الوطن:
2025-03-18@07:25:23 GMT

الدكتور أيمن أبو عمر يكتب.. قادرون باختلاف

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

الدكتور أيمن أبو عمر يكتب.. قادرون باختلاف

لا شك أن الدين الإسلامى الحنيف نظر إلى الإنسان نظرة احترام وتكريم، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)، وقال سبحانه وتعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).

وإذا كان الإسلام قد اعتنى بالإنسان على عموم إنسانيته، فإنه قد أولى أصحاب القدرات الخاصة من أبناء المجتمع عناية كبيرة ورعاية متميزة، فقد حثّنا الشرع الشريف على الإحسان إليهم، والرّفق بهم، والتلطف معهم، وإدخال السرور عليهم، وإذا كان نبينا، صلى الله عليه وسلم، قال فى ما صح عنه: «أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم»، وقال، عليه الصلاة والسلام، أيضاً: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس»، فما ظنك إذا كان هذا النفع وذلك السرور يُقدّم لمن تتعامل معهم أو تعيش فى جوارهم من أبنائنا وإخواننا من ذوى القدرات الخاصة، فيجعلك الله سبباً فى أن يعيشوا فى أمان وسعادة وثقة وهدوء نفس!

لقد اعتنى النبى، صلى الله عليه وسلم، بذوى القدرات الخاصة عناية بالغة، وأوصى الأمة بهم بوصايا متكررة، وبيّن أن التودّد إليهم والتلطف بهم سبب من أسباب القُرب منه، صلى الله عليه وسلم، وأن وجودهم هبة وعطية من الله عزّ وجل؛ لأنهم سبب من أسباب النصر والبركة والرزق لأهلهم ومحبيهم، بل وللمجتمع كله، ففى الحديث الذى أخرجه أبوداود فى سننه أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: «ابغونى الضُّعفاءَ، فإنَّما تُرزَقونَ وتُنصَرونَ بضُعفائِكُم»، أى: تقرَّبوا إلىّ بالإحسان إلى الضعفاء، أو قرِّبوا إلىّ ضعفاءكم.

فإن الله (عز وجل) جعلهم سبباً من أسباب النصر والرزق، قال ابن بطال (رحمه الله) فى شرح هذا الحديث: (وتأويل ذلك: أن عبادة الضعفاء ودعاءهم أشد إخلاصاً وأكثر خشوعاً؛ لخلاء قلوبهم من التعلق بزخرف الدنيا وزينتها وصفاء ضمائرهم، مما يقطعهم عن الله، فجعلوا همّهم واحداً، فزكت أعمالهم، وأجيب دعاؤهم).

وإن واجبنا الذى أمرنا به ديننا الحنيف نحو ذوى القدرات الخاصة حُسن توظيف واستثمار إمكاناتهم، فإذا كان المجتمع وحدة منتظمة متكاملة متعاونة فإن دور ذوى القدرات الخاصة فيه كبير ومؤثر، ولا شك أن الدول تنجح وتتقدّم بقدر نجاحها فى تأهيل ذوى الهمم ودمجهم فى المجتمع، باعتبارهم ثروة بشرية؛ فقد يكون عند هؤلاء الأبطال قدرات وإرادة هائلة ليست عند كثير من الناس، فإن الله تعالى رفع الناس بعضهم فوق بعض درجات، وفضَّل بعضهم على بعض فى القدرات والإمكانات، يقول سبحانه: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، ويقول تعالى: (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ).

ومن هذا المنطلق، كان دور الدولة المصرية فى العناية بذوى القدرات الخاصة فى عهد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى (حفظه الله)، حيث ضمن الدستور المصرى عام 2014م فى بعض مواده تمثيل ذوى الاحتياجات الخاصة داخل أول مجلس برلمانى يتم تشكيله بعد العمل بأحكام الدستور؛ مما يؤكد عناية الدولة ورعايتها لهذه الفئة من أبناء المجتمع، إضافة إلى ما قام به مجلس النواب من إقرار مشروع قانون ذوى الإعاقة، بناءً على توجيهات السيد الرئيس (حفظه الله).

وفى لفتة إنسانية كريمة تفضّل سيادة الرئيس بتدعيم صندوق الرعاية الخاص بذوى القدرات الخاصة بعشرة مليارات جنيه، وكان ذلك ضمن احتفالية «قادرون باختلاف».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قادرون باختلاف ذوى القدرات الخاصة صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

كريم خالد عبد العزيز يكتب: رسالة تقوية وتشجيع: ذكريات خالدة وحب متجدد

نتذكر ونذكر ما مضى من أقوالنا وأفعالنا ومشاعرنا والأماكن التي ترددنا عليها في لحظات تأملنا، وما رحلوا عن عالمنا ممن نحب. عندما نتذكر أو نذكر كل هذه الأشياء، نكون قد صنعنا ذكريات.... الأهم من صناعة أجمل الذكريات هو الحرص على تخليدها، والأهم من تخليدها معرفة كيفية إحيائها عبر السنين لتكون مؤثرة وعميقة فينا وفي غيرنا ممن نشاركهم ذكرياتنا.

