الدعامات غير مفيدة لمرضى الذبحة الصدرية.. أطباء يكشفون التفاصيل
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
تعتبر العمليات المعقدة لوضع دعامة في الشريان مضيعة للوقت بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الذبحة الصدرية، وأظهرت الدراسة أن هذا الإجراء ينطوي على مخاطر عالية ولا يجلب أي فائدة لهم.
أحماض أوميجا 6 الدهنية تحمى من أمراض القلب والوفاة المبكرة الأطعمة البروتينية تسبب أمراض القلب.. دراسة تكشف مفاجأة
بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية، فإن إجراء عملية جراحية لوضع الدعامات في الشرايين يعد مضيعة للوقت.
ويسبب هذا المرض آلاماً شديدة في الصدر بعد ممارسة النشاط البدني، كما يرتبط بضعف تدفق الدم إلى القلب، ولدى العديد من المرضى أنابيب معدنية صغيرة تسمى الدعامات مصممة لتوسيع الشرايين.
ومع ذلك، فإن هذا الإجراء، الذي يمكن أن يلحق الضرر بالشرايين ويسبب نزيفًا زائدًا، ليس له أي تأثير كبير على أعراض الذبحة الصدرية أو نوعية الحياة، وفقًا لدراسة أجراها باحثون في إمبريال كوليدج لندن.
لاحظ مؤلفوها صحة 200 مريض مصاب بالذبحة الصدرية، والذين خضعوا إما لدعامة أو إجراء مماثل، ولكنه غير فعال، الأطباء مقتنعون تمامًا بأن الدعامات تحسن حالة مرضى الذبحة الصدرية، كما يؤكد مؤلف الدراسة ومع ذلك، عندما قاموا بتقييم قدرة المرضى على ممارسة الرياضة، أظهرت كلا المجموعتين من المشاركين في الدراسة نفس النتائج. اتضح أن العلاقة بين تمدد الشريان التاجي وتحسن أعراض الذبحة الصدرية لم تثبت على الإطلاق.
وحتى بعد الدعامة تحسن تدفق الدم إلى قلب المريض، فإن أعراض الذبحة الصدرية لم تتحسن مقارنة بالأدوية تظهر هذه النتائج أن هذا الإجراء، إلى جانب جراحة استبدال الركبة بالمنظار وجراحة التهاب المفاصل، ليس بنفس الفعالية التي يعتقدها الخبراء.
ما هي الذبحة الصدرية؟
الذبحة هي نوع من ألم الصدر ينتج عن انخفاض تدفق الدم إلى القلب وتعد الذبحة أحد أعراض مرض الشريان التاجي، ويُطلق على الذبحة أيضًا اسم الذبحة الصدرية.
غالبًا ما يوصف ألم الذبحة بأنه شعور بالعصر أو الضغط أو الثقل أو الضيق أو الألم في الصدر. وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بثقل ملقى على الصدر، وقد يكون ألم الذبحة جديدًا عليك ويلزم فحصه بواسطة مزود رعاية صحية، أو قد يكون من نوعية الألم المتكرر الذي يزول بالعلاج.
على الرغم من أن الذبحة شائعة نسبيًا، فإنه لا يزال من الصعب تمييزها عن الأنواع الأخرى من آلام الصدر، مثل التعب الناتج عن عسر الهضم فإذا كنت تشعر بألم مجهول السبب في الصدر، فاطلب المساعدة الطبية على الفور.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذبحة الصدرية الشريان دعامة الدعامات الشرايين القلب النشاط البدني تدفق الدم أعراض الذبحة الصدرية الذبحة الصدریة
إقرأ أيضاً:
العلماء يكشفون عن تشابه مذهل بين لغة البشر والحيتان
كشفت دراسة حديثة نُشرت في دورية "ساينس" أن الحيتان الحدباء تغني بطريقة تتبع نفس القوانين الإحصائية التي تحكم اللغات البشرية، مما يثير انتباه العلماء إلى الترابط بين لغات الكائنات الحية.
اعتمدت هذه الدراسة على تحليل تسجيلاتٍ لأغاني الحيتان الحدباء، استمرت ثماني سنوات في جزيرة كاليدونيا الجديدة الفرنسية الواقعة شرق أستراليا، واستخدم الباحثون طرقًا مستوحاة من الطرق التي يتعلم بها الأطفال لغتهم.
رغم التعقيد الهائل الموجود في اللغات البشرية، لكنها تخضع لنمط إحصائي غريب، إذ إن الكلمات الأكثر شيوعًا في أي لغة بشرية تُستخدم ضعف عدد المرات مقارنة بالكلمات التي تليها في الترتيب، وثلاثة أضعاف مقارنة بالكلمات التي تليها بعد ذلك، وهكذا.
هذا النمط يخلق توزيعًا تكون فيه بعض الكلمات شائعة جدًا ومكررة آلاف المرات، بينما هناك عدد كبير من الكلمات التي لا تتكرر إلا نادرًا. عُرف هذا النمط الإحصائي علميًا باسم "قانون زيف".
