لا تزال المحادثات بشأن هدنة لوقف إطلاق النار وتبادل رهائن في غزة مستمرة، رغم تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحماس حيال عدم إحراز تقدم.

وأي اتفاق للهدنة سيحتاج إلى دعم من الحكومة الإسرائيلية اليمينية وموافقة حركة حماس عليه، فيما قد تهدد هذه المحادثات بقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو في السلطة على المدى الطويل، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

نتانياهو على مدى ثلاثة عقود من الحياة السياسية أصبح يلقب بـ"الساحر" لقدرته على التحرر من المشاكل السياسية، ولكن المعضلة التي تواجهه حاليا مع حماس "تضع مهاراته على المحك على نحو لم يسبق له مثيل"، وفق الصحيفة.

وترعى قطر مع الولايات المتحدة ومصر منذ أسابيع، محادثات في العاصمة الدوحة في مسعى لتأمين هدنة بين إسرائيل وحماس، ويتوقع أن تنتقل المحادثات إلى القاهرة الأسبوع المقبل.

وتبنى مجلس الأمن الدولي لأول مرة الاثنين قرارا يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان" الذي بدأ قبل أسبوعين، على أنّ "يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم"، وإلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وفقا لوكالة فرانس برس.

وعقب القرار، تبادلت حماس وإسرائيل الاتهامات بفشل التوصل إلى اتفاق.

تظاهرات بالآلاف في إسرائيل ضد نتانياهو

وتشير صحيفة وال ستريت جورنال إلى أن نتانياهو يواجه انقسامات داخل حكومته إذ يشعر الرأي العام الإسرائيلي بالقلق تجاه الحرب المستمرة من دون تحقيق أي من أهداف إسرائيل: بتدمير حماس وإطلاق سراح الرهائن.

وأصبحت عائلات الرهائن الإسرائيليين تنتقد نتانياهو بشكل أكثر حدة، وطالب بعضهم بتدخل الرئيس الأميركي، جو بايدن لدفع الحكومة الإسرائيلية لقبول الاتفاق مع حماس لإطلاق سراح الرهائن.

وخلال الفترة الماضية تراجعت شعبية نتانياهو وبدأت شوارع إسرائيل تمتلئ بالمتظاهرين المناهضين للحكومة للضغط والمطالبة بأمرين: إطلاق سراح الرهائن، وإجراء انتخابات جديدة في إسرائيل بحسب الصحيفة.

والتحديات التي يواجهها نتانياهو لا تقف عند ذلك، إذ يواجه تهديدات من داخل ائتلافه بإسقاط حكومته إذا قبل صفقة تطلق سراح السجناء الفلسطينيين المدانين بقتل إسرائيليين كما تطالب حماس، وفق الصحيفة.

إسرائيل تسحب مفاوضيها من الدوحة بسبب "الوصول لطريق مسدود" قال مسؤول إسرائيلي كبير، الثلاثاء، إن إسرائيل استدعت مفاوضيها من الدوحة بعد أن اعتبرت أن محادثات الوساطة بشأن هدنة في غزة قد "وصلت إلى طريق مسدود" بسبب مطالب حماس.

وتلفت الصحيفة إلى أن نتانياهو يواجه صراعا داخل حكومته الحربية إذ ينتظر بعضهم فرصة للإطاحة به.

وربما تعتبر هذه المعضلة التي يعيشها نتانياهو "نادرة" إذا لطالما كانت المخاطر التي تهدد بقائه السياسي محدودة، إذ تمكن من توسيع علاقات إسرائيل مع دول عربية، وساعد في إلغاء الاتفاق النووي الذي أبرمته واشنطن مع إيران، ووجه بلاده بعيدا عن قبول أي دولة فلسطينية.

ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين إسرائيليين قولهم إن نتانياهو يواجه اختبارا لا مثيل له في حياته السياسية المستمرة منذ عقود، إذ تتزايد ضغوط الحرب، فيما يرجح بعضهم أن نتانياهو لن يبقى في السلطة.

إسرائيل لم تحقق أهدافها بإطلاق سراح الرهائن والقضاء على حماس

أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، ريتشارد تشازدي كان قد قال في حديث سابق لموقع "الحرة" إن "شعبية هذه الحكومة في الداخل الإسرائيلي تتراجع، وفي حال إجراء انتخابات إسرائيلية اليوم قد تكون الفرصة سانحة بشكل أكبر لشخصيات أقل تعنتا".

وفي مشكلة أخرى أمام نتانياهو يتعرض الإعفاء من التجنيد لانتقادات متزايدة داخل المجتمع. ويعتقد قسم من الرأي العام أن اليهود المتشددين يجب أن يخدموا مثل غيرهم ويساهموا في ضمان أمن البلاد.

ونظرا لحساسية القضية التي كشفت عن انقسام عميق، لم يتوصل الائتلاف الحكومي بقيادة نتانياهو إلى اتفاق بسبب معارضة الأحزاب الدينية التي ترفض حتى مناقشة الأمر.

وطلب نتانياهو من المحكمة العليا الخميس تأجيل ردها مجددا بشأن تجنيد اليهود المتشددين، بهدف السماح للحكومة بالتوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية الشائكة التي تضعف ائتلافه اليميني.

ويعتمد ائتلاف نتانياهو إلى حد كبير على التحالف مع الحزبين الرئيسيين المتشددين، شاس ويهدوت هتوراه، اللذين يعارضان بشدة تجنيد الحريديم، وفي حال انسحابهما منه ستسقط الحكومة.

ويبدو أن المطالبات بإجراء انتخابات قد لا تعيد نتانياهو ليست من داخل إسرائيل فقط، إذا طالب زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر بإجراء انتخابات في إسرائيل قبل نحو أسبوعين.

تقرير: تهديد يواجه نتانياهو بسبب إعفاء الجيش الإسرائيلي للحريديم أثار كبير الحاخامات السفارديم في إسرائيل، يتسحاق يوسف، ضجة كبيرة خارج الدائرة المحدودة لمجتمع إسرائيل المتدين، حينما أعلن أن المتدينين المعروفين باسم "الحريديم" قد يغادرون البلاد إذا ما تم تجنيدهم في الجيش، حسبما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وقال شومر في تصريحاته "كدولة ديمقراطية، لإسرائيل الحق في اختيار قادتها". وأضاف أن "المهم هو أن يتاح الخيار للإسرائيليين".

وشومر هو أعلى مسؤول يهودي منتخب في تاريخ الولايات المتحدة، وقد كان حتى الآن حذرا للغاية في انتقاداته لإسرائيل والطريقة التي تنفذ بها هجومها في غزة وفقا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس.

ورأى أنه "يجب أن يكون هناك نقاش جديد حول مستقبل إسرائيل بعد السابع من أكتوبر".

واعتبر شومر أيضا أن الزعيم الإسرائيلي هو واحد من أربع "عقبات رئيسية" أمام السلام إلى جانب حركة حماس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والإسرائيليين اليمينيين المتطرفين. واتهم نتانياهو بإحاطة نفسه بالمتطرفين.

وفي خلال مارس الجاري تظاهر الآلاف في تل أبيب للمطالبة برحيل حكومة نتانياهو "الفاسدة" وتضميد جراح "بلد مزقته" تعرض للصدمات هاتفين "انتخابات! الآن!" و"أعيدوا الرهائن!". 

الديمقراطية في إسرائيل.. مؤشرات وقراءات لـ"التراجع التاريخي" من فئة "ديمقراطية ليبرالية" إلى "ديمقراطية انتخابية"، تراجعت إسرائيل في مقياس الديمقراطية الذي يصدره المعهد البحثي السويدي "في ـ ديم"، للمرة الأولى منذ 5 عقود .

ورفعت إلى حد كبير في التظاهرات شعارات لاذعة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينما كتبت على القمصان واللافتات عبارة "أعيدوا الرهائن إلى الوطن!". وحتى الآن، لا يزال 130 رهينة، بينهم 31 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، محتجزين في غزة، وفق السلطات الإسرائيلية.

واندلعت الحرب إثر هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر وأوقع وفق الأرقام الإسرائيلية 1160 قتيلا معظمهم مدنيون. كما خطف حينها نحو 250 شخصا.

وردا على هذا الهجوم غير المسبوق، تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس وباشرت عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة أسفرت وفق وزارة الصحة التابعة لحماس عن مقتل 32552 شخصا معظمهم من الأطفال والنساء.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: إطلاق سراح الرهائن فی إسرائیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توجه طلباً إلى مصر.. والأخيرة تردّ!

طلب مسؤولون إسرائيليون خلال المحادثات بين جهاز “الشاباك” والمخابرات المصرية إجراء، مباحثات حول قضية وقف إطلاق النار في غزة.

وكشفت صحيفة “يسرائيل هايوم” الإسرائيلية، أن  “مصر لم تحدد موعدا رسميا لزيارة جديدة من الشاباك لمناقشة وقف إطلاق النار”.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن “المصريين طلبوا، في نقاش آخر مع الأمريكيين، إعادة النظر في إمكانية التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة يومين أو ثلاثة أيام لأسباب إنسانية”.

وكانت وسائل إعلام اسرائيلية، كشفت “عن زيارة سرية قام بها رئيس الشاباك الإسرائيلي إلى تركيا بهدف التباحث مع نظيره التركي حول صفقة تبادل أسرى محتملة مع حركة “حماس”.

ووفق موقع “والا” العبري، |فإن رئيس الشاباك رونين بار، زار تركيا سرا يوم السبت الماضي، والتقى رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن، لبحث صفقة التبادل مع حركة ح”ماس”.

وبحسب صحيفة “معاريف”: “على الرغم من التوترات بين القيادة التركية والحكومة الإسرائيلية، عمل رئيس الشاباك في الأيام الأخيرة على تسخير الأتراك ضد “حماس، إذ تستضيف تركيا العديد من كبار قيادات “حماس” وتتمتع بنفوذ كبير على المنظمة”.

مقالات مشابهة

  • خبير: حكومة إسرائيل تقف أمام مفاوضات التهدئة.. ونتنياهو «انتهى» سياسيا
  • خبير دولي: حكومة إسرائيل تقف أمام مفاوضات التهدئة.. ونتنياهو انتهى «سياسيا»
  • إسرائيل: الظروف تغيرت ونقترب لاتفاق يوقف الحرب في غزة قبل تنصيب ترامب
  • عون أمل في أن تتطور محادثات وقف إطلاق النار لتحصل هدنة وبعدها السلام
  • بريطانيا تبدي استعدادها لحماية إسرائيل مرة أخرى.. استمرار الحرب لا يدمر حماس
  • أمريكا تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بغزة.. وفرنسا وبريطانيا تُعلقان
  • "فيتو أميركي" ضد قرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة
  • قاسم يتوعد برد في تل أبيب ويؤكد: وقف إطلاق النار مرهوناً بجدية نتانياهو
  • الخارجية الأمريكية تطالب تركيا بالضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن
  • إسرائيل توجه طلباً إلى مصر.. والأخيرة تردّ!