركة "فوغبو" الأميركية، مايك ملروي، إن قطاع غزة يحتاج في الوقت الراهن إلى دخول نحو ألف شاحنة مساعدات يوميا لسد الاحتياجات الهائلة للسكان، في الوقت الذي تقدر فيه عدد الشاحنات التي تدخل إلى القطاع حاليا بنحو 160 شاحنة فقط.
وبسؤاله عن تفاصيل تشغيل الممر البحري في غزة، رفض ملروي الإجابة قائلا: "لا يمكن التعليق على هذا إلا بعد بدء عملياتنا رسميا".
وسبق أن شغل ملروي منصب نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، كما عمل لنحو 20 عاما بوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، وقائدا في مركز الأنشطة الخاصة للعمليات البرية والبحرية بالوكالة.
وعن الطريقة الأفضل لإدخال المساعدات إلى غزة "برا أو جوا أو بحرا"، أوضح المسؤول العسكري السابق: "كل ما سبق، من أجل تلبية الاحتياجات الحالية للسكان في غزة، حيث سيتطلب الأمر أكثر من 1000 شاحنة يوميا، في الوقت الذي سيسمح الميناء العائم المؤقت بتسليم المزيد من المساعدات إلى القطاع خاصة في المناطق الشمالية منه، حيث الحاجة هناك ملحة للغاية".
وأشار ملروي إلى العقبات التي تواجه تشغيل الميناء المؤقت وإيصال المساعدات، قائلا: "أعتقد أن الأمن سيكون مهما، لكن الرئيس بايدن قال إنه لن يكون هناك تواجد للجيش الأميركي على الأرض، وهذا يعني أن مجموعة أخرى ستوفر الأمن على الأرجح، ولا أعتقد أنه تم تحديد ذلك حتى الآن".
تحركات أميركية نحو التنفيذ
- بعد مدة قصيرة من توجيه الرئيس بايدن وزارة الدفاع "البنتاغون" للبدء في إنشاء الميناء المخصص للمساعدات، تحركت سفينة ضخمة مطلية باللون الرمادي تُعرف باسم سفينة الدعم اللوجستي، ببطء بعيدا عن الرصيف في قاعدة لانغلي-يوستيس المشتركة.
- تبع ذلك ثلاث سفن أصغر ستقوم أيضا برحلة مدتها 30 يوما تقريبا إلى شرق المتوسط، للمشاركة بمهمة بناء الميناء.
- من المتوقع أن تكون المنشأة الجديدة، التي ستتألف من منصة بحرية لنقل المساعدات من السفن الأكبر إلى الأصغر، ورصيفا لإحضارها إلى الشاطئ، جاهزة للعمل "في غضون 60 يوما"، حسبما قال براد هينسون العميد بالجيش الأميركي.
- رجح مسؤولون أميركيون، أن يعمل الجيش الإسرائيلي على توفير الأمن للميناء "المؤقت"، بيد أن تلك المصادر شددت على أن خطة العمل هذه لا تزال "قيد النقاش"، ولم تتم الموافقة عليها بعد، إذ من الممكن أن تقدم دولة ثالثة المساعدة الأمنية، اعتمادا على المكان الذي ستقام فيه المنشأة بالضبط على ساحل القطاع.
- اقترحت شركة "فوغبو" الاستشارية الأميركية تشغيل النشر اليومي المتوقع لسفن المساعدات الدولية من قبرص إلى ساحل غزة، في خطة من شأنها زيادة الوجود الأميركي في تلك المنطقة.
- وفق شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، فإنه في حين أن مثل هذه الخطة ستجعل المزيد من الأميركيين يعملون بالقرب من غزة، فإن "فوغبو" ستعمل على توفير الخدمات اللوجستية والدعم الأخرى في المقام الأول من المواقع القريبة.
- حسبما ذكر مسؤول أميركي فإن "الخطة في الوقت الراهن لا تتضمن وجود أميركيين على الأرض بغزة، لكن سيكون هناك مسؤولون عسكريون سابقون وعاملون سابقون في المجال الإنساني سيقدمون المشورة على كل مستوى".
