بثت الجزيرة مشاهد حصرية مسربة من كاميرات جنود إسرائيليين لتفخيخ منازل مدنية فلسطينية وتفجيرها في قطاع غزة، وتضمنت أيضا عبوات مدمرة لسلاح الهندسة الإسرائيلي وضخ سوائل متفجرة في الأنفاق.

كما تضمنت المشاهد الحصرية، الكشف عن عبوات متطورة استخدمتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) باستهداف سلاح الهندسة الإسرائيلي في المعارك.

وإضافة إلى ذلك كشف تحقيق للجزيرة عن استخدام القسام -لأول مرة- العبوة القفازة في استهداف سلاح الهندسة الإسرائيلي خلال الحرب الحالية.

وعرض تحقيق الجزيرة -الذي أعده الصحفي صهيب العصا- صورا حصرية وتتبع تفاصيل سلاح الهندسة الإسرائيلي وقدراته، واستعدادات كتائب القسام لهذه المواجهة.

سلاح الهندسة الإسرائيلي

وتتركز وظيفة سلاح الهندسة بجيش الاحتلال في البحث عن الأنفاق وتدميرها وتفخيخ المباني وهدمها، إلى جانب تدمير البنية التحتية للمرافق الحيوية في غزة، ويمكن تقسيمه إلى 3 أنواع بحسب المهام وطريقة العمل، وهي سلاح الهندسة الثقيلة، وسلاح الهندسة المدرعة، وسلاح هندسة المهام الخاصة.

ويخصص الجيش الإسرائيلي لكل جبهة قتال في سلاح الهندسة الثقيلة، فرقة قتالية دائمة الوجود على الجبهة يطلق عليها الفرقة المناطقية ومعها كتيبة هندسة.

وفي قطاع غزة يوجد فرقة ثعالب النار التي هاجمتها المقاومة الفلسطينية في عملية "طوفان الأقصى"، وتخدم فيها كتيبة هندسة مكونة من 3 سرايا هي قطط الفولاذ، وفرسان الفولاذ، والهندسة التكتيكية.

كما يظهر سلاح الهندسة المدرعة حيث يوجد مع كل لواء مدرعات كتيبة هندسة، وتتفرع عنها ألوية نظامية ترافقها 3 كتائب هندسة هي: باراك، وسبعة، وأعقاب الفولاذ، كما يوجد 10 ألوية احتياط ترافقها 10 كتائب هندسة مدرعة، فضلا عن ألوية المشاة مثل غفعاتي وغولاني والمظليين والنحال وعوز.

ويتكون عتاد سلاح المدرعات من جرافات "دي 9 المجنزرة"، والحفارات، والجرافات المدولبة الكبيرة، وعربات النمر المدرعة، وكاسحات الألغام.

بدوره يضم سلاح الهندسة للمهام الخاصة "يهالوم"، 4 كتائب عاملة وهي كتيبة يائيل وتتركز نشاطها في عمليات التفجير الدقيقة وزرع القنابل، وكتيبة سامور التي أنشئت خصيصا لمحاربة شبكة الأنفاق في غزة عام 2013.

وتتولى سامور مهمة الكشف عن فتحات الأنفاق والقتال ضمن مساراتها، ولديها عربات مخصصة لضخ المتفجرات السائلة إلى داخل الأنفاق وتفجيرها دون الحاجة لدخول المقاتلين.

وتتركز مهام كتيبة بيزك بالتعامل مع الأنفاق والمتفجرات من خلال استخدام الروبوتات، بينما تسند مهمة اكتشاف العبوات غير المتفجرة وإتلافها والتعامل مع حقول الألغام إلى كتيبة يساف.

ماذا أعدت المقاومة في غزة؟

في الجهة المقابلة، اعتمدت كتائب القسام في مواجهة سلاح الهندسة الإسرائيلي على أمرين هما بناء الكمائن الهندسية المحكمة، وتنفيذ خطط خداع واستدراج قاتلة، ولتحقيق ذلك اعتمدت على عدد من العبوات التفجيرية.