على سبيل المثال، إذا قمت بتحليل جميع الكتب الموجودة في مكتبتك، وعددت جميع الكلمات، ستجد أن أكثر كلمة شيوعا قد تكررت مليار مرة، في حين أن الكلمة التي تليها ستتكرر نصف مليار مرة فقط وهكذا.
يقول مدير مركز تطور اللغة "سايمون كيربي"، في جامعة إدنبره في أسكتلندا، والمشارك في الدراسة، في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "لقد عرفنا عن هذا النمط (نمط زيف) في اللغات البشرية منذ ما يقرب من 100 عام، وهو ما دفع العديد من الباحثين إلى التساؤل عمّا إذا كان من الممكن العثور على نمط مماثل في طرق الاتصال الخاصة بالأنواع الأخرى. والمثير للدهشة أنه على الرغم من حقيقة أن جميع الكائنات الحية تتواصل، فقد ثبت، حتى الآن، أن هذا النمط من الصعب العثور عليه في أي مكان آخر في الطبيعة".
إعلان تحليل أغاني الحيتانكان التحدي الأساسي في إيجاد هذا النمط، هو تحديد الوحدات "الشبيهة بالكلمات" في أغاني الحيتان. الأمر نفسه في اللغات البشرية، فإذا كنت شخصًا مبتدئًا في اللغة الفرنسية وخاطبت شخصًا فرنسيًا بالصدفة، سيصعب عليك تحديد أين تبدأ الكلمات وأين تنتهي، فحديثه مسترسل والكلمات تنزل على أذنك كخيط متصل دون فواصل. لذا، ستحتاج إلى أن تخبره بضرورة التحدث ببطء أو كتابة ما يريد كي تفهم الكلمات التي ينطقها.
الأمر ذاته مع الباحثين، الذين واجهوا المشكلة ذاتها عند محاولتهم تقسيم تسلسلات الأغاني الطويلة للحيتان إلى وحدات صغيرة قابلة للقياس والعد لمعرفة مدى مطابقتها قانون زيف من عدمه.
يقول كيربي: "كان لزاماً علينا أن نتوصل إلى كيفية تقسيم هذه الأغاني إلى تسلسلات فرعية. واتضح أن الأطفال الرضع يواجهون هذه المشكلة بالضبط عندما يستمعون إلى الكلام البشري. فإذا استمعت إلى الكلام فستلاحظ أن الكلمات تأتي بلا فترات توقف بينها، ولا يوجد تكافؤ بين مسافات الكلمات، كما تجد في أغلب اللغات المكتوبة. فكيف إذن يستطيع الأطفال الرضع أن يحددوا أين تبدأ الكلمات وأين تنتهي؟"
لحل هذه المشكلة، استخدم الباحثون برنامجًا حاسوبيًا يحاكي الطريقة التي يستخدمها الأطفال الرضع في تعلم اللغة، حيث يعتمد على التنبؤ بالصوت التالي بناءً على التسلسل الحالي. عند تطبيق هذا البرنامج على تسجيلات أغاني الحيتان، تمكن الباحثون من تقسيم الأغاني إلى وحدات إحصائية متماسكة تشبه الكلمات البشرية.
إن وجود هذه الأجزاء المتماسكة إحصائياً، وتوزيعها على نمط زيف، يكشف عن قواسم مشتركة عميقة بين الحيتان الحدباء والبشر، على الرغم من أننا منفصلون بعشرات الملايين من السنين من التطور. يضيف كيربي: "يشير استخدامنا لطريقة مستوحاة من الأطفال إلى أن الحيتان قد تتعلم أغانيها أيضًا بطريقة مماثلة لتعلم البشر للغة. نحن نعلم أن الحيتان الحدباء تنقل أغانيها ثقافيًا، تمامًا كما ينقل البشر لغتهم ثقافيًا".
إعلانرغم هذا الاكتشاف المثير، إلا أن هذا لا يعني أننا سنتمكن من "التحدث بلغة الحيتان" أو فهم معاني أصواتها مباشرة. فبينما تتبع أغاني الحيتان نفس الأنماط الإحصائية الموجودة في اللغة البشرية، إلا أنه لا يوجد دليل على أن الحيتان تستخدمها لنقل معانٍ معقدة كما نفعل نحن.
يضيف كيربي: "إذا وجدنا أنماطًا مماثلة في الأنواع الأخرى، مثل الطيور، التي تنقل أغانيها ثقافيًا، فإن هذا من شأنه أن يدعم فكرة، أن البنية في الاتصالات المعقدة المكتسبة عبر الأنواع هي حالة من التطور المتقارب. لقد خلق التطور إشارات متسلسلة معقدة ومتطورة ثقافيًا عدة مرات في تاريخ الحياة، وربما في كل مرة فعل فيها ذلك، كان هذا النوع من البنية هو النتيجة الحتمية".
يؤكد الباحثون، أن هذا العمل المتعدد التخصصات لا يساعدنا فقط في فهم الحيتان، بل يسهم أيضًا في فهم أصول اللغة البشرية، فبمقارنة أنظمة الاتصال عبر الأنواع، يمكننا معرفة المزيد عن كيفية نشوء وتطور اللغة لدينا.