إعداد : سومية سعد

أولى المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المرأة جانباً مهماً في حياته، وكان يسعى إلى تمكينها وتحفيزها للانطلاق نحو آفاق أرحب في كافة المجالات، وذلك إيماناً منه بأن المرأة هي نصف المجتمع وعمود البيت الأساسي، حيث حصلت في عهده على العديد من الفرص واعتلت أعلى الوظائف، وساهمت مع الرجل في بناء الوطن، وهكذا استطاع الوالد المؤسس أن يسبق عصره في رعاية المرأة انطلاقاً من قناعة فكرية بأن مجتمع دولة الاتحاد لا يمكن أن يتقدم بعين واحدة، حتى أصبحت مسيرة النهضة النسائية بالدولة مسيرة استثنائية، وتحظى بحقوق كاملة يضمنها الدستور.

كثيراً ما كان يردد الشيخ زايد، طيب الله ثراه: «أنا نصير المرأة.. أقولها دائماً لتأكيد حقها في العمل والمشاركة الكاملة في بناء وطنها»، لذا سعى منذ قيام الاتحاد إلى دعم المرأة الإماراتية وتعزيز دورها الحيوي في بناء الوطن وتحقيق المشاركة الإيجابية الفاعلة في التنمية المستدامة.

الصورة

أول تجمع نسائي

ظهر في عهد المغفور له، أول تجمع نسائي في دولة الإمارات، حيث تأسست «جمعية نهضة المرأة الظبيانية» في الثامن من فبراير عام 1973، لتتوالى بعدها انطلاق الجمعيات النسائية في مختلف إمارات الدولة، وتأسيس الاتحاد النسائي في عام 1975 ليضم الجمعيات النسائية كافة.

وكان تأسيس الجمعيات النسائية بمثابة البداية لطريق ممتد ومسيرة زاخرة من المبادرات والمشروعات التي طبقتها الدولة لتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً، إذ تحتفل دولة الإمارات في 28 أغسطس من كل عام بيوم المرأة الإماراتية، وهو اليوم نفسه الذي تأسس فيه الاتحاد النسائي العام، حيث يمثل هذا الاحتفال تقديراً وتكريماً لما قدمته المرأة الإماراتية لدعم مسيرة الدولة داخل الوطن وخارجه.

وصدر في عهد الشيخ زايد أهم القوانين التي ارتكزت إليها المؤسسات العاملة بالدولة، فيما يتعلق بنيل المرأة حقوقها بالتساوي وكشريك مساهم يعتد بقدراتها وآمالها، من أبرزها القوانين التي كفلت لها حق التعليم وأفضل مستوى من الرعاية الصحية والحصول على المساعدات المالية بشكل مستقل، والحصول على السكن، وغيرها من الحقوق الأساسية التي تضمن لها العيش بكرامة وتمكّنها من مواصلة حياتها بشكل آمن ومستقر.

الصورة

منجزات حضارية

آمن الشيخ زايد بأن التعليم هو حجر الأساس للبناء والتنمية في أي دولة، لذا أولى اهتماماً كبيراً ببناء المدارس، وكان يحرص على زيارة المناطق النائية والاجتماع بسكانها وحثهم على إرسال أولادهم وبناتهم إلى المدارس، كما قام بتخصيص راتب لكل طالب، إضافة لتوفير أدوات القرطاسية، تشجيعاً للأسر على تعليم أبنائها وبناتها.

ويعد الحديث عن المرأة والتعليم في عهد زايد، حديثاً عن منجزات حضارية يفاخر بها الوطن العالم كافة، إذ إن المرأة الإماراتية غدت مع هذه النهضة الحضارية عنواناً بارزاً على مستوى العالم لكل تميز وابتكار وريادة وإبداع.

