قائد الثورة يدعو للخروج المشرف الجمعة نصرة للشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
صنعاء – سبأ :
دعا قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المشرف يوم غدٍ في الجمعة الثالثة من شهر رمضان في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات للتضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة واستمرار الدعم لقضيته العادلة.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له مساء اليوم حول آخر التطورات والمستجدات “في ذكرى غزوة بدر الكبرى، يوم الفرقان وفتح مكة وتخليداً لموقف الآباء الأنصار في صدر الإسلام، أدعوا شعبنا العزيز بدعوة الله وبدعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي دعا بها آبائكم وأجدادكم، فأجابه سعد بن معاذ بما أجابه وقال له: أبشر يا رسول الله، وأجابه المقداد من آبائكم المجاهدين في سبيل الله وقال له: أبشر يا رسول الله، وسر بنا على بركة الله، أدعوكم بدعوة المسجد الأقصى والمرابطين فيه وبجراح ومعاناة ومظلومية الشعب الفلسطيني إلى الخروج المشرف يوم غد في الجمعة الثالثة من رمضان في صنعاء وبقية المحافظات حسب الترتيبات المعتمدة والساحات المعروفة”.
وأضاف “أملي فيكم كبير جداً ومع صيام شهر رمضان والأيام المباركة، يعّظم الأجر والقربة إلى الله، فأنتم أهل الإيمان والتقرب إلى الله، وأهل الوفاء والثبات وأهل الشهامة والمروءة والرجولة، أملي فيكم يوم الغد وأن يكون صوتكم مسموعاً كما في الأسابيع الماضية”.
وذكر قائد الثورة أن الخروج المليوني الأسبوعي عمل عظيم ومهم ومتكامل مع العمليات العسكرية والأنشطة الأخرى، بالتزامن مع النشاط الإعلامي الذي يمثل جبهة مهمة لمناصرة الشعب الفلسطيني والتصدي لحملات الأعداء.
وأشار إلى أن الخروج المليوني في الجمعة الماضية كان خروجاً عظيماً وكبيراً ومشرفاً وبـ 154 مسيرة كبرى في المحافظات والمديريات، مؤكداً أنه ليس هناك مثيل للتحرك الواسع للشعب اليمني في أي بلد إسلامي بالرغم من أن هناك مظاهرات تخرج في بعض البلدان.
وأوضح أن هناك بلدان عربية ليس فيها أي نشاط أو تحرك شعبي ملموس نتيجة للدور السلبي لحكوماتها وزعاماتها في كبت الشعوب، وبعض البلدان تتجه متناغمة مع العدو الإسرائيلي على المستوى الإعلامي وبعض الأنشطة التدجينية.
وجدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي التأكيد أن إنطلاق الشعب اليمني في خروجه يأتي من إيمانه وإحساسه بالمسؤولية وهو يستشعر معاناة الشعب الفلسطيني التي لا مثيل لها، مبيناً أنه مقابل حجم مأساة الشعب الفلسطيني تعظم المسؤولية في التحرك الجاد للجهاد والموقف والتحرك في كل المجالات.
وتساءل “إذا لم نتحرك لمناصرة الشعب الفلسطيني في مظلومية بحجم مظلوميته تلك، فمتى يمكن أن نتحرك؟!!، وإذا لم نحمل راية الجهاد في سبيل الله تعالى ضد الطغيان والإجرام الصهيوني الإسرائيلي والأميركي والبريطاني فضد من ومتى سنجاهد؟”.
وعدّ التخاذل في الظروف الراهنة وأوضاع كهذه خطيراً جداً على الإنسان، موضحاً أن من النعمة الكبيرة على الشعب اليمني أن يكون لديه ظروف مهيأة لموقف متكامل.
وقال “لم يتهيأ لنا التفويج لمئات الآلاف من المجاهدين للاشتراك بشكل مباشر في قطاع غزة في مواجهة العدو نظراً لما بيننا وبين العدو من مناطق جغرافية وبلدان لم تقبل بأن تفتح لشعبنا ممرات برية للعبور منها”.
وأضاف “لقد تهيأ لشعبنا التكامل في الموقف كثمرة للتضحيات في الماضي وتحركه التحرري والثوري في كل المراحل الماضية، وإذا وصل الإنسان إلى درجة التجاهل التام لما يحدث في غزة فسيكون شريكا في صنع المأساة ومعاونا للعدو الإسرائيلي”.
