نتائج انتخابات طلابية بأهم جامعة هندية تصدم حزب مودي
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
نيودلهي- شكّلت نتائج انتخابات الاتحاد الطلابي بجامعة "جواهر لال نهرو" والمعروفة بأحرفها الأولى (JNU) بالعاصمة نيودلهي، والتي أعلنت مساء الأحد الماضي، صدمة لحزب الشعب الحاكم في الهند، فقد فاز فيها طلبة يمثلون تيارات اليسار والوسط، بينما لم ينجح أي من مرشحي "اتحاد عموم طلبة الهند" (ABVP) التابع لحزب رئيس الحكومة ناريندرا مودي.
وقد فاز بكل المناصب في هذه الانتخابات الطلابية مرشحو اليسار واتحاد الطلاب التابع لحزب المؤتمر، من رئيس ونائب الرئيس والأمين العام والأمين المساعد للاتحاد، ومما زاد من الأهمية أن الفائز برئاسة الاتحاد دهانان جاي من "المنبوذين" وهي أول مرة يفوز فيها أحد أبناء هذه الطائفة بالانتخابات الطلابية بهذه الجامعة منذ 27 سنة.
وتعتبر هذه الانتخابات الأولى التي تُجرى لاختيار الاتحاد الطلابي بالجامعة بعد انقطاع دام 4 سنوات، بحجة عدم توفر الأوضاع المناسبة بعد جائحة كورونا، وقد شارك فيها 73% من الطلبة، وهي نسبة اقتراع عالية تُظهر اهتمام الطلبة بتغيير الأوضاع، وقد جاءت هذه النتائج رغم محاولات مسؤول الانتخابات إلغاء ترشيح بعض المرشحين بحجة أو أخرى.
تعتبر جامعة "جواهر لال نهرو" -التي أقيمت سنة 1969 بالعاصمة- أهم جامعة في الهند، وهي تستقطب الطلاب من كل أنحاء البلاد ومن الخارج، وتُعتبر -منذ بدايتها- معقلاً للفكر اليساري ومعارضة لأفكار التطرف الهندوسي، ويوجد فيها 20 مركزا للبحث العلمي إلى جانب الكليات المعتادة، ووفق إحصائيات 2021 كان بها 8 آلاف و847 طالباً و631 مُعلما.
وقد درس بهذه الجامعة شخصيات مميزة، مثل الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد سنة 2019 أبهيجيت بانرجي، ورئيس وزراء ليبيا الأسبق علي زيدان، ورئيس وزراء نيبال السابق بابو رام بهتّاراي، كما درس بها عديدون من زعماء الهند البارزين، مثل رئيس الحزب الشيوعي الحالي سيتارام ياتشوري، ووزير الخارجية جاي شنكر، ووزيرة الخزانة نيرمالا سيتارامان.
وقد حاولت حكومة مودي بعد مجيئها للحكم سنة 2014 أن تغير طابع هذه الجامعة، فاختارت مديريها ليكونوا ممن يدينون بالأيديولوجية الهندوسية المتطرفة، كما حاولت تعيين أساتذة من أصحاب هذه الأيديولوجية.
وظل زعماء حزب مودي يهاجمون هذه الجامعة ويشهّرون بها، ويعتبرونها "مركزا للذين يريدون تقسيم الهند مرة أخرى" ووصل الأمر أن قام طلبة ينتمون لاتحاد عموم الطلبة التابع للحزب الحاكم بشن هجوم دموي على زملائهم والأساتذة المحسوبين على اليسار، فى 5 يناير/كانون الثاني 2020.
ورغم وجود تسجيلات الفيديو والتعرف على بعض المشاركين بهذا الهجوم، لم تتم إلى اليوم مساءلة المهاجمين أو اعتقالهم أو تقديمهم للمحاكمة، بينما يتم فورا اعتقال آخرين يقترفون أبسط المخالفات، وفي أبريل/نيسان 2022 تجدد العنف بالحرم الجامعي بسبب محاولة السلطات منع اللحوم بمطاعم الجامعة.
ويقبع عدد من طلبة الجامعة بالسجون، مثل عمر خالد وشرجيل إمام، بتهم يقال إنها ملفقة، ولا تقوم المحاكم بالإفراج عنهم بكفالة منذ سنوات، رغم أن الإفراج هو السياسة المعتادة هنا، بل هو مطلوب حسب تعاليم المحكمة العليا.
