الوطن:
2025-02-07@02:35:19 GMT

الدكتور أيمن أبو عمر يكتب.. قادرون باختلاف

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

الدكتور أيمن أبو عمر يكتب.. قادرون باختلاف

لا شك أن الدين الإسلامى الحنيف نظر إلى الإنسان نظرة احترام وتكريم، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)، وقال سبحانه وتعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).

وإذا كان الإسلام قد اعتنى بالإنسان على عموم إنسانيته، فإنه قد أولى أصحاب القدرات الخاصة من أبناء المجتمع عناية كبيرة ورعاية متميزة، فقد حثّنا الشرع الشريف على الإحسان إليهم، والرّفق بهم، والتلطف معهم، وإدخال السرور عليهم، وإذا كان نبينا، صلى الله عليه وسلم، قال فى ما صح عنه: «أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم»، وقال، عليه الصلاة والسلام، أيضاً: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس»، فما ظنك إذا كان هذا النفع وذلك السرور يُقدّم لمن تتعامل معهم أو تعيش فى جوارهم من أبنائنا وإخواننا من ذوى القدرات الخاصة، فيجعلك الله سبباً فى أن يعيشوا فى أمان وسعادة وثقة وهدوء نفس!

لقد اعتنى النبى، صلى الله عليه وسلم، بذوى القدرات الخاصة عناية بالغة، وأوصى الأمة بهم بوصايا متكررة، وبيّن أن التودّد إليهم والتلطف بهم سبب من أسباب القُرب منه، صلى الله عليه وسلم، وأن وجودهم هبة وعطية من الله عزّ وجل؛ لأنهم سبب من أسباب النصر والبركة والرزق لأهلهم ومحبيهم، بل وللمجتمع كله، ففى الحديث الذى أخرجه أبوداود فى سننه أن النبى، صلى الله عليه وسلم، قال: «ابغونى الضُّعفاءَ، فإنَّما تُرزَقونَ وتُنصَرونَ بضُعفائِكُم»، أى: تقرَّبوا إلىّ بالإحسان إلى الضعفاء، أو قرِّبوا إلىّ ضعفاءكم.

فإن الله (عز وجل) جعلهم سبباً من أسباب النصر والرزق، قال ابن بطال (رحمه الله) فى شرح هذا الحديث: (وتأويل ذلك: أن عبادة الضعفاء ودعاءهم أشد إخلاصاً وأكثر خشوعاً؛ لخلاء قلوبهم من التعلق بزخرف الدنيا وزينتها وصفاء ضمائرهم، مما يقطعهم عن الله، فجعلوا همّهم واحداً، فزكت أعمالهم، وأجيب دعاؤهم).

وإن واجبنا الذى أمرنا به ديننا الحنيف نحو ذوى القدرات الخاصة حُسن توظيف واستثمار إمكاناتهم، فإذا كان المجتمع وحدة منتظمة متكاملة متعاونة فإن دور ذوى القدرات الخاصة فيه كبير ومؤثر، ولا شك أن الدول تنجح وتتقدّم بقدر نجاحها فى تأهيل ذوى الهمم ودمجهم فى المجتمع، باعتبارهم ثروة بشرية؛ فقد يكون عند هؤلاء الأبطال قدرات وإرادة هائلة ليست عند كثير من الناس، فإن الله تعالى رفع الناس بعضهم فوق بعض درجات، وفضَّل بعضهم على بعض فى القدرات والإمكانات، يقول سبحانه: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، ويقول تعالى: (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ).

ومن هذا المنطلق، كان دور الدولة المصرية فى العناية بذوى القدرات الخاصة فى عهد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى (حفظه الله)، حيث ضمن الدستور المصرى عام 2014م فى بعض مواده تمثيل ذوى الاحتياجات الخاصة داخل أول مجلس برلمانى يتم تشكيله بعد العمل بأحكام الدستور؛ مما يؤكد عناية الدولة ورعايتها لهذه الفئة من أبناء المجتمع، إضافة إلى ما قام به مجلس النواب من إقرار مشروع قانون ذوى الإعاقة، بناءً على توجيهات السيد الرئيس (حفظه الله).

وفى لفتة إنسانية كريمة تفضّل سيادة الرئيس بتدعيم صندوق الرعاية الخاص بذوى القدرات الخاصة بعشرة مليارات جنيه، وكان ذلك ضمن احتفالية «قادرون باختلاف».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قادرون باختلاف ذوى القدرات الخاصة صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

قالت دار الإفتاء المصرية إن الاحتفالُ بِلَيْلَةِ النصف مِن شهر شعبان المبارك مشروعٌ على جهة الاستحباب، وقد رغَّبَ الشرع الشريف في إحيائها، واغتنام نفحاتها، ويكون ذلك بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات.