وعبر قائد الثورة عن الأسف لتضرر الشعب الفلسطيني بالخذلان الكبير من محيطه العربي والإسلامي إلا القليل النادر، وبالعدوان والإجرام الإسرائيلي.. معتبراً معركة الشعب اليمني في إسناد الشعب الفلسطيني، امتداداً لمعركة آبائه الكرام وأجداده الأوائل.
واستهجن استمرار الأمريكي في العدوان على اليمن، مبيناً أن اعتداءاته هذا الأسبوع بلغت 13 غارة وقصفاً بحرياً، وهي كسابقاتها فاشلة لا يمكنها أن تحد من قدرات القوات المسلحة اليمنية ولا أن تؤثر على القرار اليمني في مساندة الشعب الفلسطيني.
وأضاف “العدوان على بلدنا لن يؤثر إلا في الإسهام من حيث لا يريد الأعداء في تطوير القدرات العسكرية، إلى جانب أن العدو يواصل أيضاً تحريض المرتزقة والتحالف ويسعى لتوريطهم ويستمر في التشويه بموقف الشعب اليمني المشرف”.
وبين أن الحملات الإعلامية ضد موقف الشعب اليمني على وسائل التواصل تشترك فيها لجان إسرائيلية وتستخدم اللهجات العربية، كما الحملات الإعلامية التي تشوه الموقف الفلسطيني نفسه، وأي موقف مساند لهم.
وتابع “إن العدو يواصل الضغط في الملف الإنساني لحرمان الشعب اليمني من المساعدات التي كانت تأتي عبر الأمم المتحدة، لكن شعبنا اليمني مستمر ولا يؤثر على موقفه أي شيء من تلك الأعمال العدائية من جانب الأمريكيين والبريطانيين وعملائهما”.
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن العدو الصهيوني يستمر بنهاية الشهر السادس والأسبوع الـ 25 في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
وأوضح أن عدد المجازر بلغت أكثر من ألفين و950 مجزرة منها أكثر من 58 مجزرة هذا الأسبوع .. مبيناً أن عدد الشهداء والمفقودين بلغ أكثر من 40 ألف شهيد ومفقود وعدد الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين في غزة والضفة الغربية بلغ 128 ألفاً و500 وما تزال الأرقام غير شاملة للمفقودين والشهداء.
واعتبر الأعداد المهولة من المجازر والإجرام الرهيب واستباحة العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، عاراً على البشرية والمسلمين جميعاً كون الشعب الفلسطيني جزءاً من الأمة الإسلامية، يتعرض لأكبر مظلومية في التاريخ المعاصر.
وأكد قائد الثورة أن الإجرام الصهيوني المتوحش والرهيب يستبيح الشعب الفلسطيني في غزة دون اعتبار لأي حرمة، مبيناً أن المأساة في غزة تكبر والجرائم تزداد وحشية كل يوم والقاتل الصهيوني المجرم يزداد إصراراً وتمادياً وهمجية.
وأفاد بأن الشريك الأمريكي يزداد وقاحة وإصراراً على دعم وحماية الإجرام الصهيوني، مؤكداً أن المسؤولية على المسلمين تتعاظم قبل غيرهم، ومن ثم على بقية شعوب المجتمع البشري.
وقال “ما يحصل في غزة هو عار على الإنسانية جمعاء ونذير للجميع بالخطر الصهيوني والنزعة الاستعمارية الأمريكية الهمجية”، مخاطباً الصهاينة المجرمين قائلا “جرائمكم حتماً تأخذكم بشكل أسرع إلى طريق الزوال الحتمي الذي توعدكم الله به في كتبه، فأنتم محتلون، والدماء لعنة عليكم وستجرفكم من أرض فلسطين، وظلمكم لن تنساه الأجيال، والانتقام منكم لأولئك المظلومين والعداء لكم والسخط عليكم يجري مجرى الدماء في شرايين كل الأحرار”.
كما خاطب الأمريكيين بالقول “زمن السيطرة والاستعمار وإخضاع الشعوب واستعبادها بالإبادة والتخويف لفرض الاستسلام قد ولّى وانتهى، وعليكم أن تعودوا قليلاً إلى التاريخ لتتذكروا ما حل بكم في فيتنام والعراق وفي بلدان أخرى، وأنتم في هذه المعركة في ورطة أكبر وخسارتكم باهظة وأنتم تضحون بمصالح شعبكم خدمة للصهاينة”.