أما بالنسبة للقوانين التي ساعدت على تمكين المرأة تعليمياً، فقد كان ذلك جلياً في مواد الدستور والتشريعات التي صدرت في عهده، طيب الله ثراه، إذ تشير المادة (17) من دستور دولة الإمارات العربية المتحدة، والمادة (1) من القانون الاتحادي رقم (11) لسنة 1972 بشأن التعليم الإلزامي، على أن التعليم عامل أساسي لتقدم المجتمع، وأنه إلزامي للإناث والذكور في مرحلته الابتدائية، وبالمجان في كل مراحله.

كما ركز الشيخ زايد، على تعليم المرأة، معتبراً أن ذلك من أهم المحاور التي تسهم في ارتفاع مستوى التنمية كما كان يرى أن التعليم من الأساسيات الهامة للمرأة التي تطمح في مساندة أخيها الرجل في مسيرة التنمية، وبفضل هذا التشجيع والإصرار، حققت ابنة الإمارات ما كانت تطمح إليه من العلم الذي فتح أمامها آفاق المستقبل.

المكانة اللائقة

أكد الشيخ زايد نيل المرأة حقوقها كاملة، لأن الإسلام كرمها وكفل لها حقوقها، لهذا عمل على تذليل كل العقبات التي تواجه المرأة لتحتل مكانتها اللائقة، ودعا لكي تجسد مؤسسات الدولة هذا المفهوم الإسلامي العميق.

وترجمة لالتزام الدولة بحقوق المرأة، فقد أنشأت الآليات الوطنية العديدة على المستويين الاتحادي والمحلي وانضمت الإمارات إلى اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة «السيداو» وغيرها من العهود الدولية، لترسي بذلك نهجاً جديداً مبنياً على منظور الحقوق ووعياً أكبر بالالتزام نحو ضمان تلك الحقوق مقارنة بالمنظور الذي كان مبني على الاحتياجات، ووضعت استراتيجية وطنية لتقدم المرأة واستراتيجية وطنية للأمومة والطفولة.كما حظي قطاع تنمية المرأة باهتمام كبير ودعم ملحوظ من قبل الشيخ زايد الذي قال: «الإسلام كرّم المرأة وأعطاها مكانتها اللائقة، وعلى المرأة أن تتخذ من أمهات المؤمنين أسوة لها في كل ما تأتيه من أعمال وتصرفات.

الحياة السياسية

أيد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فتح كل مجالات العمل أمام المرأة ودخولها معترك الحياة السياسية، معتبراً أن عملها ضرورة مهمة وملهمة للوطن، وقال: «مجتمعنا بحاجة إلى عمل المرأة، وفي نطاق الأسرة الصغيرة، فإن من لها دخلاً من عملها أكثر معزة وقدراً في نظر نفسها ونظر زوجها، فعبء الحياة يحمله الرجل والمرأة، وإذا قام كل فرد بواجبه فلن تكون هناك مشكلة».

وأصبحت المرأة الإماراتية اليوم بفضل دعمه وقناعاته بأهمية دورها ومسؤوليتها في تهيئة الأجيال القادمة التي يستند إليها إرث الوطن، تتبوأ مكانة عالية في خدمة المجتمع، وتشغل أعلى المناصب المرتبطة باتخاذ القرار، خاصة في مختلف المجالات، وعلى المستويات كافة.

السياسات الصحية

بسبب السياسات الصحية الوقائية الإيجابية وتوسيع مدى الخدمات الصحية ومتابعة الحامل أثناء الحمل وبعده، وبسبب انتشار المستشفيات والعيادات بالإمارات، لم تسجل أي حالة وفاة منذ عام 2004 في وفيات الأمهات أثناء الولادة، إضافة إلى أن 99.9% من الولادات تمت بإشراف عاملين صحيين مؤهلين، وتعد هذه من أعلى المعدلات في العالم، وبذلك تكون دولة الإمارات قد حققت الهدف الخامس من الأهداف الإنمائية للألفية والمتعلق بتحسين صحة الأم، كما أنها من الدول التي تتجه نحو تحقيق المساواة القائمة على النوع الاجتماعي في التعليم الأساسي والثانوي.

