الوطن:
2025-07-03@04:44:17 GMT

الدكتور أيمن عيد الحجار يكتب: قصة حديث

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

الدكتور أيمن عيد الحجار يكتب: قصة حديث

أخرج الترمذى فى جامعه من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِىِّ بْنِ حَمْرَاءَ، رضى الله عنه، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاقِفاً عَلَى الْحَزْوَرَةِ (سوق فى مكة)، فَقَالَ: «وَاللَّهِ، إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّى أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ»، قال الترمذى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.

قصة هذا الحديث أن النبى، عليه الصلاة والسلام، حينما أراد أن يهاجر ووقف على مشارف مكة، فاضت مشاعره نحو وطنه، فقال هذه الكلمات الخالدة، فالحديث يبين أن الوطن له قيمة عظيمة، لا يدركها إلا الإنسان الذى سلمت فطرته، فقد قالوا: فطرة الإنسان معجونة بحب الوطن؛ فالوطن هو الذى شهد ملاعب الصبا، وترعرع المرءُ بين أحضانه، وتنسَّم هواءه، فالوطنُ يُمثِّلُ اللحظةَ الأولى التى صافحَتْ فيها نسمات الهواءِ، وأشعَّة الشمسِ وجهَ المرءِ لحظةَ الوجود والميلاد، وهو الذى يَشهدُ فى غالبِ الأحيان لحظةَ المماتِ، وما بين الميلادِ والمماتِ فهناكَ تجربةُ الحياةِ التى لا يُمكن أن يُنسى معها الوطنُ الجامعُ للَّحظتين كما يقول العلماء، وتظهر بجلاء ووضوح قيمة الأوطان وضرورة المحافظة عليها من خلال تلك القيم التى وردَتْ فى الأحاديث النبوية، فمن ذلك أن السُّنَّة النبوية جاءت لتبين أن الأوطان محبوبة دائماً عند أصحاب الوفاء والنُّبْل والخُلُق؛ فالحديث يُبيِّن فضل مكة، وأنها خيرُ البلاد، وأيضاً يبين الحديث مدى التعلق القلبى لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، بوطنه الذى لا يبغى به مكاناً بديلاً، ولا موطناً آخر، ولولا أن قريشاً أخرجته منه بصدودها ما كان يفكُّر قطُّ فى الخروج منه إجلالاً وإعزازاً للوطن. ولمَّا نزل الوحى على النبى، صلى الله عليه وسلم، ارتجف فؤاده، ورجع إلى خديجة رضى الله عنها، وذهبت به صلى الله عليه وسلم إلى ورقة بن نوفل -كما فى الصحيح- فأخبره أنه الوحىُ، ثم قال له: «لَيْتَنِى أَكُونُ حَياً إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَمُخْرِجِىَّ هُمْ؟»، قَالَ: «نَعَمْ».

قال السُّهيلى: يُؤْخَذُ مِنْهُ شِدَّةُ مُفَارَقَةِ الْوَطَنِ عَلَى النَّفْسِ؛ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ قَوْلَ وَرَقَةَ أَنَّهُمْ يُؤْذُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ، فَلَمْ يَظْهَرْ مِنْهُ انْزِعَاجٌ لِذَلِكَ، فَلَمَّا ذَكَرَ لَهُ الْإِخْرَاجَ تَحَرَّكَتْ نَفْسُهُ وِذَلِكَ لِحُبِّ الوطن وإِلْفه فَقَالَ أَومخرجى هُمْ؟.

ويبين الإمام الذهبى تعلق النبى، صلى الله عليه وسلم، بالوطن ومحبَّته له، فقال: «وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يحِبُّ عَائِشَة، وَيحبُّ أَباهَا، وَيحبُّ أُسَامَة، وَيحبُّ سِبْطَيْه، وَيحبّ الحَلْوَاء وَالعَسَل، وَيحبّ جَبَل أُحُد، وَيحبُّ وَطَنه، وَيحبُّ الأَنْصَار، إِلَى أَشيَاء لاَ تحصَى مِمَّا لاَ يغنِى المُؤْمِن عَنْهَا قَطُّ». ومما يؤكد هذا المعنى ما أخرجه البخارى فى صحيحه، من حديث أنس، رضى الله عنه، قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَأَبْصَرَ دَرَجَاتِ المَدِينَةِ، أَوْضَعَ نَاقَتَهُ، وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً حَرَّكَهَا»، قال ابن بَطَّال: «وقد جبل الله النفوس على حب الأوطان والحنين إليها، وفعل ذلك عليه السلام، وفيه أكرم الأسوة، وأمر أمته بسرعة الرجوع إلى أهلهم عند انقضاء أسفارهم».

