20 عاماً على غياب أسطورة الإنسانية
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
إعداد: جيهان شعيب
يوافق اليوم 19 رمضان، ذكرى وفاة القائد المؤسس، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رحل عام 2004، تاركاً إرثاً من المشاعر الجمة له، والولاء والانتماء، في قلوب مواطني الإمارات، ووجدان أبناء الشعوب الإسلامية، والعربية، وكذا الخارجية، ممن عرفوه من خلال مواقفه المختلفة على الصعد كافة، وعطاءاته المتنوعة، فقد كان أسطورة في الإنسانية، ونبع من السخاء، وستظل ذكراه محفورة للأبد في تاريخ الإمارات، التي دعا إلى وحدتها مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه، ونجحا في توحيد إماراتها السبع، وأصبح الشيخ زايد رئيساً لها في ديسمبر 1971.
وبمرور 20 عاماً على رحيل هذا القائد العظيم، شيخ العرب، والأمة جمعاء، نستذكر كيف أنار الدروب بحكمته، التي ستبقى شاهدة على تحقيقه التقدم، والازدهار لشعب وأرض الإمارات، وللمنطقة أيضاً بأسرها، بمساهماته، وبصماته التي لا تزال تلهم الجميع، وتدفعهم إلى الأمام، فالراحل الكبير صنع من الإمارات قصة حضارة، تستند على جسور من التسامح، والود، والعطف، والأمن والأمان، وترتفع بشموخ نهضتها، ورقيها، فتكاد تلامس عنان السماء، وسيظل زايد الخير قمة راسخة، عالية القامة، بالغة القيمة، مهما مرت الأعوام على غيابه، وتعاقبت.
الراحل الكبير هو زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان آل نهيان الفلاحي، ولد عام 1918، بقصر الحصن في مدينة أبوظبي، وسُمّي على اسم جده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان (زايد الأول) حاكم إمارة أبوظبي من عام 1855 إلى عام 1909، وهو أصغر أبناء الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان الأربعة من زوجته الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي.
وحين بلغ الرابعة من عمره عام 1922، تولّى والده الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم، واستطاع خلال فترة حكمه تحسين علاقاته بدول الجوار، وتعزيز مكانته بين مواطنيه، وتلقى الطفل زايد وهو في الخامسة من عمره، تعليمه من الكُتّاب، على يد «المطاوعة»، وهم الشيوخ الذين يدرسون القرآن الكريم والحديث الشريف، وأصول الدين واللغة العربية، وفي السابعة من عمره كان يجلس في مجلس والده الشيخ سلطان الذي اشتهر بالسماحة والكياسة، والذي كان يستقبل المواطنين، ويستمع إلى همومهم، ويشاركهم معاناتهم، وكان زايد واعياً، ومدركاً ما يدور من حوله، في مجلس والده، فبدأ تدريجياً يكتسب كثيراً من الأمور، ويتقن الحوار، وغيره.
حكم العينومرت الأعوام وفي عام 1946 تولى الشيخ زايد حكم مدينة العين، وعمل على تطويرها على الرغم من ندرة الماء والمال، وقلة الإمكانيات، وبالفعل افتتحت عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم المدرسة النهيانية، علاوة على إنشاء أول سوق تجاري، وشبكة طرق، ومشفى طبي، وأصدر الشيخ زايد قراراً بإعادة النظر في ملكية المياه، وتوفيرها للجميع، وتسخيرها لزيادة المساحات الزراعية، وكان الشيخ زايد يشارك مواطنيه من عرب البادية، حفر الآبار، وإنشاء المباني، وتحسين مياه الأفلاج، ويشاركهم بتواضع في معيشتهم، وصنع خلال سنوات حكمه في العين شخصية القائد الوطني، وشيخ القبيلة المؤهل لتحمل مسؤوليات القيادة الضرورية.
وفي عام 1953 بدأ زايد رحلة حول العالم لتعزيز خبرته السياسية، والاطلاع على تجارب أخرى للحكم والعيش، فزار بريطانيا، ومن ثم الولايات المتحدة، وسويسرا، ولبنان، والعراق، ومصر، وسوريا، والهند، وباكستان، وفرنسا، وزادته التجربة اقتناعاً بمدى الحاجة إلى تطوير الحياة في الإمارات، والنهوض بها بأسرع وقت ممكن، للحاق بركب تلك الدول.