وأضاف السيد القائد “أنتم أيها الأمريكيون تتعرضون لأضرار لن تستطيعوا تعويضها لأجيال وإن تماديتم فالعواقب أسوأ وأكبر وأخطر، وسترثون من بريطانيا الخيبة والهزيمة، والبريطاني هو دلال خيبات وهزائم وفشل، فيما ربيبتكم إسرائيل التي زرعتموها في منطقتنا ها هو جيشها يتعرض فعلاً لفضيحة تاريخية”.
ولفت إلى أن جيش العدو الإسرائيلي على مدى نصف عام، عاجز عن تحقيق صورة نصر عسكري في حيز جغرافي وهو الأضيق خلال تاريخ الحروب.. مبينا أن ما يسمى بجيش العدو خاض معركة ضروسه لمدة خمس ساعات بمشاركة المروحية والمسيّر مع أحد الأبطال الفلسطينيين في رام الله، الذي نكل بجنود العدو ومستوطنيه لما يقارب نصف نهار.
وبين أن دوار الكويت أصبح مسرحاً لجرائم التجويع الصهيوني كل أسبوع، مشيراً إلى عملية الإنزال وراءها مخطط أمريكي بالتنسيق مع الإسرائيلي على الأرض لقتل الأهالي في أماكن إسقاط المساعدات، ويسعى الأمريكي لتحويل عملية إنزال المساعدات إلى إثارة المشاكل.
Play Video
وتابع “الممارسات الأمريكية المتوحشة تسقط الجدران الواهية التي أقامها المنافقون والمخدوعون أمام وعي الشعوب لكي لا ترى حقيقة وحشية أمريكا”، مؤكداً أن وحشية أمريكا بغزة يجب أن تحدث صحوة في وعي الشعوب وتسقط الزيف تجاهها وتجاه عملائها.
وذكر قائد الثورة أن العدو الصهيوني يضع النازحين بين خيارات الموت جوعاً أو بالأوبئة أو بالقتل، ويعلن عن منطقة آمنة، ثم حينما يجتمع فيها الناس يستهدفها كما حصل هذا الأسبوع في مخيم المواصي.
ولفت إلى أن العدو الصهيوني يواصل للأسبوع الثاني على التوالي اقتحامه وحصاره لمجمع الشفاء الطبي معاوداً صناعة مأساة للمرضى والكادر الصحي والنازحين، وجعل المستشفيات أهدافاً أساسية لعملياته الهجومية الإجرامية والوحشية.
وأكد فشل العدو الصهيوني وخاب في إحداث شرخ بين العشائر والمجاهدين بفعل ثبات العشائر على موقفها المحتضن للمقاومة، بالرغم من سعي العدو بشكل حثيث لإحداث شرخ بين المجاهدين والعشائر الفلسطينية فيما يتعلق بطريقة توزيع المساعدات.
وقال “الفشل الإسرائيلي المستمر هو فشل أيضا للأمريكي الشريك في جريمة الإبادة الجماعية والتدمير الشامل على غزة”.. مؤكداً أن المجاهدين في كل محاور القتال يُلحقون الخسائر في صفوف العدو وآلياته، وبعد احتفال العدو بانتهاء المخزون الصاروخي للمجاهدين، يعود إطلاق صواريخ من مناطق كان العدو قد أعلن السيطرة عليها باتجاه أسدود.
وتحدث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن أزمة التجنيد في إسرائيل، التي تُعتبر أزمة مستمرة وشاهدة على الفشل الكبير للعدو الصهيوني، مؤكداً أن ما يشهد على إخفاق العدو وفشله هو استمرار الهجرة المعاكسة من فلسطين وهروب اليهود الصهاينة من هناك.
وأفاد بأن خسائر العدو الاقتصادية هي في تصاعد مستمر وكان لعمليات حزب الله تأثير كبير على مصانع العدو شمال فلسطين المحتلة.. مؤكداً أن حزب الله مستمر في جبهته المباشرة المؤثرة على العدو الصهيوني ويلحق الخسائر اليومية بالعدو الغاصب.
