الثورة نت:
2025-02-24@02:16:42 GMT

من ينفذ قرار مجلس الأمن…؟!

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

بعد قرابة سبعة أشهر من العدوان الصهيوني على الشعب العربي في فلسطين وبعد سقوط أكثر من مائة ألف شهيد وجريح وتشريد أكثر من مليوني مواطن عربي فلسطيني من مساكنهم، وبعد تدمير شامل لكل المرافق الحياتية والخدمية، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 2728 القاضي بوقف إطلاق النار في القطاع، القرار صدر تحت (البند السادس) وهذا يعني أن القرار غير ملزم وبالتالي امتنعت أمريكا عن استخدام حق النقض ضد القرار كما امتنعت عن التصويت عليه.

.!
القرار الذي حظي بترحيب غالبية دول العالم بما فيها حركة حماس والأطراف، العربية والإسلامية للأسف، حمل في نصوصه بذور فنائه، أولا إنه غير ملزم لأطرافه، أي أن تنفيذ القرار هو فعل اختياري ووصفته المندوبة الأمريكية في مجلس لحظة التصويت بأنه (قرار غير ملزم) وكأنها تقول للصهاينة انتم أحرار في الالتزام بالقرار أو تجاهله، فلن يمسكم سو إن رفضتم وواصلتم عدوانكم، غير أن القرار يعد خطوة على طريق إعادة تلميع صورة أمريكا على خلفية دعمها للعدوان الصهيوني في حربه ضد الشعب الفلسطيني، خاصة بعد أن تضاعفت معاناة المدنيين في القطاع وحدوث وفاة بين الأطفال والشيوخ بسبب الجوع وانعدام الغذاء والدواء وان أكثر من مليون ونصف مليون مواطن فلسطيني مهددون بالموت جوعا جراء الحصار الظالم وغير المسبوق وهذا ما جعل القرار الأممي يجد طريقه للصدور ولكن وفق ( البند السادس) وبالتالي هو قرار غير ملزم ولكنه يعطي الصهاينة مزيداً من الفرص لمواصلة جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى ربط القرار عملية التنفيذ بإطلاق سراح الرهائن الصهاينة لدى المقاومة دون أن يذكر بالمقابل الأسرى الفلسطينيين لدى العدو..!
الأمر الآخر أن المجلس لم يصدر قراره وفق ( البند السابع) وهذ ما كان يفترض لأن إصداره تحت هذا البند يلزم المجتمع الدولي بتنفيذه وإجبار الكيان الصهيوني على الالتزام به، لكن أمريكا أرادت إخراج القرار بهذه الصورة رغم الزوبعة التي صدرت عن قادة الكيان الصهيوني وانتقادهم الموقف الأمريكي على عدم اتخاذ حق النقض داخل المجلس ضد القرار، وما جرى من زوبعة إعلامية وسياسية وتنابز التصريحات بين حكومة العدو ورموزها وبين قادة البيت الأبيض ومسؤوليها، فيما يبدو وكأنه خلاف نشب بينهما ولكن الواقع أن كل هذه الزوابع مجرد خدع سياسية وأكاذيب متفق عليها، لأن ما يجري في غزة وما يجري للشعب العربي في فلسطين هي حرب أمريكية بامتياز منذ انطلاقتها بدليل حضور واشنطن إلى البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب وخليج عدن وإلى البحر المتوسط والمحيط الهندي، حضرت بأساطيلها وبوارجها ومعها بريطانيا وكل هذا من أجل حماية الكيان الصهيوني وتمكينه من تحقيق الانتصار على المقاومة ورد الاعتبار لمؤسساته العسكرية والأمنية بعد الإهانة المدوية التي تعرض لها في السابع من أكتوبر من العام الماضي على يد أبطال المقاومة الذين يخوضون منذ سبعة أشهر معارك بطولية رغم فارق الإمكانيات ورغم حالة الحصار التي ضربت على القطاع وحجم الدمار ووحشية العدو وتجرده من كل القيم والأخلاقيات وتقاليد الحروب..!