وبرؤية القائد المؤسس، الذي آمن برسالتها ودورها شريكاً في التنمية الوطنية وبناء دولة الاتحاد، سطرت المرأة الإماراتية في سجلات المجد مكتسبات حضارية بارزة في مختلف ميادين العمل الوطني وتصدرت قوائم التميز في التنمية الوطنية ومسيرة النهضة الحضارية التي يشهدها الوطن.

وحرص طيب الله ثراه على تهيئة البيئة المعززة لإبداعها وريادتها وتميزها، وسنّ القوانين والتشريعات التي تكفل للمرأة حقوقها وواجباتها في إطار شامل من استراتيجية تحقيق التوازن بين الجنسين، وتمكين المرأة في جميع مجالات العمل الوطني من تعليم وعمل ورعاية أسرة وخدمة مجتمعها، وتفانيها بالعمل في بناء وطن قوي ومستقبل مشرق ينعم بالتقدم والازدهار.

العمل الحكومي

لعل ما تعود إليه المرأة الإماراتية في العمل الحكومي من تقدم يعود لفكر الشيخ زايد، حيث تشغل حالياً نحو 66 % من وظائف القطاع الحكومي، من بينها 30 % في الوظائف القيادية المؤثرة وفي مواقع اتخاذ القرار في المؤسسات التي يعملن بها.

كما أصبحت المرأة الإماراتية قادرة على المشاركة في النشاط الاقتصادي على المستوى الوطني، فارتفعت نسبة مساهمتها في إجمالي عدد المشتغلين في القطاعين الحكومي والخاص، من 11.6 % في عام 1995 إلى 25 % في عام 2010.

وفي إنجاز جديد، أصدر مجلس الوزراء الإماراتي، في التاسع من ديسمبر 2012 قراراً يقضي بإلزامية تمثيل العنصر النسائي في مجالس إدارات جميع الهيئات والشركات الحكومية في الدولة، فيما شهد حضور المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي قفزة نوعية ورسالة واضحة حول أهمية وفعالية حضورها على ساحة العمل السياسي.

وشكلت نسبة المرأة في المجلس خلال الفصل التشريعي الرابع عشر (22.2%) بوجود 9 عضوات، وفي الفصل التشريعي الخامس عشر ما نسبته (17.5%) بوجود 7 عضوات، حيث أكد الشيخ زايد أن المشاركة السياسية للمرأة ضرورة وليست ترفاً، الأمر الذي سيرسي دعائم قوية لمجتمع منفتح ومتطور وبما ينسجم مع ثقافة الدولة وتاريخها، وبفضل ذلك أصبحت تتبوّأ أعلى المناصب في جميع المجالات وتسهم بفعالية في قيادة مسيرة التنمية والتطوير.

الجانب الاقتصادي

بفضل دعم الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أصبحت المرأة الإماراتية ملمة بالجانب الاقتصادي، ويأتي ذلك ضمن الأولويات التي اهتمت بها الدولة، إذ حرصت على إنشاء المؤسسات التي تعنى بشؤون المرأة اقتصادياً، على غرار مجالس سيدات الأعمال.

وارتفعت مساهمة المرأة الإماراتية في القطاع الخاص، خلال عام 2015 إلى 22 ألف مشروع، باستثمارات تزيد على 45 مليار درهم، وذلك مع زيادة عدد المشاريع التجارية المملوكة لسيدات الأعمال المواطنات البالغ عددهن 12 ألفاً، كما تشكّل سيدات أعمال الإمارات نحو 21% من إجمالي سيدات الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي، وهي النسبة الأعلى.كما تم الاهتمام بتأمين فرص عمل للمرأة، وتشير الإحصاءات الرسمية بأن النساء يشغلن نحو 66 % من الوظائف الحكومية بالدولة ونحو 37,5% في القطاع المصرفي، حيث تعمل المرأة في الإمارات بكفاءة واقتدار ضمن الكوادر الوطنية العاملة في كافة المجالات.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يوم زايد للعمل الإنساني المرأة الإماراتیة فی طیب الله ثراه أن التعلیم المرأة فی فی بناء فی عهد

إقرأ أيضاً:

الشيخة فاطمة : الإمارات بقيادة رئيس الدولة تلتزم بتبني المبادرات المعززة لرفاهية الإنسان في كل مكان

أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ” حريصة على الأخذ بكافة المبادرات البناءة التي تنفع الإنسان في كل مكان، انطلاقا من منظومة القيم والمبادئ التي تنتهجها الدولة في مسيرتها نحو الحاضر والمستقبل.

