السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة بحق زعماء أجانب
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
وصف السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنطونوف، تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها "غير لائقة".
وقال السفير في حديث للقناة التلفزيونية الأولى الروسية، يوم الخميس: "للأسف يسمح الرئيس الأمريكي لنفسه بمثل هذه العبارات الحادة، وهي غير لائقة أبدا، تجاه القيادة الروسية".
وأشار السفير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لم يسمح لنفسه بإطلاق أي عبارات مهينة بحق القيادات السياسية في الدول الأجنبية، مهما كانت التهجمات عليه مشينة".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أدلى يوم الثلاثاء بتصريحات مسيئة جديدة بحق الرئيس الروسي، حيث وصفه بـ"الجزار".
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها بايدن مثل هذه الأوصاف على الرئيس الروسي. وكان الكرملين قد صرح في وقت سابق بأن مثل هذه التصريحات تسيء إلى الجانب الأمريكي ذاته قبل كل شيء.
المصدر: نوفوستي
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: العلاقات الروسية الأمريكية جو بايدن فلاديمير بوتين الرئیس الروسی
إقرأ أيضاً:
كيف تعكس تصريحات “نتنياهو” الأخيرة بشأن اليمن فشلَ العدوان الأمريكي؟
يمانيون../
كشفت التصريحاتُ الأخيرةُ لمجرم الحرب الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بشأن جبهة الإسناد اليمنية لغزة عن المزيد من دلائل فشل العدوان الأمريكي الذي تشنه إدارة ترامب على اليمن منذ منتصف مارس الماضي.
تصريحاتُ نتنياهو التي ركَّزَ فيها على طائرة “يافا” اليمنية المسيَّرة، وعبَّر عن غضبه من تسميتها، وهجماتها المتكرّرة على وسط الأراضي المحتلّة، عكست حالة انزعَـاج شديدة من استمرار العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة، واستمرار الكابوس الأمني والاستراتيجي الذي تمثّله هذه العمليات، وكذلك الدلالات التي تحمّلها في مفاعيلها ورمزياتها، برغم المحاولات الحثيثة لإخفاءِ ذلك بشكل تامٍّ على المستوى الإعلامي.
بل إن هذه التصريحاتِ تتصادمُ بشكل واضح مع الانطباع المزيَّف الذي حاول نتنياهو نفسُه أن يصنعُه في مناسباتٍ سابقةٍ من خلال تصوير العدوان الأمريكي الجديد على اليمن وكأنه نهاية للتهديد الذي تشكّله جبهةُ الإسناد اليمنية، حَيثُ يبدو بوضوح أن هذا التهديدَ لا يزال يفرضُ نفسَه بشكلٍ مُلِحٍّ على الواقع الأمني والاقتصادي لكيان العدوّ، بصورة تجبر نتنياهو على تناوله ومحاولةِ مَلْءِ فراغ الأسئلة المتصاعدة بشأنه لدى قطعان المستوطنين.
ومما يؤكّـد ذلك أن تصريحاتِ نتنياهو تتناقَضُ مع الاستراتيجية الإعلامية للعدوان الأمريكي على اليمن، والتي كشفت صحيفةُ “معاريف” في وقتٍ سابق، نقلًا عن مسؤولين صهاينة، أنها تركِّزُ على إبعادِ كيان العدوّ قدرَ الإمْكَان عن المشهد، والترويج فقط لدعاية خطر العمليات اليمنية على الملاحة؛ مِن أجلِ تحشيد الدعم الإقليمي والدولي ضد صنعاء، حَيثُ نسف نتنياهو هذه الاستراتيجية وأشَارَ بوضوحٍ إلى ارتباط العمليات العدوانية الأمريكية ضد اليمن بحماية العدوّ الصهيوني.
ولا يقف الأمر عند المستوى الإعلامي، فـ تهديدُ نتنياهو بالرد على الهجمات اليمنية التي تستهدف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة، يعكس بوضوح الفشل العملياتي والميداني للعدوان الأمريكي على اليمن، والذي كشفت وسائل إعلام عبرية الشهرَ الماضيَ بأنَّ إدارةَ ترامب حرصت على إبلاغِ كيانِ العدوّ بعدمِ المشاركة فيه عسكريًّا بشكل مباشر وعدم الرد على الهجمات اليمنية، وهي استراتيجيةٌ انطلقت من تقديراتٍ أمريكية خاطئة استندت على فرضية أن واشنطن قادرةٌ بالفعل على احتواءِ وردع الجبهة اليمنية، كما أنها تهدفُ أَيْـضًا لترسيخِ الهدف الدعائي المتمثل في فَكِّ الارتباط الواضح بين جبهتَي اليمن وغزة.