ليلة النصف من شعبان 

وأوضحت الإفتاء أنه دَرَجَ على إحياء ليلة النصف من شعبان والاحتفال به المسلمون سلفًا وخلفًا عبر القرون من غير نكير، ولا يؤثر في ثبوت فضل هذه الليلة ما يُثَار حولها من ادعاءات المتشددين القائلين بأنها بدعة، نؤكدة أنه لا يجوز الالتفات إلى مثل آرائهم الفاسدة.

التفضيل بين الأزمنة والأمكنة
وخلق الله عزَّ وجلَّ الزمان والمكان، وفضَّل بعضه على بعض في سائر الدهور والأعصار؛ ومن ذلك: تفضيل بعض الشهور؛ كرمضان، وبعض الأيام؛ كالعشر من ذي الحجة، والسِّتِّ من شوال، وبعض الليالي؛ كليلة القدر، والنصف من شعبان.

وقد حثت الشريعة الإسلامية على زيادة الاعتناء بهذه الشهور والأيام، وإحيائها بشتى صور العبادات؛ لما فيها من الفضل والإحسان وزيادة التَّجلي والإكرام، حيث ورد الأمر الشرعي بالتذكير بهذه الأيام؛ كما في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، كما ورد الأمر بالتعرّض لنفحاتها واغتنامها، وأنَّ ذلك يكون سببًا لصلاح الحال وهناء البال على الدوام؛ في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا». أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"، والطبراني في "المعجم الأوسط" واللفظ له، والبيهقي في "شعب الإيمان".

فضل شهر شعبان
ومن الشهور المفضلة التي اختصها الله سبحانه وتعالى وأَوْلَاها من المنزلة بمكان: شهر شعبان؛ فمَيَّزه بمنزلة كريمة، ومكانة عظيمة، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يختص أيامه بالصيام؛ لكونها محلًّا لرفع الأعمال؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». أخرجه ابن أبي شيبة والبغوي في "المسند"، والنسائي في "السنن الصغرى" واللفظ له، والبيهقي في "فضائل الأعمال".

فضل ليلة النصف من شعبان
ثم اختصَّ سبحانه من هذا الشهر: ليلةَ النصف منه ونهارَها، وفضَّلهما على غيرهما من أيامه ولياليه، ورغَّبَ في إحيائها، واغتنام نفحها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات.

وقد ثبت ذلك بنصوص الكتاب والسنة النبوية وأقوال الصحابة والتابعين ومَن بعدهم سلفًا وخلفًا، وعليه العمل إلى يوم الناس هذا.

الأدلة على فضل ليلة النصف من شعبان
فأما الكتاب:

فقد جاء في تفسير قول الله تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4]: أنها ليلة النصف من شعبان؛ يبرم فيها أمر السَّنَة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاجّ؛ فلا يُزَاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد؛ كما نقل ذلك الإمام الطبري في "جامع البيان" (22/ 10، ط. مؤسسة الرسالة)، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" (10/ 3287، ط. مكتبة نزار)، والإمام القشيري في "لطائف الإشارات" (3/ 379، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب)، والإمام الكرماني في "غرائب التفسير" (2/ 1073، ط. دار القبلة)، والإمام البغوي في "معالم التنزيل" (4/ 172، ط. دار إحياء التراث)، وغيرهم من المفسرين.

وأما السنة النبوية:

فعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» أخرجه ابن ماجه في "السنن" واللفظ له، والفاكهي في "أخبار مكة"، وابن بشران في "أماليه"، والبيهقي في "شعب الإيمان".

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ» أخرجه ابن راهويه وأحمد في "المسند"، والترمذي وابن ماجه -واللفظ له- في "السنن"، والبيهقي في "شعب الإيمان".

وعنها أيضًا رضي الله عنها أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَفْتَحُ اللهُ الْخَيْرَ فِي أَرْبَعِ لَيَالٍ: لَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَالْفِطْرِ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؛ ينْسَخُ فِيهَا الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ، وَيَكْتُبُ فِيهَا الْحَاجَّ، وَفِي لَيْلَةِ عَرَفَة إِلَى الْأَذَانِ» رواه الدارقطني في "غرائب مالك"، والخطيب في "الرواة عن مالك"، وابن الجوزي في "مثير العزم"، والديلمي في "الفردوس".

مقالات مشابهة

  • مرحبا شعبان
  • غدًا تلتقى الأحبة
  • عدنان الروسان يكتب .. التم المتعوس على خايب الرجا
  • الأدلة على فضل ليلة النصف من شعبان
  • العطاء المبرور
  • مدير الرياضة بالقليوبية يتابع تدريبات منتخب كرة السلة للفتيات الصم وضعاف السمع
  • دعاء الضيق كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
  • وظائف جديدة للشباب في 12 محافظة والتقديم حتى نهاية فبراير.. التفاصيل
  • فضائل شهر رمضان
  • حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان