الوطن:
2025-04-30@01:10:03 GMT

الدكتور هاني تمام يكتب: الصيام الصالح

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

الدكتور هاني تمام يكتب: الصيام الصالح

الصيام فى الإسلام هو الإمساك عن المفطرات من الفجر إلى المغرب بنية، وعلى هذا فأركان الصيام هى النية، والإمساك عن المفطرات من الفجر إلى المغرب، قال تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ»، والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود: بياض النهار وسواد الليل.

والنية ركن فى الصيام والصلاة والزكاة والحج وكل عبادة يتقرب بها العبد إلى مولاه؛ قال تعالى: «وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ»، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»، والنية ركن فى الصيام؛ لأن الامتناع عن المفطرات فى النهار قد يكون عادة الإنسان أو بسبب مرض ونحو ذلك، فتأتى النية وتحدد أن هذا الامتناع إنما هو عبادة لله تعالى، فالنية تميز العادة عن العبادة، واختلف الفقهاء فى نية صيام شهر رمضان، فقال جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إن النية تجب لكل يوم؛ لأن كل يوم عبادة مستقلة.

وعلى هذا، فالواجب على كل صائم أن ينوى الصيام كل يوم من أيام رمضان وتكون النية من الليل، وقال الإمام مالك، رحمه الله: إن النية تكفى لصيام الشهر كله فى أول ليلة فقط، فهى واجبة فى أول ليلة فقط، ولا يجب على الصائم تجديدها فى كل يوم، بل يستحب، فمن نوى فى أول ليلة من شهر رمضان صيام الشهر كله كفاه ذلك، والأولى والأحوط أن يجمع الصائم بين القولين فينوى فى أول ليلة صيام الشهر كله ويسأل الله العون والتوفيق والقبول، ثم يجدد النية فى كل يوم، والنية فى صيام شهر رمضان تكون فى أى جزء من أجزاء الليل بداية من المغرب وحتى قبل طلوع الفجر؛ لقول النبى، صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ، أى يعزم عليه فَلَا صِيَامَ لَهُ»، وقال السادة الحنفية: إن النية فى شهر رمضان تجوز من الليل إلى ما قبل الضحوة الكبرى أو زوال الشمس، أى قبل الظهر بدقائق، ولهم أدلتهم فى ذلك، وحملوا حديث النبى السابق الذى يدعو إلى تبييت النية من الليل على نفى الكمال لا الصحة، أى لا يكون الصيام كاملاً إلا لمن بيت النية من الليل، والأولى أن يبيت الصائم النية من الليل، ولا مانع من الأخذ بقول الحنفية فى حالة النسيان. والنية محلها القلب، ويجوز التلفظ بها ولا حرج فى ذلك. ومن تسحر بالليل لأجل الصيام ولو على شربة ماء فهذه نية. وينبغى أن يخلص الصائم فى نيته، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، إيماناً أى مصدقاً بفرضيته وأنه حق، واحتساباً أى يريد بصيامه وجه الله تعالى وحده ويحتسب الأجر عنده ولا ينتظر ثناء الناس. وينبغى على الصائم أن يحرص على فعل الصيام على أحسن ما يكون وأن يجتنب أى شىء يفسد الصيام.

ومن الأشياء التى تفسد الصوم ويجب فيها القضاء: الأكل والشرب عمداً، فمن أكل أو شرب عمداً وجب عليه القضاء عند بعض الفقهاء، وقال الحنفية يجب عليه القضاء والكفارة. ومن أفطر عامداً فى رمضان فقد ارتكب إثماً عظيماً وذنباً كبيراً ولن يعوضه صيام الدهر كله كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلَا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ»، أما من أكل أو شرب ناسياً فلا قضاء عليه، ولا كفارة، وعليه أن يكمل صيامه، قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَسِىَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ» وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَفْطَرَ فِى شَهْرِ رَمَضَانَ نَاسِياً، لَا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَلَا كَفَّارَةَ».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصيام القيام التقوى العمل الصالح فى أول لیلة شهر رمضان کل یوم

إقرأ أيضاً:

دعاء زوال الفقر وقلة الرزق.. احفظه وداوم عليه يوميا

دعاء الاستعاذة من الفقر من أهم الأدعية التي يجب على كل مسلم حفظها وترديدها بصورة يومية، فالدعاء عبادة ونحن مأمورون بالدعاء إلى الله والتقرب إليه امتثالا لأمر الله في قوله تعالى " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ".

