استقبال العشر الأواخر من رمضان.. الإفتاء تقدم 7 نصائح لغفران الذنوب
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
يعد استقبال العشر الأواخر من رمضان من أهم ما يشغل بال الكثيرين لأنها تمثل فرصة ذهبية للتفوق في العبادة والاجتهاد في طلب الرحمة والمغفرة، حيث ينظر المؤمنون إلى هذه الأيام بشغف واهتمام خاص، معتبرينها فترة تقوية العلاقة مع الله وغفران ذنوبهم، ونستعرض في هذا الموضوع أهمية وكيفية استقبال العشر الأواخر من رمضان مع التركيز على العبادات والأعمال الصالحة التي يجتهدون فيها لنيل الأجر والثواب.
وأكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى نُشرت عبر موقعها الرسمي على الإنترنت أن العشر الأواخر من شهر رمضان 2024 لها فضل كبير، خاصةً مع وجود ليلة القدر في هذه الأيام العشر، والتي وصفها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بأنها خير من ألف شهر، كما أستدلت لما رواه الإمام البخاري ومسلم، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيى ليلة وأيقظ أهله وشد مئـزره».
وأوضحت دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتهاد في العبادة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان 2024، داعية العباد إلى اتباع نهجه والحرص على الاجتهاد في العبادة، منها الصلاة والقرآن وغيرها، خلال هذه الأيام المباركة، حيث أستدلت بحديث آخر عن النبي الكريم وهو ما ورد عن عُبَادَةُ بْن الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ «إِنِّى خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمُ الْتَمِسُوهَا فِى السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ».
كيفية استقبال ليلة القدركما شددت دار الإفتاء المصرية على أهمية استغلال الوقت واستثمار مواسم الخير، مشيرة إلى أن العشر الأواخر من شهر رمضان تعد من أعظم هذه المواسم، حيث تنعم بنفحات الرحمة والمغفرة والنجاة من النيران، وتتزين بأنوار الإيمان في ليلة القدر، التي وصفت بأنها خير من ألف شهر.
كما حثت الإفتاء على استثمار العشر الأواخر من رمضان بتلاوة القرآن والذكر والصلاة، داعية إلى عدم التشتت بالشؤون الدنيوية، عسى أن ينال المؤمنون نفحات الخير التي تسعدهم في الدنيا والآخرة، استنادًا إلى قول عائشة رضي الله عنها، التي ورد في حديثها: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ".
7 نصائح لاستقبال ليلة القدروفي سياق متصل، قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، استقبال العشر الأواخر من شهر رمضان يعتبر لحظة مهمة للمسلمين، حيث يتسابقون لاستثمار هذه الفترة القيمة بالعبادة والتقرب إلى الله، كما نصح المسلمون بعدد من النصائح لاستقبال العشر الأواخر من رمضان بشكل إيجابي ومنها:
- التخطيط الجيد: قم بوضع خطة لكل يوم من العشر الأواخر لتحديد الأعمال الصالحة التي ترغب في القيام بها، مثل الصلاة والقراءة والذكر والصدقة
- تكثيف العبادات: زيادة مدة الصلوات وترتيل القرآن والتضرع إلى الله بالدعاء والاستغفار في هذه الأيام المباركة.
- البحث عن ليلة القدر: حرص على البحث عن ليلة القدر في العشر الأواخر والاجتهاد في العبادة فيها، فهي ليلة خاصة تحمل أجراً عظيماً وتغفر لك كل الذنوب
- الإكثار من الذكر والاستغفار: تكرار الأذكار والاستغفار باستمرار خلال هذه الأيام للتقرب إلى الله وطلب المغفرة والرحمة.
زيادة الصدقة في العشر الأواخرواستكمالا للحديث عن كيفية استقبال العشر الأواخر من رمضان فإنه يجب على المسلم أن يقوم بهذه الأفعال والتي جاءت كالتالي:
- الصدقة والخير: تبرع بالصدقات وقم بأعمال الخير والعطاء للمحتاجين في هذه الفترة، فهي تزيد من بركة أعمالك وتقربك إلى الله.
- التفكر والتأمل: قم بالتأمل في آيات الله ونعمه واحتساب الأعمال، وتفكر في ماضيك ومستقبلك وكيفية تحسين علاقتك بالله.
- الاستعداد للعيد: استعد لاستقبال عيد الفطر بالاستغفار والتوبة وتحضير الهدايا والتبرعات للفقراء والمحتاجين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العشر الأواخر من رمضان الصيام 2024 شهر رمضان العشر الأواخر من شهر رمضان صلى الله علیه وسلم لیلة القدر فی العبادة هذه الأیام إلى الله
إقرأ أيضاً:
كيفية بر الزوجة بعد موتها.. الإفتاء تكشف
قالت دار الإفتاء المصرية إن الشريعة الإسلامية شرعت للزوج بِرُّ زوجته بعد وفاتها بأنواع البر المختلفة، والتي منها أن يبرَّها بالثناء والذكر الحسن، وبالدعاء والاستغفار لها، وبالتصدق عنها، أو بأيِّ عمل آخر من أعمال الخير التي يصل ثوابها للمتوفى.
مظاهر بر الزوجة بعد وفاتها في الإسلام
وأوضحت الإفتاء أن اللهُ سبحانه وتعالى قال إن الرباطَ الأوثقَ بين الزوجين هو المودة والرحمة، قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].
وأضافت أن الإسلام حرص على استدامة هذه المودة، حتى لو طرأ على الحياة الزوجية أسوأ ما يمكن أن تتعرض له، وهو انتهاؤها؛ وهو ظاهر قول الله تعالى بعد بيان الحقوق عند الطلاق قبل الدخول: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237].
وقالت الإفتاء: والفضل والمودة بين الزوجين اللذين عاشا معًا -أوثق وأعمق ممَن تفرقَا قبل الدخول، وأنه أشد عمقًا بين من فرقهما موتُ أحدهما؛ إذ لا يوجد في الغالب ما يُضْعِفُ هذه المودة أو يؤثر على سلامتها، كما في الطلاق، فيكون خطاب الشارع الطالب لاستدامة المودة متوجهًا بالقياس الأولوي للزوجين عند انتهاء الزوجية بموت أحدهما.
وتابعت: وليس في الشرع الشريف ما يمنع من إحسان الزوج لزوجته وبرِّها بعد موتها، بل إن نصوص السُّنَّة النبوية المطهرة، ووقائعها أصَّلَت للبر بالزوجة المتوفاة بصور متعددة، تجعل الناظرَ في هذه النصوص مُدركًا بإيقانٍ معالم الإنسانية في أسمى معانيها.
وأكملت: فمن صور بِرِّ الزوج بزوجته بعد وفاتها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يُكثر من ذكر زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها بعد موتها، وكان يُكْرِمُ أقرباءها؛ إكرامًا لها وبرًّا بها، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: «مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِيَّاهَا»، قَالَتْ: «وَتَزَوَّجَنِي بَعْدَهَا بثَلَاثِ سِنِينَ، وَأَمَرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ» رواه الشيخان، واللفظ للبخاري.
وعنها رضي الله عنها أيضًا أنها قالت: "اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ، فَارْتَاحَ لِذَلِكَ، فَقَالَ: «اللهُمَّ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ» فَغِرْتُ" متفقٌ عليه، واللفظ لمسلم، فدلَّ على امتداد المودة والوفاء بحقِّ الزوجة بعد موتها.
قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (15/ 202، ط. دار إحياء التراث العربي): [قولها: "فارتاح لذلك" أي: هش لمجيئها، وسُرَّ بها؛ لتذكره بها خديجة وأيامها، وفي هذا كله دليل لحسن العهد، وحفظ الْوُدِّ، ورعاية حرمة الصاحب والعشير في حياته ووفاته، وإكرام أهل ذلك الصاحب] اهـ.
ومن هذه الصور: أنه عليه الصلاة والسلام كان يُكرم أصدقاءها، ويتعهدهم بالهبات والعطايا، فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أُتِيَ بالشيء يقول: «اذْهَبُوا بِهِ إِلَى فُلَانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةَ خَدِيجَةَ. اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَيْتِ فُلَانَةَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ تُحِبُّ خَدِيجَةَ» رواه البخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في "المستدرك".
وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «مَنْ أَنْتِ؟» قَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ، فَقَالَ: «بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ، كَيْفَ أَنْتُمْ؟ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟» قَالَتْ: بِخَيْرٍ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الْإِقْبَالَ؟ فَقَالَ: «إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ»" رواه الحاكم في "المستدرك"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وغيرهم.
واوضحت: فيظهر مما ذُكر أن الإحسان للزوجة وبرِّها بعد وفاتها بصفة عامة أمرٌ مشروع، وأنه من السنن التي سنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن صنوف البر والخير أمرها واسعٌ، فيجوز برها وصِلتها بكلِّ شيءٍ يتحصل به البر، كالثناء عليها بالخير وذكرها به، أو الدعاء والاستغفار لها، أو بالتصدق عنها، أو بفعل أيِّ عبادة ثم وَهْب ثوابها لها.