إقرأ أيضاً : هل تمرد "انقلابيو النيجر" على الولايات المتحدة؟إقرأ أيضاً : غزة بين "عقيدة بايدن" وخطة نتنياهوإقرأ أيضاً : الدفاع السورية: مقتل مدنيين وعسكريين في ضربات إسرائيلية على حلب
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی الوقت
إقرأ أيضاً:
تجميد المساعدات الأميركية يهدد جهود مكافحة الإيدز في أفريقيا
تبدو "مولي" البالغة من العمر 39 عاما مفعمة بالحيوية والطاقة، بحيث لا يمكن أن يلحظ أحد أنها مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (إتش آي في) الذي يسبب مرض الإيدز، لكن بعد قرار الحكومة الأميركية بتجميد أموال المساعدات لمدة 90 يوما، أصبحت هذه الأم العزباء التي تعيل طفلين، في قلق شديد.
تقول مولي "عندما سمعت ذلك، بكيت وقلت: ليكن الله في عوننا". وتضيف "ما زلت أبكي، لأنني كنت أعتقد أنني سأعيش لفترة أطول. الآن لم أعد متأكدة من ذلك".
تم تشخيص إصابة مولي بفيروس نقص المناعة البشرية قبل 8 سنوات. ومنذ ذلك الحين، صارت تتلقى العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (إيه آر في)، مما يساعد في السيطرة على الفيروس والحفاظ على استقرار حالتها الصحية.
حتى الآن، لم تظهر عليها أعراض المرض. تعيل مولي نفسها وطفليها عن طريق بيع الموز المقلي في شوارع قريتها في أوغندا. يكفي هذا العمل لتوفير حياة متواضعة، لكنه لا يكفي لشراء الأدوية بشكل خاص إذا توقفت المساعدات.
يواجه قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف هذه المساعدات انتقادات على الصعيد القانوني في الولايات المتحدة. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأموال ستخفّض على المدى الطويل أو ستلغى بالكامل.
إعلانفي أوغندا وحدها، هناك مئات الآلاف من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز. ويعد المرض منتشرا بشكل خاص في جنوب وشرق أفريقيا. وبينما كانت الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في التسعينيات تعد بمثابة حكم بالإعدام، فإنه بات اليوم في مقدور المرضى في العديد من البلدان الأفريقية التعايش مع المرض بفضل تلقيهم العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية.
الخوفلكن الخوف واليأس يتفاقمان الآن. ففي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية قال نيلسون موسوبا، مدير مفوضية الإيدز الأوغندية "هناك حالة من الخوف والذعر، سواء بين المسؤولين أو بين المرضى. هناك قلق من نفاد أدوية العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية. أيّ انقطاع في العلاج يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة".
حتى جين فرانسيس كانيانجي، البالغة من العمر 70 عاما، تتساءل عن المدة التي يمكن أن تصمد فيها بدون الأدوية. فقد تم تشخيص إصابتها بفيروس نقص المناعة البشرية في أواخر التسعينيات، لكنها لم تحصل على العلاج إلا بعد وفاة زوجها بسبب الإيدز عام 2002.
ساعدتها الأدوية على البقاء على قيد الحياة، لكنها اليوم منهكة ومصابة بكثير من الأمراض بسبب ضعف جهازها المناعي.
تروي كانيانجي "بعد إعلان ترامب، اتصل بي طبيبي وسألني عما إذا كان لدي ما يكفي من الأدوية. قال لي إن العيادة التي أذهب إليها دائما، ستغلق. عندما سمعت ذلك، فقدت وعيي".
تهديد قصة النجاحمن جانبه، يخشى مدير مفوضية الإيدز الأوغندية، موسوبا، أن يؤدي توقف المساعدات الأميركية إلى تهديد قصة النجاح التي حققتها أوغندا، الواقعة شرقي أفريقيا في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز. ففي التسعينيات، كانت نسبة الإصابة في أوغندا 30%، لكن بفضل برنامج طموح، انخفضت الآن إلى 5% فقط.