كيف كان النبي يردد دعاء الاستعاذة؟

كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يستعيذ بالله من فِتنة الفقر بالاحتياج إلى الخلق، ومن فتنة الغنى بالغفلة عن المُنعِم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله سلم كان يقول: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ والْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ» أخرجه أحمد في "مسنده".

وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ، وَالمَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ، وَمِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الفَقْرِ» أخرجه البخاري. 

وقال العلامة بدر الدين العيني في "عمدة القاري" (23/ 5، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله: «ومن شر فتنة الغنى»، هي نحو: الطغيان والبطر وعدم تأدية الزكاة.. قوله: «وأعوذ بك من فتنة الفقر»؛ لأنَّه ربَّما يحمله على مباشرة ما لا يليق بأهل الدين والمروءة، ويهجم على أي حرام كان ولا يبالي، وربَّما يحمله على التَّلفظ بكلمات تؤدِّيه إلى الكفر].

فضل الدعاء

وكانت دار الإفتاء المصرية، أكدت أن الدعاء عبادة مشروعة ومستحبة؛ لِما فيه من التضرع والتذلّل والافتقار إلى الله تعالى، وقد حثَّنا الله تعالى عليه وأوصانا به؛ حيث قال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقال أيضًا عزَّ وجلَّ: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].

واستشهدت بأنه ورد في السنة النبوية المطهرة فضل الدُّعاء؛ فجاء عن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ: «﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]» رواه أصحاب "السنن".

وذكرت أقوال الفقهاء عن فضل الدعاء ومنهم ما قاله الإمام المناوي في "فيض القدير" (3/ 542، ط. المكتبة التجارية): [قال الطيبي:.. فالزموا عباد الله الدعاء، وحافظوا عليه، وخصَّ عباد الله بالذكر؛ تحريضًا على الدعاء وإشارةً إلى أن الدعاء هو العبادة؛ فالزموا واجتهدوا وألحوا فيه وداوموا عليه؛ لأن به يُحاز الثواب ويحصل ما هو الصواب، وكفى به شرفًا أن تدعوه فيجيبك ويختار لك ما هو الأصلح في العاجل والآجل].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» أخرجه الترمذي وابن ماجه في "سننيهما".

قال الإمام الصنعاني في "التنوير" (9/ 241، ط. دار السلام): [«لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» أي: أشد مكرومية، أي أنه تعالى يكرمه بالإجابة] اهـ. ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.

طباعة شارك دعاء الاستعاذة من الفقر الاستعاذة من الفقر دعاء زوال الفقر وقلة الرزق

مقالات مشابهة

  • سبب استحباب أداء العُمرة في شهر ذي القعدة .. تعرّف عليه
  • معايير اختيار الصديق الصالح على الطريقة النبوية
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم..) 3
  • أحمد حسن رمضان يكتب: نحن بخير .. إلى أن نلتقي
  • هاني تمام: الإسراف في العبادة يمكن أن يتحول إلى معصية
  • دعاء زوال الفقر وقلة الرزق.. احفظه وداوم عليه يوميا
  • هاني تمام: الإسراف في المياه أثناء الوضوء وغسل السيارات حرام
  • هاني تمام: مرونة الشريعة الإسلامية تؤكد صلاحيتها لكل زمان ومكان
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ماتحت أرض الخرطوم ٢٠١٧— ٢٠١٩)