شخصنة القضايا من أسخف أمراض الثقافة السودانية . وأعني بذلك الميل إلى التركيز على الشخص وإيلاء اهتمام أقل بكثير لما يكتبه.
في ذلك إذا قمت بنشر مقال أو حتى تغريدة لشخص ما، فإن الكثير من المعلقين يتجاهلون الرسالة ويهاجمون الكاتب، عادة بالتصنيف – فهو كوز، وهو شيوعي، وهو هذا وذاك وهو فلان بن فلان وكانما فلان دائما مخطئ لانه أخطأ في العام السابق وهذا إنتحار للمنطق لان من أخطا في تقدير قضية لا يفقد القدرة علي إضافات محترمة في قضايا أخري.
كون الكاتب كوز أو ماركسي أو عمل في مكتب حمدوك لا يعني أنه مخطئ بالضرورة وللابد ولا يعفي منتقديه من تفنيد حجته وتبيان خطلها.
وهذا التركيز السلبي علي كاتب منحي غبي معاد للفكر. إذ لا يمكن أن يُستبعد أحد بشكل كامل من الحوار العام بسبب انتمائه السياسي أو سوء تقدير سابق ثابت أم متوهم. لذا من الأفضل التعامل مع الرسالة، ودحضها بالمنطق والبرهان أولاً، وبعد ذلك يمكنهم التعليق على انتماء الكاتب إذا كان له صلة بالمسألة.
لكن هذا ليس ما يفعله من يهاجم الكاتب ويتجاهل الرسالة متناسينا أن سوء الكاتب لا يعفيه من عبء دحض وجهة نظره بالحجة الأحسن.
هناك العديد من الأسباب لهذا الهباب الفكري. من ذلك أن معظم الناس في المجال العام هم مناهضون للفكر مهما تمشدقوا وثرثروا، لذا يفضلون التركيز علي الشخصي لانهم يحبون الشمشرة كما أن شتم الآخر أسهل من المجهود الفكري لتفنيد فكرة
معتصم اقرع
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
بثلاث لغات.. رسالة المنصة: ضحايا غزة بالأرقام
وجهت حركة حماس خلال عملية التبادل رسالة عبارة عن ملصق كبير بثلاث لغات بعنوان "النازية الصهيونية في أرقام"
وجاء في الرسالة، التي صيغت بثلاث لغات هي العربية والعبرية والإنجليزية، أن عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة تخطى الـ61 ألف قتيل، وأن نحو 14 ألفا منهم مازالوا تحت الأنقاض.
وفي الأرقام المذكورة على الملصق الكبير الذي وضع على منصة تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين تم تسليمهم إلى الصليب الأحمر اليوم الخميس، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 9268 مجزرة، أدت إلى إصابة أكثر من 111000 شخص.
وأضافت الرسالة أن 2092 عائلة مسحت من السجل المدني و4889 عائلة لم يبق منها سوى فرد واحد.
وأضاف الملصق الرسالة أن 17881 طفلا "قتلهم جيش الاحتلال، بينهم 214 رضيعا ولدوا وماتوا خلال الحرب".
وأضاف أن 12316 امرأة قتلت خلال الحرب و38000 طفل فلسطيني فقدوا أحد والديهم، بينهم 17 ألفا فقدوا كلا الوالدين.