العادات والتقاليد الرمضانية لشهر رمضان في ألبانيا
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
تتميز ألبانيا الواقعة في منطقة البلقان بجنوب شرق أوروبا بتنوع ثقافي وحضاري كبير وعادات شعبية وتقاليد موروثة عبر الأزمنة المختلفة، وقد دخلها الإسلام خلال الحكم العثماني أواخر القرن الرابع عشر ومع نهاية القرن التاسع عشر كان معظم السكان يدينون بالإسلام الذي انتشر في شمال ووسط وجنوب ألبانيا حتى حصلت على استقلالها من الدولة العثمانية عام 1912، وخلال الحقبة الشيوعية تم القضاء على رجال الدين المسلمين وتراجعت العادات والمظاهر المرتبطة بالعبادة خوفا من حركات القمع الشيوعية وقلت نسبة المساجد فيها في تلك الفترة حتى استقلت ألبانيا عام 1991 ورجعت فيها مظاهر العبادة والحركة الدينية والمظاهر الاحتفالية بقوة مع إحياء العادات والتقاليد ورجعت فيها الحركة الصوفية والدراويش، ويعد مسجد أدهم باي بالعاصمة تيرانا هو أقدم المساجد في ألبانيا، ومسجد دينا خوخة، ومسجد أثهم بي كما يوجد فيها حوالي 300 مسجد تقريبا تنتشر في أرجائها وسكانها حوالي 3.
فمع دخول الشهر الكريم توزع الكتب الدينية للتعريف بشهر رمضان وتقام الدروس الدينية بالمساجد التي يحرص المسلمون بألبانيا على أداء الصلاة بها وبخاصة صلاة التراويح التي يحرص النساء على أدائها أيضا، وما يميز الصلاة هو ختم القرآن خلال أداء صلاة التراويح وأداء جزء من القرآن يوميا، ومع رؤية الهلال لشهر رمضان تدق الطبول في أرجاء القرى والمدن وتعم الفرحة ويبث الآذان عبر القناة الرئيسية يوميا، فشهر رمضان يدخل على جميع الأمم الإسلامية الفرحة التي تعم أرجاء العالم ومنها المظاهر الجميلة لشعب ألبانيا الذي مازال يستخدم الطبول لسحور المسلمين وهي عادة جاءت مع الحكم العثماني للبلاد، وعادة ما ينام الشعب الألباني مبكرا ويستيقظ عند السحور مع وجود المسحراتي بأدعيته الدينية وإيقاعاته، وفي نهاية رمضان يقدم له السكان الهبات والعطايا، كما تقام الموائد الجماعية للإفطار وتكثر الزيارات لدرجة تأثر المسيحيين من السكان بشهر رمضان
ويقال أنهم يصومون يوم 27 رمضان تضامنا مع المسلمين، وخلاله تقد الصدقات والزكاة وعمل البر وصلة الرحم والاحتفال بليلية القدر مع الاجتهاد في العبادة خلال ليلها وعادة ما تقدم الأطعمة والأطباق ويتم تداولها بين الجيران حتى أن شهر رمضان يصبح فرصة للتسامح والتواصل وتقوية الروابط في المجتمع الألباني لأنه يعيش بحب الأجواء الرمضانية وقديما كان يفطر الألبان على الماء والآن يفطرون على التمور والعسل والمربى مع الحساء، وبعده تقدم الوجبة الرئيسية ومن أشهر طبق اللحم بالبيض مع شراب العنب والبرقوق، وتقدم المخللات والأجبان، والملفوف، والبطاطا، واللحوم الجافة والفاصوليا، ولحوم الضأن والعجل والماعز والأرز مع الدجاج وفطيرة الحليب مع الحلوى التقليدية الرمضانية ومنها ما يسمى سمس وتقدم لاستقبال العيد مع البقلاوة والفطير بالسكر وشكرياريا، والألبان ملتزمون في صيامهم وسلوكهم وتسمى ليلة القدر عندهم بليلية الخير ويكثر فيها الدعاء وتوزع الحلوى بالجوز وتوزع على الأهل والجيران وهم شعب شاكر للنعمة ويحرصون على ارتداء الملابس المحتشمة ويقوم الأطفال بارتداء الملابس التقليدية في المناسبات الدينية وبخاصة في أيام عيد الفطر ليصبح لرمضان مكانة مميزة ومظاهر احتفالية خاصة به عند الشعب الألباني.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شهر رمضان شهر رمضان الكريم فضل شهر رمضان شهر رمضان المبارك تعلم شهر رمضان دعاء شهر رمضان أدعية شهر رمضان ادعية شهر رمضان دخول شهر رمضان ما هو شهر رمضان نهار شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
كيف نتغلب على العادات السلبية؟.. محمد المهدي يجيب «فيديو»
قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، إن الإنسان يمكنه من خلال الصيام أن يثبت لنفسه قدرته على التغلب على العادات السلبية التي كان يعتقد أنها مستحيلة التغيير، لافتا إلى أن هذا الامتناع المؤقت عن الطعام والشراب، رغم كونه حاجة بيولوجية، يعزز قدرة الفرد على ضبط النفس في أمور أخرى، مثل التوقف عن العادات السيئة أو تعديل السلوكيات غير المرغوبة.
وأكد أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج «راحة نفسية»، المذاع على قناة «الناس»، أن شهر رمضان يعد فرصة عظيمة لتقوية العزيمة والإرادة والصبر، مشيرا إلى أن الصيام لا يقتصر فقط على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يمتد ليكون تدريبًا عمليًا على ضبط النفس والتحكم في الرغبات والاحتياجات البيولوجية.
وأشار إلى أن الصيام بمثابة تدريب على الإرادة يشبه التمارين الرياضية التي تقوي العضلات، فكلما تمرن الإنسان على كبح رغباته، ازدادت قوته النفسية وتمكن من مواجهة التحديات الحياتية.
وأضاف أن الأديان السماوية جميعها أقرت فريضة الصيام كوسيلة لتحقيق التقوى، والتي تعني في بُعدها النفسي القدرة على السير في الطريق المستقيم دون انحراف، مشددًا على أن الالتزام بالصيام ينعكس إيجابيًا على السلوك، ويمنح الإنسان قدرة أكبر على التحمل والصبر، مما يساعده في تجاوز الأزمات النفسية والمجتمعية.
وأشار إلى أن رمضان ليس مجرد شهر للعبادة، بل هو فرصة حقيقية لإعادة برمجة النفس واكتساب عادات إيجابية، داعيًا الجميع إلى استغلال هذا الشهر في بناء شخصية أكثر قوة واتزانًا.
اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية: ختان الإناث من العادات لا الشعائر الدينية
الآثار السلبية للزواج المبكر ندوة بجمعية الشابات المسلمات بمطروح