دخلت سفن حربية روسية من أسطول المحيط الهادئ البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، حسبما ذكرت وكالة أنباء تاس الحكومية.

ننشر سيناريو الحرب النووية بين روسيا ضد فرنسا بالصور روسيا تشن ضربات على أهداف أوكرانية .. أوكرانيا تصد الهجمات

ويضم الأسطول الطراد الصاروخي "فارياج" والفرقاطة "مارشال شابوشنيكوف"، حسبما أكد الخدمة الصحفية للأسطول الروسي في المحيط الهادئ.

وتقوم هذه السفن بتنفيذ المهام الموكلة إليها كجزء من حملة بحرية طويلة المدى. ولم يتم الكشف عن الغرض الدقيق لوجودهم في المنطقة.
أصبح البحر الأحمر نقطة ساخنة للمخاوف الأمنية البحرية بسبب هجمات الحوثيين المستمرة والوجود الكثيف للسفن البحرية. ويستهدف الحوثيون، المتمركزون في اليمن، السفن ردا على الأعمال العسكرية الإسرائيلية المتصورة في غزة، مما أدى إلى تعطيل حركة المرور البحرية. 

والجدير بالذكر أن المجموعة أكدت لروسيا والصين أن سفنها يمكنها عبور البحر الأحمر وخليج عدن دون مواجهة هجمات، ربما مقابل الحصول على الدعم السياسي في المنتديات الدولية مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
على الرغم من مزاعم الحوثيين باستهداف السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فقد وقعت حوادث شملت سفنًا لا علاقة لها بخصومهم المعلنين. تعرضت ناقلة نفط روسية بالقرب من اليمن للتهديد بتفجيرات صاروخية في أواخر يناير، بعد تأكيدات من ممثلي الحوثيين بأن السفن الروسية والصينية ليست في خطر.
وتسلط الهجمات الأخيرة على السفن، مثل ناقلة النفط المملوكة للصين هوانغ بو، الضوء على المخاطر المستمرة التي تهدد الأمن البحري في المنطقة، على الرغم من الاتفاقيات مع الحوثيين. وقد اختارت العديد من شركات الشحن الغربية الالتفاف حول مضيق باب المندب، واختارت طرقًا حول جنوب إفريقيا لتجنب المخاطر المحتملة.
رداً على التهديد الأمني الذي يشكله الحوثيون، اشتبكت السفن الحربية الأمريكية والبريطانية بنشاط مع أهداف الحوثيين في المياه اليمنية. بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ إيران، الداعمة للحوثيين، بسفينة تجسس بالقرب من البحر الأحمر، بينما تقوم الأصول البحرية الفرنسية أيضًا بدوريات في المنطقة.
ويأتي الوجود البحري الروسي في البحر الأحمر في أعقاب مناورات بحرية مشتركة أجرتها إيران وروسيا والصين في المحيط الهندي في وقت سابق من هذا الشهر. وشاركت كل من السفينة "فارياج" والمارشال شابوشنيكوف في هذه التدريبات، التي ركزت على تعزيز السلامة البحرية ومعالجة مخاوف القرصنة. ومع ذلك، فإن اهتمام روسيا بإنشاء قاعدة بحرية في السودان قد يواجه تأخيرات بسبب الصراع الأهلي المستمر في البلاد.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سفن حربية روسية البحر الأحمر مضيق باب المندب حملة بحرية غزة روسيا البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

ما السر وراء تكثيف الولايات المتحدة ضرباتها على جزيرة كمران اليمنية؟

شنت القوات الأمريكية قصفا مكثفا على جزيرة كمران التي تتبع إداريا محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، على مدار أكثر من 10 أيام على الأقل، وهو ما يُثير تساؤلات عدة عن أهمية هذه الجزيرة.

وبالنظر إلى كثافة الغارات الأمريكية على جزيرة كمران، فهل تعد مؤشرا على نوايا الولايات المتحدة السيطرة على هذه الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي على البحر الأحمر؟

الأهمية الإستراتيجية للجزيرة
تعد جزيرة كمران، كبرى الجزر اليمنية في البحر الأحمر وواحدة من ما يزيد عن 40 جزيرة  تنتشر قُبالة سواحل الحديدة.

