الجزيرة:
2024-12-26@15:08:48 GMT

قرار مجلس الأمن.. المعنى والجدوى

تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT

قرار مجلس الأمن.. المعنى والجدوى

بعد قرار مجلس الأمن أصبح من المتيقّن أن نتنياهو يسقط في مستنقع الدماء الذي صنعه ويجرّ معه كل حلفائه الإقليميين والدوليين.. فهل كان القرار كافيًا لوقف العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة، أم أنه مجرد ذرّ للرماد في العيون؟

الحقيقة أنّ واشنطن قد اضطرت للامتناع عن التصويت للمرّة الأولى دون استخدام الفيتو المعتاد والذي طلبه نتنياهو بشكل صريح؛ ليس لأنها كانت تريد إدانة حماس -كما قالت- وإنما لأنها قد أصبحت محملة بمخاطر القيادة الرعناء لنتنياهو الذي يَغرق ويُغرق معه كل حلفائه.

رسالة اعتراضية

كما أن الولايات المتحدة أرادت أن ترسل رسالة اعتراضية موجهة لنتنياهو الذي ركب دماغه ولم يعد يسمع لنصائح الراعي الأميركي الذي هو أكبر من مجرد راعٍ بكثير، فهو صاحب البيت، وليس مجرد ضيف ثقيل يتدخل فيما لا يعنيه كما يحاول أن يصوّره نتنياهو.

ومع ذلك فالرسالة الأميركية ليست مجردة من الغرض السياسي؛ لأنها تهدف أيضًا لإعادة تصميم وهندسة الحياة السياسية داخل إسرائيل، ووضع نتنياهو في مكانه الطبيعي بعيدًا عن اختطاف الكيان الصهيوني لمصالحه الشخصية.

فالكيان يجب ألا يكون أي شيء غير أنه مجرد امتداد وظيفي للإستراتيجية الأميركية، وغير مسموح بأن يدير أمنه الإستراتيجي بعيدًا عن رؤية المشروع الأميركي للمنطقة، كما أنه يجب ألا يكون في وضعية أخرى غير الوضعية التي وُضع لها، وهو أنه مجرد موظف لدى الإدارة الأميركية وينبغي ألا ينسى نفسه.

التأييد الأعمى يضرّ إسرائيل

كما أن الموقف الأميركي الجديد ليس – كما يظن البعض- تخليًا عن الكيان الصهيوني، أو عن الالتزام بتسليحه وضمان تفوقه، فهذه قواعد لا تُمسّ، وإنما هو لتأكيد طبيعة العلاقة بينهما بشكل أعمق، وتوطيد الارتباط بأمن الكيان والذي يجب ألا يتم التفريط فيه.. كما يجب أن نلاحظ في القرار استعداد الولايات المتحدة لتخليها عن أي قائد مهما كانت صهيونيته إذا هددت سياساته أو غطرسته الأمن الإستراتيجي للكيان.

ومن هنا يجب أن نلاحظ أن الموقف الأميركي الجديد هو لإنقاذ إسرائيل من نفسها ولا يحمل بحال أيَّ شكل من أشكال الإضرار بها، ولهذا نجد ترامب الذي هو الأشد تطرفًا في دعم الكيان الصهيوني في تاريخ الصراع، يؤكد ضرورةَ وقف هذه الحرب، بل ويتخذ من ذلك قاعدة لحملته الانتخابية التي يريد أن يهزمَ فيها بايدن والديمقراطيين من خلفه! لأنه يدرك هو الآخر أن التأييد الأعمى سيضرّ إسرائيل أكثر مما يفيدها.

صورة غير مألوفة

كما أن الموقف الأميركي الجديد يؤشر بوضوح إلى أن الشعب الأميركي قد بات يلفظ الوحشية الصهيونية التي تصبّ الحُمم الأميركية على رؤوس الأطفال والنساء دون تمييز، برغم أنهم يعانون الحصار منذ 17 عامًا، وهو ما استجلب تعاطفًا عالميًا لهم ولقضيتهم بدرجة لم تحدث في تاريخ الصراع، بل وتفوّقت سرديتهم في العالم على سردية إسرائيل التي دائمًا ما تمتّعت بالتفوق في دعايتها العالمية.

لقد بدا ترامب في صورة غير مألوفة وهو يكرر نفس عبارة بايدن: إن إسرائيل أصبحت في وضعية تخسر فيها كل أشكال الدعم في العالم، بل ويدعوها لأن تتقدم نحو السلام؛ لأنها تحتاج إلى مواصلة حياة طبيعية!

إلى هذا الحد وضح للجميع أن إسرائيل في مأزق كبير، وأن المقاومة الباسلة والصمود البطولي للشعب الفلسطيني قد نجحا في تغيير الكثير من الثوابت السياسية والإستراتيجية والمعنوية في عالم القرن الحادي والعشرين، وبقي أن تتفاعل أمتنا العربية والإسلامية مع بطولات الشعب الفلسطيني؛ لتكمل الملحمة وتحقق الانتصار المفقود للقيم والمبادئ التي أصبح العالم في حاجة ماسَّة إليها أكثر من أي وقت مضى.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات کما أن

إقرأ أيضاً:

الجزيرة تندد بحملة تحريض من قبل حركة فتح وتحمل السلطة مسؤولية حياة صحفييها

نددت شبكة الجزيرة الإعلامية بحملة التحريض التي صدرت باسم حركة فتح في أقاليم بالضفة الغربية ضد الجزيرة وصحفييها، وخاصة مراسل الجزيرة محمد الأطرش على خلفية تغطية الاشتباكات بين قوى الأمن الفلسطينية ومقاومين فلسطينيين في جنين.

إن قناة الجزيرة كانت وستبقى منبرا للرأي والرأي الآخر ولتغطية الأحداث بمهنية ومصداقية، وقد حافظت الجزيرة على ذلك خلال تغطيتها للأحداث المؤسفة في جنين، فكما كان صوت المقاومين حاضرا على شاشتها ظل صوت المتحدث باسم قوات الأمن الفلسطينية حاضرا على الدوام.

إن حملة التحريض المستنكرة تعرض حياة الصحفي محمد الأطرش وزملائه للخطر، وعليه فإننا نحمّل حركة فتح وقوى الأمن الفلسطيني والمؤسسات المعنية في السلطة الفلسطينية المسؤولية عن أي أذى قد يلحق بالزميل محمد الأطرش أو أي من صحفييها في الضفة الغربية المحتلة.

مقالات مشابهة

  • محمود عبد الراضي: وزارة الداخلية تبني جسور الثقة بين النشء ورجال الشرطة
  • “إسرائيل” تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لإدانة “هجمات الحوثيين”
  • إسرائيل تطلب من مجلس الأمن عقد جلسة طارئة لإدانة هجمات الحوثيين
  • إسرائيل تطلب جلسة طارئة لمجلس الأمن "لإدانة هجمات الحوثيين"
  • لبنان يقدّم أسماء المفقودين في «السجون السورية» وشكوى ضد إسرائيل بمجلس الأمن
  • لبنان يقدم شكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن
  • لبنان تقدّم بشكوى أمام مجلس الأمن ضدّ إسرائيل احتجاجا على الخروقات المتكررة
  • الجزيرة تندد بحملة تحريض من قبل حركة فتح وتحمل السلطة مسؤولية حياة صحفييها
  • "أحسن صاحب": منصة الإبداع التي تكسر حواجز الإعاقة
  • خبير تكنولوجيا يحذر من خطر أجهزة صينية على الأمن الأميركي