الإنسان المؤمن والمبدع هو من يحول حزنه إلى فرح، وما يحزنه من ذكريات مؤلمة إلى تذكار خالد يسعده أو على الأقل يضمد جرح قلبه.... كم يؤلمنا فراق من رحلوا عن عالمنا ممن نحب، وكم يؤلمنا شعورنا بالعجز عن إعادتهم وإستعادة لقائنا بهم.... بالإيمان نقوى وندعو لهم بالرحمة ونؤمن أن صلواتنا تصل إليهم وأننا سنلتقي بهم يوما ما.... وبالإبداع نظهر ونبرز أجمل ما كان بيننا من ذكريات ونحكي عنها للجميع ونفتخر بها لتكون ذكريات خالدة ومتجددة.

كما ندرك أننا إمتداد لهم وإستمرارنا في الحياة هو إستمرار لدورهم وحصاد لما زرعوه فينا ومعنا. يستطيع الإنسان أن يخلد بروحه وبما ترك من أثر طيب في قلوب الناس رغم رحيله بالجسد، بينما هناك أشخاص أحياء بالجسد لكنهم أموات بالروح لا يتفاعلون ولا يؤثرون في غيرهم.... الإبداع والفن والقدرة على التعبير والتأثير، المحركات الرئيسية لترك أثر وبصمة خالدة.

جميعنا كبشر رسل لغيرنا مستعملين من الله، خلقنا لرسالة محددة، حتى الشخص السيء والفاسد له دور في الحياة ورسالة، دوره ورسالته تكمن في حرص الصالحين الإبتعاد عنه كونه نموذج لا يحتذى به. الحكمة هي قمة الفهم العميق للأمور، الحكمة تجعلنا أذكياء ولدينا فلسفة خاصة في فهم الأشياء والحياة حولنا.... لا يمكن أن نعلم أو نتعلم الحكمة وإنما هي فطرة يوجدها الله في بعض البشر وينميها الإنسان بالتأمل والتحليل والتثقيف والإيمان.... ومن الحكمة أن نعرف كيف نبدع في صناعة ذكرياتنا مع من نحب، وفي تخليد تلك الذكريات وإحيائها بين الناس.

نعمة الحياة نعمة عظيمة لا تقدر بثمن علينا أن نشكر الله عليها وأن نقضي أوقات جميلة مع من نحب، مع منح العائلة الوقت الأكبر.... علينا أن نستفيد من وجود من نحب وهم لا يزالون على قيد الحياة، ونستغل الجوانب الإيجابية للتكنولوجيا من التقاط الصور ومقاطع الفيديو لأنها أدوات تسهل الاحتفاظ بذكرياتنا الجميلة لم تكن تلك الأدوات موجودة في الماضي.

رسالتي رسالة تقوية وتشجيع لكل من فقد شخص عزيز عليه، لكي يخلد ذكراه ويحييها ويتحدث عنها بفخر وإعتزاز.... ولكل من لا يزال يتمتع بوجود من يحب، لكي يصنع معهم أجمل الذكريات ليستطيع تخليدها وإحيائها فيما بعد وبعد عمر طويل.

مقالات مشابهة

  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: رسالة تقوية وتشجيع: ذكريات خالدة وحب متجدد
  • أيمن أبو عمر: الرحمة بالفقراء ليست مجرد تبرع
  • السيد القائد مخاطباً الشعب اليمني: نتوجه إليكم بالشكر والإشادة ونسأل الله أن يكتب أجركم وأن يبيض وجوهكم (إنفوجرافيك)
  • الدكتور فضل مراد يوضح سبل النجاة من شرك النفس والهوى
  • أيمن أبو عمر: بر الوالدين عبادة وقربى إلى الله
  • الدكتور أسامة الجندي يفسر اشتياق سيدنا زكريا لإنجاب الولد.. فيديو
  • فى يوم 16 رمضان.. النبي صلى الله عليه وسلم يصل بدر ووفاة السيدة عائشة
  • عبد الله مشنون يكتب..إستفحال مظاهر العنصرية في الجزائر ضد ذوي البشرة السمراء
  • ليه ربنا حطنا في اختبار وهو عارف نتيجته.. رد حاسم من الدكتور علي جمعة
  • انعقاد الملتقى الثقافي لذوي القدرات الخاصة بمسجد السيدة زينب