يعد استقبال العشر الأواخر من رمضان من أهم ما يشغل بال الكثيرين لأنها تمثل فرصة ذهبية للتفوق في العبادة والاجتهاد في طلب الرحمة والمغفرة، حيث ينظر المؤمنون إلى هذه الأيام بشغف واهتمام خاص، معتبرينها فترة تقوية العلاقة مع الله وغفران ذنوبهم، ونستعرض في هذا الموضوع  أهمية وكيفية استقبال العشر الأواخر من رمضان مع التركيز على العبادات والأعمال الصالحة التي يجتهدون فيها لنيل الأجر والثواب.

كيفية استقبال العشر الأواخر من رمضان

وأكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى نُشرت عبر موقعها الرسمي على الإنترنت أن العشر الأواخر من شهر رمضان 2024 لها فضل كبير، خاصةً مع وجود ليلة القدر في هذه الأيام العشر، والتي وصفها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بأنها خير من ألف شهر، كما أستدلت لما رواه الإمام البخاري ومسلم، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيى ليلة وأيقظ أهله وشد مئـزره». 

وأوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني   حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتهاد في العبادة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان 2024، داعية العباد إلى اتباع نهجه والحرص على الاجتهاد في العبادة، منها الصلاة والقرآن وغيرها، خلال هذه الأيام المباركة، حيث أستدلت بحديث آخر عن النبي الكريم وهو ما ورد عن عُبَادَةُ بْن الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ «إِنِّى خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمُ الْتَمِسُوهَا فِى السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ».

كيفية استقبال ليلة القدر 

كما شددت  دار الإفتاء المصرية على أهمية استغلال الوقت واستثمار مواسم الخير، مشيرة إلى أن العشر الأواخر من شهر رمضان تعد من أعظم هذه المواسم، حيث تنعم بنفحات الرحمة والمغفرة والنجاة من النيران، وتتزين بأنوار الإيمان في ليلة القدر، التي وصفت بأنها خير من ألف شهر.

كما حثت الإفتاء  على استثمار العشر الأواخر من رمضان بتلاوة القرآن والذكر والصلاة، داعية إلى عدم التشتت بالشؤون الدنيوية، عسى أن ينال المؤمنون نفحات الخير التي تسعدهم في الدنيا والآخرة، استنادًا إلى قول عائشة رضي الله عنها، التي ورد في حديثها: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ".  

7 نصائح لاستقبال ليلة القدر 

وفي سياق متصل، قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا،  استقبال العشر الأواخر من شهر رمضان يعتبر لحظة مهمة للمسلمين، حيث يتسابقون لاستثمار هذه الفترة القيمة بالعبادة والتقرب إلى الله، كما نصح المسلمون بعدد من  النصائح لاستقبال العشر الأواخر من رمضان بشكل إيجابي ومنها: 

- التخطيط الجيد: قم بوضع خطة لكل يوم من العشر الأواخر لتحديد الأعمال الصالحة التي ترغب في القيام بها، مثل الصلاة والقراءة والذكر والصدقة

- تكثيف العبادات:  زيادة مدة الصلوات وترتيل القرآن والتضرع إلى الله بالدعاء والاستغفار في هذه الأيام المباركة.

- البحث عن ليلة القدر: حرص على البحث عن ليلة القدر في العشر الأواخر والاجتهاد في العبادة فيها، فهي ليلة خاصة تحمل أجراً عظيماً وتغفر لك كل الذنوب

- الإكثار من الذكر والاستغفار: تكرار الأذكار والاستغفار باستمرار خلال هذه الأيام للتقرب إلى الله وطلب المغفرة والرحمة.

زيادة الصدقة في العشر الأواخر 

واستكمالا للحديث عن كيفية استقبال العشر الأواخر من رمضان فإنه يجب على المسلم أن يقوم بهذه الأفعال والتي جاءت كالتالي:

- الصدقة والخير: تبرع بالصدقات وقم بأعمال الخير والعطاء للمحتاجين في هذه الفترة، فهي تزيد من بركة أعمالك وتقربك إلى الله.

- التفكر والتأمل: قم بالتأمل في آيات الله ونعمه واحتساب الأعمال، وتفكر في ماضيك ومستقبلك وكيفية تحسين علاقتك بالله.

