الوطن:
2025-03-23@13:20:41 GMT

الدكتور أيمن عيد الحجار يكتب: قصة حديث

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

الدكتور أيمن عيد الحجار يكتب: قصة حديث

أخرج الترمذى فى جامعه من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِىِّ بْنِ حَمْرَاءَ، رضى الله عنه، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاقِفاً عَلَى الْحَزْوَرَةِ (سوق فى مكة)، فَقَالَ: «وَاللَّهِ، إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّى أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ»، قال الترمذى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.

قصة هذا الحديث أن النبى، عليه الصلاة والسلام، حينما أراد أن يهاجر ووقف على مشارف مكة، فاضت مشاعره نحو وطنه، فقال هذه الكلمات الخالدة، فالحديث يبين أن الوطن له قيمة عظيمة، لا يدركها إلا الإنسان الذى سلمت فطرته، فقد قالوا: فطرة الإنسان معجونة بحب الوطن؛ فالوطن هو الذى شهد ملاعب الصبا، وترعرع المرءُ بين أحضانه، وتنسَّم هواءه، فالوطنُ يُمثِّلُ اللحظةَ الأولى التى صافحَتْ فيها نسمات الهواءِ، وأشعَّة الشمسِ وجهَ المرءِ لحظةَ الوجود والميلاد، وهو الذى يَشهدُ فى غالبِ الأحيان لحظةَ المماتِ، وما بين الميلادِ والمماتِ فهناكَ تجربةُ الحياةِ التى لا يُمكن أن يُنسى معها الوطنُ الجامعُ للَّحظتين كما يقول العلماء، وتظهر بجلاء ووضوح قيمة الأوطان وضرورة المحافظة عليها من خلال تلك القيم التى وردَتْ فى الأحاديث النبوية، فمن ذلك أن السُّنَّة النبوية جاءت لتبين أن الأوطان محبوبة دائماً عند أصحاب الوفاء والنُّبْل والخُلُق؛ فالحديث يُبيِّن فضل مكة، وأنها خيرُ البلاد، وأيضاً يبين الحديث مدى التعلق القلبى لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، بوطنه الذى لا يبغى به مكاناً بديلاً، ولا موطناً آخر، ولولا أن قريشاً أخرجته منه بصدودها ما كان يفكُّر قطُّ فى الخروج منه إجلالاً وإعزازاً للوطن. ولمَّا نزل الوحى على النبى، صلى الله عليه وسلم، ارتجف فؤاده، ورجع إلى خديجة رضى الله عنها، وذهبت به صلى الله عليه وسلم إلى ورقة بن نوفل -كما فى الصحيح- فأخبره أنه الوحىُ، ثم قال له: «لَيْتَنِى أَكُونُ حَياً إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَمُخْرِجِىَّ هُمْ؟»، قَالَ: «نَعَمْ».

قال السُّهيلى: يُؤْخَذُ مِنْهُ شِدَّةُ مُفَارَقَةِ الْوَطَنِ عَلَى النَّفْسِ؛ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ قَوْلَ وَرَقَةَ أَنَّهُمْ يُؤْذُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ، فَلَمْ يَظْهَرْ مِنْهُ انْزِعَاجٌ لِذَلِكَ، فَلَمَّا ذَكَرَ لَهُ الْإِخْرَاجَ تَحَرَّكَتْ نَفْسُهُ وِذَلِكَ لِحُبِّ الوطن وإِلْفه فَقَالَ أَومخرجى هُمْ؟.

ويبين الإمام الذهبى تعلق النبى، صلى الله عليه وسلم، بالوطن ومحبَّته له، فقال: «وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يحِبُّ عَائِشَة، وَيحبُّ أَباهَا، وَيحبُّ أُسَامَة، وَيحبُّ سِبْطَيْه، وَيحبّ الحَلْوَاء وَالعَسَل، وَيحبّ جَبَل أُحُد، وَيحبُّ وَطَنه، وَيحبُّ الأَنْصَار، إِلَى أَشيَاء لاَ تحصَى مِمَّا لاَ يغنِى المُؤْمِن عَنْهَا قَطُّ». ومما يؤكد هذا المعنى ما أخرجه البخارى فى صحيحه، من حديث أنس، رضى الله عنه، قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَأَبْصَرَ دَرَجَاتِ المَدِينَةِ، أَوْضَعَ نَاقَتَهُ، وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً حَرَّكَهَا»، قال ابن بَطَّال: «وقد جبل الله النفوس على حب الأوطان والحنين إليها، وفعل ذلك عليه السلام، وفيه أكرم الأسوة، وأمر أمته بسرعة الرجوع إلى أهلهم عند انقضاء أسفارهم».