حكم أبوظبيوفي مايو 1962 ومع تزايد المهام على شقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، قرر السماح للشيخ زايد بمساعدته على إدارة شؤون أبوظبي، وعلى مدار أربع سنوات من 1962 إلى 1966، عمل الشيخ زايد على تحسين الأوضاع في الإمارة، وتنفيذ برنامجه التنموي، ومن ثم تولى الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966 بإجماع وموافقة من العائلة الحاكمة خلفاً لشقيقه الشيخ شخبوط.
ونجح الشيخ زايد في تحقيق إصلاحات واسعة، تضمنت تطوير قطاعات التعليم، والرعاية الصحية، والإسكان الشعبي وتحديثها، وتطوير المدن بوجه عام، وكان من أولى قراراته مرسوم يقضي بإصدار طوابع بريدية، كما عمل على بناء مؤسسات الدولة من نظام إداري، ودوائر حكومية، اعتمد فيها على عناصر من الأسرة الحاكمة، ومن خارجها، كما أتاح فرص التعليم لآلاف الطلبة، بما مكنهم من الالتحاق بأفضل الجامعات في الخارج.
قصة الإماراتونأتي لقصة قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، التي بناها الراحل من الصحراء، فأضحت اليوم تعانق السماء، رفعة وشموخاً وتحضراً، وللحكاية في ذلك بداية، تعود إلى أنه منذ تولي الشيخ زايد حكم إمارة أبوظبي في شهر أغسطس عام 1966 نمت فكرة الاتحاد في ذهنه، فخصص بداية جزءاً كبيراً من دخل إمارة أبوظبي من النفط لصندوق تطوير الإمارات المتصالحة، ومن ثم اختمرت الفكرة أكثر فأكثر، فكانت أولى خطوات قيام الاتحاد مبادرة من الشيخ زايد وكان حاكماً لإمارة أبوظبي آنذاك، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وكان حاكماً لدبي آنذاك، حيث عقدا اجتماع في 18 فبراير عام 1968 في منطقة السميح الواقعة على الحدود بين أبوظبي ودبي، ووقعا اتفاقية تجمع إمارتي أبوظبي ودبي عرفت ب «اتفاقية الاتحاد»، تعتبر الخطوة الأولى نحو توحيد الساحل المتصالح.
اتحاد واحدونصّت الاتفاقية على دمج الإمارتين في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية، والدفاع، والأمن، والخدمات الاجتماعية، وتبني سياسة مشتركة لشؤون الهجرة، وأنيطت المسائل الإدارية، إلى سلطة الحكومة المحلية لكلّ إمارة، ومن ثم رغب الشيخ زايد والشيخ راشد، في تعزيز الاتحاد، فقاما بدعوة حكام كل من إمارات الشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، ورأس الخيمة، إضافة إلى البحرين، وقطر، للمشاركة في مفاوضات تكوين الاتحاد.
وجرى عقد مؤتمر دستوري بحضور حكام تلك الدول في الفترة من 25-27 فبراير عام 1968، وما بين مفاوضات ومناقشات استمرت الاجتماعات لمدة 3 سنوات، في محاولات قيام اتحاد الإمارات، وفي عام 1971، أعلنت قطر والبحرين استقلالهما وسيادتهما على أراضيهما، إلا أن ذلك لم يوقف مساعي الاتحاد، حيث عملت الإمارات السبع بعدها على وضع بديل لاتحاد الإمارات وتعديل نصّ الدستور السابق لإمارات الخليج التسع، وفي اجتماع عُقد في 18 يوليو 1971، قرر حكام الإمارات الست، وهم أبوظبي ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين الإمارات العربية المتحدة، وتحديد تاريخ اتحاد الإمارات، فيما كانت إمارة رأس الخيمة في حالة من التردد.