وقال “جبهتنا في اليمن في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” بفضل الله وبتوفيقه مستمرة ونشطة وفاعلة ونأمل ونرجو الله أن يُريَ نبيه صلوات الله عليه وعلى آله من شعبنا في هذه المعركة ما يقر به عينه وما تبيض به وجوه شعبنا يوم القيامة”.
واستعرض قائد الثورة عمليات القوات المسلحة اليمنية لهذا الأسبوع التي بلغت عشر عمليات نفذت بـ37 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيرة، تم استهداف تسع سفن ليصل إجمالي السفن المستهدفة إلى 86 سفينة مرتبطة بالعدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني.
وأشار إلى تأثير وفاعلية العمليات العسكرية اليمنية بحركة العدو في البحر الأحمر والتي أصبحت نادرة ويحاول أن يموه إلى أقصى حد، وأن يضلل إعلامياً ومعلوماتياً .. مؤكداً أن حركة سفن العدو أشبه ما تكون بعملية تهريب ومع ذلك يفشل ويتم الضرب بفاعلية.
وذكر أنه من بين العمليات العسكرية النوعية للقوات المسلحة، عملية قصف بالصواريخ المجنحة باتجاه أم الرشراش لاستهداف أهداف تابعة للعدو الصهيوني.. وقال “بحمد الله تأثير العمليات العسكرية في البحر وكذلك إلى فلسطين وعجز العدو عن إيقافها مسألة واضحة يعترف بها العدو الصهيوني”.
وأضاف قائد الثورة “نعمة كبيرة أن يوفق الله لعمل مؤثر على العدو بدءاً من وضعه الاقتصادي الذي يعتمد عليه في عدوانه العسكري، والحل الوحيد هو إيقاف العدوان والجرائم والحصار على قطاع غزة والأراضي المحتلة”.
ولفت إلى أن البحرية الأمريكية لم تصل إلى هذا المستوى من الإذلال منذ القرن الـ 19 وفق شهادة أحد الضباط الأمريكيين، مبيناً أن الحالة السيئة التي وصلت لها البحرية الأمريكية هي نتيجة للتعنت الأمريكي وعدم تقبل الحل الصحيح والمنصف.
وجدّد التأكيد على أن التعنت الأمريكي في دعم الإجرام الصهيوني والعدوان على اليمن أدخله في مأزق حقيقي، لافتاً إلى أن الأمريكي والبريطاني أدخلا نفسيهما في المشكلة مع الصهيوني رغم ارتفاع أسعار السلع والشحن والتأمين لديهما.
وقال “وصل الأمريكي والبريطاني إلى هذه الورطة والفشل وهم لا يزالون في مواجهة عسكرية مع جزء من قواتنا المسلحة، وعلى الأمريكي والبريطاني أن يتخيلا حالهما فيما لو تورطا في أي هجوم بري أمام مئات الآلاف من الأبطال المسنودين بالملايين”.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن البريطاني في وضعية سيئة جداً، ويحشر نفسه كتابع ذليل مع الأمريكي ويدٍ من أيادي الصهيونية التي تحركها.
وأضاف” يقر قادة البحرية البريطانية بأنهم يواجهون صواريخ تنطلق من اليمن بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت، كما يقرون ضمنياً بعجزهم عن إسقاط الصواريخ أو منع وصولها، وتحدث قائد إحدى المدمرات البريطانية بأن اليمنيين يستخدمون حالياً أسلحة أكثر تقدماً وفتكاً في البحر الأحمر وخليج عدن”.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي السید عبدالملک بدر الدین الحوثی الأمریکی والبریطانی الشعب الفلسطینی فی العملیات العسکریة العدو الصهیونی الشعب الیمنی قائد الثورة هذا الأسبوع الیمنی فی أن العدو إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
حزب الله يكُبد الكيان الصهيوني خسائر فادحة خلال شهرين بمعركة (أولي البأس)
وفي هذا السياق نشر حزب الله اللبناني، اليوم الأحد، انفوغرافاً، استعرض خلاله مُلخصاً عن عملياته العسكرية، من تاريخ 17 سبتمبر الماضي حتى 16 نوفمبر الجاري، حيث يُظهر حجم خسائر العدو الصهيوني التي رصدتها المقاومة.
