صحيفة التغيير السودانية:
2024-07-06@11:54:43 GMT

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

عثمان ميرغني

في إعلانه عن إمكانية استئناف محادثات منبر جدة بشأن أزمة الحرب السودانية في 18 أبريل (نيسان) المقبل، قال المبعوث الأميركي الخاص توم بيريلو أول من أمس إن هناك عدداً من العوامل التي تغيرت بما يجعل هذه اللحظة واعدة أكثر للتوصل إلى حل. لكنه وحتى لا يطلق العنان لأي تفاؤل مفرط، سرعان ما أضاف إن فرص النجاح لا تتجاوز 50 في المئة.

هذه اللغة الدبلوماسية التي تجمع بين الشيء ونقيضه، توضح بجلاء أن المهمة لا تزال صعبة، وأن العوامل التي عرقلت الجولات السابقة في منبر جدة لا تزال موجودة، بل قد تكون أصعب مما كانت عليه. فمنذ تعليق المفاوضات في بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اجتاحت قوات الدعم السريع ولاية الجزيرة وارتكبت انتهاكات واسعة لا تزال مستمرة، بينما شهدت العاصمة وبالذات مدينة أمدرمان معارك عنيفة تمكن الجيش خلالها من بسط سيطرته عليها بالكامل تقريباً ما عدا بعض الجيوب القليلة. وهناك شواهد مصحوبة بتصريحات من قيادة الجيش على أنه يستعد حالياً لتوسيع رقعة مناطق سيطرته في العاصمة القومية وبدء معركة الخرطوم، بينما حشد قوات كبيرة لتحرير ولاية الجزيرة التي يتوقع أن تكون معركتها وشيكة. في المقابل هناك تقارير عن أن قوات الدعم السريع تحشد لشن هجوم على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بعدما تلقت إمدادات كبيرة من السلاح الآتي من الخارج. هذا التحشيد يوضح أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون لتصعيد عسكري متوقع، أكثر منها لمفاوضات دبلوماسية، ونتائج المعارك المتوقعة سيكون لها تأثير كبير لا على الوضع الميداني فحسب، بل أيضاً على إمكانية استئناف منبر جدة في التوقيت الذي اقترحه المبعوث الأميركي الخاص، وما يمكن بحثه في المفاوضات، والأطراف التي يمكن أن تشارك أو لا تشارك فيها. هناك أيضاً مشكلة المسار السياسي الذي زادت تعقيداته وتباعدت مواقف أطرافه في ظل الاستقطاب الحاد في المشهد السوداني. وعلى الرغم من أن المبعوث الأميركي عقد لقاءات مكثفة مع الأطراف السياسية المختلفة المتواجدة خارج السودان، إلا أنه لم يشر لا من بعيد أو قريب إلى إمكانية مشاركة المدنيين في منبر جدة، مع أن أطراف تنسيقية القوى المدنية كانت قد طالبت بتمثيلها في المفاوضات. تصريحات بيريلو مقرونة مع مواقف الإدارة الأميركية والكونغرس تشير إلى أن واشنطن تنوي التحرك على ثلاثة محاور هي: – أولاً، توحيد المنابر والمبادرات المتعددة في منبر واحد هو منبر جدة لأنه الوحيد المتفق عليه، بينما هناك خلافات وتوترات وشكوك بشأن الوساطات الأخرى لا سيما وساطة «إيغاد» التي لا يمكن أن تنجح بأي حال بعد اتهام السودان لبعض دولها بالانحياز إلى الدعم السريع. وتحدث بيريلو عن توحيد المبادرات قائلاً «نحن نفكر في نظرائنا الأفارقة والإقليميين الرئيسيين»، مشيراً إلى احتمال مشاركة مصر ودولة الإمارات. لكنه بدا مدركاً أيضاً للمشاكل التي قد يثيرها هذا التوسيع للمفاوضات والاعتراضات التي قد تصدر بشأنه، إذ أضاف: «ندرك أننا لا نحتاج بالضرورة إلى ألف ممثل هناك، فهذا يمكن أن يخلق الفوضى الخاصة به. نحن نحاول معرفة ما هو المزيج من الجهات الفاعلة والحوافز التي يمكن أن تقود إلى نهاية لهذه الحرب».

