الجزيرة:
2025-01-30@22:14:40 GMT

قرار مجلس الأمن.. المعنى والجدوى

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

قرار مجلس الأمن.. المعنى والجدوى

بعد قرار مجلس الأمن أصبح من المتيقّن أن نتنياهو يسقط في مستنقع الدماء الذي صنعه ويجرّ معه كل حلفائه الإقليميين والدوليين.. فهل كان القرار كافيًا لوقف العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة، أم أنه مجرد ذرّ للرماد في العيون؟

الحقيقة أنّ واشنطن قد اضطرت للامتناع عن التصويت للمرّة الأولى دون استخدام الفيتو المعتاد والذي طلبه نتنياهو بشكل صريح؛ ليس لأنها كانت تريد إدانة حماس -كما قالت- وإنما لأنها قد أصبحت محملة بمخاطر القيادة الرعناء لنتنياهو الذي يَغرق ويُغرق معه كل حلفائه.

رسالة اعتراضية

كما أن الولايات المتحدة أرادت أن ترسل رسالة اعتراضية موجهة لنتنياهو الذي ركب دماغه ولم يعد يسمع لنصائح الراعي الأميركي الذي هو أكبر من مجرد راعٍ بكثير، فهو صاحب البيت، وليس مجرد ضيف ثقيل يتدخل فيما لا يعنيه كما يحاول أن يصوّره نتنياهو.

ومع ذلك فالرسالة الأميركية ليست مجردة من الغرض السياسي؛ لأنها تهدف أيضًا لإعادة تصميم وهندسة الحياة السياسية داخل إسرائيل، ووضع نتنياهو في مكانه الطبيعي بعيدًا عن اختطاف الكيان الصهيوني لمصالحه الشخصية.

فالكيان يجب ألا يكون أي شيء غير أنه مجرد امتداد وظيفي للإستراتيجية الأميركية، وغير مسموح بأن يدير أمنه الإستراتيجي بعيدًا عن رؤية المشروع الأميركي للمنطقة، كما أنه يجب ألا يكون في وضعية أخرى غير الوضعية التي وُضع لها، وهو أنه مجرد موظف لدى الإدارة الأميركية وينبغي ألا ينسى نفسه.

التأييد الأعمى يضرّ إسرائيل

كما أن الموقف الأميركي الجديد ليس – كما يظن البعض- تخليًا عن الكيان الصهيوني، أو عن الالتزام بتسليحه وضمان تفوقه، فهذه قواعد لا تُمسّ، وإنما هو لتأكيد طبيعة العلاقة بينهما بشكل أعمق، وتوطيد الارتباط بأمن الكيان والذي يجب ألا يتم التفريط فيه.. كما يجب أن نلاحظ في القرار استعداد الولايات المتحدة لتخليها عن أي قائد مهما كانت صهيونيته إذا هددت سياساته أو غطرسته الأمن الإستراتيجي للكيان.

ومن هنا يجب أن نلاحظ أن الموقف الأميركي الجديد هو لإنقاذ إسرائيل من نفسها ولا يحمل بحال أيَّ شكل من أشكال الإضرار بها، ولهذا نجد ترامب الذي هو الأشد تطرفًا في دعم الكيان الصهيوني في تاريخ الصراع، يؤكد ضرورةَ وقف هذه الحرب، بل ويتخذ من ذلك قاعدة لحملته الانتخابية التي يريد أن يهزمَ فيها بايدن والديمقراطيين من خلفه! لأنه يدرك هو الآخر أن التأييد الأعمى سيضرّ إسرائيل أكثر مما يفيدها.

صورة غير مألوفة

كما أن الموقف الأميركي الجديد يؤشر بوضوح إلى أن الشعب الأميركي قد بات يلفظ الوحشية الصهيونية التي تصبّ الحُمم الأميركية على رؤوس الأطفال والنساء دون تمييز، برغم أنهم يعانون الحصار منذ 17 عامًا، وهو ما استجلب تعاطفًا عالميًا لهم ولقضيتهم بدرجة لم تحدث في تاريخ الصراع، بل وتفوّقت سرديتهم في العالم على سردية إسرائيل التي دائمًا ما تمتّعت بالتفوق في دعايتها العالمية.