ووفقاً لما رصده مجاهدو حزب الله، فقد نفذت المقاومة الإسلامية خلال هذين الشهرين 1349 عملية عسكرية، وبلغت الحصيلة التراكمية لخسائر العدو أكثر من 100 قتيل وأكثر من 1000 مصاب، بينما كان معدل العمليات في اليوم الواحد 22 عملية.
وقال حزب الله: "إنّه خلال شهرين، استهدفت المقاومة 61 آلية عسكرية، و53 مركزاً قيادياً، و30 مربض مدفعية، و17 مصنعاً وشركة عسكرية، و11 معسكر تدريب.. مضيفاً: إنه استهدف أيضاً عشرة مطارات وسبع طائرات مسيرة، بالإضافة إلى استهداف أربعة مخازن عسكرية، وأربع دشم وتحصينات، ووحدتين استيطانيتين، وتجهيزين فنيين، ومشغلاً عسكرياً، وحاجزاً عسكرياً."
وخلال الفترة ذاته، أكد حزب الله أنه هاجم 456 مستوطنة، واستهدف 361 نقطة عسكرية و164 قاعدة عسكرية و127 موقعاً حدودياً، ونفذ 25 عملية تصدٍّ لعمليات تقدم قوات الاحتلال، بالإضافة إلى استهداف 101 ثكنة عسكرية، و58 مدينة محتلة و29 مُسيّرة وطائرة و28 عملية تصدٍّ لعملية تسلل.. مشيراً إلى أن هذه الأرقام تشير إلى عدد مرات الاستهداف.
وفيما يخص الأسلحة التي استخدمها حزب الله، أوضح أنه استخدم 1047 صاروخاً و84 مدفعية و124 سلاح جو، بالإضافة إلى استخدام 65 صاروخاً موجهاً، و29 من أسلحة الدفاع الجوي، و12 من أسلحة القنص والرشاشات، وعشرة من أسلحة الهندسة.. لافتاً إلى أن هذه الأعداد هي لأعداد الرمايات وليس المقذوفات.
وتعليقاً على الجبهة الداخلية للعدو الصهيوني، قال حزب الله: إنه استهدف أكثر من 100 مستوطنة مُخلاة، و30 كلم من شعاع المنطقة المخلاة، و150 كلم عمقاً، وإنه أجبر أكثر من 300 ألف مستوطن على النزوح.
وفي المواجهة الدائرة بين كيان العدو الصهيوني وحزب الله اللبناني، يعكِف إعلاميون وباحثون على رصد الانتقائية التي يمارسها الكيان الغاصب فيما يُعلنه وما يخفيه من خسائر مادية وبشرية في مقدراته، بما يتوافق مع استراتيجيته العسكرية والسياسية، وهو أمر يكرره مع كل حرب يخوضها.
ويؤكد الباحثون أن الكيان الصهيوني يفرض رقابة عسكرية صارمة على وسائل إعلامه بخصوص الخسائر الناجمة عن ضربات حزب الله التي تطول بالأساس أهدافاً عسكرية.
ويُرجع الباحثون تلك الرقابة والتعتيم لأسباب عديدة، من أهمها حماية حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية، والحفاظ على معنويات الصهاينة، وممارسة حرب نفسية بحق الشعوب المؤمنة بجدوى المقاومة.
وتعود هذه الرقابة إلى أن ما يحدث في جبهة لبنان تحديدا يُعد سابقة منذ نكبة فلسطين عام 1948، إذ يضرب العقيدة الأمنية الراسخة لدى المجتمع الصهيوني، القائمة على "نقل المعركة إلى أرض العدو"، في حين وصلت الضربات هذه المرة معظم أنحاء الكيان المُحتل، بما فيها مدينة "تل أبيب" الأهم اقتصادياً وسياسياً.
وفي 23 سبتمبر الماضي أطلق جيش العدو الصهيوني هجوما هو "الأعنف والأوسع" على لبنان، منذ بدء المواجهات مع حزب الله في الثامن من أكتوبر 2023، ما خلف مئات الشهداء والجرحى في لبنان، وخسائر غير معلومة في كيان العدو.
ومنذ ذلك الحين، ينشر العدو الصهيوني مقاطع مُصورة لضربات جوية يقول إنها تستهدف مواقع لـ"حزب الله"، أو مشاهد لدفاعاته الجوية وهي تصيب صواريخا أُطلقت من لبنان أو مُسيّرة في سماء الأراضي المحتلة لا يوضح مصيرها.
