الوطن:
2025-04-07@13:24:03 GMT

الشيخ محمود الأبيدي يكتب: نبي الرحمة

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

الشيخ محمود الأبيدي يكتب: نبي الرحمة

رمضان من الشهور الفاضلة، فضله الله سبحانه وتعالى بأن افترض علينا صيامه، وأنزل فيه القرآن الكريم، وجعل فيه ليلة مباركة، هى ليلة القدر، وهى ليلة خير من ألف شهر، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، تضاعف فيه الحسنات إلى ما شاء الله، وتمحى فيه الخطايا والذنوب، وترفع فيه الدرجات، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل شهر رمضان استقبالاً خاصاً دون سائر الشهور لما له من مكانة خاصة دون غيره، وفى الكلام عن المفاضلة نعرف أن المفاضلة بين الأزمنة والأمكنة سنة من سنن الله الكونية فى الأرض، فالله عز وجل فضّل بعض الليالى على بعض وأفضلها ليلة القدر، وفضل بعض الأيام على بعض وأفضلها يوم الجمعة، وفضل بعض الشهور على بعض وأفضلها شهر رمضان المبارك، وفضل بعض البشر على بعض، وفضل بعض النبيين على بعض وأعظمهم وأفضلهم على الإطلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذى كان يخطب فى أصحابه قبل قدوم رمضان، كما روى عن سلمان الفارسى أنه قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى آخر يوم من شعبان فقال: قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه.

...». إلخ، فنجد أن النبى صلى الله عليه وسلم عدَّد الكثير من الفضائل والمزايا التى تخص هذا الشهر الفضيل، مما يبين مدى حرصه صلى الله عليه وسلم على توجيه أصحابه وكذلك أمته على ضرورة اغتنام هذا الشهر، وأنه ربما يكون أعظم فرصة تفضل الله بها على عباده لكى يُكتَبوا من الفائزين.

إنه شهر الفضائل والعطايا العظيمة، فيجدر بنا أن نفرح ونستبشر ونحن فى أحضان هذا الشهر الفضيل، فالعبد الصالح هو من يستبشر بمواسم الخير والطاعات، طمعاً وأملاًَ فيما عند الله عز وجل مما أعده لعباده الصالحين، هذه الأيام يقبل فيها العباد على الله بالطاعة والعمل خاشعين مجتهدين مغتنمين شرف الزمان وفضله وبركته، وهو شهر إعلان الصلح مع الله وتجديد النية، وعقد العزم على استغلال هذا الشهر، وحسن الفهم فيه عن الله، وتطهير القلب من أمراض القلوب وكل ما يغضب الله عز وجل.

ولنتوقف مع فريضة الصوم من خلال الآيات التى ورد ذكرها فى سورة البقرة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 183، لنبين مدى تركيزها على توضيح دور الصوم فى بناء الإنسان وتهذيب نفسه من عيوبها وإصلاحها إصلاحاً جذرياً، وذلك بالخطوات التالية:

أولاً: الصوم يغرس التقوى فى نفس المؤمن كما قال ربنا (لعلكم تتقون)، فتقوى الله تعد أعظم ثمرات الصيام. ثانياً: يؤدى الصوم إلى تضييق مسالك الشيطان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين»، فلم يبق له إلا نفسه لكى يبدأ فى ترويضها. ثالثاً: الصوم يحول بين المسلم والفواحش، مما يعزز التقوى لدى صاحبها فتحول بينه وبين الإقدام على معصية. رابعاً: الصوم يجعل الإنسان مترفعاً عن عوالق الدنيا، ويهون عليه لذاتها ومتطلباتها، طلباً لما عند ربه. فنخلص من كل هذا إلى أن الصوم يؤدى دوراً جوهرياً وفاعلاً فى بناء الإنسان بناء متكاملاً، مما يتيح له الانتصار على نفسه وشيطانه وإصلاح ذاته. كل هذا يعكس مدى محورية الإنسان فى التشريعات الإلهية، وأنها جاءت لصالحه فى الدنيا والآخرة، ودائماً نتذكر أن الإنسان قبل البنيان والساجد قبل المساجد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شهر الرحمة شهر المغفرة صلى الله علیه وسلم هذا الشهر على بعض

إقرأ أيضاً:

حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم.. الإفتاء توضح

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم من غير تهاونٍ ولا تقصيرٍ لا يكون آثمًا شرعًا، ويلزمه قضاؤها ظهرًا اتفاقًا.

وأكدت دار الإفتاء، في فتوى عبر موقعها الإلكتروني، "على المسلم أن يحتاطَ لأمر صلاة الجمعة ويحرص على حضورها، وأن يأخذَ بما يعينه على أدائها من الأساليب والأسباب؛ كالنوم باكرًا وعدم السهر بلا فائدة، أو كأن يعهد إلى أحدٍ أن يوقظَه، أو أن يضبط ساعته أو منبه هاتفه لإيقاظه ونحو ذلك من الوسائل التي تعين المرء على أداء صلاة الجمعة في وقتها؛ قيامًا بالفرض، وتحصيلًا للأجر وعظيم الفضل".

صلاة الجمعة اليوم .. خطيب المسجد الحرام : هذا العمل أفضل ما تستأنف به البر بعد رمضانحكم ترك صلاة الجمعة تكاسلًا أو بدون عذر.. رأي الشرعحكم صلاة الجمعة لمن أدرك الإمام في التشهد.. دار الإفتاء توضححكم اصطحاب الأطفال غير البالغين إلى المسجد لصلاة الجمعة

حكم صلاة الجمعة

وأضافت الإفتاء أن صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط. دار المعارف): [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم] اهـ.

وتابعت "لذلك افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9-10].".

وأوضحت أن الآيتين السابقتين تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:

الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.

الثاني: أن النداء للصلاة مقصودُه الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 542، ط. دار إحياء التراث العربي).

الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).

الرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.

قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق] اهـ.

وهو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".

وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

التحذير من ترك صلاة الجمعة ممَّن وجبت عليه

كما شدَّد الشرع الشريف على مَنْ تخلَّف عن أدائها ممَّن وجبت عليه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا مَرِيضٌ أَوْ مُسَافِرٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيُّ أَوْ مَمْلُوكٌ، فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ، وَاللَّهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ» رواه الدارقطني والبيهقي في "سننيهما".

وروى الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» وروى أبو داود في "سننه" عن أبي الجعد الضمري رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».

مقالات مشابهة

  • طاعات بعد رمضان.. عبادات احرص عليها في هذه الأيام
  • هل التوسل بالنبي في الدعاء حرام شرعا؟.. الإفتاء توضح
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الضلع الرابع للمثلث
  • كريم محمود عبد العزيز يدعو إلى اختفاء السوشيال ميديا.. هكذا رد عليه المتابعون
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • عودة: يوفر لنا موسم الصوم الكبير فرصة مقدسة للانخراط في أعمال التوبة
  • مفتي الجمهورية: كفالة اليتيم من أسمى القيم الإنسانية وأقربها إلى الله
  • الإخلاص والخير.. بيان المراد من حديث النبي عليه السلام «الدين النصيحة»
  • تامر أفندي يكتب: أنا اليتيم أكتب
  • حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم.. الإفتاء توضح