الجديد برس:

كشف رجل الأعمال اليمني المهندس خالد عبد الواحد محمد نعمان، عن إجراءات وممارسات دفعت التجار والمستثمرين إلى مغادرة ميناء عدن، موضحاً بأن القطاع التجاري بعدن يعاني من فرض الجبايات الباهظة واحتكار النقل وممارسات تطفيشية أخرى.

جاء ذلك في رسالة وجهها رجل الأعمال خالد عبد الواحد نعمان، إلى كلٍ من رئيس الحكومة اليمنية الموالية للتحالف أحمد بن مبارك، وسالم بن بريك وزير المالية، وعبد السلام حميد وزير النقل، ومحمد بن محمد الأشول وزير الصناعة والتجارة، وأحمد غالب المعبقي محافظ البنك المركزي، كشف خلالها حجم الجبايات والمخالفات القانونية في ميناء عدن، مشيراً إلى أنها أبرز الأسباب التي تنفر من التعامل مع ميناء عدن، وهروب التجار المستوردين إلى ميناء الحديدة أو التهرب الجمركي والتدليس عبر المنافذ الجمركية البرية.

وشرح نعمان في رسالته، تجربته في استخراج حاوية له من ميناء جمرك المنطقة الحرة بعدن، مؤكداً أنها “تمثل نموذجاً للجبايات غير القانونية التي تمارس ميدانياً في مجال المعاملات والتخليص الجمركي من الميناء، والتي تنفر كل المستوردين من التعامل مع ميناء عدن والهروب لنقل مستورداتهم للوصول إلى موانئ الحديدة، وجعل ميناء عدن خاوياً على عروشه”.

وعدد نعمان الجبايات غير القانونية التي تحصل في جمرك المنطقة الحرة بعدن على كل حاوية والتي بلغت 13 جباية وإكراميات وأتعاباً غير قانونية، أبرزها رسوم الدعم والإسناد للجنة الاقتصادية للمجلس الانتقالي الجنوبي، ورسوم المواصفات والمقاييس بدون القيام بأي فحص، وأتعاب لجنة المعاينة والفحص، ورسوم هيئة النقل والمجلس المحلي، وإكراميات “إجبارية” لموظفي المعاينة وعمال فك الحاوية والعسكر، مؤكداً أنه يمتلك وثائق رسمية لهذه الجبايات.

كما انتقد نعمان “احتكار النقل الداخلي وفرض تعرفات خيالية، داخل عدن، والنقل إلى خارج عدن”، مشيراً إلى أنه “لا يوجد أي احتكار للنقل الداخلي في كل أنحاء الجمهورية اليمنية إلا في عدن، وتقوده نقابة النقل الخاصة، وتدعمه وزارة النقل عبر الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل، وتفرض تعرفات داخل عدن خيالية”.

وأوضح أن التكلفة الإجمالية لنقل حاوية واحدة من جمرك الميناء إلى التواهي، ليوم واحد فقط تبلغ 422,000 ريال لحاوية بموجب سند رسمي، علماً أن مسافة النقل لا تتجاوز 15 كيلومتراً داخل مدينة عدن.

وحول النقل بين المحافظات، أكد نعمان أن كشف التعرفة الرسمية الصادرة من النقابة العامة للنقل الثقيل في عدن، يشير إلى أن التكلفة تتراوح ما بين 480,000 ريال إلى العند وحوالي مليوني ريال إلى محافظة صعدة. مشيراً إلى أن المواطن وحده هو من يتحمل عبء هذه التكاليف.

وحول التدليس والتهرب الجمركي والضريبي في المنافذ الجمركية البرية والبحرية في بعض المحافظات الجنوبية، لفت نعمان إلى أن بعض المستوردين يلجأ للهروب من هذا الوضع في ميناء عدن، لاستيراد مختلف أنواع البضائع من الخارج إلى (موانئ دبي أو عمان أو السعودية) ثم نقلها في شاحنات كبيرة عبر المنافذ البرية في المهرة، أو الوديعة في حضرموت، وتعامل بأسماء مخلصين، وليس بأسماء التجار المستوردين أنفسهم، وعلى أساس بضائع متنوعة بالمقطوعية وبفواتير “مضروبة” بأقل من استحقاقاتها الفعلية، مشيراً إلى احتمال “تواطؤ” بعض الجهات الأمنية والإدارية في تمرير تلك البضائع.

وفيما يتعلق بالتفاوت في السعر الجمركي بين المنافذ البحرية في كل من عدن والحديدة، أكد نعمان أنه “السبب في عزوف التجار المستوردين من الاستيراد عبر موانئ حكومة الشرعية، وبالذات إلى ميناء عدن، وخاصة بعد فتح موانئ الحديدة”.

