الوطن:
2024-12-26@17:47:37 GMT

الشيخ محمود الأبيدي يكتب: نبي الرحمة

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

الشيخ محمود الأبيدي يكتب: نبي الرحمة

رمضان من الشهور الفاضلة، فضله الله سبحانه وتعالى بأن افترض علينا صيامه، وأنزل فيه القرآن الكريم، وجعل فيه ليلة مباركة، هى ليلة القدر، وهى ليلة خير من ألف شهر، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، تضاعف فيه الحسنات إلى ما شاء الله، وتمحى فيه الخطايا والذنوب، وترفع فيه الدرجات، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل شهر رمضان استقبالاً خاصاً دون سائر الشهور لما له من مكانة خاصة دون غيره، وفى الكلام عن المفاضلة نعرف أن المفاضلة بين الأزمنة والأمكنة سنة من سنن الله الكونية فى الأرض، فالله عز وجل فضّل بعض الليالى على بعض وأفضلها ليلة القدر، وفضل بعض الأيام على بعض وأفضلها يوم الجمعة، وفضل بعض الشهور على بعض وأفضلها شهر رمضان المبارك، وفضل بعض البشر على بعض، وفضل بعض النبيين على بعض وأعظمهم وأفضلهم على الإطلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذى كان يخطب فى أصحابه قبل قدوم رمضان، كما روى عن سلمان الفارسى أنه قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى آخر يوم من شعبان فقال: قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه.

...». إلخ، فنجد أن النبى صلى الله عليه وسلم عدَّد الكثير من الفضائل والمزايا التى تخص هذا الشهر الفضيل، مما يبين مدى حرصه صلى الله عليه وسلم على توجيه أصحابه وكذلك أمته على ضرورة اغتنام هذا الشهر، وأنه ربما يكون أعظم فرصة تفضل الله بها على عباده لكى يُكتَبوا من الفائزين.

إنه شهر الفضائل والعطايا العظيمة، فيجدر بنا أن نفرح ونستبشر ونحن فى أحضان هذا الشهر الفضيل، فالعبد الصالح هو من يستبشر بمواسم الخير والطاعات، طمعاً وأملاًَ فيما عند الله عز وجل مما أعده لعباده الصالحين، هذه الأيام يقبل فيها العباد على الله بالطاعة والعمل خاشعين مجتهدين مغتنمين شرف الزمان وفضله وبركته، وهو شهر إعلان الصلح مع الله وتجديد النية، وعقد العزم على استغلال هذا الشهر، وحسن الفهم فيه عن الله، وتطهير القلب من أمراض القلوب وكل ما يغضب الله عز وجل.

ولنتوقف مع فريضة الصوم من خلال الآيات التى ورد ذكرها فى سورة البقرة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 183، لنبين مدى تركيزها على توضيح دور الصوم فى بناء الإنسان وتهذيب نفسه من عيوبها وإصلاحها إصلاحاً جذرياً، وذلك بالخطوات التالية:

أولاً: الصوم يغرس التقوى فى نفس المؤمن كما قال ربنا (لعلكم تتقون)، فتقوى الله تعد أعظم ثمرات الصيام. ثانياً: يؤدى الصوم إلى تضييق مسالك الشيطان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين»، فلم يبق له إلا نفسه لكى يبدأ فى ترويضها. ثالثاً: الصوم يحول بين المسلم والفواحش، مما يعزز التقوى لدى صاحبها فتحول بينه وبين الإقدام على معصية. رابعاً: الصوم يجعل الإنسان مترفعاً عن عوالق الدنيا، ويهون عليه لذاتها ومتطلباتها، طلباً لما عند ربه. فنخلص من كل هذا إلى أن الصوم يؤدى دوراً جوهرياً وفاعلاً فى بناء الإنسان بناء متكاملاً، مما يتيح له الانتصار على نفسه وشيطانه وإصلاح ذاته. كل هذا يعكس مدى محورية الإنسان فى التشريعات الإلهية، وأنها جاءت لصالحه فى الدنيا والآخرة، ودائماً نتذكر أن الإنسان قبل البنيان والساجد قبل المساجد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شهر الرحمة شهر المغفرة صلى الله علیه وسلم هذا الشهر على بعض

إقرأ أيضاً:

حكم تسمية الأشخاص باسمي "طه وياسين"

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي جاء مضمونه كالتالي: هل يجوز التسمية باسمي طه وياسين؟ وهل هما من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟.

