«مسجد الشيخ زايد» في أديس أبابا.. معمار عصري
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
عبد الله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلة15 عاماً مرّت على افتتاح مسجد الشيخ زايد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والذي أصبح مركزاً لنشر تعاليم الدين الإسلامي السمح وأيقونة للعمل الإنساني في أفريقيا.
عمارة عصرية
يتسم مسجد الشيخ زايد في أديس أبابا، بمعمار عصري ممزوج بالطراز التقليدي للمساجد العربية التاريخية، بواجهات زجاجية عملاقة تزين الجدران بنّية اللون، ويشتهر المسجد بمئذنتين عملاقتين و3 قباب إحداها كبيرة رئيسة فوق ساحة الصلاة. وتتسع مساحة المسجد لـ3000 مصلٍ، وقُسّمت إلى 3 أدوار لتشمل مصلى للرجال وآخر للنساء، إلى جانب مكتبة كبيرة وقاعة لتقديم الخدمات الاجتماعية والثقافية إلى أفراد المجتمع الإثيوبي. ومن الداخل يسود المعمار البسيط على المسجد بألوانه البيضاء، التي تبعث الراحة على رواده، وتتخلل ساحة الصلاة أعمدة رخامية أنيقة الشكل، وتمنح النوافذ الزجاجية العملاقة إضاءة طبيعية هادئة نهاراً، ويتزين السقف بثريا تتدلى من وسط القبة الرئيسة العملاقة مع سجاد أحمر يزين أرضيته.
دور إنساني
دور فاعل يقوم به مسجد الشيخ زايد على المستوى الإنساني، حيث يقدم المساعدات وحملات إطعام للمحتاجين في المناطق المجاورة ويدعم حفر الآبار في المناطق النائية لتوفير المياه العذبة، ويساعد الفئات المتضررة في حال وقوع كوارث أو أحداث خطيرة وتحسين الحالة المعيشية لهم. وعلى المستوى العلمي، تُنظم في المسجد دورات تدريبية علمية وثقافية للشباب والأطفال في مجالات عدة، مثل العلوم الإسلامية واللغة العربية وعلوم القرآن، إيماناً منه بأهمية ترسيخ الثقافة الإسلامية السمحة. وفي شهر رمضان، يتوجه الصائمون إلى المسجد قبيل صلاة المغرب لتناول الإفطار الجماعي، وينتظرون حتى انتهاء صلاة التراويح.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مسجد الشيخ زايد إثيوبيا أديس أبابا المساجد مسجد النور مسجد الشیخ زاید أدیس أبابا
إقرأ أيضاً:
القصة والحكمة من تحويل القبلة في منتصف شعبان
شهد منتصف شهر شعبان حدثًا مفصليًا في تاريخ الإسلام، حيث تحولت قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، استجابةً لأمر الله تعالى.
كان لهذا التحول حكمة عميقة ومقاصد عظيمة، إذ لم يكن مجرد تغيير في اتجاه الصلاة، بل كان اختبارًا للإيمان، وتأكيدًا على مكانة النبي ﷺ، وتعزيزًا لوحدة الأمة الإسلامية.
حكمة تحويل القبلةيؤكد الشيخ محمود السيد صابر، المفتي بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن تحويل القبلة جاء استجابةً لدعاء النبي ﷺ، حيث كان يكثر النظر إلى السماء متمنيًا التوجه إلى الكعبة المشرفة، فجاء الوحي الإلهي ليحقق رغبته: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}.
إلى جانب ذلك، كان التحول اختبارًا للمؤمنين، إذ كان عليهم الامتثال الفوري لأمر الله دون تردد، مما يرسخ أهمية الطاعة المطلقة لله ورسوله ﷺ، كما قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
قصة تحويل القبلةفي مكة، كان النبي ﷺ يصلي تجاه بيت المقدس مع جعل الكعبة بينه وبين القبلة، وعندما هاجر إلى المدينة، استمر في استقبال المسجد الأقصى لما يقرب من ستة عشر أو سبعة عشر شهرًا. ثم نزل الأمر الإلهي بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام في منتصف شعبان من السنة الثانية للهجرة، كما جاء في قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}.
كان لهذا الحدث أثر كبير في التمييز بين المؤمنين الصادقين والمنافقين، فالمؤمنون استجابوا فورًا قائلين: "سمعنا وأطعنا"، أما المشركون والمنافقون فاعترضوا وحاولوا التشكيك في الحكمة من التحول، لكنهم خابوا وخسروا.
الدلالات العميقة لتحويل القبلةمكانة النبي ﷺ عند ربه
كان النبي ﷺ يتمنى استقبال الكعبة، فجاء الأمر الإلهي تحقيقًا لرغبته، مما يؤكد علو مكانته عند الله.
الرابطة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى
يدل هذا التحول على العلاقة القوية بين المسجدين، كما ورد في الحديث الشريف: "المسجد الحرام أول بيت وضع للناس، ثم المسجد الأقصى، وكان بينهما أربعون سنة".
تأكيد وحدة المسلمين والتسليم المطلق لأمر الله
استجاب المسلمون فورًا لأمر الله، مما يظهر تكاتفهم وإيمانهم العميق بوحدة الأمة الإسلامية، حتى أنهم تساءلوا عن مصير صلوات من ماتوا قبل التحول، فطمأنهم الله بقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}.
ترسيخ مفهوم العبودية لله تعالى
يؤكد التحول أن الغاية العظمى هي عبادة الله وحده، بغض النظر عن اتجاه القبلة، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}.
تكريم أمة الإسلام وجعلها أمة وسطًا
أظهر هذا الحدث مكانة أمة الإسلام التي وُفقت للقبلة التي بناها إبراهيم عليه السلام، مما يؤكد اصطفاءها للشهادة على الأمم، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
كان تحويل القبلة حدثًا عظيمًا يحمل في طياته العديد من الدروس والعبر، حيث اختبر الله إيمان عباده، وأكد مكانة نبيه ﷺ، ووحد المسلمين على قبلة واحدة تربطهم بعقيدتهم وتاريخهم المشترك. إنه ليس مجرد تغيير في الاتجاه، بل رمز لوحدة الأمة وثباتها على منهج الله.