جاء ذلك خلال كلمة سموها في افتتاح مؤتمر الصحة النفسية للمرأة اللاجئة في ظل التغير المناخي، الذي نظمه صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة بمقر جامعة أبوظبي، أمس الثلاثاء، والتي ألقاها نيابة عن سموها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش.

ورحبت سموها بالمشاركين في المؤتمر، مشيرة إلى أهمية مناقشة العلاقة بين القضايا التي تؤثر على جوانب الحياة المختلفة في هذا العصر، بما في ذلك حماية المرأة والطفل، شؤون اللاجئين، الرعاية الصحية، وتحديات التغيرات المناخية.

وأكدت سموها أن المؤتمر يسعى، بعون الله، لأن يكون منصة مهمة للتواصل والحوار، من خلال مناقشة الاستراتيجيات وخطط العمل التي تهدف إلى توفير رعاية صحية شاملة للمرأة اللاجئة في ظل التحديات البيئية والمناخية، مشيرة إلى أهمية الحفاظ على كرامة المرأة، وضرورة الالتزام بأعلى المعايير العالمية، كما دعت إلى تجسيد قيم الرحمة والتكافل، ورعاية المحتاجين في المجتمع والعالم، والمساهمة في رفع مستوى الوعي بالتحديات الصحية والنفسية التي تواجه اللاجئات، وتأثير التطورات البيئية والمناخية على ظروفهن.

وقالت إن من شأن المؤتمر بلورة مفهوم مشترك حول التحديات الصحية والنفسية التي تواجه المرأة اللاجئة، أمامكم فرصة كبرى للتأكيد على أهمية التعاون والعمل المشترك من أجل الحفاظ على الحق في حياة المرأة والطفل بمخيمات اللاجئين، وإن تأكيد التواصل والتعاون بين سكان هذا العالم، هو أمر ضروري من أجل أن يكون العطاء الإنساني وحب الخير للجميع أساساً قوياً، لتحقيق التقدم والأخوة والسلام في هذا العصر” .

وأضافت أن الصندوق يسعى إلى مساعدة ضحايا الحروب ومواجهة الظروف الصعبة، من خلال توفير سبل العيش الكريم في المخيمات، وتشمل الجهود توفير العلاج للمرضى، وتنظيم حملات التطعيم ضد الأمراض، وتقديم كسوة للنساء والأطفال، بالإضافة إلى توفير الغذاء والمياه النظيفة، موضحة أن هذه البرامج تعكس تراث الإمارات الوطني الذي يحث على رعاية الإنسان، ويعزز قيم العطاء والتضامن بين أبناء الوطن، مشيرة إلى أن هذه الجهود تمثل استجابة صادقة لدعوة الله لنشر قيم السلام والأخوة والتعايش والسلوك الحسن في المجتمع.

وأضافت: “نحن في الإمارات نعتز بكون دولتنا سباقة دائماً في تقديم المساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، ولا نعتبر ذلك مِنةً أو إحساناً، بل هو واجب إنساني نبيل، يعكس التكافل والتعاون لخدمة جميع الناس دون تفرقة أو تمييز، ونفخر بدورنا البارز في التعامل مع قضايا العصر، وفي مقدمتها قضايا التغير المناخي، التي كانت محور اهتمام مؤتمرCOP28 الذي عُقد في دولتنا العام الماضي.”