إعلان الاتحادوفي 2 ديسمبر 1971 جرى إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وتأسيس دولة مستقلة ذات سيادة، وإعلان سريان مفعول الدستور المؤقت، وانضمام كل من أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، والفجيرة، وأم القيوين، بينما انضمت رأس الخيمة إلى اتحاد دولة الإمارات، في 10 فبراير 1972، ليصبح الاتحاد كاملاً ويشمل الإمارات السبع، وأجمع حكام الإمارات على أن ينتخب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليكون أوّل رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وانتخب الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، ليشغل منصب نائب الرئيس، ورفع الشيخ زايد بين يديه علم الدولة، معلناً إياه علماً لدولة الإمارات العربية المتحدة، كدولة مستقلة ذات سيادة.
وحمل مرسوم إنشاء العلم، الذي نشر في الجريدة الرسمية، نص القانون الاتحاد رقم (2) لسنة 1971، بشأن علم الاتحاد، مقاييس وشكل العلم، وهو مؤرخ بتاريخ الرابع من ذي القعدة سنة 1391 هجرية، الموافق 21 ديسمبر سنة 1971 ميلادية، ونص على أن «يكون علم دولة الإمارات العربية المتحدة على الشكل والمقاييس والألوان التالية: مستطيل طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة الشكل، القسم الأول منها لونه أحمر بشكل طرف العلم القريب من السارية، طوله بعرض العلم، وطول عرضه مساوٍ لربع طول العلم، أما الأقسام الثلاثة الأخرى فهي تشكل باقي العلم، وهي أفقية متساوية»
وانطلقت منذ اللحظة الأولى لتأسيس الدولة الاتحادية، عجلة العمل بواحدة من أضخم عمليات التنمية التي شهدتها المنطقة، وأعلن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكم، عن تسخير الثروات من أجل تقدم الإمارات، ورفع مستوى المواطنين، قائلاً: «إننا سخرنا كل ما نملك من ثروة، وبترول من أجل رفع مستوى كل فرد من أبناء شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، إيماناً منا بأن هذا الشعب صاحب الحق في ثروته، وأنه يجب أن يعوّض ما فاته ليلحق بركب الحضارة والتقدم»، عدا ذلك فقد اتحاد الإمارات السبع على أساس دستورٍ مؤقت، ومن ثم في 20 مايو 1996، اجتمع المجلس الأعلى للاتحاد وهم حكام الإمارات السبع واعتمدوا نصّ معدّل للدستور، بجعله دائماً للدولة، واتخذت أبوظبي عاصمة الدولة.
رائد التنميةوشهدت الإمارات منذ توحدت، نهضة شاملة على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبتوجيهاته السديدة، حيث كان رائداً في التنمية الاقتصادية، ووجه استخدام ثروات النفط والغاز بحكمة، عبر استثمارها في تطوير البنية التحتية، وتعزيز التعليم والرعاية الصحية، والقطاعات الاقتصادية من السياحة، والصناعة، والزراعة، وغيرها، علاوة على تعزيزه التعليم، والثقافة، وتأسيسه العديد من المدارس والجامعات، والمؤسسات التعليمية المتقدمة، مع تشجيعه الدراسات العليا، والبحث العلمي، علاوة على دعمه الثقافة والفنون من خلال إقامة معارض فنية، ومهرجانات ثقافية.
وعرف الشيخ زايد بعطائه الكبير في مجال الإغاثة، والتنمية الإنسانية على مستوى العالم، وقدّم مساعدات ضخمة للدول، والشعوب المحتاجة، في حالات الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة، كما أنشأ مؤسسات خيرية لتقديم المساعدات الإنسانية، وتحقيق التنمية في البلدان النامية، والكثير غير ذلك.
وعلى مستوى السياسة الخارجية، رسخ الشيخ زايد بحكمة، واعتدال، واقتدار، مسارها ونهجها، قائلاً حول ذلك: «إن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تستهدف نصرة القضايا، والمصالح العربية والإسلامية، وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون مع جميع الدول والشعوب على أساس ميثاق الأمم المتحدة، والقوانين الدولية، وإن دولتنا الفتية حققت على الصعيد الخارجي نجاحاً كبيراً، حتى أصبحت تتمتع الآن بمكانة مرموقة عربياً ودولياً، بفضل سياستها المعتدلة والمتوازنة، ولقد ارتكزت سياستنا، ومواقفنا على مبادئ الحق، والعدل، والسلام، منطلقين من إيماننا بأن السلام حاجة ملحة إلى البشرية جمعاء».
