“منت رايق”.. كوميديا عاطفية من زمن آخر
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
متابعة بتجــرد: وسط دراما رمضان التي يغلب عليها الصخب والعنف، يبدو المسلسل الكويتي “منت رايق” قادماً من زمن آخر، حين كانت الفتيات يقرأن “روايات عبير”، والنساء الأكبر سناً يشاهدن مسلسل “هوانم جاردن سيتي”.
ينتمي “منت رايق” لنوعية “الرومانتيك كوميدي”، التي تتناول الحياة الغرامية لأبطالها الباحثين والباحثات عن الحب، في قالب كوميدي خفيف لا يخلو من اللحظات المؤثرة عاطفياً.
يجمع المسلسل، الذي كتبته منى النوفلي، وتخرجه نهلة الفهد، عدداً من النساء والرجال يعملون في صحيفة إلكترونية، تملكها وتديرها سيدة في منتصف العمر اسمها ليلى (هبة الدري)، لديها ثروة ورثتها عن والدها، ويعمل معها عدد من المحررين من خلفيات وطباع وأخلاقيات متباينة.
جوانب غريبة
تبدأ الحلقة الأولى باستعداد كل منهم للذهاب إلى العمل، حيث ينضم إليهم محرر حوادث جديد هو شمردل (عبد العزيز النصار)، وتغلب على الحلقات الأولى سمة الكوميديا، إذ يتضح للمشاهد أن لكل واحد من هذه الشخصيات جوانب غريبة، يزيد بروزها بيئة العمل والعلاقات المشتركة بينهم.
شمردل شاب طيب ذكي يعاني أزمة ثقة بنفسه، بسبب بدانته وملامحه الفظة ولأسباب أخرى يعرفها المشاهد لاحقاً، منها موت أمه، ثم أعز أصدقاءه في طفولته، ما أفقده الثقة بالعالم أيضاً، شمردل يعيش مع أبيه عادل (شهاب حاجية)، الذي يتعامل مع الحياة ببساطة، ويحاول عبثاً أن يلطف من طباع ومزاج شمردل الحاد.
وعلى العكس تماماً تبدو شخصية الشابة الجميلة المرحة مي (شيماء سليمان)، التي فقدت والديها، وتعيش مع خالتها شيخة (ميس قمر) وأختها الصغيرة، فهي شخصية انبساطية، تحب الناس والطبيعة، ولا تتوقف عن الضحك، وهو ما يزيد توتر وعصبية شمردل، خاصة حين يفرض عليهما أن يتقاسما غرفة واحدة، ويزيد الطين بلة عندما يتزوج والد شمردل بخالة مي!
مي مدلهة بحب شمردل، الذي يسيء معاملتها دائما، وحتى عندما تخطب للطبيب وليد (محمد الكاظمي) المتيم بها، لا تستطيع تجاوز حب شمردل، وتعترف له بهذا الحب في واحد من مشاهد المسلسل المؤثرة، يستعيد شمردل ثقته بنفسه، ويتزوجا فيما يبدو أنه النهاية السعيدة لقصة حبهما، ولكن يظل خوف شمردل من الارتباط قائماً، وتظل معاملته السيئة لمي وللجميع.
هذا واحد من خطوط مماثلة تجمع كل شخصيات العمل، في شبكة متداخلة من العلاقات العاطفية المعقدة، إن صاحبة الصحيفة ومديرتها تقع في حب مساعدها الشاب الوسيم الفقير عمار (سعود بو شهري)، الذي يسعى دوماً للظهور بشكل مخالف لحقيقته، وبعد مناورات وخطط وشد وجذب يتزوج الاثنان، ولكن الزواج لا يحل المشكلة، فإخفاء الحقائق واختلاف الطباع يمنعها من التمتع باستقرار الزواج.
قصة عجيبة أخرى تتمثل في المحررتين الزميلتين نوال (أمل محمد)، وهي امرأة متزوجة ولديها طفلان، وهيا (شيلاء سبت) الجميلة التي تحب زوج نوال، وتسعى لخطفه منها، وعندما تدرك نوال نوايا هيا الخبيثة تبادلها المكائد، ثم توافق على أن يتزوجها زوجها، ويعيش الثلاثة في بيت واحد، ولكن المشاكل اليومية تتفاقم بين الضرتين، خاصة حين تحبل نوال للمرة الثالثة، بينما تعجز هيا عن الحمل.