وإضافة إلى نشره صوراً ومقاطع لأعمدة دخان بعيدة، أو حرائق في أماكن مفتوحة أو مخازن فارغة، أو سيارات متفحمة، أو مبنى أو مزرعة متضررة، أو إعلانه تعرض بنيته التحتية للقصف دون تفصيل.
أما الخسائر البشرية، فلم تعلن سلطات العدو الصهيوني إلا مرّات محدودة وقوع إصابات طفيفة ومتفرقة بين المجندين أو في صفوف المستوطنين، بسبب شظايا صاروخ، أو "الهلع أثناء الهروب للملاجئ"، وفق رواياته المعتادة.
ومن اللافت أيضاً أن جيش العدو الصهيوني يضطر بين الفينة والأخرى للإعلان عن "حدث صعب" في قطاع غزة أو لبنان دون الكشف عن حيثياته الكاملة ولا أعداد القتلى والجرحى، وسط أحاديث عن اتباعه آلية معينة يغطي عبرها على حقيقة خسائره.
وعلى المستوى الإعلامي، يسعى العدو الصهيوني بتكتمه إلى احتكار رواية الحرب خاصة الموجهة للغرب، إذ أن إتاحة المعلومات والبيانات سيسمح للمقاومة ولوسائل الإعلام العربية والعالمية بتكوين رواية مختلفة أو مُعادية.
وشهد جيش العدو الصهيوني خلال شهر أكتوبر الماضي موجة خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، جعلته أحد أكثر الشهور دموية في تاريخه الحديث.. وتلك الخسائر جاءت نتيجة تصاعد الأعمال العسكرية في جبهات مختلفة، ولا سيما في الجنوب ضد حركة حماس وفي الجبهة الشمالية ضد حزب الله.
وتتزايد الضغوط على الجبهة الداخلية في كيان العدو الصهيوني بشكل مُطرد، فالتكاليف البشرية والمادية الهائلة أدت إلى ردود فعل حادة من الرأي العام الصهيوني الذي بدأ يتساءل عن جدوى استمرار التصعيد في الجبهتين الشمالية والجنوبية.
ويرى مُحللون أن الخسائر التي تكبدها جيش العدو الصهيوني خلال أكتوبر تُعد الأكبر منذ سنوات، وأن استمرار القتال بمثل هذه الخسائر قد يكون له تداعيات استراتيجية بعيدة المدى.
وتطرح هذه الأحداث بحسب بعض المراقبين تساؤلات حول جاهزية جيش العدو الصهيوني للتعامل مع تحديات متعددة في وقت واحد، خاصة مع تغير أساليب الحرب لدى خصومه.. إذ يعتمد كل من حزب الله وحماس على استراتيجيات قتالية غير تقليدية تعتمد على الأنفاق، والطائرات المُسيرة، والصواريخ الموجهة بدقة، وهي أدوات جعلت من الصعب على جيش الاحتلال تحقيق التفوق الكامل.
وأقرت الأوساط الصهيونية بأن المرحلة الثانية للمناورة البرية، هي نسخة أخرى للمرحلة الأولى الفاشلة التي ستُفاقم الخسائر البشرية، فيما يُصعد حزب الله إطلاق الصواريخ والمُسيرات، وتأكيد على أن سعي "إسرائيل" للحل السياسي ما هو الا محاولة لتحقيق ما لم تحققه في الحرب.
وخلصت في توصيفها للمشهد الصهيوني المأزوم، إلى أنه لا حلَّ لإطلاق الصواريخ من لبنان الى شمال ووسط فلسطين المحتلة، والعملية البرية إلى مزيد من الخسائر البشرية لقوات غولاني وغيرها من القوات، والأمر يتكرر في ما يطلق عليه المرحلة الثانية، وأن "إسرائيل" أمام حائط مسدود، وأن الأمور هي رهن بنتائج المعارك على الأرض ومدى تحمل "إسرائيل للخسائر البشرية"، فيما تداعيات إطلاق الصواريخ والمسيرات تتعاظم سواء في إصابة أهداف حساسة أو في إرباك الجبهة الداخلية بكل مستوياتها المعنوية وعلى البنى التحتية والاقتصاد.