أهداف واضحةقامت فكرة قيام اتحاد الإمارات السبع على مجموعة من الأهداف، أبرزها توفير حياة أفضل، واستقرار أمكن، ومكانة دولية أرفع لدولة وشعب الإمارات العربية المتحدة، وإنشاء روابط أوثق بين الإمارات، لتكون قادرة على الحفاظ على كيان الاتحاد، وكيان أعضائها، والتعاون مع الدول العربية الشقيقة ومع دول العالم الصديقة، وتبادل المصالح، والمنافع بين الإمارات والدول الأخرى، والنهوض بالدولة الوليدة وجعلها في مصاف الدول المتحضرة، والحفاظ على استقلال الاتحاد وسيادته، وعلى أمنه واستقراره، ودفع كل عدوان على كيانه، وحماية حقوق وحريات شعب الاتحاد، وتحقيق التعاون الوثيق بين إماراته لصالحها المشترك، من أجل هذه الأغراض، ومن أجل ازدهارها وتقدمها في جميع المجالات.
تواضع وأصالةكان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، متواضعاً، وأصيلاً، وطموحاً، وشديد الحكمة، وسديد الرأي، وبصيراً، ومقداماً غير متراجع، حيث في عام 1948، حينما قام الرحالة البريطاني «تسيجر» بزيارة المنطقة، وسمع كثيراً عن الشيخ زايد أثناء طوافه في الربع الخالي، جاء إلى قلعة المويجعي لمقابلته، وقال في ذلك: «إن زايد قوي البنية، يبلغ من العمر ثلاثين عاماً، له لحية بنية اللون، ووجهه ينم عن ذكاء، وقوة شخصية، وله عينان حادتان، ويبدو هادئاً، لكنه قوي الشخصية، يلبس لباساً عمانياً بسيطاً، ويتمنطق بخنجر، وبندقيته دوماً إلى جانبه على الرمال لا تفارقه».
ولقد كنت مشتاقاً لرؤية زايد لما يتمتع به من شهرة لدى الناس، فهم يحبونه لأنه بسيط معهم وودود، وهم يحترمون شخصيته وذكاءه وقوته البدنية.
رؤى ومواقفلا تزال أقوال المغفور له بأذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي تعكس رؤاه، وتكوينه، وتحضره الفكري، باقية بقاء الدهر، ومنها:
«إن أبناء الإمارات تعلقوا بالاتحاد قبل أن يلمسوه وأحبوه ونادوا به قبل أن يجنوا ثماره وازدادت محبتهم له وإيمانهم به بعد أن رأوا بأعينهم الإنجازات في طول البلاد وعرضها».
«إنني أسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدرنا على المضي قدماً في سبيل ما بدأنا به لتحقيق كل ما يحتاج إليه هذا الوطن وفي سبيل توفير حاجات المواطن»
«إن بناء الرجال أصعب من بناء المصانع، وإن الدول المتقدمة تقاس بعدد أبنائها المتعلمين»
«إن غايتنا الأساسية هي توفير الحياة الكريمة للمواطنين باعتبارهم الثروة الحقيقية لحاضر هذا الوطن و مستقبله»
«الأرض طواعية للرجال الذين يملكون الأمل ويقدرون على تحدي المستقبل»
«لقد علّمتنا الصحراء أن نصبر طويلاً حتى ينبت الخير، وعلينا أن نصبر ونواصل مسيرة البناء حتى نحقق الخير لوطننا».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات يوم زايد للعمل الإنساني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دولة الإمارات العربیة المتحدة الشیخ زاید بن سلطان آل نهیان الإمارات السبع اتحاد الإمارات طیب الله ثراه إمارة أبوظبی الشیخ راشد من أجل فی عام ومن ثم
إقرأ أيضاً:
ذياب بن محمد بن زايد يفتتح أكاديمية أبوظبي للضيافة – لي روش
افتتح سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، أكاديمية أبوظبي للضيافة – لي روش في أبوظبي، وكان في استقبال سموّه معالي محمد عبدالله الجنيبي، رئيس مجلس أُمناء الأكاديمية، وجورجيت ديفي، المدير العام للأكاديمية، والبروفيسور سكوت ريتشاردسون، عميد الأكاديمية.
