متى يمكن لمرضى السكري الإفطار في شهر رمضان؟... الدكتور سعد الدين العثماني يجيب (فيديو)
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
قال الدكتور سعد الدين العثماني، إنه “من المعروف لدى جميع المسلمين أن المرض يبيح الفطر، والله سبحانه وتعالى يقول في سورة البقرة: “ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر”، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بـ”المريض الذي له مرض عارض، وهذه رخصة من الله سبحانه وتعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول، “إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه”.
وأوضح العثماني ضمن سلسلة حلقات خص بها “اليوم 24″، أنه “بالنسبة للمرض المزمن، فله وضعية خاصة، لأن المرض المزمن إذا كان يبيح في الغالب الفطر في رمضان، فإنه لا يمكن للمريض صيام أيام أخرى خارج السنة”.
وأضاف العثماني، “الأمراض المزمنة أنواع، منها التي يمكن للصوم أن يؤثر فيها مثل عدد من أنواع مرض السكري، كالذي يستعمل الأنسولين مثلا، لا يمكنه أن يصوم مطلقا”، مؤكدا أن “المريض بالسكري الذي يستعمل الأنسولين، عليه أن يفطر ويفدي على الراجح حسب أقوال أهل العلم”، مضيفا، “لماذا؟ لأن مرض السكري لا يحتمل أن يكون هناك صوم لساعات طويلة، وعليه استعمال الأنسولين والأكل في فترات متقاربة”.
وأردف المتحدث، “بالنسبة لمريض السكري الذي لا يستعمل الأنسولين، والذي يحقق التوازن بالأدوية التي تستعمل عن طريق الفم، هذا عليه الرجوع إلى الطبيب، فهناك نوع لا يجب أن يصوم، مثل الذي له مضاعفات تتعلق بمرض السكري، وهي خطيرة أحيانا تؤثر على جميع عروق الجسم، وهذا التأثير يمكنه أن ينتقل إلى الأوعية الدموية للنظر فيفقد بصره، ويمكن أن يؤثر على الأوعية الدموية للكلى، وينتهي المطاف بالإصابة بالقصور الكلوي، ويمكن أن يؤثر ذلك على الأوعية الدموية للقلب أيضا”.
وشدد العثماني على أن “التأثيرات لبعض أنواع السكري خطيرة على الإنسان وصحته، والله سبحانه وتعالى لم يفرض علينا أي عبادة لنضر أنفسنا، إنما العبادة يجب أن تكون دون وجود أي ضرر على النفس، ولذلك حث الله تعالى المريض والمسافر على الإفطار في رمضان، ثم أن يصوم في أيام أخرى حتى لا يضر نفسه”.
وقال المتحدث “هناك أنواع من مرض السكري التي يمكنها أن تتحمل الصوم بشروط، وهذا يجب فيه رأي الطبيب المتخصص الذي يميز بين الحالات، ويعطي نصائح للمريض ويرشده إلى طريقة استعمال الدواء، بما يسمح له بالصوم دون الإضرار بصحته”.
وأوضح العثماني أن “نموذج مرض السكري ينطبق أيضا على أمراض مزمنة أخرى، منها أمراض يمكن للإنسان أن يصوم رغم الإصابة بها، ومنها أمراض لا يمكنه القيام بذلك، والطبيب المتخصص وحده يمكنه التمييز بين الحالات ويرشد المريض لما يجب القيام به في رمضان، وعلى جميع المرضى التحلي بالثقة في طبيبهم المختص، وإن كان من الناحية العامة لكل مريض رخصة الفطر، لكن يرجع إلى طبيبه ليأخذ رخصة الصوم، وهذا هو الصحيح فيما يخص المرض المزمن”.
كلمات دلالية الصيام سعد الدين العثماني مرضى السكريالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الصيام سعد الدين العثماني مرضى السكري مرض السکری
إقرأ أيضاً:
ماذا نعمل؟، ماذا يمكن أن نعمل؟
عدنان علي الكبسي
في غزة الجريحة يُقتل الآلاف المؤلفة من الأطفال والنساء بجرائم بشعة ووحشية للغاية، والعدوّ الإسرائيلي يلقي قنابله المدمّـرة والفتاكة على ذلك التجمع أَو ذاك التجمع، فتمزق الكثير من أُولئك المستضعفين من الأطفال والنساء والناس إلى أشلاء، وتتفحَّم جثامين أكثرهم، والبعض قد يصابون بجراحات كبيرة جِـدًّا، والبعض جراحات قاتلة، ولا من مسعف لهم، ولا من منقذ، يتجرعون الموت حتى يفارقوا الحياة ولا من مغيث.
أطفال في غزة لا يزالون يعانون من الجراحات، ودماؤهم تنسكب، وأجسادهم تتلوى من الألم، تذرف دموعهم وهم يصرخون من الأوجاع، وبعضهم يفارق الحياة من أمعائهم الخاوية من أقل الزاد والطعام.