وبينما توفي 53 ألف شخص في أوغندا بسبب مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) ومضاعفاته في عام 2010، فإن عدد هذه الوفيات انخفض في عام 2023 ليصل إلى 20 ألف حالة فقط. يعيش في أوغندا ما يقرب من 1.5 مليون شخص حاملين للفيروس، منهم حوالي 1.3 مليون شخص يتلقون العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية.
إعلان"هناك خطر أن تمحى هذه الإنجازات"، وفقا لما يؤكد موسوبا، مشيرا إلى أن هذا الأمر ينطبق أيضا على عودة الوصم الاجتماعي للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
يذكر أنه حتى الآن، كان يتم تمويل 70% من برنامج مكافحة الإيدز في أوغندا، والذي تبلغ ميزانيته السنوية 500 مليون دولار، عن طريق أموال المساعدات الأميركية. ووفقا لمفوضية الإيدز الأوغندية، فإن برنامج "بيبفار" الأميركي لم يوفر أدوية مضادات الفيروسات القهقرية وأجهزة اختبار فيروس نقص المناعة البشرية وحسب، بل قام أيضا بتمويل رواتب أكثر من 4300 موظف في العيادات الأوغندية و16 ألف معاون صحي في المجتمعات المحلية.
أصبح العديد من العاملين في قطاع الصحة الآن في حيرة وعجز تام، تماما مثل مرضاهم. يقول ماثيو نسيما موكاما الذي يعمل في عيادة متخصصة بفيروس نقص المناعة البشرية بالقرب من مطار عنتيبي، إنه يتلقى يوميا أسئلة من مرضاه حول ما إذا كانوا سيحصلون على أدويتهم في المستقبل، وقال إن "الناس أصبحوا في حالة ذعر، فهم يأتون قبل موعدهم ويطرحون الكثير من الأسئلة عن الوضع"، وأضاف "نحن قلقون أيضا، لأنه قد يأتي الوقت الذي لا تتوفر فيه الأدوية".
برنامج "بيبفار"وقال طبيب شاب كان يعمل في معهد الأمراض المعدية في كامبالا، والذي كان يعتمد أيضا بشكل كبير على تمويل برنامج "بيبفار" لدفع رواتب موظفيه، إنه وجد نفسه عاطلا عن العمل بعد إعلان ترامب. وأضاف أن "الإعلان كان قرارا صادما للغاية. أنا الآن في إجازة غير مدفوعة الأجر لمدة 90 يوما. بدون راتب، لا أعرف كيف سأتمكن من إعالة أسرتي وأطفالي".
لا تعد أوغندا حالة فردية، إذ قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن العديد من المرافق الصحية في جنوب أفريقيا قد أغلقت، حيث كانت تقدم برامج لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية بتمويل من برنامج "بيبفار". وفي موزمبيق، اضطرت إحدى أهم المنظمات الشريكة لـ"أطباء بلا حدود"، والتي كانت تقدم برامج شاملة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، إلى وقف أنشطتها بالكامل.
إعلانأما في زيمبابوي، فقد أوقفت معظم المنظمات التي تقدم برامج لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية عملها أيضا، لأن هذه المنظمات لم تعد تضمن توافر التمويل وشراء الأدوية بشكل كاف. ولا يمكن للجهات المانحة الأخرى سد هذه الفجوات بالسرعة المطلوبة.
من جانبها، تقول آفريل بينوا، المديرة التنفيذية لـ"أطباء بلا حدود" في الولايات المتحدة إنه رغم وجود استثناء محدود من قرار تجميد أموال المساعدات، يغطي بعض الأنشطة، "فإن فرقنا ترى في العديد من البلدان أن الناس فقدوا بالفعل إمكانية الوصول إلى الرعاية الطبية المنقذة للحياة، ولا يعرفون ما إذا كانت علاجاتهم ستستمر أو متى يمكن أن تستأنف. هذه الانقطاعات ستتسبب في إزهاق أرواح وستدمر سنوات من التقدم في مكافحة الفيروس".