ومنذ ظهور مساعي الحكومة لتغيير طابع الجامعة، بدأ اتحاد الطلاب فيها بمعارضة الخطط الحكومية الرامية لتغيير المناهج وإدخال مواد هندوسية إلى الدراسة، لتقام منذئذ قضايا عديدة ضد طلبة الجامعة بسبب هذه الأنشطة.
وقد أعلن أكثر من 500 أكاديمي من عدة دول تأييدهم للطلبة في كفاحهم لمنع "الهندكة" كما أصدر 130 شخصية أكاديمية وعالمية بيانا أيدوا فيه طلبة هذه الجامعة، كان من بينهم نعوم تشومسكي وأورهان باموك.
واستكمالا لخطوات مهاجمة توجهات الجامعة، من المقرر أن يُعرض الأسبوع القادم فيلم حول جامعة "جواهر لال نهرو" يُظهر من وجهة نظر الحركة الهندوسية المتطرفة أن هذه الجامعة "وكر لليساريين ممن يكرهون الهند ويحاولون تمزيقها" وبالتالي لابد من تغيير أسسها الفكرية، وبلغ الأمر ببعض المتطرفين الهندوس أن طالبوا بإغلاقها لأنها "وكر لأعداء الهند" حسب زعمهم.
من جهته أعلن الرئيس الجديد لاتحاد طلبة الجامعة أنه سيحارب شيطنة جامعته وحملة تشهير مستمرة يشنها اليمين الهندوسي المتطرف منذ 10 سنوات، وقال جاي إنه سيهتم بتوفير الأمن للطالبات بالحرم الجامعي، وسيعارض تقليص ميزانية الجامعة، وسيعمل على رفع المنح الدراسية وتحسين البنية التحتية.
ويرى مراقبون سياسيون أن نتائج هذه الانتخابات دليل على فشل الحكومة في تغيير طابع هذه الجامعة، وهي مؤشر لما قد يحدث بالانتخابات العامة التي ستجرى بالبلاد، ابتداء من 19 أبريل/نيسان القادم، حيث إن الطلاب بصورة تقليدية يمثلون المجتمع ويؤثرون فيه، وظل الزعماء الطلابيون يبرزون السنوات التالية كقياديين بالأحزاب، ويصلون البرلمان ويتقلدون مناصب رفيعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات هذه الجامعة
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة القاهرة يشارك الطلاب ماراثون الدراجات ومباراة كرة قدم خماسية
شارك الدكتور محمد سامى عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، أسرة طلاب من أجل مصر، واتحاد طلاب جامعة القاهرة، ماراثون دراجات بالحرم الجامعي وصولًا للمدينة الرياضية، ثم شاركهم مباراة كرة قدم خماسية، بمشاركة الدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وعدد من عمداء الكليات، و500 طالب وطالبة، وذلك فى إطار برنامج الفعاليات والأنشطة الطلابية التي تنظمها الإدارة العامة لرعاية الشباب بالجامعة.
وأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، حرص إدارة الجامعة على دعم الأنشطة الطلابية باعتبارها جزءًا أصيلًا من تكوين الشخصية، وأداة فاعلة للعمل بروح الفريق وتعزيز الانتماء وبناء جيل قوي بدنيًا وذهنيًا، مشيرًا إلى أن هذه الأنشطة الطلابية ركيزة أساسية في توطيد الروابط الإنسانية، وتُعد من أهم السبل لاندماج الطلاب مع المجتمع داخل أو خارح الجامعة.
كما أسدى رئيس جامعة القاهرة النصح للطلاب بضرورة الاهتمام بممارسة الأنشطة الرياضية وجعلها جزءًا أساسيًا في حياتهم اليومية للحفاظ علي صحتهم البدنية والنفسية، لافتًا إلى أن الرياضة تُعد أحد العناصر التمكينية الهامة للتنمية المستدامة، كما تشجع على غرس قيم التسامح والإحترام بين الشعوب والأفراد.
جدير بالذكر، أن الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، كان قد اعتمد برنامج الفعاليات والأنشطة الطلابية الصادر عن الإدارة العامة لرعاية الشباب والذي اشتمل على تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة الطلابية في مختلف المجالات الثقافية، والعلمية، والفنية، والرياضية، والاجتماعية، خلال شهر أبريل الجاري، وذلك في إطار حرص الجامعة على اكتشاف المواهب الإبداعية لدى الطلاب ودعمها، والمساهمة في تكوين شخصياتهم، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة والمسابقات المختلفة.