وإذا لم تكن هذه التركيبة كافية، فهناك أيضا المحرر الفني الانتهازي فيصل (فريد مشعل)، الذي يسعى لاستغلال أسرار مشاهير الفن وزملائه، بمن فيهم ليلى مالكة الصحيفة، وفيصل على علاقة بجارته روان، وهي محتالة مثله بحكم ظروفهما السيئة، وتعمل روان لدى الطبيب وليد، الذي تحبه، ولكنه يطلب منها مساعدته على استعادة حب مي، في حالة طلاقها من شمردل.
شخصيات منعزلة
بمرور الحلقات تخفت النبرة الكوميدية، وتتبدى أكثر فأكثر معالم الشبكة محكمة الإغلاق التي تجد فيها الشخصيات نفسها، وتزداد مشاهد المواجهة والانفجارات العاطفية، إن ما حسبته هيا انتصارا كبيراً في حياتها يتبين أنه فخ وقعت فيه، والأمر نفسه ينطبق على علاقة ليلى وعمار، وعلاقة مي بشمردل، العلاقة الوحيدة التي يبدو أنها صحية وقائمة على القبول المتبادل هي زواج الأب عادل بالخالة شيخة.
يصعب الحديث عن “منت رايق” دون التطرق لهذه العلاقات والشخصيات، صحيح أن إخراج العمل، تمثيلاً وتصويراً ومونتاجاً، يبدو سلساً، منتظم الإيقاع، ولكن فهم الجهد المبذول بداية من السيناريو وحتى الموسيقى التصويرية، مرتبط بتحليل هذه الشبكة العنكبوتية من العلاقات وفهمها.
تبدو الشخصيات كلها منعزلة عن الواقع المحيط بها، وبالرغم من أنهم يعملون بالصحافة، التي تمثل نافذة على العالم كله، لكن لا يوجد أي إشارة في المسلسل إلى عملهم (باستثناء خط قصير يرد في بداية المسلسل عن تورط فيصل وروان في عملية ابتزاز تنقلب ضدهما).
هذه شخصيات غارقة في حياتها العاطفية (غير المتحققة) إلى درجة الاستلاب الكامل، ربما ليس هذا قصد المؤلفة والمخرجة، ربما تعبران عن عالم تعرفانه عن قرب: عالم الطبقة الوسطى المشغولة حتى النخاع بذاتها ومشاعرها، حيث يصبح الحصول على زوج أو حبيب مقياساً لتحقيق هذه الذات، وتشكل هذه القصص معاً قصة كبيرة أخرى عن استحالة الخروج من هذه الحلقة المفرغة، دون الخروج أولاً من شرنقة الذات.
أفضل ما في العمل فريق الممثلين الذين يرسمون، معاً، لوحة بانورامية محببة، وبعض العلاقات في غاية اللطف مثل علاقة شمردل بأبيه، وعلاقته بمي، بالرغم من المبالغة في تصوير قسوته في مقابل ضعفها أحياناً، ولا تستقيم هذه العلاقة إلا في اللحظات التي تقرر فيها أن تتصدى له، العلاقة الثلاثية بين الضرتين شيماء وهيا وزوجهما الأناني مكتوبة وممثلة جيداً.
على عكس فريق التمثيل المتناغم، يبدو التوفيق بين الرومانتيكي والكوميدي مختلاً في بعض الأحيان، إذ تستغرق بعض المشاهد في كوميديا “الفارص” التي تعتمد على المبالغات (خاصة في الحلقات الأولى)، بينما تستغرق بعض المشاهد في البكائية والانفعالات الزائدة (في المشاهد المتأخرة من العمل).
“منت رايق” عمل مختلف عن معظم دراما رمضان، يبدو قادماً من عالم آخر، ومتوجهاً إلى مشاهدين (وبالأخص مشاهدات) ينتمين ذهنياً وعاطفياً إلى هذا العالم.
main 2024-03-28 Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
“راكز” تعزز نظام الادخار للعاملين ضمن مجتمع أعمالها
أبرمت هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية “راكز”، شراكة إستراتيجية مع شركتي “براكسيس”، الرائدة في حلول التقاعد وخدمات أصحاب العمل، و”إيكويفو”، المزود الرئيسي للتقنيات المتخصصة في تكامل الأنظمة وإدارة البيانات الآمنة، بهدف تقديم خطة صندوق الادخار في مكان العمل بمنطقة الشرق الأوسط (MEWSS) إلى مجتمع أعمال “راكز” مما يوفر حلا متكاملا لدعم الاستقرار المالي للموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي.