ينام الفلسطينيون في غزة فلا يستيقظون، خائفون لا يأمنون، ويتفرقون فلا يجتمعون، وإن تجمعوا فرقت غارات العدوّ الصهيوني أجسادهم، ومزجت دماءهم، فلا تفرق بين هذا وذاك من تفحّم أجسادهم.
الشعب الفلسطيني يعيش بين مخالب وحوش مفترسة تنهش عظمه ولحمه من كُـلّ جانب، عدو للأُمَّـة يقتلها بدم بارد، وعالم منافق صامت، وأمتها بين راضٍ ومتشفٍ بها، مد جسر الصداقة والمحبة لغدة سرطانية خبيثة بدعمها السخي وجود كرمها ليتمادى أكثر في طغيانه وإجرامه.
وعلماء أمتها تزينت لهم أعمالهم السيئة فهم يعمهون، أخلدوا إلى الأرض واتبعوا أهواءهم، حرصًا على مكانتهم عند سلاطين الجور والذين هم على مرأى ومسمع من العالم عملاء لأعداء الأُمَّــة، فمثلهم كما ذكر الله ذلك في كتابه العزيز كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أَو تتركه يلهث، غواة يعملون على تدجين وإضلال الأُمَّــة، يوظفون العناوين العلمية في العلوم الدينية خدمة لأعداء الأُمَّــة.
شعوب أمتها بكل طوائفها وانتماءاتها وأحزابها تقف متبلدة، جامدة باردة، لا تحسبنهم إلا في عداد الأموات على مستوى الوعي والإدراك، ماتت الضمائر، وتبلدت الأحاسيس وقست القلوب، وتحجرت الأفئدة، فلم يعد يتبقى لديها ولا حتى أحاسيس ومشاعر الإنسانية.
فالبعض قد يقف في حيرة لا يدري أين يذهب؟ وماذا يعمل؟ وما الذي يجب عليه أن يعمله؟ وهذا لا شك أنه من أُولئك الذين استهوتهم الشياطين فهم حيارى، في حيرتهم يتخبطون.
مشهد من تلك الجرائم، مشهد كبير ودامي ومؤلم جِـدًّا، ويتكرّر يوميًّا، وتكرّر بكثير وكثير؛ حتى طال الآلاف من أبناء غزة، وأنت كُـلّ يوم ترى منزلًا مدمّـرا، أَو تجمعًا بشريًّا في سوق، أَو في مسجد، أَو في مستشفى، أَو في مدرسة، أَو في مخيم، يكفي أن تبقى فيك بقايا من إنسانيتك؛ لتتألم، ولتدرك بشاعة ما يفعله أُولئك الطغاة المجرمون بمثل هذه الجرائم التي يرتكبونها كُـلّ يوم، هذا بنفسه كافٍ في أن يكون لك موقف.
أمام هذه الجرائم بعض الناس يقول ماذا نعمل؟، نحن ما باستطاعتنا أن نعمل شيئًا!؛ لأَنَّ البعض ما في ذهنه إلا قضية إن ما عنده صاروخ ودبابات، وأشياء من هذه يقاتل بها!.
الذي يقول ماذا نعمل؟ هذه وحدها تدل على أننا بحاجة إلى أن نعرف الحقائق الكثيرة عما يعمله اليهود وأولياء اليهود وأذنابهم، يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه: (من يقول: [ماذا نعمل؟]. نقول له: ميدان العمل أمامك مفتوحٌ أمام الجميع مفتوح، المطلوب أن تتحَرّك لا أن تتساءل، ميدان العمل فيه ما يكفيك أن تعمل بكل قدراتك وبكل طاقاتك مهما كانت، فكيف تتساءل [ماذا نعمل؟] وكأنه ليس هناك ما يمكن أن نعمله).
اجعل من نفسك عنصرًا فاعلًا متحَرّكًا في تعبئة الأُمَّــة التعبئة الجهادية في كُـلّ المسارات، تحَرّك بصدق مع الله، وثقة قوية بالله، في إطار الثقلين كتاب الله وعترة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
لا تبرّر لنفسك القعود، ماذا نعمل؟ يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه: (ميادين العمل مفتوحة، تتسع لأن تشمل كُـلّ طاقاتك، طاقاتك المعنوية وطاقاتك المادية، لكن حاول أن تغير من نفسك حتى تصبح إنسانًا فاعلًا قادرًا على تغيير نفسية المجتمع بأكمله نحو الأفضل، نحو الأصلح، نحو العزة، نحو الشرف، نحو الاهتداء بهدي الله، نحو طريق الجنة طريق رضوان الله سبحانه وتعالى).
غيِّرْ من نفسية مجتمعك لتجعلَه ثائرًا لا جامدًا، حركه في مسيرات ومظاهرات، حركه في التأهيل والتدريب ضمن قوات التعبئة العامة، اصنع رجالًا يصرخون في وجه الاستكبار العالمي، وإن كنت في مجتمع كالمجتمع السعوديّ أَو الإماراتي أَو حكومتك تكمم الأفواه فعلى الأقل حرك مجتمعك في دعم حركات الجهاد والمقاومة بالمال، حركه إذَا أغلقت في وجهك الأبواب حتى في المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.