وقالت الإفتاء إنه يجوز شرعًا التسمية بهذين الاسمين، وعدّهما بعض العلماء من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

واوضحت الإفتاء أنه لاحرج في تسمية الأبناء بهذه الأسماء، وكون هذه الأسماء من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ليست من أسمائه أمرٌ مختلفٌ فيه؛ فقد ورد حديثٌ ضعيفٌ عند ابن عدي وابن عساكر يذكر فيه أن (طه، ويس) من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

أخرج ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (4/ 509)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (3/ 29)، عَن أَبِي الطُّفَيْلِ عامر بن واثلة الكناني رضي الله عنه قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي عَشْرَةَ أَسْمَاءٍ»، قَالَ أبو الطفيل: قد حفظت منها ثمانية: «محمد، وأحمد، وأبو القاسم، والفاتح، والخاتم، والماحي، والعاقب، والحاشر»، قَالَ أبو يَحْيى: وزعم سيفٌ أن أبا جعفرٍ قَالَ له: إن الاسمين الباقيين: يس، وطه.

وأضافت دار الإفتاء أن لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم أسماء كثيرة، بعضهم أوصلها إلى ثلاثمائة اسم، منها أسماء ‏وردت في القرآن الكريم، وهي: (الشاهد، والمبشر، والنذير، والمبين، والداعي إلى الله، ‏والسراج المنير، والمذكر، والرحمة، والنعمة، والهادي، والشهيد، والأمين والمزمل، ‏والمدثر).

ومنها ما ورد في القرآن والسنة النبوية، وهي: (أحمد، ومحمد)، ومنها ما ورد ‏في السنة فقط، وهي: (الماحي، والحاشر، والعاقب، والمقفي، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، ‏والمتوكل)، ومن أسمائه المشهورة صلى الله عليه وآله وسلم: (المختار، والمصطفى، والشفيع، والمشفع، ‏والصادق، والمصدوق).

وورد عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِي خَمْسَة أسْماءٍ: أَنا محمَّدٌ، وَأَنا أحْمَدٌ، وَأَنا الحاشِرُ الّذِي يُحْشَرُ النّاسُ على قَدَمي، وَأَنا المَاحِي الذِي يَمْحُو الله بِيَ الكُفْرَ، وَأَنا الْعاقِبُ» أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما".

قال العلامة المناوي في "فيض القدير" (2/ 518) في شرح الحديث السابق: [وفيه جواز التسمية بأكثر من واحد، قال ابن القيم: لكن تركه أولى؛ لأن القصد بالاسم التعريف والتمييز والاسم كاف، وليس كأسماء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن أسماءه كانت نعوتًا دالة على كمال المدح لم يكن إلا من باب تكثير الأسماء لجلالة المسمى لا للتعريف فحسب، (تتمة) قال المؤلف -يقصد السيوطي- في "الخصائص": من خصائصه أن له ألف اسم، واشتقاق اسمه من اسم الله تعالى، وأنه سمي من أسماء الله بنحو سبعين اسمًا، وأنه سمي أحمد، ولم يسم به أحدٌ قبله] اهـ.

ولقد اهتم علماء الأمة رحمهم الله تعالى بإفراد أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتأليف، فأُلِّف في أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدة مؤلفات، وفي "كشف الظنون" و"ذيليه" تسمية أربعة عشر كتابًا، وهي للأئمة: ابن دحية، والقرطبي، والرصاع، والسخاوي، والسيوطي، وابن فارس، وغيرهم، وقد طبع منها "الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة" للسيوطي، و"البهجة السنية في الأسماء النبوية" للسيوطي أيضًا.

مقالات مشابهة

  • فضل الدعاء قبل صلاة الجمعة
  • حكم تسمية الأشخاص باسمي "طه وياسين"
  • بيان فضل إماطة الأذى عن الطريق
  • الإفتاء تكشف عن سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
  • حقوق الطفل في الإسلام.. الإفتاء توضح
  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
  • أخدت علقة جامدة.. محمود البزاوي يروي تفاصيل التعدي عليه في رأس السنة
  • أقوى دعاء للتقرب إلى الله .. مُستجاب ومُجرّب اغتنمه
  • حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته
  • صلاة هى الأفضل بعد الفرائض.. لا تتركها كل يوم