وتقع جزيرة كمران المأهولة بالسكان قبالة ميناء الصليف بمسافة 6 كلم، وتبلغ مساحتها حوالي 100كم2، إذ تشكل حزام أمنيا على الميناء الذي كان يصدر الملح سابقا. فيما تبرز أهميتها الاستراتيجية من كونها تشرف على خطوط الملاحة الدولية المارة من جهتها الغربية في البحر الأحمر.

كما يقع في الطرف الجنوبي من الجزيرة فنار ذو منار دائرية، تم إقامته لتسهيل رؤية السفن العابرة عبر البحر الأحمر.


وحظيت جزيرة كمران بأهمية عبر التاريخ، حيث يوجد فيها الكثير من المعالم الأثرية التي تعكس هذه الأهمية، ولعل أبرزها "قلعة كمران" التي تعد أحد أقدم المعالم الأثرية في الجزيرة، والتي يعود تاريخها إلى فترة الاحتلال الفارسي في العام 620م، والتي مرت بعدد من مراحل الترميم حيث تم تجديدها في العام 1517م أثناء الحملة البرتغالية.

"رصد حركة الملاحة ومركز متقدم"
وتعليقا على هذا الأمر، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبدالعزيز المجيدي، أنه من خلال موقع الجزيرة، باعتبارها تمثل حزاما أمنيا وعسكريا لميناء الصليف ولسواحل الحديدة، يبدو أنها "تمثل أهمية كبيرة للحوثيين لرصد حركة الملاحة في البحر الأحمر ".

وقال المجيدي في حديث خاص لـ"عربي21"، "بالتأكيد فإن الجزيرة يستخدمها الحوثيون لأغراض عسكرية وكانت فيها حامية عسكرية حكومية قبل الانقلاب ( انقلاب الجماعة على السلطة الشرعية في صنعاء خريف 2014).

وأضاف أنه "ومع حالة العسكرة التي قامت بها المليشيات لمختلف المناطق اليمنية يبدو أن المليشيا كثفت أنشطتها هناك، رغم أن الجزيرة مصنفة كمحمية طبيعية قبل الانقلاب… وقد تكون مركز عمليات متقدم في إطار استهداف الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر، لذلك يكثف الأمريكيون الغارات على الجزيرة".

وتابع الكاتب اليمني بأنه "من المهم الإشارة إلى أن الجزيرة مأهولة وهناك أكثر من عشرة آلاف نسمة، لكن المليشيات الحوثية تحيط هذه الجزيرة وحتى الغارات بالتكتم وليس هناك معلومات ترد عن طبيعة بنك الأهداف الأمريكية في الجزيرة ولا الأضرار الناجمة عن الغارات".

وأشار إلى تركيز الولايات المتحدة على الجزيرة بهذه الكثافة من الغارات، يحتمل عديد تصورات منها أن "تكون الولايات المتحدة رصدت أهداف وأنشطة عسكرية مكثفة للحوثي في الجزيرة" وبالتالي تحاول ضرب تلك الأهداف "بصورة مركزة حتى تتخلص من مركز مهم ربما كان لوجستيا مؤثرا في عمليات الحوثيين البحرية ضد الملاحة".

وأورد الكاتب والسياسي اليمني احتمال أخر، قائلا إنه "من المرجح أن يكون في الجزيرة أهداف ثمينة كخبراء إيرانيين مثلا، أو مركز عمليات إيراني يساعد الحوثيين في توفير المعلومات لشن حربهم على الملاحة".

وأردف: "وبالتالي تكثيف الضربات قد يعني فرض ما يشبه الحصار على حركة الدخول والخروج للجزيرة وتقويض أي قدرة عسكرية للحوثيين فيها كمقدمة لعمل عسكري قد يشمل الإنزال".