وقالت سموها “نحن في الإمارات ندعم بقوة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وملتزمون بتخفيف معاناة المرأة والطفل، نعمل بجد لتوفير بيئة إنسانية مناسبة، ونسعى لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي الذي يبرز أفضل ما لدينا من أجل تمكين المرأة ودعم صحتها النفسية والجسدية، كما نهدف إلى تنمية قدراتها على مواجهة التحديات القاسية، بما في ذلك تلك الناتجة عن اللجوء في المخيمات، والمخاطر الصحية المرتبطة بها، وظروف المعيشة بشكل عام.”

وأضافت “في هذا السياق، إن أسلوب تواصلكم مع بعضكم البعض بشأن القضايا المرتبطة بصحة المرأة والوضع في المخيمات بالمناطق التي تشهد تغيرات مناخية سيكون له أثر كبير في تحقيق أهدافنا، وأكدت على أهمية التعاون والتنسيق على جميع المستويات لمواجهة هذه التحديات، كما أشارت إلى أن الحكومات وقطاع الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد يتحملون مسؤولية مشتركة في تعزيز العزائم ودعوة الجميع لتحمل مسؤولياتهم في العمل المنظم والمنتج، من أجل توفير رعاية صحية شاملة للمرأة اللاجئة، وتحسين جودة الحياة في المخيمات ، بما في ذلك دور الفنون ووسائل الترفيه، لتخفيف المعاناة لدى المقيمات في هذه المخيمات.”

وتابعت “إن نجاح مؤتمركم في تحقيق كل هذا، إنما هو رهنٌ بجهودكم وعملكم، وأود أن أشير إلى أن الأولويات على جدول أعمالكم ينبغي أن تكون في طرح استراتيجيات فعالة، لتحقيق ما ترونه مناسباً ونافعاً لمساعدة المرأة اللاجئة، في الحصول على رعاية صحية ملائمة، والأخذ بيدها إلى أن تعود إلى بلادها وديارها في حالة عقلية وجسمانية سليمة”.

وقالت “إننا لا نسعى في هذا المؤتمر إلى مجرد النقاش أو الحوار فقط، لأن الطموح أكبر من ذلك بكثير، مؤكدة على أن نجاح المؤتمر سيتحقق بكل تأكيد من خلال الخروج بنتائج وتوصيات تنبثق من أرض الواقع لتجد الطريق إلى التطبيق والتنفيذ”.

وأشارت “أم الإمارات” إلى أن جهود حماية المرأة اللاجئة يجب أن تكون تجسيداً أصيلاً لفكر استراتيجي متطور، ينبُع من تحليلٍ واعٍ لبيئة العمل، مشددة على أن التفكير المبدع والعمل الناجح، هما عناصر القدرة على مواجهة كافة التحديات، وهما الطريق إلى الإسهام الكامل لجميع العاملين والمتطوعين في تطوير العمل، وإطلاق كل ما وهبه الله لهم من طاقاتٍ وإمكانات.

من جانبها أكدت معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة، رئيسة اللجنة العليا لصندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة، أن المؤتمر يركز على القضايا التي تواجه المرأة اللاجئة خلال النزوح، خاصة التحديات النفسية ، التي يترتب عليها عدم قدرتها على الاستمرار في العيش ورعاية أطفالها، باعتبارها المعيلة لأسرتها في بلد اللجوء.

وأشارت إلى توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (حفظها الله ورعاها) للصندوق بطرح أفكار جديدة واستراتيجيات مبتكرة لدعم المرأة اللاجئة، وتعزيز التنسيق بين الجهات المانحة والمنظمات الدولية والمحلية ، لتخفيف معاناتها سواء بالمساعدات المادية وغير المادية.

و قالت، إن الارقام الصادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، تظهر زيادة مضطردة في عدد اللاجئين حول العالم ، حيث بلغ عددهم 120 مليونًا، مع ارتفاع أعداد النساء بينهم، مشيرة إلى ضرورة أن يسفر المؤتمر عن نتائج إيجابية لتعزيز مساهمات المجتمع وتبادل الخبرات لدعم المرأة اللاجئة نفسيًا، مما يمكنها من تحويل هذه الظروف إلى فرص تنموية، لتعيش بأمن واستقرار وكرامة.