لقد بدا ترامب في صورة غير مألوفة وهو يكرر نفس عبارة بايدن: إن إسرائيل أصبحت في وضعية تخسر فيها كل أشكال الدعم في العالم، بل ويدعوها لأن تتقدم نحو السلام؛ لأنها تحتاج إلى مواصلة حياة طبيعية!

إلى هذا الحد وضح للجميع أن إسرائيل في مأزق كبير، وأن المقاومة الباسلة والصمود البطولي للشعب الفلسطيني قد نجحا في تغيير الكثير من الثوابت السياسية والإستراتيجية والمعنوية في عالم القرن الحادي والعشرين، وبقي أن تتفاعل أمتنا العربية والإسلامية مع بطولات الشعب الفلسطيني؛ لتكمل الملحمة وتحقق الانتصار المفقود للقيم والمبادئ التي أصبح العالم في حاجة ماسَّة إليها أكثر من أي وقت مضى.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات کما أن

إقرأ أيضاً:

سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء هي مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان المتجدد الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل

يمانيون../
عبر المكتب السياسي لأنصار الله عن أحر التعازي للأمة والشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية في استشهاد القائد الكبير محمد الضيف ورفاقه الشهداء.

وأوضح المكتب السياسي لأنصار الله في بيان تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه أن استشهاد هذه الكوكبة المؤمنة من المجاهدين والأبطال مقبلين غير مدبرين، يبعث على الفخر والشموخ، حيث كان هؤلاء القادة في مقدمة الصفوف وسطروا ملاحم الانتصار والصمود، وهم يشتبكون مع قوات العدو من المسافة صفر بكل شجاعة وثبات وإيمان ورباطة جأش.

وقال البيان “بقلوب يعتصرها الألم والأسى تلقينا نبأ استشهاد شهيد الأمة الكبير قائد هيئة أركان كتائب القسام المجاهد محمد الضيف، الذي ارتقى شهيدًا مع كوكبة من القادة المجاهدين في حركة حماس وكتائب القسام على يد العدو الصهيوني المجرم، في خضم معركة “طوفان الأقصى” وعلى طريق تحرير القدس الشريف”.

وأضاف “قدّم الشهيد القائد محمد الضيف ورفاقه الشهداء الأبرار أرواحهم في أقدس المعارك وهي معركة الدفاع عن شرف الأمة ومقدساتها في وجه العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيًا وغربيًا وحققوا بفضل الله وتضحياتهم ودمائهم الزكية انتصارًا تاريخيًا للمقاومة ولفلسطين ولكل أحرار الأمة”.

وأكد بيان المكتب السياسي لأنصار الله أن دماء القادة الشهداء، هي مشعل المقاومة ووقود حركتها، وأنها الطوفان المتجدد الذي لن يتوقف إلا بزوال الكيان الصهيوني، وتحرير كل شبر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبارك للمقاومة الإسلامية الفلسطينية هذه التضحيات الجسيمة، وهذا الصبر الجميل واحتساب الأجر الكبير، مضيفًا “عزاؤنا أن هذه الخسارة الفادحة والفقد الأليم لن يفت في عضد المقاومة، بل سيزيدها قوة وصلابة وعزيمة وجهادًا حتى النصر والتحرير”.

وأكد المكتب السياسي لأنصار الله على ثبات الموقف اليمني الداعم والمساند للأشقاء في المقاومة الإسلامية “حماس” وبقية الفصائل الفلسطينية المقاومة والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والانتصار لقضيته العادلة كتفا بكتف، مهما كانت الظروف أو التحديات أو التضحيات.

مقالات مشابهة

  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء هي مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان المتجدد الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • عضو اتحاد كتاب مصر: القراءة أساس بناء شخصية الطفل (فيديو)
  • «الشيوخ الأميركي» يفشل مشروع قانون لمعاقبة «الجنائية الدولية»
  • الديمقراطيون بالشيوخ الأميركي يعرقلون مشروع قانون لمعاقبة الجنائية الدولية
  • ماذا تحمل زيارة المبعوث الأميركي ويتكوف إلى إسرائيل؟
  • الشيوخ الأميركي يعرقل مشروع قانون لمعاقبة الجنائية الدولية
  • إسرائيل تتحدث عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى
  • وسام العباسي زعيم خلية سلوان الذي حاكمته إسرائيل بـ26 مؤبدا
  • مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة