محادثات وقف إطلاق النار في غزة تعرّض مستقبل نتنياهو السياسي للخطر
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المشهور بمناوراته السياسية، تحدياً هائلاً، حيث تهدد مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس قبضته الطويلة على السلطة. وتشير التطورات الأخيرة إلى تضاؤل احتمالات التوصل إلى حل، مع قيام نتنياهو بسحب المفاوضين الإسرائيليين من المحادثات في قطر، ورفض حماس اقتراح تسوية جديدا.
ووفقا لما نشرته وول ستريت جورنال، من المقرر أن تستأنف المناقشات في القاهرة الأسبوع المقبل، ولكن مع تصاعد الضغوط والانقسامات داخل حكومته وبين الجمهور الإسرائيلي، فإن مستقبل نتنياهو السياسي أصبح على المحك.
إن صبر الجمهور الإسرائيلي تجاه نتنياهو بدأ يتضاءل، وخاصة بين عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس، والذين كثفوا انتقاداتهم لرئيس الوزراء. وفي خضم تراجع شعبيته وتجدد الاحتجاجات المطالبة بالإفراج عن الرهائن، يواجه نتنياهو منعطفا حاسما.
وبينما نجا نتنياهو من العديد من العواصف السياسية في الماضي، فإن الوضع الحالي يمثل تحديات غير مسبوقة. ومع الانقسامات الداخلية داخل حكومته والتهديدات بانهيار الائتلاف التي تلوح في الأفق إذا قبل صفقة تطلق سراح السجناء الفلسطينيين، يجد نتنياهو نفسه في وضع محفوف بالمخاطر. بالإضافة إلى ذلك، فإن فشله في تحقيق الأهداف الأولية للصراع في غزة – تدمير حماس والإفراج عن الرهائن – أدى إلى تآكل مكانته بشكل أكبر.
ويشير المحللون إلى أن بقاء نتنياهو السياسي يتوقف على تحقيق توازن دقيق بين إرضاء قاعدة دعمه المحافظة وتأمين صفقة من شأنها أن تبقي حكومته سليمة. إلا أن صمود حماس في المفاوضات والضغوط المتزايدة من جانب الجمهور الإسرائيلي والمجتمع الدولي تعمل على تعقيد احتمالات التوصل إلى نتيجة ناجحة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، لا يزال نتنياهو متحديا، مؤكدا على أهمية استمرار الضغط العسكري لضمان إطلاق سراح الرهائن. ومع ذلك، مع تصاعد التوترات ووصول المفاوضات إلى طريق مسدود، تواجه قدرة نتنياهو على الإبحار عبر تعقيدات المشهد السياسي الإسرائيلي الاختبار الأكثر أهمية حتى الآن.
ومع استمرار محادثات وقف إطلاق النار، فإن النتيجة لن تشكل مستقبل نتنياهو السياسي فحسب، بل ستكون لها أيضاً آثار بعيدة المدى على استقرار المنطقة. ومع تزايد المخاطر أكثر من أي وقت مضى، أصبح مصير نتنياهو على المحك بينما يواجه ربما التحدي السياسي الأكبر في حياته المهنية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نتنیاهو السیاسی
إقرأ أيضاً:
استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة
غزة - الوكالات
قال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إن غارتين إسرائيليتين قتلتا خمسة فلسطينيين على الأقل اليوم الأربعاء فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف موقعا عسكريا لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في الشمال.
وقال المسؤولون في قطاع الصحة إن ثلاثة أشخاص استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في حي الصبرة بمدينة غزة، فيما أسفرت غارة جوية أخرى عن مقتل رجلين وإصابة ستة آخرين في بلدة بيت حانون بشمال القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف موقعا لحماس شمال غزة، حيث "تم رصد استعدادات في داخله لتنفيذ عمليات إطلاق قذائف نحو إسرائيل".
واستأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على غزة أمس الثلاثاء وتبادلت مع حماس الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار وتبديد هدوء نسبي استمر لما يقرب من شهرين.
كما أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم بأن قوات سلاح البحرية هاجمت الليلة الماضية "عدة قطع بحرية في منطقة الساحل في قطاع غزة والتي كانت معدة لتنفيذ اعتداءات إرهابية من قبل (حركتي) حماس والجهاد الإسلامي".
وقال فلسطينيون إن طائرة إسرائيلية مسيرة أطلقت النار على عدة قوارب صيد على شاطئ مدينة غزة، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد منها.
وألقى الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء منشورات على مناطق في بيت حانون وخان يونس بشمال وجنوب قطاع غزة تأمر السكان بإخلاء منازلهم، محذرة إياهم من أنهم في "مناطق قتال خطيرة".
وجاء في أحد المنشورات التي تم إسقاطها على بيت حانون "استمرار بقائكم في المآوي، المنازل أو الخيام الحالية يعرض حياتكم وحياة أفراد عائلاتكم للخطر. اخلوا فورا".
وأعلنت السلطات الصحية الفلسطينية أن الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل أمس الثلاثاء أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص، فيما حذرت إسرائيل من أن الهجوم "مجرد بداية".
وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، الذي صمد إلى حد بعيد منذ يناير كانون الثاني وأتاح متنفسا من الحرب لسكان القطاع المدمر البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أمر بشن الغارات لأن حماس رفضت المقترحات الرامية إلى تمديد وقف إطلاق النار.
واتهمت حماس إسرائيل بتهديد جهود الوسطاء الرامية للتفاوض على اتفاق دائم ينهي القتال. ولا تزال حماس تحتجز 59 من نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن الحركة اختطفتهم في هجومها عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وهاجم مسلحون بقيادة حماس إسرائيل في ذلك اليوم، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز الرهائن، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة الإسرائيلية اللاحقة على غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 48 ألفا.
وقال مسؤولون في حماس إنهم لا يزالون حريصين على إتمام اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل كما تم توقيعه.