محادثات أمريكا أكثر صرامة بشأن إسرائيل.. وإدارة بايدن تتركها معزولة
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه لا ينبغى الاستهانة بمدى التحول الذى أحدثته إدارة جو بايدن الرئيس الأمريكي، فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين الماضي؛ خاصة أن الولايات المتحدة ليست فقط الحليف الأكثر أهمية لإسرائيل ومورد المساعدات لها، بل إنها قدمت لها دعما دبلوماسيًا قويًا.
إسرائيل فى عزلة
ورأت الصحيفة أن امتناع أمريكا عن التصويت بدلًا من استخدام حق النقض ضد قرار يطالب بوقف فورى لإطلاق النار - كما فعلت فى السابق - كان بمثابة خروج كبير وترك إسرائيل تبدو معزولة للغاية، كما أظهر رد فعل بنيامين نتنياهو الغاضب.
وأضافت "الجارديان"، مع ذلك، بذلت الولايات المتحدة قصارى جهدها منذ ذلك الحين للتراجع عن قرارها، حيث أصر المسؤولون على أنه لم يحدث أى تغيير فى السياسة ووصفوا القرار بأنه غير ملزم.
وهذه ليست وجهة نظر أعضاء مجلس الأمن الآخرين أو الأمم المتحدة نفسها، وكتب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة: "إنه سيكون أمرا لا يغتفر" الفشل فى تنفيذ القرار، الذى دعا أيضا إلى إطلاق سراح الرهائن غير المشروط، لكن الغارات الجوية الإسرائيلية استمرت.
موقف إدارة بايدن من الحرب فى غزة
وتدرك إدارة بايدن جيدًا أن هذه الحرب تدمر مكانتها الدولية؛ فهى متواطئة فى المعاناة فى غزة وغير فعالة فى قدرتها على كبح سلوك إسرائيل فى الحرب.
وفى الداخل، يكلف ذلك الرئيس الدعم الديمقراطى الحيوى فى عام انتخابي، لكن عددًا أكبر من الأمريكيين يعتقدون أن سلوك إسرائيل فى الحرب مقبول وليس غير مقبول، على الرغم من وجود انقسام واضح بين الأجيال.
وكان مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأمريكي، الجمهوري، قد قال بالفعل إنه سيدعو نتنياهو للتحدث أمام الكونجرس، ورغم أن الكثيرين فى إسرائيل يدركون تمامًا الضرر الطويل الأمد الذى ألحقه رئيس الوزراء الإسرائيلى بمصالح بلاده وهو يقاتل من أجل مصالحه الخاصة، فليس هناك ما يشير إلى أن السخط الأمريكى سوف يعجل برحيله أو يخفف من إدارة هذه الحرب.
الكارثة الإنسانية تمضى قدمًا فى غزة
وبينما تتحرك إدارة بايدن بحذر شديد، تمضى الكارثة الإنسانية قدما فى غزة. وينص قرار الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، وقد تم بالفعل إقرار نصفه.
من جانبها؛ أعلنت السلطات الصحية فى غزة عن مقتل أكثر من ٣٢ ألف فلسطيني، فيما تحصد الأمراض والمجاعة المزيد من الأرواح مع تفشى المجاعة الأشد حدة منذ الحرب العالمية الثانية ـ وهى مجاعة من صنع الإنسان بالكامل بسبب تدمير جزء كبير من غزة وانخفاض المساعدات إلى حد كبير. قالت وكالة الأونروا، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين التى تلعب دورًا محوريًا فى جهود الإغاثة، إن إسرائيل منعتها من توصيل مساعدات إلى شمال غزة.
المساعدات العسكرية لإسرائيل
وعن المساعدات العسكرية؛ بحسب "الجارديان" أن بايدن وصف فرض شروط على المساعدات العسكرية الأمريكية بأنها "فكرة جديرة بالاهتمام"، ولكن لا يبدو أنها فكرة ينوى ترجمتها إلى واقع، على الرغم من أن الإدارات السابقة هددت بها أو فرضتها، ويجب على متلقى الأسلحة الآن تقديم ضمانات بأنهم يلتزمون بالقانون الدولي، لكن الولايات المتحدة تقول إنها "ليس لديها دليل" على أن إسرائيل لا تلتزم بالقانون الدولي، والعديد من الديمقراطيين يختلفون مع هذا الرأي.
من جانبها؛ أعلنت كندا بالفعل أنها ستعلق المزيد من المبيعات، وتحولت المملكة المتحدة من الامتناع عن التصويت إلى دعم قرار وقف إطلاق النار يوم الاثنين، وحث ديفيد لامى وزير خارجية الظل، وزارة الخارجية على نشر مشورتها القانونية الرسمية حول ما إذا كانت إسرائيل تنتهك القانون الدولى فى غزة.
لكن الحقيقة هى أن ٩٩٪ من واردات إسرائيل من الأسلحة تأتى من الولايات المتحدة وألمانيا؛ إن التذمر بشأن المعاناة الإنسانية لا معنى له عندما تستمر فى توفير الأسلحة التى تسببت فى الكارثة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جو بايدن مجلس الأمن الولايات المتحدة الولایات المتحدة إدارة بایدن فى غزة
إقرأ أيضاً:
السودان: مواقف كينيا معزولة ووضعتها في خانة “الدولة المارقة” حسب بيان لوزارة الخارجية أشادت فيه بمواقف دول أخرى
الأناضول/ انتقدت الحكومة السودانية، الأحد، ما قالت إنه احتضان نيروبي لقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، ووصفت مواقف كينيا بأنها "معزولة" ووضعتها في خانة "الدولة المارقة"، وفي 22 فبراير/ شباط الماضي، وقَّعت قوات "الدعم السريع" وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية بالعاصمة نيروبي ميثاقا سياسيا لتشكيل حكومة موازية للسلطات في السودان.
وأعربت الخارجية السودانية، في بيان، عن تقديرها "للمواقف الدولية الرافضة لتهديد سيادة ووحدة السودان والشرعية الوطنية القائمة فيه، عبر محاولة إقامة سلطة باسم مليشيا الدعم السريع وتابعيها، انطلاقا من كينيا".
وأشادت بـ"المواقف المبدئية القوية التي عبرت عنها كل من مصر والسعودية وقطر والكويت والدول الإفريقية الأعضاء بمجلس الأمن: الجزائر والصومال وسيراليون".
كما أثنت على مواقف الدول الأخرى الأعضاء بالمجلس: روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وغانا، بالإضافة إلى تركيا.
وقالت إن "هذه المواقف الواضحة تؤكد أن مسلك الرئاسة الكينية غير المسؤول، باحتضان مليشيا الدعم السريع، معزولة خارجيا وداخليا، ووضعت كينيا في خانة الدولة المارقة على الأعراف الدولية".
الخارجية السودانية دعت المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية، خاصة الاتحاد الأفريقي إلى "إدانة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الإقليمي والعبث بقواعد النظام الدولي الراسخة".
وفي 20 فبراير الماضي استدعى السودان سفيره لدى نيروبي كمال جبارة، احتجاجا على استضافة كينيا اجتماعات ضمت قوى سياسية وقيادات من "الدعم السريع"، بهدف إقامة "حكومة موازية".
وتقول كينيا إن استضافتها لتلك الاجتماعات "تأتي في إطار سعيها لإيجاد حلول لوقف الحرب في السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي".
ويخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال "الدعم السريع" في أحياء شرق المدينة وجنوبها.