وشدد السياسي المجيدي، على عدم إغفال البعد التاريخي، إذ يجب الأخذ في الاعتبار المعلومة التاريخية التي تتحدث عن الفرس باعتبارهم أول من احتل جزيرة كمران في القرن السابع الميلادي وهم الذين بنوا القلعة الأهم في الجزيرة.

وقال أيضا "تاريخيا كل الإمبراطوريات التي مرت من البحر الأحمر كانت تأخذ الجزيرة في طريقها من البرتغاليين إلى المماليك في القرن السادس عشر، إلى الإنجليز والعثمانيين في القرن التاسع عشر ثم الإنجليز مرة أخرى، حيث استخدمتها بريطانيا كقاعدة لمهاجمة الإيطاليين في الصومال وإرتيريا أثناء الحرب العالمية الأولى حتى جلاء الإنجليز عن القسم الجنوبي من اليمن عام 1967".

ومع كثافة هذه الضربات الأمريكية، يتوقع الكاتب اليمني أن الولايات المتحدة تمهد لأحد سيناريوهين الأول يكمن في "تقويض قدرات الحوثيين اللوجستية لتنفيذ ضربات ضد الملاحة في منطقة البحر الأحمر" أو "التمهيد للسيطرة المباشرة على الجزيرة بإحدى الطريقتين: عبر وضع اليد بصورة مباشرة  كما فعلت إمبراطوريات أخرى وتحويل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية بذريعة حماية الملاحة البحرية وشل قدرة الحوثيين في منطقة سواحل الحديدة بصورة عامة، بسبب قرب الجزيرة من المحافظة،  عن الاستمرار في شن الهجمات على السفن"، وهذه الطريقة الأولى.


أما الطريقة الثانية، فأوضح أنه قد تتحقق من خلال "التمهيد لطرف محلي بالسيطرة على الجزيرة".
ومضى قائلا "وهذا إن حدث، فإن الطرف المحلي سيكون محسوبا على الإمارات ما يمكنها من الحصول على نفوذ إضافي في منطقة البحر الأحمر، سواء على المستوى العسكري أو القوى الناعمة من خلال السيطرة على الجزيرة الأكثر إدهاشا على مستوى الطبيعة… ويمكنها أن تكون قبلة عالمية للسياحة وهي الصنعة التي تجيدها أبوظبي".

ولفت الكاتب والسياسي المجيدي، إلى أنه إذا حدث السيناريو الأخير فهو يعني أن "التنسيق بين الأطراف الإقليمية الفاعلة في الملف اليمني وأمريكا يمشي على قدم وساق لطرد الحديدة من الحوثيين".

وفي تشرين الثاني /نوفمبر عام 2016، أكد رئيس هيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، في تصريح له على "حاجة إيران"، مستقبلا، إلى إنشاء قواعد بحرية قبالة السواحل اليمنية، لتصبح ضمن أسطولها البحري، الذي قال: إنه سيستقر في بحر عُمان والمحيط الهندي.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تكشف عن بنغال إم سي: أقوى سفينة حربية ذاتية القيادة
  • نهاية غامضة في البحر الأحمر.. أمريكا تتخلّص من سفينة إسرائيلية سرًّا
  • استئناف رحلات الغوص والأنشطة البحرية بالغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية
  • غارات أمريكية على سفينة إسرائيلية مُحتجزة لدى الحوثيين في اليمن
  • الحوثيون: نفذنا عمليتين بمسيرتين على هدفين في تل أبيب وعسقلان بإسرائيل
  • تداول 69 ألف طن بضائع و842 شاحنة بموانئ البحر الأحمر
  • أسوشيتد برس: البحرية الأمريكية تخوض منذ عام أشد معركة بحرية مستمرة منذ الحرب العالمية الثانية
  • بطولة بحرية يمنية: صيادون ينقذون مئات الأغنام من الغرق بعد حادث مأساوي في البحر الأحمر
  • أزمة البحر الأحمر تكشف الانقسام الأطلسي بين الناتو والاتحاد الأوروبي
  • ما السر وراء تكثيف الولايات المتحدة ضرباتها على جزيرة كمران اليمنية؟