وقد كتب الجاحظ كتابه «الحنين إلى الأوطان»، وذكر فيه من النقولاتِ العزيزةِ من نثرٍ وشعرٍ ما يجعلُ القارئ يرتفع عندهُ الشعورُ بحبِّ الوطن ومعرفةِ قيمته، ومن تلك الأقوال: لا يُعرف وفاءُ الرجل إلا بحنينه إلى وطنه، ومنها عُسرك فى دارك، أعزُّ لك من يسرك فى غربتك، وأنشد قول الشاعر الحكيم: لقُرب الدار فى الإقتار خيرٌ... من العيش الموسَّع فى اغترابِ، فقيمة الوطن كبيرة، وينبغى أن يسعى الإنسان للحفاظ على وطنه، وذلك ببنائه بالعمل الجاد، وتمنى الخير له، وعدم سماع الشائعات، والعمل على استقراره.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حب الوطن الهجرة النبوية الشريفة صلى الله علیه وسلم ى الله ع

إقرأ أيضاً:

حاج ماجد سوار يكتب: متفرقات في يوم الإنتصار الكبير

* إنتصار اليوم باستعادة القصر الرئاسي رمز السيادة الذي احتلته المليشيا بوضع اليد منذ الساعات الأولى لتمردها حيث كانت مسئولة عن تأمينه و حراسته .. ليس إنتصاراً عادياً بل هو إنتصار له طعم خاص و دلالات و ستكون له نتائج و إنعكاسات كثيرة على ما تبقى من معركة الكرامة ، و قد جاء بعد آخر خطاب منسوب إلى الهالك قائد المليشيا و الذي أعلن فيه بأن قواته لن تخرج من القصر !!

أبرز نتائج الإنتصار يمكن حصرها في :
ـ أصاب المليشيا في مقتل حيث قضى على ما تبقى من قوتها الصلبة (قوات النخبة) و عشيرة و أقارب زعيم المليشيا ، و قضت على عتاة المرتزقة الذين تم حشدهم من ليبيا (حفتر) ، تشاد ، النيجر (القوات الخاصة) ، كولومبيا ، إثيوبيا ، جنوب السودان و خبراء من دول أخرى !!
ـ أصاب بقية قوات المليشيا في بعض المناطق بالعاصمة ، و في بعض أنحاء كردفان و دارفور ، و بعض النقاط الحدودية مع دولة جنوب السودان بالرعب و الذعر و الخوف الشديد حيث تبين لهم قدرة قواتنا على الوصول إليهم في أي مكان يتواجدون فيه !!

ـ ضاعف إحباط الذراع السياسي للمليشيا ممثلاً في جماعة (قحت/تقدم/صمود) بقيادة عبد الله حمدوك ، خالد سلك ، ياسر عرمان و توابعهم فضل الله برمة ، الهادي إدريس ، سليمان صندل !!

ـ أكد علو كعب قواتنا المسلحة ذات التأريخ العريق في الحروب و القوات المساندة لها !!
ـ وجه ضربة قاضية لمساعي المليشيا و حلفائها لتشكيل ما يسمى بالحكومة الموازية !!
ـ قضى على أحلام و أوهام حكام أبوظبي الأشرار في السيطرة على بلادنا و التحكم في مستقبلها !!

* إنتصار اليوم هو تتويج لتخطيط و صبر و ثبات و حسن قيادة قادة الجيش الذين (حفروا بالإبرة) ، و هو نتاج تضحيات كبيرة و شهداء و جرحى و أسرى من ضباط و صف و جنود القوات المسلحة و القوات المساندة لها الذين نفذوا خطط القيادة على الأرض ..

* إنتصار اليوم و الإنتصارات السابقة و اللاحقة بإذن الله يعود الفضل فيها في المقام الأول لله عز و جل (و ما النصر إلا من عند الله) ، ثم من بعد ذلك للقوات المسلحة و جميع القوات المساندة لها و للشعب السوداني ، لذلك لا يجب أن ينسب إلى فرد أو فئة أو جماعة !!

* همسة أخيرة للأبناء المجاهدين في لواء (البراء بن مالك) تقبل الله جهادكم و شهداءكم و كتب الشفاء العاجل لجرحاكم ، لا تبطلوا أجركم و عملكم بكثرة الصور و الفيديوهات الملتقطة عقب كل إنتصار ، فأنا أتفهم أهدافكم من وراء ذلك ، و الكل يقدر دوركم في معركة الكرامة ، و لكني أذكركم و جميع المجاهدين بأن الخيط رفيع جداً بين الإخلاص و الرياء ..
اللهم تقبل الشهداء و اشف الجرحى و عجِّل بخلاص الأسرى و المختطفين ..
النصر النهائي على المؤامرة بات وشيكاً ..

حاج ماجد سوار

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • الدكتور طارق الهادي كجاب يستحق تحية وفاء وتقدير من كل أبناء الشعب السوداني
  • شخصيات إسلامية.. سعد بن عبادة
  • فعاليات نسائية في حجة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • حاج ماجد سوار يكتب: متفرقات في يوم الإنتصار الكبير
  • صنعاء.. أمسية ثقافية في أرحب بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • أمسية ثقافية في أرحب بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • رسالة مؤثرة من أيمن أبو عمر لكل من يتجاهل بر أمه
  • بالفيديو.. مفتي الجمهورية يوضح معنى حديث النبي «إن الله يحب الحليم»
  • نصائح مهمة من الدكتور حسام موافي.. عامل الناس بالفضل مش بالعدل