– ثانياً، جمعُ طرفي القتال على طاولة المفاوضات، والعمل على نزع العوامل التي تؤجج القتال بما في ذلك وقف التدخلات الخارجية وإمدادات السلاح، وهو ما كررته الإدارة الأميركية في عدة تصريحات وأشار إليه بيريلو أيضاً.

– ثالثاً، التسريع بالمسار الإنساني لضمان وصول المساعدات ومواجهة الوضع المتأزم وبشكل خاص في دارفور ومعسكرات اللاجئين. ولهذا الغرض اقترح بيريلو 18 أبريل (نيسان) المقبل موعداً مقترحاً لاستئناف منبر جدة، بحيث يأتي مباشرة بعد المؤتمر الإنساني الذي تستضيفه فرنسا في 15 أبريل لبحث الوضع الإغاثي لضحايا الحرب في السودان، وتحريك المساعدات بعد التحذيرات المتتالية من الأمم المتحدة بأنها لم تتلقَ سوى 4 في المئة فقط من المساهمات العاجلة التي طلبتها. بيريلو في شهره الأول في المنصب يبدي حماسة واضحة ومتوقعة لمهمته التي بدأها بجولة إقليمية واسعة ولقاءات متعددة مع الأطراف المدنية السودانية، لكنه حتماً سيكتشف، إن لم يكن قد اكتشف بعد، حجم تعقيدات الأزمة وصعوبة مهمته بسبب ضغط العامل الزمني في سنة الانتخابات الأميركية، وانشغال إدارة بايدن بحربي غزة وأوكرانيا. أضف إلى ذلك أنه يفتقر إلى الخبرة الكافية في الملف السوداني، ومهمته ستكون أصعب في ظل عدم وجود سفارة أميركية في الخرطوم تعينه بعد توزيع طاقم السفارة على عدد من العواصم بعد الحرب. المعين الأكبر لبيريلو هو الكونغرس الذي أبدى اهتماماً متزايداً بالأزمة السودانية في الآونة الأخيرة، وكان السبب في تعيين المبعوث الخاص من خلال الضغط المتواصل على البيت الأبيض، وإصدار قرارات خاصة بالأزمة آخرها الشهر الماضي حينما خطا المشرعون الأميركيون خطوة لافتة بتصنيفهم ممارسات قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في دارفور بـ«الإبادة الجماعية» الموجهة ضد مجموعات عرقية وقبلية بعينها، وتشبيه ذلك بما حدث في الإقليم في 2003 ودفع إدارة جورج بوش آنذاك إلى فرض عقوبات مع دعوات للمحاسبة وملاحقة المسؤولين عن تلك الجرائم. الواضح أن واشنطن تريد استخدام المحاسبة والعقوبات للضغط على الأطراف بالتوازي مع التحركات الدبلوماسية التي يقوم بها بيريلو، على أمل أن يدفع ذلك إلى التعجيل بإنهاء الحرب. وقد عبر عن هذا الأمر السناتور بن كاردين رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في مخاطبته للمجلس هذا الأسبوع قائلاً إن أميركا لا يمكن أن تبقى صامتة إزاء ما يجري في السودان، وإن عليها اتخاذ خطوات لإنهاء الحرب، وحث المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات عاجلة لمواجهة الوضع الإنساني، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب. هل يكون ذلك كافياً؟ الصورة أعقد من ذلك بكثير، فإدارة بايدن لديها أولويات غير السودان في الوقت الراهن، وعدو بيريلو هو عامل الزمن في موسم الانتخابات الأميركية. أهم من ذلك أن الهوة بين مواقف الأطراف السودانية تبدو أوسع من أي وقت مضى منذ بدء هذه الحرب، والكثير يتوقف على ما سيحدث على الجبهة العسكرية في الأسابيع وربما الأيام القادمة.

الوسومالسودان الشرق الأوسط المبعوث الأمريكي المسار الإنساني توم بيرييلو دارفور عثمان ميرغني منبر جدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: السودان الشرق الأوسط المبعوث الأمريكي المسار الإنساني توم بيرييلو دارفور عثمان ميرغني منبر جدة الدعم السریع منبر جدة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

"لعبة الكلمات" في مفاوضات غزة.. عقبة أخيرة أمام وقف الحرب

في عقبة على طريق التفاوض لوقف حرب غزة، رفضت إسرائيل طلب حركة حماس بـ"عدم الالتزام بسقف زمني للتفاوض بالنسبة للمرحلة الثانية"، حسب تقارير صحفية إسرائيلية.

