لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
اكتشف علماء ما يعتقدون أنه الآلية الموجودة في الدماغ التي تتحكم في الرغبة في الرقص التي تحفزها الموسيقى.
إقرأ المزيد وسيلة فعالة لإنقاص الوزنوفي دراستهم، التي نشرت في مجلة Science Advances، أجرى الفريق المكون من ثلاثة من علماء الأعصاب في جامعة إيكس مرسيليا في فرنسا وطبيب نفساني من جامعة كونيتيكت في الولايات المتحدة، ثلاثة أنواع منفصلة من الدراسات لاستكشاف رد فعل الدماغ تجاه الموسيقى والرغبة اللاحقة في الرقص.
ولفهم استجابة الدماغ للموسيقى بشكل أفضل، ركز فريق البحث على كل من تأخير النبر والإيقاع، حيث يشتمل تأخير النبر على إيقاعات تشغّل معا لتأليف مقطوعة موسيقية ما يجعل جزءا من اللحن أو المقطوعة الموسيقية أو كلهما غير متوقعين، بينما الإيقاع هو وتيرة تشغيل الموسيقى، مقسمة إلى وحدات زمنية متساوية.
وقام الباحثون بتجنيد 60 متطوعا بالغا استمعوا إلى 12 لحنا بدرجات مختلفة من الإيقاع وطلبوا منهم تقييم كل منها بناء على رغبتهم في النهوض للرقص. ووجدوا أن الألحان ذات الدرجة المتوسطة من تأخير النبر تسبب أقوى رغبة في الرقص.
وبعد ذلك، قام الباحثون بتجنيد 29 شخصا بالغا كانوا يرتدون خوذات تسمح بتصوير الدماغ المغناطيسي أثناء الاستماع لأنواع مختلفة من الموسيقى.
إقرأ المزيد الأغاني الناجحة تفعل شيئا لدماغك ويمكن أن تكون مستقبل الموسيقى!ووجد الباحثون أن القشرة السمعية تركز في المقام الأول على الإيقاع، في حين يبدو أن السبيل السمعي الظهري (المسؤول عن تحديد مصادر الصوت) يطابق الإيقاع مع النبضة (أو الطرقة الإيقاعية، وهي الإيقاع الذي يجعل المستمعين يفرقعون بأصابعهم عندما يستمعون لقطعة موسيقية).
ويقول الباحثون إن هذا يشير إلى أن الرغبة في الرقص التي تحركها الموسيقى تحدث على الأرجح داخل هذا السبيل، ومن ثم يتم تمريرها إلى المناطق الحركية التي تعمل على الاندفاع.
وخلص الفريق إلى أن الألحان ذات مستويات متوسطة من تأخير النبر هي الأكثر فعالية في تحفيز أنواع معينة من نشاط الدماغ (مثل الاستجابة العصبية المسؤولة عن مزامنة المعلومات السمعية والحركية)، وأن الرغبة المفاجئة في الرقص التي تثيرها الموسيقى مع قدر متوسط من تأخير النبر، هي محاولة الدماغ لتوقع الإيقاعات بين تأخير النبر. فهي تجعل الجسم يتمايل بشكل متكرر.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: تجارب دراسات علمية رقص معلومات عامة معلومات علمية موسيقى فی الرقص
إقرأ أيضاً:
مسرح المدينة يحيي اللقاءات الثقافية بعد الحرب: الموسيقى تولّد الأمل
كتبت فيفيان حداد في" الشرق الاوسط": يشهد "مسرح المدينة" في قلب بيروت، نشاطات مختلفة تصبّ في خانة إحياء اللقاءات الثقافية بعد الحرب. ويأتي حفل "التناغم في الوحدة والتضامن" لفرقة الموسيقى العربية لبرنامج زكي ناصيف في "الجامعة الأميركية" من بينها. وهو يُقام يوم 29 كانون الأول الحالي، بقيادة المايسترو فادي يعقوب، ويتضمَّن أغنيات وطنية وأناشيد خاصة بعيد الميلاد.يوضح مدير برنامج زكي ناصيف في "الجامعة الأميركية"، الدكتور نبيل ناصيف، لـ"الشرق الأوسط"، أنّ الحفل يهدف إلى إرساء الوحدة بين اللبنانيين، والموسيقى تُسهم في تعزيزها. ويتابع: "الوحدة والتناغم يحضران بشكل ملحوظ. فالفرق الموسيقية والمُنشدة المُشاركة تطوّعت لإحيائه من جميع المناطق. لمسنا هذه الروح أيضاً من خلال مسابقة سنوية لفرق كورال المدارس، فلاحظنا تماسكها وحبّها الكبير لإعادة إحياء موسيقى زكي ناصيف. أجيال الشباب تملك علاقة وطيدة بوطنها وجذوره، عكس ما يعتقده البعض". يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح. يُعلّق ناصيف: "لا نقيمه من باب انتهاء الحرب، وإنما ليكون دعوة من أجل غدٍ مفعم بالأمل. فالحياة تستمرّ؛ ومع قدرات شبابنا على العطاء نستطيع إحداث الفرق". يتألّف البرنامج من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية. في القسم الأول، ينشد كورال برنامج زكي ناصيف في "الجامعة الأميركية" تراتيل روحانية مثل "يا ربّ الأكوان"، و"إليك الورد يا مريم"، وغيرهما.
