«الذكاء الاصطناعي التوليدي» ثورة «تكنوإنسانية» تتطلب وضع معايير عالمية تنظيمية تحدد الأطر التي تحكم استخدامات الذكاء الاصطناعي المتطورة، لما لها من قدرة تنافسية هائلة في الاختزان والإنشاء والتصدير والتعرف، وهذا يرفع من مؤشر خطورتها في تأجيج وإثارة الرأي العام من خلال نشر صور ومقاطع مزيفة تبدو واقعية إلى حد كبير، أو توجيه إرادة الأفراد بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يحدث إشكاليات أمنية وسياسية واجتماعية بليغة تهدد الأمن الداخلي والخارجي للدول.
هذا إلى جوار أنظمة التعرف «البيومترية» عالية الخطورة التي قد تستخدم للمراقبات الجماعية في الأماكن العامة دون ضوابط وقيود، مما يدفع السيادة التكنولوجية العالمية لانتهاك خصوصية الأفراد وأمنهم المعلوماتي والشخصي، لتطفو المعضلة الحقيقية التشريعية بين موازنة دعم وتحفيز الابتكار مع حماية الحقوق الأساسية الإنسانية، والذي تنبأ بها البرلمان الأوروبي وأقر بشأنها في 13 مارس من العام الحالي أول ميثاق قانوني أوروبي ملزم وشامل لمعالجة التحديات المترتبة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تصادر حريات الأفراد وحقوقهم لتضبط مواطن الخلل الأمني وتقيد الاستخدامات والجهات المنوط بها امتلاك تلك التقنيات الذكية ذات البعد الاستراتيجي الأمني دون أخرى، مع تفعيل المساءلة والشفافية العادلة للشركات المصنعة والشرائح المستخدمة، بالإضافة إلى تحديث اللوائح التنظيمية بما يواكب الحركة المتسارعة للذكاء الاصطناعي بشكل يتيح لتلك التكنولوجيا النماء والتطوير بشكل أخلاقي.
وكل ما سبق يجعل من قانون تنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي الأوروبي مرجعا أساسيا تبنى عليه كل التشريعات الوطنية للدول في سبيل الوصول إلى المعيار الذهبي القانوني للذكاء الاصطناعي التوليدي، مع تعزيز إمكانية الوصول التكنولوجي الشامل لأصحاب ذوي الهمم كفئة مستهدفة أولى في الانتفاع من ميزات الذكاء الاصطناعي الذي يمنحهم قدرات اصطناعية بديلة ترفع من جودة الحياة لديهم.
تهاني الظفيري – الأنباء الكويتية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
حمدان بن محمد يشهد جانباً من «ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي»
شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، اليوم الاثنين، جانباً من فعاليات «ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي» الذي يتواصل من 21 إلى 25 أبريل 2025، ضمن أعمال «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي»، بمشاركة واسعة من الخبراء والمبتكرين ورواد الذكاء الاصطناعي ومسؤولي أبرز المؤسسات وشركات التكنولوجيا لمناقشة فرص الذكاء الاصطناعي ومستقبل تطبيقاته التي تخدم المجتمعات البشرية.
وأكد سموه أن الذكاء الاصطناعي أصبح حاضراً في مختلف القطاعات، وأن دبي برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، كانت سبّاقة في إدراك فرص الذكاء الاصطناعي، وهي اليوم ملتقى روّاده وخبرائه ومطوري استخداماته وتطبيقاته.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «هذا عصر الذكاء الاصطناعي.. والتعاون العالمي لمضاعفة فوائده هو المسار الأسرع لتحقيق ذلك وتوسيع أثره الإيجابي ليشمل الجميع.. ودبي تستضيف خبراء الذكاء الاصطناعي من كل مكان لتسخيره لخدمة المجتمعات وتسريع النمو والارتقاء بجودة الحياة».
واطّلع سموه، خلال جولته في «ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي»، على أحدث التقنيات المبتكرة من كبرى شركات التكنولوجية العالمية بما في ذلك «ميتا» و«تسلا»، والعديد من الأفكار والمشاريع المبتكرة التي تشارك بها 60 شركة ناشئة من مختلف دول العالم.
حضر «ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي» واليوم الأول من«أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي» سموّ الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، ومعالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتقنيات العمل عن بُعد، نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، وعدد من كبار المسؤولين.
يتميز هذا الحدث بمشاركة وفود من العديد من الدول حول العالم منها كوريا الجنوبية وكندا والهند وأستراليا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، وجمع من قيادات الشركات العالمية الكبرى إضافة إلى جهات حكومية و60 شركة ناشئة ستستعرض حلولها ومشاريعها النوعية في مختلف مجالات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مشاركة 20 جامعة ومؤسسة بحثية في جلسات وفعاليات الملتقى.
وتضمّن اليوم الأول لملتقى دبي للذكاء الاصطناعي أكثر من 50 جلسة وورشة عمل والعديد من التجارب النوعية التي تقدمها كبرى شركات الذكاء الاصطناعي في العالم لتعريف زوار الملتقى بأهم التقنيات المستقبلية.
وركزت جلسات اليوم الأول من الملتقى على تجارب عدد من الدول الرائدة في الاستثمار في ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والفرص الواعدة للمواهب الشابة والمرأة في مختلف قطاعات الذكاء الاصطناعي، والدور المرتقب لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في إثراء المحتوى الرقمي وحفظ النتاج الحضاري والثقافي باللغات المختلفة وإحيائه، لا سيما منه باللغة العربية.