ولدى القسام 5 أنواع من العبوات، وهي العبوة الرعدية الدائرية التي تنفجر مادتها المتفجرة إلى الأمام على شكل دائرة قطرها 12 مترا وامتداد يصل إلى 140 مترا، حاملة معها شظايا قاتلة للأفراد.

أما العبوة التلفزيونية -بحسب تحقيق الجزيرة- تنفجر بشكل مستطيل بموجة انفجارية عرضية يصل مداها إلى 60 مترا طولا و60 مترا عرضا، وتشبهها كثيرا العبوة الفراغية.

وكشف تحقيق الجزيرة، عن عبوة قسامية جديدة هي العبوة القفازة وهي مضادة للأفراد؛ إذ تقفز من أسفل سطح الأرض مسافة متر، وتنفجر موجهة شظاياها بشكل دائري بكل الاتجاهات.

أما عبوة شواظ تعد أكثر عبوات القسام شهرة وهي مضادة للأفراد، لكن قوتها التفجيرية أتاحت للمقاتلين استخدامها بمهام أخرى ضد جنود الاحتلال، علما أنها قادرة على اختراق الآليات بين 60 و65 سنتيمترا في الآليات.

أنواع أخرى ستكشف لاحقا

وفي حديث خاص للجزيرة، قال قيادي في القسام، إن الكتائب استخدمت خلال هذه الحرب أنواعا أخرى من العبوات سيكشف عنها لاحقا، مشيرا إلى أن المقاتلين استخدموا أيضا أساليب أخرى في ضرب قوات سلاح الهندسة الإسرائيلي مما أدى إلى قتل عشرات الجنود وتدمير عشرات الآليات.

ووظّفت القسام عبواتها التفجيرية بطرق مدروسة للحصول على أفضل نتيجة ممكنة، على غرار استدراج القوات الإسرائيلية إلى أنفاق مفخخة مسبقا، أو استدراجها إلى عيون الأنفاق المفخخة، أو الاستدراج إلى مبانٍ مفخخة، أو رصد واستهداف مبانٍ فخخها الاحتلال، وصولا إلى استهداف آليات سلاح الهندسة.

تجدر الإشارة إلى أن سلاح الهندسة الإسرائيلي تكبّد أكثر من 60 ضابطا وجنديا كخسائر بشرية خلال الحرب الحالية على غزة، لكنه لم يستطع تدمير أنفاق يقول إنها سجون الأسرى الإسرائيليين في القطاع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات

إقرأ أيضاً:

سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في علاج اختلال التوازن

كشفت دراسة جديدة -استخدمت الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق- عن أن الأصوات التي نتعرض لها في الأماكن المزدحمة ومحطات القطارات يمكن أن تسبب إزعاجا للمرضى الذين يعانون من الدوار واختلال توازن الجسم أثناء السفر والحركة بسبب اضطراب في الأذن الداخلية يؤثر على التوازن ويعرف بالقصور الدهليزي.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، ونُشرت نتائجها في مجلة بلوس ون في 24 يناير/كانون الثاني الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

يتكون الجهاز الدهليزي من شبكة من الأعضاء في الأذن الداخلية تراقب حركات الرأس وموضعه. ويستخدم الدماغ هذه المعلومات، والمعلومات الواردة من العينين والمفاصل، للحفاظ على توازن الجسم.

وثبت منذ فترة طويلة أن المعلومات البصرية تؤثر على توازن الجسم، على سبيل المثال يمكن أن تسبب الأضواء القوية والصور التي تحتوي على دوامات دوارا لبعض الأشخاص.