وأوضح أن هناك فارقاً كبيراً في الرسوم الجمركية التي تدفع في ميناء عدن مقارنة بميناء الحديدة، وأيضاً لا تستوفي ضريبة القيمة المضافة هناك، مؤكداً أن “هناك وفراً كبيراً للتجار المستوردين إلى موانئ الحديدة مقارنة باستخدام موانئ عدن”.

وأضاف: “بعد فتح موانئ الحديدة، وقبل أزمة البحر الأحمر الراهنة، ازداد عدد البواخر التي تؤم موانئ الحديدة إلى عدة أضعاف البواخر التي تؤم موانئ عدن”.

وناشد نعمان الحكومة اليمنية إزاحة كل العوائق لتجعل موانئ عدن أكثر تنافسية مع موانئ الحديدة، مؤكداً أنه “إذا ظل الوضع على حاله، فإن وضع الموارد العامة سيزداد سوءاً”.

ويأتي ما كشفه رجل الأعمال نعمان في رسالته ليؤكد أن الرسوم الباهظة التي تفرض على التجار في ميناء عدن تُعد سبباً مهماً لتوجه التجار إلى ميناء الحديدة، سواء الرسمي منها المتمثل في رفع التكلفة الجمركية، حيث وصل سعر الدولار الجمركي إلى 750 ريالاً، والرسوم التي تفرضها هيئة النقل على كل حاوية بضائع، أو الجبايات الخارجة عن القانون التي تفرضها جهات نافذة في الحكومة، وفي المقابل قدمت حكومة صنعاء مزايا عدة وتسهيلات للتجار المستوردين عبر ميناء الحديدة، منها إعفاؤهم من 50% من رسوم الجمارك على السلع الواردة عبر الحديدة، وبسعر 250 ريالاً للدولار الجمركي الواحد.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: میناء الحدیدة موانئ الحدیدة فی میناء عدن إلى میناء إلى أن

إقرأ أيضاً:

مدبولي يشهد توقيع اتفاقية إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته بمنطقة جرجوب باستثمارات 24 مليار يورو

على هامش فعاليات مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي المشترك، الذي انطلق اليوم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ومشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية، السيدة أورسولا فون دير لاين، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ، والفريق مهندس  كامل الوزير، وزير  النقل،والسيد فالديس دومبروفسكسيس، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، المُفوض الأوروبي للتجارة، توقيع الاتفاقية الخاصة  بمشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء بمنطقة جرجوب، وذلك بين كل من الهيئة العامة لميناء الإسكندرية التابعة لوزارة النقل، وهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة مع تحالف شركة ( ديمي هايبورت إنرجى إن في البلجيكية).
ووقع الاتفاقية كل من: الدكتور محمد الخياط، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، واللواء نهاد شاهين، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لميناء الإسكندرية، والسيد جيوسيبي ستيفاني، المدير العام لشركة "ديمي هايبورت إنرجي إن في".

وأوضح وزير النقل أن التكلفة الاستثمارية للمرحلة الأولى للمشروع تبلغ ٣ مليارات يورو، وسيتم تمويلها بالكامل بمعرفة الشركة لتصل التكلفة الاستثمارية للمشروع ككل إلى ٢٤ مليار يورو لمراحل المشروع الثلاث، ويعتبر المشروع ضمن المشروعات المشتركة مع الاتحاد الأوروبي، كما يأتي في إطار خطط وزارة النقل لتوفير ما يصل إلى  ٢ مليون طن سنويا وقود أخضر بما يوفر الاحتياجات الأساسية لدول الإتحاد الأوروبي من الطاقة، وهو ما يبرز مكانة الدولة المصرية كما يحقق المصالح المشتركة مع دولة بلجيكا كونها تمتلك ميناء من أهم الموانئ بالقارة الأوروبية، والذي سيتصل بشكل مباشر مع ميناء جرجوب بالساحل الشمالي الغربي لمصر.
       