وقد كتب الجاحظ كتابه «الحنين إلى الأوطان»، وذكر فيه من النقولاتِ العزيزةِ من نثرٍ وشعرٍ ما يجعلُ القارئ يرتفع عندهُ الشعورُ بحبِّ الوطن ومعرفةِ قيمته، ومن تلك الأقوال: لا يُعرف وفاءُ الرجل إلا بحنينه إلى وطنه، ومنها عُسرك فى دارك، أعزُّ لك من يسرك فى غربتك، وأنشد قول الشاعر الحكيم: لقُرب الدار فى الإقتار خيرٌ... من العيش الموسَّع فى اغترابِ، فقيمة الوطن كبيرة، وينبغى أن يسعى الإنسان للحفاظ على وطنه، وذلك ببنائه بالعمل الجاد، وتمنى الخير له، وعدم سماع الشائعات، والعمل على استقراره.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حب الوطن الهجرة النبوية الشريفة صلى الله علیه وسلم ى الله ع

إقرأ أيضاً:

عضو بمركز الأزهر: الوضوء عبادة عظيمة ذات أثر نفسي وروحي ومادي

أكدت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الوضوء ليس مجرد طهارة مادية، بل هو عبادة عظيمة وشرط أساسي لصحة الصلاة، كما أنه يحمل أبعادًا نفسية وروحية راقية.

وقالت عضو الأزهر للفتوى في تصريحات تلفزيونية،  اليوم الاثنين: "نحن نتوضأ في المقام الأول لأننا مقدمون على عبادة عظيمة كالصلاة، ولا صلاة لمن لا وضوء له، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوضوء شطر الإيمان".

الأزهر للفتوى: الوضوء له بعدان مهمان

وأوضحت عضو الأزهر للفتوى أن الوضوء له بعدان مهمان: الأول روحي يتعلق بتزكية النفس وتطهير الجوارح، إذ أن الإنسان يغسل في الوضوء أعضاءً يستخدمها في الخير أو الشر؛ مثل العين التي قد تنظر إلى ما حرم الله، واللسان الذي قد ينطق بما لا يرضي الله، واليدين والقدمين اللتين تتحركان في أفعال الخير أو الشر. فالوضوء يعيد الإنسان إلى نقاء الجوارح ونظافة الروح، بل ويمحو الخطايا، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

وتابعت عضو الأزهر للفتوى "أما البعد الثاني، فهو البعد النفسي، حيث بيّنت أن من فوائد الوضوء تهدئة النفس والسيطرة على الغضب، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا غضب أحدكم فليتوضأ، فإن الغضب من الشيطان، والشيطان خلق من نار، وإنما تطفئ النار بالماء".

متي يجب الاستنجاء وما شروط الوضوء والصلاة؟.. عضو مركز الأزهر تجيبهل يفسد الوضوء لشخص مصاب بجروح؟.. الإفتاء توضحكيفية إسباغ الوضوء على المكاره؟ .. دار الإفتاء تجيبما المقصود بإسباغ الوضوء على المكاره؟ .. دار الإفتاء توضح

وأكدت أن "الوضوء كذلك طهارة مادية ملموسة، فهو يغسل الأوساخ الظاهرة ويحقق النظافة الجسدية، وهو من جمال الإسلام الذي جمع بين الطهارة الحسية والمعنوية في آنٍ واحد. ومن أحسن الوضوء خرجت خطاياه مع الماء، حتى من تحت أظافره، كما جاء في الحديث الشريف".

أما عن أركان الوضوء الأساسية، فأوضحت عضو الفتوى بالأزهر أن القرآن الكريم حددها في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ، وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ، وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ، وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ"، وهذه الأركان الأربعة هي: غسل الوجه، وغسل اليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس، وغسل الرجلين إلى الكعبين.

وأضافت عضو الأزهر للفتوى أن بعض الفقهاء أضافوا النية كركن خامس للوضوء، بل وزاد بعضهم أيضًا الترتيب والموالاة، أي التتابع الزمني بين غسل الأعضاء، مشيرة إلى أن الأخذ بالأحوط في الوضوء يضمن تمام العبادة وصحتها وخروج المسلم من الخلاف الفقهي.

وتابعت: "الوضوء عبادة عظيمة ينبغي أن نقبل عليها بوعي وبحُسن نية، وأن نحسِّن أداءها، لما فيها من أثر على صحة العبادة وعلى صفاء النفس ونقاء الجسد".

طباعة شارك الأزهر العالمي للفتوى الأزهر هبة إبراهيم الوضوء الصلاة

مقالات مشابهة

  • هل يجب تبييت النية في صيام تاسوعاء و عاشوراء؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • حكم الصلاة على النبي في الميكرفون آخر الأذان
  • هل نحن محاسبون على حديث النفس.. أمين الإفتاء يجيب
  • موعد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر
  • لماذا أوصى النبي بالمحافظة على صلاة الضحى؟.. لـ5 أسباب
  • تركيا تلاحق صحفيين رسما صورة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • هل قصة الحمامتين والعنكبوت في الهجرة صحيحة؟ اعرف حقيقتها
  • عضو بمركز الأزهر: الوضوء عبادة عظيمة ذات أثر نفسي وروحي ومادي
  • متى يجوز الصلاة بالحذاء؟.. شوقى علام يجيب
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (خلق سودان جديد)