وفي فقرة الأغنيات الوطنية، سيمضي الحضور لحظات مع الموسيقى والأصالة، فتُقدّم الفرقة مجموعة أعمال لزكي ناصيف وزياد بطرس والرحابنة. يشرح ناصيف: "في هذا القسم، سنستمع إلى أغنيات وطنية مشهورة يردّدها اللبنانيون؛ من بينها (وحياة اللي راحوا)، و(حكيلي عن بلدي)، و(اشتقنا كتير يا بلدنا)، و(غابت شمس الحق)، و(مهما يتجرّح بلدنا). اللبنانيون يستلهمون الأمل والقوة منها. فهي تعني لهم كثيراً، لا سيما أنّ بعضها يتسّم بالموسيقى والكلام الحماسيَيْن".
يُنظَّم الحفل بأقل تكلفة ممكنة، كما يذكر ناصيف: "لم نستعن بفنانين لتقديم وصلات غنائية فردية من نوع (السولو)، فهي تتطلّب ميزانيات مالية أكبر لسنا بوارد تكبّدها اليوم. وبتعاوننا مع (مسرح المدينة)، استطعنا إقامته بأقل تكلفة. ما نقوم به يشكّل جسر تواصل بين اللبنانيين والفنون الثقافية، وأعدّه جرعة حبّ تنبع من القلب بعد صمت مطبق فرضته الحرب". تتألّف الأوركسترا المُشاركة من طلاب الدراسات الموسيقية في "الجامعة الأميركية"، وينتمي المنشدون في فريق الكورال إلى "مجتمع الجامعة الأميركية في بيروت"؛ من بينهم أساتذة وطلاب وموظفون، إضافة إلى أصدقاء تربطهم علاقة وثيقة مع هذا الصرح التعليمي العريق.
أشرفت على تدريب فريق الكورال منال بو ملهب. ويحضر على المسرح نحو 30 شخصاً، في حين تتألّف الفرقة الموسيقية من نحو 20 عازفاً بقيادة المايسترو فادي يعقوب.
يعلّق الدكتور نبيل ناصيف: "من شأن هذا النوع من المبادرات الفنّية إحياء مبدأ الوحدة والتضامن بين اللبنانيين. معاً نستطيع ترجمة هذا التضامن الذي نرجوه. نتمنّى أن يبقى لبنان نبع المحبة لأهله، فيجمعهم دائماً تحت راية الوحدة والأمل. ما نقدّمه في حفل (التناغم في الوحدة والتضامن) هو لإرساء معاني الاتحاد من خلال الموسيقى والفنون".
ثم يستعيد ذكرى البصمة الفنية التي تركها الراحل زكي ناصيف، فيختم: "اكتشف مدى حبّ اللبنانيين للغناء والفنّ من خلال عاداتهم وتقاليدهم. تأكد من ذلك في مشهدية (الدلعونا) و(دبكة العونة)، وغيرهما من عناصر الفلكلور اللبناني، وارتكازها على لقاءات بين المجموعات بعيداً عن الفردية. متفائل جداً بجيل الشباب الذي يركن إلى الثقافة الرقمية ليطوّر فكره الفنّي. صحيح أنّ للعالم الافتراضي آثاره السلبية في المجتمعات، لكنه نجح في تقريب الناس مختصراً الوقت والمسافات".