مدونة الأسرة.. هل سيتم إثبات نسب الأبناء خارج إطار الزواج؟
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
بقلم: برعلا زكريا
إن النسب أو العرض أو النسل، هو أحد الكليات الخمس، ويوجد في أعلى هرم المقاصد الفقهية، بل ونجده في كل ملة، والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج تعتبر ظاهرة قديمة، وعلى هذا الأساس فموضوع النسب بدوره كان محل نقاش منذ القدم، فليس موضوعا مستجدا مرتبطا بالعصر الحالي.
وفي تاريخ الفقه الإسلامي برز رأيان رئيسيان : الأول، يقضي بأن ابن الزنا لا حق له في النسب، كون ماء الزاني هدر.
أما القول الثاني فذهب إلى أنه لا مانع في إعطاء النسب لابن الزنا تصحيحا للخطأ.
والآراء التي تؤيد تمكين الأبناء الناتجين عن علاقة خارج إطار الزواج تدعم هذا الطرح قياسا على أن كل ذنب إلا وله حل، بما في ذلك أعظم الذنوب وهو الشرك بالله. وفي حالة الزنى فالأولى تشجيع والد ابن الزنى على تصحيح خطئه من خلال الاعتراف بذنبه وعدم حرمان الولد من حقوقه ومن ضمنها النسب.
وقوله عز وجل : (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزْرَ أُخْر۪يٰۖ) سورة فاطر آية 17.
فلا يبدو منطقيا أن يتحمل الطفل ذنبا لا صلة له به ! كما أن دليل الرافضين لثبوت نسب ابن الزنا والمقصود الحديث النبوي مدعوون لفتح المجال أمام الاجتهاد بما يناسب السياق. فالزاني غير المحصن له عقوبة مخالفة للرجم.
ومن بين الذين يؤيدون ثبوت نسب ابن الزنا تحقيقا للمصلحة الفضلى علماء وأئمة يشهد لهم التاريخ برجاحة الرأي والقول ونجد منهم : عروة ابن الزبير (أحد الفقهاء السبعة)،سليمان بن يسار(أحد الفقهاء السبعة)،الحسن البصري ،ابن سيرين، ابراهيم النخعي الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان شيخ المحدثين علي بن العاص أمير المؤمنين إسحاق بن رهاوين،شيخ الإسلام بن تيمية
ابن القيم ،الإمام القرطبي.
ومن منظور اجتماعي، من الممكن أن يساهم ثبوت نسب الولد الناتج عن علاقة غير شرعية بحل معضلات جمة تواجه ما يصطلح عليه ب "الأمهات العازبات". وحسب إحصائية رسمية لوزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، فقد بلغ عدد الأطفال في مؤسسات مرخصة ومتخصصة بالأطفال بدون نسب 7492، منهم 2476 إناث. ومن المؤكد أن الأرقام الحقيقية أكثر بحكم شح في المعطيات الرسمية حول الأمهات العازبات، إلا بعض الجمعيات المشتغلة بالمجال، وبعض الإحصائيات الصادرة عن المستشفيات التي تهم الولادات خارج إطار الزواج. إضافة لقضايا النسب بالمحاكم.
هؤلاء الأطفال يعيشون على هامش المجتمع، أغلبهم عند استفسارهم عن أفراد أسرهم يجيبون بامتلاكهم لعدد كبير من الأمهات في غياب الأم الحقيقية.
وبالنسبة للأب، يرسمون صورة عن الأب المتوفى، أو المفقود ، أو الأب الذي ذهب ليحضر هدية وسيعود، أو الأب الذي ذهب للعمل في بلد آخر ليعود العام المقبل.
وفي ظل هذه الوضعية الصعبة، أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء هو مساعدتهم في الحصول على النسب.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يطلق مدونة السلوك الوظيفي وأخلاقياتها المؤصلة شرعيًّا
عقد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، اجتماعًا موسعًا مع قيادات الوزارة بمقر الديوان العام بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك لمناقشة خطط العمل المستقبلية وتطوير الأداء المؤسسي. وفي خلال الاجتماع، قام الوزير بتدشين مدونة السلوك الوظيفي تحت عنوان: «التأصيل الشرعي لمدونة سلوك وأخلاقيات الوظيفة العامة»، مشددًا على أهمية تطبيقها لضمان تقديم خدمات حكومية متكاملة تلبي احتياجات ومتطلبات المرحلة الراهنة.
وأكد الأزهري أن هذه المدونة تأتي ترجمة حقيقية لقيم الشريعة الإسلامية، التي تدعو إلى الأمانة والإخلاص في العمل وتحقيق العدالة. وأوضح أن الالتزام بالسلوكيات المهنية النابعة من الأخلاق الإسلامية يُعد خطوة أساسية لتعزيز النزاهة والشفافية داخل المؤسسات الحكومية.
وأشار الوزير، مستشهدًا بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته"، إلى أن الإسلام وضع أسسًا واضحة لمفهوم المسئولية والرقابة الذاتية في أداء العمل، وهو ما يعزز من استقرار المؤسسات ويضمن ثقة الجمهور في الخدمات المقدمة.
كما شدد على ضرورة إبراز النصوص الشرعية التي تحث على أداء الحقوق الوظيفية بكل أمانة وإتقان، مؤكدًا أن القيم الإسلامية لا تُحقق فقط نجاح المؤسسات، بل تُعزز العلاقة بين الموظف والجمهور، وتُرسخ معاني الولاء والانتماء الوطني.
وأوضح وزير الأوقاف أن مدونة السلوك لن تكون مجرد وثيقة تنظيمية، بل ستُترجم إلى آليات عمل واضحة وممارسات يومية يتم متابعتها باستمرار لضمان الالتزام بها، مع وضع نظام رقابي لمتابعة الأداء وتقييمه.
وختم الوزير الاجتماع بتوجيه الشكر لجميع العاملين بالوزارة على جهودهم، داعيًا إلى بذل المزيد من الجهد والتفاني لتحقيق الأهداف المرجوة وتلبية تطلعات الوطن والمواطنين.