وتفقَّد سموّه مرافق الأكاديمية في جولة رافقه خلالها كلٌّ من: جورجيت ديفي، والبروفيسور سكوت ريتشاردسون، واستمع سموّه خلالها إلى شرحٍ قدَّمه الطالب طحنون القبيسي عن المنهاج الذي تقدِّمه الأكاديمية، والذي يمزج بين أرقى معايير التعليم العالمية في مجال الضيافة والتراث الثقافي الغني لدولة الإمارات.
واطّلع سموّه، خلال الجولة، على المرافق المتطورة التي توفِّرها الأكاديمية وتشمل مختبرات تجريبية، ومنطقة تدريب تحاكي البيئة الفندقية مزوَّدة بمنطقة استقبال حقيقية، ما يتيح للطلاب خوض تجارب عملية تحاكي واقع قطاع الضيافة وفق أفضل المعايير العالمية.
وقال معالي محمد الجنيبي: «نفخر جداً بافتتاح هذا الصرح الأكاديمي الأول من نوعه في دولة الإمارات، بهدف تأهيل جيل جديد من المواهب الإماراتية والعالمية، لتمكين منظومة خدمات الضيافة المُستدامة في الدولة وتجسيد قيم الضيافة الإماراتية»
وأضاف معاليه: «إنَّ هذه الشراكة مع مؤسسة لي روش العريقة تعكس التزامنا بالتميُّز، وتنسجم مع الرؤية التي تهدف إلى تحقيق النمو المستدام والريادة في هذا القطاع».
وقال كارلوس دييز دولا لاسترا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة لي روش العالمية للضيافة: «يشرُّفنا أن ننقل إرثنا العريق في تعليم الضيافة إلى دولة الإمارات، من خلال مهمتنا التي تركِّز على تأهيل طلاب الأكاديمية لتولّي قيادة قطاع الضيافة، بالمزج بين مواكبة متطلبات المستقبل وتجسيد قيم الأصالة والكرم في دولة الإمارات».
وقالت جورجيت ديفي: «تستعد أكاديمية أبوظبي للضيافة – لي روش لتصبح ركيزة أساسية في منظومة الضيافة في دولة الإمارات من خلال تزويد الطلاب بالمهارات الأساسية، وتعزيز الريادة في مجال الضيافة، وتتطلَّع الأكاديمية إلى الترحيب بالطلاب الذين سيواصلون ترسيخ إرث الضيافة الإماراتية، وتعزيز دورها كمركز للتميُّز في خدمات الضيافة».
حضر حفل الافتتاح معالي الدكتور عبد الرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، وعدد من أعضاء مجلس أمناء الأكاديمية على رأسهم غنّام المزروعي، مدير مكتب رئيس الدولة للشؤون الاستراتيجية الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية «نافس»، وحمد الزعابي، المدير العام بالإنابة لمكتب المشاريع الوطنية، وصالح الجزيري، مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وطلال الذيابي، الرئيس التنفيذي لمجموعة الدار العقارية، وشيخة الكعبي، الرئيس التنفيذي لفندق «إرث» في أبوظبي، وشيخة النويس، نائب الرئيس في إدارة علاقات المُلاك في شركة «روتانا لإدارة الفنادق»، وميشال الخوري، المدير التنفيذي لإدارة المبادرات الاستراتيجية في مكتب المشاريع الوطنية.
ويُعَدُّ افتتاح أكاديمية أبوظبي للضيافة – لي روش خطوةً رائدةً نحو تحقيق رؤية الدولة في توفير تعليم عالمي المستوى في مجال الضيافة، مع التركيز على تمكين المواهب الإماراتية، وإعداد قادة المستقبل في هذا القطاع الحيوي، لتشكِّل الأكاديمية إضافةً نوعيةً في مسيرة تطوير قطاع الضيافة في دولة الإمارات.