فضيحة أدبية من العيار الثقيل: ناقد أدبي يمني يتهم آخر بالسطو على مؤلف له
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
اتهم الناقد العربي الكبير الأستاذ عبد الودود سيف الرازحي، الناقد والباحث اليمني علوان الجيلاني، بالسطو على أحد أعماله والتي نشرها "الجيلاني" مؤخراً في كتاب "الحضراني في الرمال العطشى".
ونشر الصحفي رياض السامعي، على حائطه في "فيسبوك" ما قال بأنه تلقى رسالة خاصة من الناقد الرازحي بهذا الخصوص. "عزبزي رياض: "ما دام إنك اقتحمت واقحمتنا معك في باب السرقات، أرسل لك هذه الرسالة التي بعثتها تعليقاً للأخ علوان الجيلاني بشكل رسالة.
وبحسب ما جاء في سياق الرسالة، خاطب عبد الودود أيضاً، عزيزي علوان:" لن اعتبرك اقتحمت صفحتي، ولكنه أمر واقع. فلم أزل مديناً لك بنشر ديوان الحضراني الذي توليت أنا إعداده على مدى طويل، وتوليت أنت نشره بتمامه في ما سميته أنت تحقيقاً.. حتى بدون شكري أو استئذاني".
وأضاف: "ما نشرته أنا توثيق في البريد الأدبي. وبوسعي طرحه أمام خلق الله جميعا بما في ذلك أمام أي محكمة قضائية، وما نشرته أنت كامل في ما سميته تحقيقاّ، وليستجلي خلق الله جميعهم الفروق إن كانت توجد فروق".
وفيما دافع الناقد علوان الجيلاني عن ما طالته من اتهامات بخصوص هذه القضية وصف في سياق منشور له في "فيسبوك" رياض السامعي بـ "كذاب الزفة". وقال ":أمس الأول (الثلاثاء) عبد الودود سيف يتحدث بسوء فهم صادم عن تحقيقي لديوان الحضراني الذي صدر قبل عشرين سنة، وبعد أن لسعته برد محرق ومفحم، حذف ما كتبه على الفور، لكن كذاب الزفة سارع لنشر تلك السخافات وهو يظنها تتعلق بكتاب آخر أصدرته عن الحضراني قبل سنة ونصف هو كتاب (الحضراني في الرمال العطشى). هيا ما رأيكم ألا يصدق عليه الوصف.
وأضاف: "منذ يوم أمس وأنا ميت من الضحك، قلت يمكن يصحح له عبد الودود سيف، يمكن ينتبه هو، لكن الساعات كانت تمضي دون فائدة. صورت المنشور بعد مرور ساعات طويلة على نشره، فعلت ذلك متعمداً حتى تعرفوا بمن ابتلينا ومع من نتعامل. وتعرفوا أن طباع كذاب الزفة تظل غالبة على مشهدنا الثقافي المغلوب على أمره".
وعلق ناشطون على مواقع التواصل على هذه الاتهامات، في الوقت الذي أدانوا اللجوء إلى ارتكابها، معبرين عن تضامنهم مع حقوق الناقد سيف، "الموقع بوست" رصد بعضاّ منها.
الصحفي فؤاد الربادي قال إنه "مع ما طرحه عبد الودود سيف الرازحي جملة وتفصيلاّ". وعلق محمد العزيزي: "قرأت رد الأستاذ عبدالودود سيف، ويبدو أن الأمور تتجه نحو التصعيد. هناك كثير من السرقات الأدبية ستخرج إلى السطح وكلا سندع صاحبه.. حرب السرقات الأدبية قادمة ويبدو أنها ستكون طاحنة".
أما صادق القاضي، فقد قال "من حقه، ومن حقنا أن تعرض القضية على لجنة تحكيم أدبية من قبل إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين".
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
جلسة نقاشية تتناول تحديات الناقد الثقافي.. وأسئلة المستقبل
أقيمت مساء الأربعاء في النادي الثقافي جلسة نقدية بعنوان "تحديات الناقد الثقافي: التوصيف والتشخيص وأسئلة المستقبل"، وهي الفعالية الأولى التي يقيمها "مختبر النقد"، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا النقد الثقافي ومستقبله في ظل التحولات الفكرية والإبداعية المعاصرة.
ناقشت الجلسة أبرز الإشكاليات التي تواجه الناقد الثقافي، ودوره في تشكيل الوعي النقدي وتحليل الظواهر الثقافية. قدم فيها كلٌّ من الدكتور حميد الحجري، والدكتور محمد الشحات، وأدار الجلسة الكاتب هلال البادي، لتُعرض فيها عدد من المحاور التي نوقشت من عدة جوانب ترتكز على فكرة استشراف مستقبل النقد في العالم العربي.
وجاءت ورقة الدكتور حميد الحجري لتحمل عنوان: "النقد الثقافي واستحقاق المنهج"، قال فيها: "يمثل النقد الثقافي إضافة مهمة إلى ميدان النقد الأدبي في الساحتين الغربية والعربية، ذلك أنه يتعامل مع الأدب باعتباره ظاهرة اجتماعية معقدة تنطوي على أنساق ثقافية مضمرة تستوجب الكشف والتفكيك، بما يسهم في تحرير العقل البشري مما يرسف فيه من أغلال فكرية واعية ولا واعية، رسّختها السلطة الجمعية من جهة، وموازين القوى الاجتماعية من جهة أخرى".