جرت مراسم إبرام الشراكة بتوقيع مذكرة تفاهم في مركز كومباس للأعمال وذلك من قِبل جيمس باربرلوماكس رئيس إدارة المعاشات وحلول أصحاب العمل في مجموعة براكسيس، وحازم عبد الرحمن الرئيس التنفيذي لشركة إيكويفو، ومحمد قتيبة العيسى مدير إدارة خدمات القيمة المضافة لدى “راكز”.
وستتولى شركة براكسيس بصفتها الجهة المعتمدة كوصي، تنفيذ خطط الادخار وإدارتها والإشراف على عملياتها بشكل مستمر، أما شركة إيكويفو فستعمل باعتبارها المزود التقني على دمج أنظمتها مع البنية التحتية لراكز لتبسيط عمليات التسجيل، مما يتيح لجميع الأعضاء واجهة استخدام سهلة لمتابعة وإدارة حساباتهم.
وقد تم تصميم منصة (MEWSS) محليا لضمان تبادل البيانات بشكل آمن، مع الامتثال التام لقوانين حماية البيانات المحلية بالإضافة إلى إدارة العمليات التوثيقية الأساسية مثل اعرف عميلك (KYC) واعرف عملك (KYB) ومكافحة غسل الأموال (AML) بموافقة العملاء.
وقال رامي جلاد الرئيس التنفيذي لمجموعة “راكز”، إن هذه المبادرة تعكس الالتزام الراسخ بتحسين بيئة الأعمال وتعزيز رفاهية الشركاء وأصحاب المصلحة حيث تتماشى هذه الخطة مع رؤية المجموعة الإستراتيجية الهادفة إلى تقديم حلول مبتكرة تدعم العملاء وتوفر لهم أداة مالية متكاملة، ما يسهم في تمكين الشركات من تحقيق النمو المستدام.
وأضاف جلاد أن هذه الخطوة تعزز جهود راكز في بناء بيئة أعمال مزدهرة تتيح للشركات وموظفيها الازدهار معا، ومن خلال هذا الحل المتطور نساعد الشركات على استقطاب أفضل المواهب والاحتفاظ بها مع ضمان الاستقرار المالي والرضا الوظيفي للقوى العاملة.
وتوفر منصة MEWSS حلا متطورا للادخار في بيئة العمل، ما يتيح لأصحاب العمل تقديم مزايا مالية قيمة لموظفيهم وتم تصميم هذه الخطة لتعزيز التفاعل والاحتفاظ بالموظفين وزيادة الإنتاجية، حيث تمكنهم من الادخار والاستثمار بسهولة من خلال الاستقطاعات الشهرية من الرواتب، علاوة على ذلك توفر المنصة لأصحاب العمل آلية فعالة لإدارة وتمويل مكافآت نهاية الخدمة عبر حساب ائتماني منفصل، مما يعزز الاستقرار المالي للموظفين ويحد من الالتزامات المالية على ميزانية الشركة.
وقال جيمس باربرلوماكس إن “راكز” تعد إحدى المناطق الحرة الأسرع نموا في دولة الإمارات، مشيرا إلى أن الاستقرار المالي يشكل عنصرا جوهريا في بيئة العمل المعاصرة، لا سيما مع الإقامة طويلة الأمد للوافدين في الدولة مما يجعل التخطيط لمستقبلهم المالي ضرورة متزايدة، حيث توفر MEWSS حلا متكاملا يجمع بين الخدمات المالية التقليدية والتقنيات الحديثة، ما يضمن تجربة سلسة وفعالة.
وقال حازم عبد الرحمن الرئيس التنفيذي لشركة إيكويفو، إن منصة الشركة تتميز بالموثوقية من قِبل العديد من الشركات العاملة في دولة الإمارات، مبديا تطلعه إلى التوسع في إمارة رأس الخيمة لدعم مجتمع الأعمال في تحقيق النمو والاستدامة.
وتمثل هذه الشراكة خطوة إستراتيجية في مسيرة “راكز” نحو تعزيز بيئة الأعمال ودعم الرفاهية المالية لمجتمعها، كما توفر “راكز” لشركاتها من خلال هذه المبادرة حلولا مبتكرة تساهم في تحسين الأداء المالي لموظفيها وتعزيز استقرارهم الوظيفي، مما يساهم في استدامة الأعمال ونموها على المدى الطويل.وام