إن قرار مجلس الأمن 2728 لن ينفذ لأن الشعور بالهزيمة الذي يستوطن وجدان وذاكرة الصهاينة يمنعهم من القبول بوقف اطلاق النار، لأن قبولهم بالقرار يعني تدثرهم بلحاف الهزيمة وان نتنياهو بعد ساعات من قبوله بالقرار سيجد نفسه داخل زنزانة في أحد سجون كيانه، والقبول بالقرار يعني انهيار حكومته وإحراق كل حياته السياسية والرجل يقارن نفسه بأنه (قرين النبي يوشع) ومنقذ بني إسرائيل ومخلصهم من الموت..!
إن معركة طوفان الأقصى من أساسها هي معركة أسطورية بكل المقاييس، معركة لا يمكن مقارنة قدرات أطرافها المادية، لكن يمكن المقارنة فيما يتعلق بإرادة أطرافها، الكيان رغم كل قدراته وحجم الدعم الأمريكي البريطاني والغربي له يظل كياناً محتلاً يملك القوة ولكنه لا يملك الحق، فيما المقاومة ورغم إمكانياتها المادية المحدودة غير انها تتمتع بإرادة فولاذية، إرادة لا تنكسر ولا تهزم ولا يزيدها استمرار العدوان إلا صلابة، كما أن المقاومة هي صاحبة الحق والحق فوق القوة وبغض النظر عن كل نتائج المعركة فإن من المخجل أن يتحدث العدو عن الإنجازات والانتصارات، لأن مثل هذا الحديث هو معيب بحق هذا الكيان الذي يسعى لإقناع مواطنيه بأنه قادر على حمايتهم وتوفير الأمن لهم، فيما ترعاه أمريكا بدورها التي حضرت بأساطيلها لمؤازرة هذا النجاح وتمكينه من عوامل الانتصار ورد الاعتبار لمكانته التي أهدرتها المقاومة في طوفان الأقصى، لهذا جاءت أمريكا بأساطيلها وبوارجها ومعها بريطانيا إلى المنطقة جالبين معهما أجهزتهما الاستخبارية وتقنياتهما التجسسية لمساعدة الصهاينة في تحقيق انتصار على المقاومة ولو من خلال (بروبجندا إعلامية) تسوق عبر وسائل إعلامية صهيونية _أمريكية نموذج هذه البروبجندا قصة أو حكاية اغتيال القيادي في القسام مروان عيسى، ودون خجل يعتبر الصهاينة تصفية هذا المجاهد انتصاراً عظيما وهذا دليل إفلاس وانحطاط وهمجية الكيان الذي يصنف نفسه الأقوى في المنطقة.
لكن يبقى هناك سؤال: من سينفذ قرار مجلس الأمن ويوقف إطلاق النار وحرب الإبادة على الشعب العربي في فلسطين؟!
من سيطبق قرار مجلس الأمن ويدخل المساعدات الغذائية والدوائية للشعب العربي في قطاع غزة؟!
وإذا لم يحترم القرار الأممي الأخير والمتوقع أن الصهاينة لن يلتزمون به، وان القرار أساسا جاء بهدف التسويف وتهدئة الرأي العام وخطوة في طريق إعادة تلميع صورة أمريكا الملطخة بدماء أطفال وشيوخ غزة..؟
لكن هل سيستغل النظام العربي هذا القرار ويكسر الحصار ويدخل المساعدات للقطاع؟ هذا هو السؤال الأهم..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: قرار مجلس الأمن العربی فی غیر ملزم

إقرأ أيضاً:

جهاز مستقبل مصر ينفذ مشروعات لاستصلاح 4.5 مليون فدان.. والدلتا الجديدة بداية تحقيق الأمن الغذائي للبلاد.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تسعى الدولة، إلى زيادة الإنتاج الزراعي في البلاد عبر التوسع الرأسي لرفع إنتاجية الفدان الواحد أو التوسع الأفقي باستصلاح أراضي جديدة لزيادة المساحة المنزرعة، وذلك بهدف توفير احتياجات السوق المحلي من المحاصيل الأساسية لخفض فاتورة الواردات، ومن الخضروات والفاكهة بأعلى جودة وأسعار مناسبة للتخفيف عن المواطنين، علاوة على تصدير الفائض للخارج مما يسهم في زيادة تدفقات البلاد من النقد الأجنبي وتحقيق استقرار في سعر العملة.