من جهته، أكد معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة يُعتبر من المبادرات الرائدة في الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مشيراً إلى أن الصندوق حقق نقلة نوعية في جهود تمكين المرأة اللاجئة، حيث نفذ العديد من البرامج التي عززت قدرات النساء في مناطق اللجوء والنزوح.

وقال إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” عندما أسست صندوق المرأة اللاجئة، كانت على علم ودراية تامة بأوضاع النساء النازحات واللاجئات في المخيمات ومناطق النزاعات، ومدى معاناتهن مع ظروف اللجوء القاسية وحجم المخاطر التي يتعرضن لها باعتبارهن الحلقة الأضعف في مسلسل اللجوء والنزوح، لذلك تبنت سموها الكثير من المبادرات التي ساندت النساء اللاجئات ووفرت لهن ظروف حياة أفضل، منوها في هذا الصدد إلى دور الصندوق في توفير رعاية أكبر وحماية أفضل وحياة كريمة للنساء في المخيمات وخارجها.

وأشار إلى أن نتائج المؤتمر من شأنها إضافة مكتسبات جديدة للمرأة اللاجئة في المجال الصحي، مؤكدا أن المؤتمر حقق أهدافه في الخروج بمبادرات تعزز استراتيجيات الرعاية الصحية للمرأة اللاجئة مستقبلا.

أكد الدكتور علي سعيد بن حرمل الظاهري، رئيس مجلس إدارة جامعة أبوظبي، على أهمية مؤتمر الصحة النفسية للمرأة، مشيراً إلى أنه يعكس مكانة الإمارات المرموقة في رعاية اللاجئين عبر مشاريع تنموية تضمن لهم حياة كريمة.

وأوضح أن المؤتمر يعكس التزام الإمارات بالعمل الإنساني ورؤيتها للاستثمار في مجالات التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية، مشيداً بدور “أم الإمارات” لتمكين المرأة اللاجئة ومعالجة التحديات التي تواجهها، معبراً عن فخر الجامعة بمشاركتها كشريك استراتيجي في هذا المؤتمر الذي جذب نخبة من المسؤولين والخبراء المتخصصين.

أعرب الدكتور خالد خليفة، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي، عن تقديره لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، على اهتمامها الكبير بقضايا المرأة اللاجئة، مشيراً إلى الشراكة المستدامة مع صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة.

وأوضح أن مؤتمر الصحة النفسية للمرأة اللاجئة يتناول موضوعًا حيويًا لم تتطرق له الكثير من المؤتمرات، لافتاً إلى ضرورة زيادة الاهتمام بالصحة النفسية للمرأة في حالات اللجوء، نظرًا لمعاناتها التي تختلف تمامًا عن معاناة الرجال، وخاصة في ظل النزاعات المسلحة.


مقالات مشابهة

  • عبدالله آل حامد: تحية لمعلمنا الشيخ محمد بن زايد ولكل معلمي الإمارات
  • الرئيس ميقاتي اتصل برئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لشكره على وقوفه الدائم الى جانب لبنان
  • مستلزمات الخيول الإماراتية تستقطب زوار معرض الفروسية في المغرب
  • رداً للجميل.. صور الشيخ زايد ومحمد بن زايد تزين سماء الأكاديمية العسكرية المصرية
  • الرئيس السيسي يستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات بمطار القاهرة
  • الرئيس السيسي يستقبل الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات بـ مطار القاهرة الدولي
  • فيديو | محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • الشيخة فاطمة : الإمارات بقيادة رئيس الدولة تلتزم بتبني المبادرات المعززة لرفاهية الإنسان في كل مكان
  • الشيخة فاطمة: الإمارات بقيادة رئيس الدولة تلتزم بالمبادرات المعززة لرفاهية الإنسان