تقول مؤلفة الدراسة أنات لوبيتزكي، الأستاذة المساعدة في العلاج الطبيعي في كلية شتاينهاردت للثقافة والتعليم والتنمية البشرية بجامعة نيويورك: "يواجه الأشخاص الذين يعانون من قصور الجهاز الدهليزي صعوبة في بعض الأماكن مثل الشوارع المزدحمة أو محطات القطارات".

إعلان

وتضيف "قد تتسبب المعلومات البصرية في فقدانهم التوازن، أو قد تسبب لهم شعورا بالقلق أو الدوار. ولا يتم أخذ الأصوات عادة في الاعتبار أثناء العلاج الطبيعي، مما قد يجعل نتائج دراستنا تؤثر على العلاجات المستقبلية".

سماعة الواقع الافتراضي

أجرى الباحثون تجربة على 69 مشاركا مقسمين إلى مجموعتين: مجموعة من الأشخاص الأصحاء ومجموعة من المرضى الذين يعانون من ضعف وظيفة الجهاز الدهليزي أحادي الجانب والذي يؤثر على أذن واحدة.

ارتدى المشاركون سماعة الواقع الافتراضي التي تحاكي تجربة الوجود في مترو أنفاق مدينة نيويورك. وبينما كانوا يشاهدون ويسمعون أصوات المترو، وقفوا على منصة تقيس تأرجح أجسامهم، وسجلت السماعة حركة رؤوسهم، وتعكس هذه الحركات توازن الجسم.

وتم تعريض المشاركين لسيناريوهات مختلفة تحدث في مترو الأنفاق مثل عرض صور ثابتة، أو متحركة مقترنة بالصمت، أو بالضوضاء البيضاء، أو مقترنة بأصوات مترو أنفاق مسجلة.

ويعني مصطلح الضوضاء البيضاء (White noise) الأصوات التي تخفي الأصوات الأخرى التي قد تحدث بشكل طبيعي في البيئة، فإذا كنت تعيش في مدينة، على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الضوضاء البيضاء في حجب الضوضاء المرتبطة بحركة المرور.

وتحجب الضوضاء البيضاء الأصوات الأخرى، وهي ضوضاء تحتوي على جميع الترددات عبر طيف الصوت المسموع بنسب متساوية، وذلك وفقا لموقع "مؤسسة النوم" في الولايات المتحدة.

وأدت الصور المتحركة المصحوبة بالصوت (صوت الضوضاء البيضاء أو أصوات مترو الأنفاق) إلى أكبر قدر من التأرجح لدى المجموعة التي تعاني من ضعف وظيفة الجهاز الدهليزي.

كان هذا التأرجح واضحا من خلال حركات الجسم للأمام والخلف، وكذلك حركات الرأس من اليسار إلى اليمين، وإمالة الرأس لأعلى ولأسفل. ولم تؤثر الظروف الصوتية على توازن الأفراد الأصحاء.

إعلان

مقالات مشابهة

  • سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في علاج اختلال التوازن
  • أبو عبيدة يكشف أسماء ثلاثة أسرى صهاينة ستفرج عنهم القسام
  • حماس: معركة "طوفان الأقصى" كسرت أسطورة الاحتلال الإسرائيلي
  • السفير الإسرائيلي لدى واشنطن يؤكد الاقتراب من تحقيق التطبيع السعودي
  • هندسة الألمانية بالقاهرة تناقش مضمون فوائد البناء الدوار والحد من الانبعاثات في المباني
  • عاجل | القسام-كتيبة طولكرم: يخوض مجاهدونا مع سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى معارك مع الاحتلال الصهيوني بمخيم طولكرم
  • بعد صورته بالزي العسكري.. والد الطفل المرتجف يكشف حقيقة انضمامه لكتائب القسام
  • تحقيق أممي يكشف عن تعذيب وانتهاكات ممنهجة إبان حكم الأسد
  • الإعلام الإسرائيلي يكشف عن قضية تجسس خطيرة لصالح إيران| تفاصيل
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف عن تحرك خطير ضد إيران في الأشهر المقبلة.. تفاصيل