 

ولتحقيق هذا المستهدف، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، قرارًا بإنشاء جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، يختص بإنشاء مشروعات استصلاح متكاملة تضم أنشطة زراعية وتصنيع غذائي ولوجيستي للتداول والتخزين ومزارع للثروة الحيوانية والداجنة وكذلك تنمية عمرانية، وذلك بهدف خلق مجتمعات اقتصادية إنتاجية تجذب السكان للخروج من وادي النيل الضيق، وتوفر ملايين فرص العمل، مما يسهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي لمصر، وأسند لإدارة الجهاز العميد دكتور بهاء الغنام، والذي يمتلك خبرة ورؤية وإصرار لتحقيق أهداف الجهاز وتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية.

 

وبدأ جهاز مستقبل مصر، العمل منذ اليوم الأول بتنفيذ 7 مشروعات للاستصلاح الزراعي بداية من منطقة الدلتا الجديدة، مرورًا بالمنيا وبني سويف والفيوم، وصولا إلى أسوان والداخلة والعوينات مستهدفًا زراعة 4.5 مليون فدان بحلول عام 2027، ليصبح الجهاز أحد أكبر الكيانات على مستوى العالم العاملة في مجالات وأنشطة التنمية على صعيد مشروعات الزراعة والتصنيع الزراعي والاقتصاد البيئي والمشروعات التكاملية.

 

حقق جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، قصة نجاح في تنمية مشروع الدلتا الجديدة، والذي يعد أكبر مشروع متكامل في مصر لاستصلاح الأراضي بمساحة 2.2 مليون فدان، بداية من توفير مصادر المياه اللازمة للمشروع، بكميات بلغت 17.5 مليون متر مكعب من المياه يوميًا، اللازمة لاستصلاح هذه المساحة الضخمة، عبر تنفيذ الدولة المشروع القومي لتبطين الترع، مما ساهم في توفير مليارات الأمتار من المياه التي كانت تُهدر بطول مجاري الشبكة المائية في كافة أنحاء الجمهورية، إضافة إلى تنفيذ محطة الدلتا الجديدة، بطاقة إنتاجية 7.5 مليون متر مكعب يوميًا، حصلت على العديد من الشهادات العالمية منها شهادة موسوعة جينيس كأكبر محطة معالجة في العالم.

 

ونقلت المياه عبر "نهر نيل جديد" يمتد على مسار مكشوف ومواسير نقل مياه تحت الأرض بأطوال تصل إلى حوالي 500 كم. ويهدف هذا النهر إلى نقل المياه إلى المناطق الصحراوية المستهدفة بمشروع الدلتا الجديدة، مما يساهم في زراعة الأراضي الصحراوية، كما يعمل المشروع على تحسين إدارة الموارد المائية في المنطقة، ويقلل من آثار التغيرات المناخية، ويخفف من عبء المياه الزائدة في المناطق المجاورة، علاوة على ذلك يمتد مسار نهر النيل الجديد إلى مدن يصلها النهر لأول مرة منها مدينة 6 أكتوبر، وسفنكس الجديدة، والشيخ زايد، وسيمتد ليصل لمناطق أخرى مستقبلا.

 

يحقق نهر النيل الجديد العديد من العوائد الهامة على المستوى الزراعي والاقتصادي، أبرزها المساهمة في تعزيز الإنتاجية الزراعية وتوفير الفرص الاقتصادية الجديدة من خلال الاستثمار في الزراعة والصناعة. كما يساهم في خلق فرص عمل للشباب وتعزز الاستدامة البيئية من خلال الإدارة الجيدة للمياه.