ونقل موقع "واللا" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، الجمعة، إن رئيس الموساد دافيد بارنيا "رفض طلب حماس الحصول على التزام مكتوب من الولايات المتحدة ومصر وقطر، بشأن استمرار المرحلة الثانية من الاتفاق من دون حد زمني".

وبحسب الموقع، يعد هذا الطلب "العقبة الأخيرة" أمام المفاوضات بشأن تنفيذ صفقة الرهائن.

وأوضح المسؤولون أن الخلاف بين الطرفين يتعلق بالمادة 14 من الاقتراح الإسرائيلي، التي تتعلق بمدة المفاوضات حول شروط المرحلة الثانية من الاتفاق، التي ينبغي أن تؤدي إلى "سلام دائم" في غزة.

وينص البند محل الخلاف على أن "الولايات المتحدة وقطر ومصر ستبذل كل جهدها لضمان انتهاء هذه المفاوضات باتفاق"، وأن وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات.

وفي الرد الذي قدمته حماس إلى إسرائيل، الأربعاء، طالبت الحركة بحذف عبارة "بذل كل جهد"، وترك كلمة "ضمان".

وقال مسؤولون أميركيون كبار إن الولايات المتحدة قدمت صيغة تسوية واقترحت استخدام كلمة "تعهد"، وهي أقل إلزاما من كلمة "سوف نعد" لكنها أكثر إلزاما من كلمة "بذل كل جهد".

وصرح مسؤولون إسرائيليون كبار أنه إذا تضمن الاتفاق التزاما مكتوبا تطلبه حماس من الولايات المتحدة ومصر وقطر، فستكون الحركة قادرة على تمديد المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق إلى أجل غير محدد حتى بعد وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما، التي تنص عليها المرحلة الأولى من الصفقة، من دون إطلاق سراح الجنود والرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما.

ويعتبر كبار المسؤولين الإسرائيليين أنه "في مثل هذا الوضع ستجد إسرائيل صعوبة كبيرة في استئناف القتال من دون اعتبار ذلك انتهاكا للاتفاق، وإذا اعتبرت إسرائيل أنها انتهكت الاتفاق فقد يتحول الأمر إلى وضع يتخذ فيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا بفرض وقف إطلاق النار حتى من دون إعادة جميع المختطفين".

المسؤولون أوضحوا أن "مسألة الخلاف بشأن المادة 14 كانت في قلب المناقشات التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد اجتماع المجلس السياسي الأمني ليل الخميس".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إنه تقرر خلال الاجتماع أن تتناول رحلة رئيس الموساد إلى الدوحة هذه القضية بشكل أساسي، وأنه سينقل رسالة إلى رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مفادها أن إسرائيل "لا تقبل التغيير الذي تسعى حماس إلى إدخاله على المادة 14، والمطالبة بالتزام كتابي بهذا الشأن".

ومع ذلك، فقد تقرر أن يوضح بارنيا لرئيس وزراء قطر أن إسرائيل "تعتقد أن هذه مسألة يمكن ويجب حلها من أجل المضي قدما في مفاوضات فردية بشأن تنفيذ الاتفاق".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية المصري: حل الأزمة السودانية يجب أن يكون بقيادة سودانية
  • تذمر الجيش والرغبة الكيزانية!!
  • صحيفة تكشف مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • "لعبة الكلمات" في مفاوضات غزة.. عقبة أخيرة أمام وقف الحرب
  • خبير عن مفاوضات غزة: نتنياهو لا يزال يراوغ
  • فنيش من شقراء: احتمالات الحرب الشاملة قد خفتت
  • قوى سياسية سودانية تناقش في جنيف مستقبل الإسلاميين والجيش والدعـم السريع
  • بيسكوف: أردوغان لا يمكن أن يصبح وسيطا في مفاوضات الأزمة الأوكرانية
  • منبر جدة.. هل تفلح الضغوط في إحداث اختراق؟
  • شاهد بالفيديو.. على أنغام الفنانة إنصاف مدني.. نازحة سودانية تتزوج من مواطن خليجي والجنس اللطيف يعلق: (انتي الوحيدة العبرتي وانتصرتي والوحيدة الاستفادت من الحرب)