- الاستعداد للعيد: استعد لاستقبال عيد الفطر بالاستغفار والتوبة وتحضير الهدايا والتبرعات للفقراء والمحتاجين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العشر الأواخر من رمضان الصيام 2024 شهر رمضان العشر الأواخر من شهر رمضان صلى الله علیه وسلم لیلة القدر فی العبادة هذه الأیام إلى الله

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي للحيوان.. اعرف حكم الاقتناء والتربية بالمنزل؟

يحل اليوم 4 أكتوبر اليوم العالمي للحيوان، والذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على حياة وحقوق الحيوان، ويحرص الكثير من الناس على اقتناء وتربية الحيوانات، وسط حالة من الجدل حول مدى شرعية ذلك من عدمه، وهو ما حرصت دار الإفتاء المصرية على توضيحه.

حكم اقتناء وتربية الحيوانات

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الحيوانات لها مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، حيث ذكر القرآن الكريم العديد من الكائنات الحيوانية وأكد على أهمية الرفق بالحيوان.

يشدد الإسلام على ضرورة الإحسان في معاملة الحيوانات، ويعتبر القسوة تجاهها ظلمًا يُحاسب عليه المسلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في كل كبد رطبة أجر»، وهو حديث نبوي يوضح أن هناك أجرًا في الرفق بجميع المخلوقات الحية.

هل يجوز تربية الحيوانات ؟

واعتبرت دار الإفتاء المصرية، في فتواها عبر موقعها الإلكتروني، أنّ تربية الحيوانات أمرًا جائزًا، بشرط أن تُراعي حقوق تلك الحيوانات وأن يتم العناية بها بشكل لائق. على سبيل المثال، يذكر في الحديث الصحيح أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها دون طعام أو شراب، ما يشير إلى أن القسوة تجاه الحيوانات تُعد معصية كبيرة.

الانتفاع من الحيوان 

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الأصل في الحيوانات الطاهرة المنتفع بها هو جواز اقتنائها والانتفاع بها وتداولها بعقود البيع والشراء ونحوها؛ وذلك لكونها بعضًا ممَّا سخره الله تعالى لمنفعة الإنسان وخدمته وتنعمه؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي االسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ [لقمان: 20]، وقال سبحانه: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: 13].

وقد جاء في آيات القرآن الكريم ما يدل على جواز اقتناء الحيوانات وغيرها بقصد الانتفاع بحسنها والتحلي بها؛ طلبًا لإدخال السرور على النفس؛ قال تعالى: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 8]، وقال جل شأنه: ﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا﴾ [النحل: 14].

 وبهذا فإن الإفتاء تؤكد: «لا مانع شرعًا من اقتناء الكلاب التي يحتاجها المكلف في حياته وعمله، بشرط عدم ترويع أو إزعاج الناس، واقتناؤه في هذه الحالة لا يمنع مِن دخول الملائكة على قول كثيرٍ من أهل العلم. أما عن نجاسة الكلب ومكانه فيمكن الأخذ في ذلك بمذهب المالكية القائلين بطهارة الكلب، ويُنصَح بوضعه في حديقة الدار إن وجدت، وإلَّا فليجعل الإنسان لنفسه في بيته مصلًّى لا يدخله الكلب».

الرفق بالحيوان في الإسلام

وأوضحت أن البعض يظن أن الاهتمام بقضية الرفق بالحيوان بلغ منزلة عظيمة في ظل الحضارة الغربية الحديثة، في حين أن نظرةً خاطفةً لتراث المسلمين تؤكد أن هذا الاهتمام، بل والتطبيق العملي له، نشأ نشأةً حقيقية بين المسلمين من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما تلاه من عهود، كيف لا، وهذه القضية مظهرٌ من مظاهر الرحمة، التي جاء الإسلام ليكون عنوانًا عليها، وجاء الرسول ليكون تجسيدًا لها؛ قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، ليس للآدميين فحسب، بل للعالمين؛ من إنسانٍ، وحيوانٍ، وماءٍ، وهواءٍ، وجمادٍ، ... إلخ.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف والمفتي ونظيره الماليزي يفتتحون تدريب علماء دور الإفتاء الماليزية
  • الأوقاف: افتتاح البرنامج التدريبي لمجموعة من علماء دور الإفتاء الماليزية
  • «هيئة الدواء» تقدم 7 نصائح للوقاية من الالتهاب السحائي: اهتموا بالتطعيمات
  • متى يبدأ وينتهي قيام الليل.. دار الإفتاء توضح
  • ذكرى أكتوبر.. الجيش المصري في السنة النبوية
  • في اليوم العالمي للحيوان.. اعرف حكم الاقتناء والتربية بالمنزل؟
  • ياسمين عز تقدم 3 نصائح للمرأة لجذب الرجل نحوها
  • فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
  • دار الإفتاء.. الجمعة غرة ربيع الآخر 1446 هـ
  • أستاذة في علوم الأطعمة تقدم نصائح لوجبة غذائية متكاملة.. «السر في الاعتدال»