شخصنة القضايا من أسخف أمراض الثقافة السودانية . وأعني بذلك الميل إلى التركيز على الشخص وإيلاء اهتمام أقل بكثير لما يكتبه.
في ذلك إذا قمت بنشر مقال أو حتى تغريدة لشخص ما، فإن الكثير من المعلقين يتجاهلون الرسالة ويهاجمون الكاتب، عادة بالتصنيف – فهو كوز، وهو شيوعي، وهو هذا وذاك وهو فلان بن فلان وكانما فلان دائما مخطئ لانه أخطأ في العام السابق وهذا إنتحار للمنطق لان من أخطا في تقدير قضية لا يفقد القدرة علي إضافات محترمة في قضايا أخري.
كون الكاتب كوز أو ماركسي أو عمل في مكتب حمدوك لا يعني أنه مخطئ بالضرورة وللابد ولا يعفي منتقديه من تفنيد حجته وتبيان خطلها.
وهذا التركيز السلبي علي كاتب منحي غبي معاد للفكر. إذ لا يمكن أن يُستبعد أحد بشكل كامل من الحوار العام بسبب انتمائه السياسي أو سوء تقدير سابق ثابت أم متوهم. لذا من الأفضل التعامل مع الرسالة، ودحضها بالمنطق والبرهان أولاً، وبعد ذلك يمكنهم التعليق على انتماء الكاتب إذا كان له صلة بالمسألة.
لكن هذا ليس ما يفعله من يهاجم الكاتب ويتجاهل الرسالة متناسينا أن سوء الكاتب لا يعفيه من عبء دحض وجهة نظره بالحجة الأحسن.
هناك العديد من الأسباب لهذا الهباب الفكري. من ذلك أن معظم الناس في المجال العام هم مناهضون للفكر مهما تمشدقوا وثرثروا، لذا يفضلون التركيز علي الشخصي لانهم يحبون الشمشرة كما أن شتم الآخر أسهل من المجهود الفكري لتفنيد فكرة
معتصم اقرع
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نقل الكاتب الجزائري المعتقل في الجزائر بسبب آرائه الى المستشفى
نقل الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال المسجون في الجزائر منذ منتصف نوفمبر بتهم تتعلق بأفعال تستهدف “السلامة الترابية” و”الوحدة الوطنية” إلى وحدة علاج طبي، وفق ما أفاد ناشر مؤلفاته ووكيل الدفاع عنه في فرنسا الاثنين.
وكان الرئيس التنفيذي لدار “غاليمار” للنشر أنطوان غاليمار والمحامي فرنسوا زيمراي في أمسية دعم في أحد مسارح باريس حضرها المئات.
وقال غاليمار خلال الأمسية “علمنا أخيرا، هذا الصباح، أنه وضع مجددا اليوم في وحدة سجنية للرعاية بناء على طلبه”.
وأوضح أن هذه الوحدة تقع داخل أحد مستشفيات الجزائر العاصمة.
وأضاف “إنها المرة الثانية، وبناء على طلبه. فماذا يمكن أن نفهم؟ على أي حال، فهم (المسؤولون عن توقيفه) أن وضعه الصحي بهذه الهشاشة وأن وفاته ستكون خطرة جدا عليهم أيضا”.
وكان وكيل صنصال المحامي فرنسوا زيمراي ند د في 11 ديسمبر بنقل الكاتب البالغ 80 عاما إلى سجن القليعة، على مسافة نحو 35 كيلومترا من الجزائر العاصمة، من دون إخطار الدفاع أو الأسرة سلفا.
وأكد المحامي مساء الإثنين أن بوعلام صنصال “ليس بخير”.
وأفاد بأن صنصال “ن قل للتو مجددا” إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي وسط العاصمة الجزائرية، مشيرا إلى أن “نتائج الخزع التي أ جري ت له ليست جيدة”. وأضاف “لذلك أطلق نداء (…) إلى السلطات الجزائرية لتتصرف بكل بساطة بإنسانية في هذه القضية”.
وأوق ف كتابي “قسم البرابرة” و”2084: نهاية العالم” في 16 نوفمبر في مطار الجزائر العاصمة.
وو جهت إلى صنصال تهم بموجب المادة 87 مكرر التي تعد “فعلا إرهابيا أو تخريبيا (…) كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي”.
وبحسب صحيفة “لوموند” الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لموقع “فرونتيير” الإعلامي الفرنسي المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، تبنى فيها موقفا مغربيا يقول إن أراضي مغربية انت زعت من المملكة تحت الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.
ورفضت غرفة الاتهام بمجلس قضاء الجزائر الأربعاء، طلب الإفراج الذي تقدم به محامو صنصال، بحسب ما ذكرت صحيفة الوطن في اليوم التالي.
وطالب متحدثون آخرون خلال أمسية الاثنين “بالإفراج الفوري” عن صنصال، من بينهم الكاتب الحائز جائزة غونكور لسنة 2024 كمال داود، ورئيس الوزراء الفرنسي السابق برنار كازنوف.