وأكد وزير النقل أن مساحة المراحل الثلاث للمشروع تبلغ  (1180) كم2 كمنطقة توليد للطاقة الشمسية والرياح على بعد (70) كم2 من ميناء جرجوب البحري، ومنطقة جرجوب الاقتصادية الخاصة، وأرض المصنع على مساحة (6) كم2 للمراحل الثلاث، بالإضافة إلى مسار نقل الكهرباء بطول 70 كم ومساحة 7كم2، وكذا استغلال رصيف بحرى بميناء جرجوب بطول (670) مترا طوليا، وستتولى وزارة النقل التنسيق اللازم مع الوزارات والهيئات والجهات ذات الصلة بالتعاقد مع الشركة المذكورة، واستكمال كافة الإجراءات القانونية والموافقات اللازمة في هذا الشأن؛ وكذلك تخصيص الأراضي اللازمة لإقامة مكونات المشروع بمراحله الثلاث  وتحديد موقع ومساحة الأراضي المناسبة لإقامة محطات إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وذلك وفقا للقدرات المطلوبة لكل مرحلة من مراحل المشروع الثلاث  واستكمال الإجراءات الخاصة ببروتوكول التعاون الخاص بقيام الهيئة العامة لميناء الإسكندرية بتشغيل ميناء جرجوب البحري، والذي سيتم استغلاله لتصدير إنتاج المشروع خاصة في ظل المنافسة العالمية لتوطين هذه الصناعة الواعدة في بلدان عديدة للاستفادة من المميزات التي تحققها سواء بإنشاء محطات توليد كهرباء من مصادر متجددة أو إنتاج الوقود الأخضر أو الحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري، فضلا عن توفير مئات الآلاف من فرص العمل أثناء التطوير والبناء والمتطلبات التشغيلية لهذه الصناعة.
          
كما أكد الوزير أهمية هذا المشروع  الذي سيكون له آثار إيجابية فى دفع أوجه التنمية المستدامة للدولة من خلال بدء توطين صناعة الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء وجذب مزيد من الشركات العملاقة لإقامة مشروعات مماثلة،  لاسيما أن شركة ديمي البلجيكية هي إحدى الشركات العالمية الكبرى في مجال إنتاج الطاقة المتجددة،  مضيفاً أن هذا المشروع سيسهم إلى جانب ضخ استثمارات أجنبية مباشرة  وعوائد بالعملة الصعبة  للدولة وكذلك عوائد تصدير سنوية والمساهمة في مساعي التحول العالمي للطاقة النظيفة، وتمكين مصر من الوفاء بتعهدات كل من اتفاقية باريس ومؤتمر المناخ COP27 بالمساهمة في الحد من انبعاثات الكربون محليا وعالميا، وذلك من خلال تنمية مشروعات الوقود الأخضر وكذلك توطين الصناعات المغذية (المحلل الكهربائي ، الالواح الشمسية ، تربينات الرياح)، وتوفير الوقود الأخضر لتموين السفن العابرة بقناة السويس وتقليل الضغط على احتياطي الغاز الطبيعي مع توفير الوقود البديل للنمو بالصناعة بالإضافة الى توفير شركة المشروع  التي سيتم انشاؤها لادارة المشروع مع التدريب اللازم للعمالة المصرية للوصول بها تدريجيا لنسبة 95% من إجمالي العمالة المباشرة.
            
وأضاف الوزير أن هذا المشروع يدخل في إطار  المخطط الاستراتيجي لمنطقة جرجوب الاقتصادية الخاصة، والتي تشمل المنطقة الصناعية، واللوجيستية ومركز الأعمال، إلى جانب مناطق تنمية عمرانية، فضلا عن مناطق التنمية السياحية، وكذلك في ضوء مشروع تطوير ميناء جرجوب والذي  يعد إضافة جديدة لموانئ مصر على البحر المتوسط، حيث يتصل الموقع بالعاصمة ومدن الساحل الشمالي من خلال الطريق الساحلي الدولي، مشيرا إلى أن مشروع تطوير ميناء جرجوب يمكن أن يصبح نافذة مصر الشمالية الغربية لأوروبا والعالم لتبادل الصناعات الحديثة والأنشطة التجارية، إلى جانب أن الطريق الساحلي الدولي يعزز من الاتصال والربط بالمدن الأخرى بمصر، فضلا عن تعزيز التواجد الاقتصادي والعمراني في شمال غرب مصر .

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يشهد اتفاقية إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء بمنطقة جرجوب
  • مدبولي يشهد توقيع الاتفاقية الخاصة بمشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته بجرجوب
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاقية مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر بمنطقة جرجوب
  • مدبولي يشهد توقيع اتفاقية إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته بمنطقة جرجوب باستثمارات 24 مليار يورو
  • جيبوتي تعترض على تصنيف البنك الدولي لموانئها
  • تماسيح في موانئ مرّاكش
  • شركة أمن بحري: تعرض سفينة متجهة إلى السعودية لمقذوف على بُعد 84 ميلاً غربي ميناء الحديدة
  • هجوم بزورق مفخخ استهدف سفينة قرب "الحديدة اليمنية"
  • هيئة بحرية تعلن عن تعرض سفينة تجارية لمقذوف غرب ميناء الحديدة
  • هجوم جديد قرب ميناء الحديدة .. وإعلان بريطاني