وأضاف الحجري في حديثه: "وبقدر الأهمية التي يتمتع بها النقد الثقافي، ثمة مزالق كثيرة تتربص بالنقاد الثقافيين، زلت بها أقدام بعضهم، وحامت حولها أقدام البعض الآخر، في مقدمتها: الانفعال ومجافاة الموضوعية، والانحيازات المسبقة، والمبالغة، والتعميمات المخلّة".
واستطرد الدكتور حميد في ورقته فقال: "يمثل الاستحقاق المنهجي التحدّي الأكبر والأخطر الذي يواجه النقد الثقافي باعتباره منهجًا من مناهج النقد الأدبي، فمتى تخطّى النقاد الثقافيون هذه العقبة، وتمكنوا من إخضاع فرضياتهم لمعايير البحث العلمي الرصين، فإنهم عندئذ سيرفدون المكتبة العربية بدراسات نوعية تسهم في تفكيك الأنساق الثقافية اللاواعية".
وقدم الدكتور محمد الشحات ورقته التي قال فيها: "ليس النقد الثقافي خطابًا في الكراهية، ولا خطابًا في التربص، ولا القبض على اللصوص، النقد حسب تصوري عبر سنوات من الاشتغال، خطاب في المساءلة، بمعنى أنه خطاب معرفي، مؤسَّس على منهجيات وتصورات نظرية وتراكمات متتابعة، هي في الأصل أفكار نظرية مستلّة من منظومة العلوم الإنسانية. لكن ما يميز النقد عن علم التاريخ وعلم الاجتماع أو دراسات الآثار هو أن النقد يتعامل مع نصوص أدبية، أما باقي العلوم فتتعامل مع نصوص شفهية كلامية أو آثار أو أيقونات أو لوحات تشكيلية أو أفلام سينمائية. النقد مادته هي النص".
وأضاف الشحات: "لم يعد النقد الأدبي نقدًا قيميًا، ليس الآن فقط وإنما منذ الستينيات. سؤال القيمة غُيّب، لكن تغييب سؤال القيمة في المناهج النصية لم يكن تغييبا قسريًا، بل جاء بحكم ردة فعل على التيارات السابقة، وعلى المنهج الاجتماعي تحديدًا، والتاريخي وأحيانًا النفسي".
وقال: "أنا لا أتصور وجود حركة أدبية في بلد من البلدان دون نقد. خطاب النقد لا يقوم به ولا يمارسه الأكاديميون وحدهم، بل يمارسه كل من يملك أدوات معرفية، لكن في عالمنا العربي لا يُمنح النقد ولا يُمارس إلا في الأكاديميات، والمشكلة أن من يمارسون النقد في الأكاديميات بعضهم يتعطل أو يتوقف عند إنتاج رسالة علمية، لذا لا بد للنقد أن يخرج إلى النطاق الأوسع".
وتطرق الناقدون في الجلسة إلى الحديث عن التحدّيات التي تحول بين الناقد وبين بروز صوته في خطاب النقد العالمي الذي تهيمن عليه أكاديميات غربية منذ سنوات ليست بالقليلة، وقُسّمت التحديات إلى صنفين كبيرين: الأول يواجه المثقف العام، مثل مشكلة العولمة وتنميط الثقافة الإنسانية وغياب الحريّات وأزمة التعليم ومشكلات البيئة. والثاني يواجه الناقد المتخصِّص، مثل تحدّي المنهجية، والمرجعية، وتحدّي الهوية، والجندرية، وتحدّي الأجناسية.
كما ناقش المتحدثون ضرورة نقل الخطاب النقدي من مستوى تحليل النصوص (أي تحليل الجزئيات تحليلًا مجهريًّا دقيقًا)، سواء في تمظهراتها البنيوية أو الأسلوبية أو الثيماتية، إلى تأويل الخطابات والأنساق (أي تركيب الكُلّيّات تركيبًا رؤيويًّا وفلسفيًّا)، ومن تحليل جماليات الأبنية وبلاغتها وشعريّتها إلى تحليل الأنساق وتفكيكها أو نقضها وتعرية مضمراتها، التي هي مضمرات الثقافة المؤثِّرة في تشكّل النصوص.
ومن خلال حديث المشاركين في الجلسة، فُتحت أبواب الحوار لعدد من التساؤلات المتعلقة بالنقد في الوطن العربي، أبرزها: هل يستطيع الناقد العربي استئنافَ مشروع التنوير العربي الجديد؟ هل يمكن أن يُقدّم النقّاد العرب الجدد في السنوات العشر أو العشرين المقبلة ما يجعلهم امتدادًا أصيلًا لمشروعات فكرية عربية تدافع عن وجود الإنسان العربي في القرن الواحد والعشرين؟ وما صورة الناقد بعد عشرين أو خمسين عامًا؟ وما طبيعة التحدّيات التي سيواجهها الناقد أو النظرية ذاتها؟
تجدر الإشارة إلى أن النادي الثقافي يسعى من خلال فعالياته الثقافية والفكرية والنقدية إلى إبراز دور المثقف العماني في الساحة العربية، وما يقدمه من تعزيز للحوار والفكر العربي، وإسهامه في الحراك الثقافي.