الجزيرة:
2025-04-29@16:10:10 GMT

قرار مجلس الأمن.. المعنى والجدوى

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

قرار مجلس الأمن.. المعنى والجدوى

بعد قرار مجلس الأمن أصبح من المتيقّن أن نتنياهو يسقط في مستنقع الدماء الذي صنعه ويجرّ معه كل حلفائه الإقليميين والدوليين.. فهل كان القرار كافيًا لوقف العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة، أم أنه مجرد ذرّ للرماد في العيون؟

الحقيقة أنّ واشنطن قد اضطرت للامتناع عن التصويت للمرّة الأولى دون استخدام الفيتو المعتاد والذي طلبه نتنياهو بشكل صريح؛ ليس لأنها كانت تريد إدانة حماس -كما قالت- وإنما لأنها قد أصبحت محملة بمخاطر القيادة الرعناء لنتنياهو الذي يَغرق ويُغرق معه كل حلفائه.

رسالة اعتراضية

كما أن الولايات المتحدة أرادت أن ترسل رسالة اعتراضية موجهة لنتنياهو الذي ركب دماغه ولم يعد يسمع لنصائح الراعي الأميركي الذي هو أكبر من مجرد راعٍ بكثير، فهو صاحب البيت، وليس مجرد ضيف ثقيل يتدخل فيما لا يعنيه كما يحاول أن يصوّره نتنياهو.

ومع ذلك فالرسالة الأميركية ليست مجردة من الغرض السياسي؛ لأنها تهدف أيضًا لإعادة تصميم وهندسة الحياة السياسية داخل إسرائيل، ووضع نتنياهو في مكانه الطبيعي بعيدًا عن اختطاف الكيان الصهيوني لمصالحه الشخصية.

فالكيان يجب ألا يكون أي شيء غير أنه مجرد امتداد وظيفي للإستراتيجية الأميركية، وغير مسموح بأن يدير أمنه الإستراتيجي بعيدًا عن رؤية المشروع الأميركي للمنطقة، كما أنه يجب ألا يكون في وضعية أخرى غير الوضعية التي وُضع لها، وهو أنه مجرد موظف لدى الإدارة الأميركية وينبغي ألا ينسى نفسه.

التأييد الأعمى يضرّ إسرائيل

كما أن الموقف الأميركي الجديد ليس – كما يظن البعض- تخليًا عن الكيان الصهيوني، أو عن الالتزام بتسليحه وضمان تفوقه، فهذه قواعد لا تُمسّ، وإنما هو لتأكيد طبيعة العلاقة بينهما بشكل أعمق، وتوطيد الارتباط بأمن الكيان والذي يجب ألا يتم التفريط فيه.. كما يجب أن نلاحظ في القرار استعداد الولايات المتحدة لتخليها عن أي قائد مهما كانت صهيونيته إذا هددت سياساته أو غطرسته الأمن الإستراتيجي للكيان.

ومن هنا يجب أن نلاحظ أن الموقف الأميركي الجديد هو لإنقاذ إسرائيل من نفسها ولا يحمل بحال أيَّ شكل من أشكال الإضرار بها، ولهذا نجد ترامب الذي هو الأشد تطرفًا في دعم الكيان الصهيوني في تاريخ الصراع، يؤكد ضرورةَ وقف هذه الحرب، بل ويتخذ من ذلك قاعدة لحملته الانتخابية التي يريد أن يهزمَ فيها بايدن والديمقراطيين من خلفه! لأنه يدرك هو الآخر أن التأييد الأعمى سيضرّ إسرائيل أكثر مما يفيدها.

صورة غير مألوفة

كما أن الموقف الأميركي الجديد يؤشر بوضوح إلى أن الشعب الأميركي قد بات يلفظ الوحشية الصهيونية التي تصبّ الحُمم الأميركية على رؤوس الأطفال والنساء دون تمييز، برغم أنهم يعانون الحصار منذ 17 عامًا، وهو ما استجلب تعاطفًا عالميًا لهم ولقضيتهم بدرجة لم تحدث في تاريخ الصراع، بل وتفوّقت سرديتهم في العالم على سردية إسرائيل التي دائمًا ما تمتّعت بالتفوق في دعايتها العالمية.

لقد بدا ترامب في صورة غير مألوفة وهو يكرر نفس عبارة بايدن: إن إسرائيل أصبحت في وضعية تخسر فيها كل أشكال الدعم في العالم، بل ويدعوها لأن تتقدم نحو السلام؛ لأنها تحتاج إلى مواصلة حياة طبيعية!

إلى هذا الحد وضح للجميع أن إسرائيل في مأزق كبير، وأن المقاومة الباسلة والصمود البطولي للشعب الفلسطيني قد نجحا في تغيير الكثير من الثوابت السياسية والإستراتيجية والمعنوية في عالم القرن الحادي والعشرين، وبقي أن تتفاعل أمتنا العربية والإسلامية مع بطولات الشعب الفلسطيني؛ لتكمل الملحمة وتحقق الانتصار المفقود للقيم والمبادئ التي أصبح العالم في حاجة ماسَّة إليها أكثر من أي وقت مضى.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات کما أن

إقرأ أيضاً:

السوداني يؤكد أهمية تبسيط الإجراءات الإدارية التي تعترض مشاريع الاستثمار

الاقتصاد نيوز - بغداد

 

أكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، أهمية تبسيط الإجراءات الإدارية التي تعترض مشاريع الاستثمار.   وذكر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء، في بيان تلقته "الاقتصاد نيوز"، أن "السوداني ترأس الاجتماع الدوري للجنة العليا للإعمار والاستثمار، حيث جرت خلاله مناقشة الملفات والمشاريع المطروحة على جدول الأعمال، واتخاذ القرارات الخاصة بها".

وأكد "ضرورة عمل اللجنة في تقليل الخطوات الإدارية، والمضي بتعزيز بيئة العمل الاستثماري في البلد"، مشدداً على "أهمية أن تتوجه الوزارات نحو مشاريع استثمارية تعمل على مبدأ تعظيم واردات الدولة، الذي يأتي ضمن منهج الحكومة في الإصلاح المالي والاقتصادي".

وشهد الاجتماع "إقرار عدد من المشاريع السكنية، كما أقر إنشاء أكبر مزرعة زيتون في محافظة واسط من قبل شركة استثمارية عراقية وإسبانية، ويعد هذا المشروع أحد مخرجات زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء إلى إسبانيا نهاية العام الماضي، التي التقى خلالها رئيس مجلس الزيتون العالمي".

وناقش الاجتماع "عدداً من المشاريع الصحية، منها إنشاء مركز للفحص المبكر عن السرطان، ووجّه بدراسة المشروع من قبل وزارة الصحة وتقديم الدراسة إلى لجنة الاستثمار".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء يشيد بصمود بالتطور الذي تشهده القوات المسلحة
  • “حسام شبات” الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الشاب الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • مندوب مصر أمام محكمة العدل: إسرائيل انتهكت كافة القوانين الدولية التي وقعت عليها
  • رئيس "المستشارين": الحوارات البرلمانية ليست مجرد منصة للنقاش بل آلية حقيقية لتعزيز التضامن والتعاون
  • ما الذي كان ينوي النائب عوني الزعبي الحديث عنه ومنعه الصفدي؟
  • الشبلي: مجلس الأمن هو من يعرقل الاستقرار في ليبيا
  • السوداني يؤكد أهمية تبسيط الإجراءات الإدارية التي تعترض مشاريع الاستثمار
  • معهد دراسات الأمن القومي: إسرائيل يجب أن ترد على دعم روسيا لأعدائها