الاندفاع الذي أبداه نتنياهو للعودة إلى استهداف اليمن بشكل مباشر، يعكسُ بوضوح سقوط الاستراتيجية العملياتية والإعلامية للعدوان الأمريكي، ووصول كيان العدوّ إلى إدراك تام لانسداد الأفق أمام إدارة ترامب، كما يعكس تزايد حجم الضغط الذي يشكله هذا الفشل الأمريكي واستمرار وتصاعد العمليات اليمنية المساندة لغزة، بالشكل الذي يرى نتنياهو أنه يحتاج للتصرف بشكل مباشر؛ مِن أجلِ تخفيفِه ولو دعائيًّا.
ومما يوضح سوءَ المأزِق الأمريكي -الصهيوني الذي تعبّر عنه تصريحاتُ وتهديدات نتنياهو، أنه هذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها كيان العدوّ نفسه مضطرًّا للتصرف بشكل مباشر؛ بسَببِ فشل حلفائه الأمريكيين؛ فقد حدث ذلك خلال الجولة السابقة عندما اضطر جيشُ العدوّ الصهيوني لتنفيذ اعتداءات جوية مباشرة على اليمن، تحت ضغطِ العمليات اليمنية المتصاعدة ضد العُمق الصهيوني، متجاوزًا الاستراتيجيةَ العملياتيةَ والإعلامية التي حاولت إدارةُ بايدن من خلالها إبعادَ “إسرائيل” عن المشهد، وقد كانت نتائجُ ذلك عكسيةً بشكل فاضح؛ فبدلًا عن أن تقتصرَ فضيحةُ الفشل في ردع اليمن على الولايات المتحدة وبريطانيا، تصدَّر كيانُ العدوّ واجهةَ مشهد العجز، وامتلأت وسائلُ الإعلام ومراكزُ الدراسات العبرية بالتحليلات والاعترافات الرسمية وغير الرسمية بالعجز العملياتي والاستخباراتي الكبير الذي يعاني منه جيشُ العدوّ فيما يتعلق بتنفيذ عمليات مباشر في اليمن، وهو أمرٌ حَرَمَ قيادةَ العدوّ حتى من الفائدة المحدودة للتهديدات والعنتريات الدعائية، وجعل واقعَ استحالة وقف العمليات اليمنية راسخًا وواضحًا أمام الجميع، بما في ذلك قطعان المستوطنين الذين كان يسعى نتنياهو لطمأنتِهم.
توقيتُ تصريحاتِ نتنياهو بشأن اليمن يؤكّـدُ هو أَيْـضًا إدراكَ كيان العدوّ لفشل العدوان الأمريكي على اليمن، حَيثُ تأتي هذه التصريحات في ظل عجز يواجهُه البنتاغون حتى على مستوى تسويق إنجازات وهمية، حَيثُ أصبح يرفضُ تمامًا تقديمَ أية تفاصيل بشأن العمليات ضد اليمن ويمتنع عن الإجَابَة عن أسئلة وسائل الإعلام الأمريكية، في ظل أزمة داخلية باتت تهدّد مستقبل وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث نفسه؛ بسَببِ قضيةِ تسريبات معلوماتٍ حسَّاسة عن العمليات العدوانية ضد اليمن، وذلك عقب أن اعترف مسؤولون بأن العدوانَ لا ينجح في الإضرار بالقدرات العسكرية اليمنية، وأن تكاليفَه تجاوزت مليار دولار في ثلاثة أسابيع فقط، وأنه يستنزفُ مخزوناتِ الجيش الأمريكي المخصَّصة لمنطقتَي آسيا والمحيطَين الهندي والهادئ.
ويبدو أن هذه الحالةَ قد أسهمت بشكل كبير في زيادةِ حالة اليأس والإحباط لدى قيادة كيان العدوّ الصهيوني، بالشكل الذي دفعها إلى تجاوُزِ الاستراتيجيات التي تم تنسيقُها مع واشنطن، والاندفاع إلى واجهة المشهد بفعلِ الحاجة إلى تعويضِ الفشل الأمريكي ومحاولة ملء الفراغ الذي يتركُه هذا الفشلُ في معنويات المستوطنين، وأمام وسائل الإعلام، وفي الميدان.