 

وبعد توفير المياه، تم اختيار أفضل المواقع بصحراء مصر الغربية بجوار دلتا النيل القديمة من جهة الغرب، يمتد المشروع ليشمل محافظات البحيرة والجيزة ومطروح، ويقع على امتداد محور الشيخ زايد ومحور تحيا مصر ويمر من خلاله الطريق الدائري الإقليمي، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في الربط بين محافظات الدلتا القديمة ومحافظات الجنوب وكذلك سهولة الوصول إلى الموانئ، كما يبعد المشروع مسافة تقدر بحوالي 30 دقيقة فقط عن مدينة السادس من أكتوبر.

 

وفقًا لدراسات عديدة أجرتها مكاتب استشارية محلية وعالمية كبرى، أثبتت أن جودة أراضي الدلتا الجديدة أفضل من الدلتا القديمة، والتي استهلكت على مدار العقود الماضية، وتم تصميم المشروع ليضم أراضي زراعية على مساحة 2.2 مليون فدان مزروعة بأفضل الأصناف عالية الجودة من المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة وبنجر السكر وغيرها من المحاصيل، مما يؤدي إلى تقليل فاتورة استيراد هذه المحاصيل، وتحقيق الأمن الغذائي للبلاد، وكذلك من الخضروات والفاكهة لتلبية احتياجات السوق، وتصدير الفائض للخارج، بهدف زيادة الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية، والتي تورد لكل الأسواق حول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، والمملكة المتحدة، والصين، ودول عربية وشرق آسيا وأفريقيا أيضًا.

 

كما يضم مشروع الدلتا الجديدة، 100 صومعة لتخزين الحبوب بسعة 500 ألف طن، وثلاجات لحفظ الأغذية، ومجمعات صناعية للتصنيع الغذائي لتلبية احتياجات السوق، وتصدير الفائض للخارج، وكذلك سوق لوجيستي على مساحة 550 فدان يوفر أكثر من 20 مليون طن سنويًا من تداول الحاصلات الزراعية، ليصبح أكبر سوق لوجستي في الشرق الأوسط.

 

ويسهم مشروع الدلتا الجديدة في تحقيق العديد من العوائد الاقتصادية والبيئية الهامة. إذ يعزز الإنتاج الزراعي المحلي، ويعمل على زيادة المساحة المنزرعة بنسبة تصل إلى 23% من المساحة الزراعية الحالية في مصر، وهو ما يعادل تقريبًا زيادة ربع المساحة الزراعية في البلاد. كما يساهم المشروع في تحسين الإنتاج المحلي من المحاصيل الاستراتيجية

 

يمثل مشروع الدلتا الجديدة خطوة كبيرة نحو تحقيق التنمية المستدامة في مصر، من خلال الابتكار الزراعي واستخدام تقنيات حديثة في الري ومعالجة المياه. هذا المشروع لا يعزز فقط قدرة مصر على مواجهة تحديات الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل، بل يسهم أيضًا في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والبيئي على المدى الطويل.

1 2 3 4 5 6 7

مقالات مشابهة

  • مشهد بيروت العالمي …أكثر من مجرد تشييع
  • ضمن حملة حماة تنبض من جديد… استمرار فتح الطرقات وإزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعها النظام البائد
  • جهاز مستقبل مصر ينفذ مشروعات لاستصلاح 4.5 مليون فدان.. والدلتا الجديدة بداية تحقيق الأمن الغذائي للبلاد
  • جهاز مستقبل مصر ينفذ مشروعات لاستصلاح 4.5 مليون فدان.. والدلتا الجديدة بداية تحقيق الأمن الغذائي للبلاد.. صور
  • أميركا تريد عرض مشروعها حول أوكرانيا على مجلس الأمن
  • واشنطن تريد تصويتاً لمجلس الأمن في الذكرى الثالثة لحرب أوكرانيا
  • مجلس الأمن يدين رواندا وام23 ويدعو للانسحاب من الكونغو الديموقراطية
  • سفارة أمريكا في سوريا تحذر من محاولات إيرانية لإعادة ترسيخ نفوذها
  • لأول مرة..مجلس الأمن يدين رواندا بالاسم لدعمها حركة متمردة في الكونغو
  • مجلس الأمن يدين رواندا ويطالبها بسحب قواتها من الكونغو فورا