أبوظبي (الاتحاد)
أكد الدكتور علي سعيد بن حرمل الظاهري، رئيس مجلس إدارة جامعة أبوظبي، أن التاريخ سجل بمداد من ذهب البصمات الخالدة للمغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جسد منظومة القيم الإنسانية لمجتمع الإمارات لعطائه السخي، وكرمه اللامحدود، وجوده الذي أصبح علامة بارزة في مختلف أرجاء العالم، فلا يُذكر الخير إلا وتلوح صورة زايد الناصعة في الآفاق.


وأضاف أن الاحتفاء بيوم زايد للعمل الإنساني مناسبة وطنية، وفرصة مواتية لتسليط الضوء على البصمات الخالدة لمنجزات قائد آمن بأن رفاه الإنسان وكرامته هدف، وغاية يسعى إليها. وبرؤية استشرافية للعمل الإنساني والخيري، قدم الشيخ زايد نموذجاً فريداً على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية كرمز للعطاء الإنساني، ودشن المشاريع والمبادرات التنموية التي توفر للإنسان حياة كريمة، وامتدت أياديه البيضاء إلى مختلف دول العالم، لتساعد المحتاجين وتغيث المنكوبين، وتدخل الفرح والسرور إلى قلوب أنهكها الألم، وأضناها التعب. وخلال الفترة من عام 1971 وحتى عام 2004، قدمت دولة الإمارات مساعدات تنموية تجاوزت 90 مليار درهم، وشيَّد القائد المؤسس بهذه المساعدات آلاف المدارس والمستشفيات والمساكن ومرافق البنية التحتية والمشاريع الإنتاجية التي تخدم الإنسان في مختلف بقاع العالم.

أخبار ذات صلة بمناسبة «يوم زايد للعمل الإنساني»..عمليات جراحية مجانية بمستشفى الكويت في الشارقة في «يوم زايد للعمل الإنساني».. الإمارات تواصل مسيرة العطاء ونشر الأمل

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: يوم زايد للعمل الإنساني للعمل الإنسانی

إقرأ أيضاً:

«سواعد الخير».. العمل التطوعي في أصدق معانيه

تفيض الأرض العمانية بالكرم والعطاء، ومن مظاهرها الإنسان العماني الصانع الحقيقي للتاريخ والثقافة من شمال الوطن الى جنوبه، والشواهد والأدلة حاضرة في أكثر من شاخص ومعلم، مثل: القلاع والحصون وشق الأفلاج ورصف الطرقات والمسالك الجبلية، وغيرها من الأمثلة الشاهدة على العمل الإنساني التطوعي قبل أن يتم تأطيره وفق القوانين والأنظمة الحديثة، إذ شكلت الأعراف والمنظومة الاجتماعية الأهلية في السابق أسسا للعمل التطوعي نظرا لحاجة الأفراد إلى التعاضد والتعاون ومساندة بعضهم البعض لقضاء ضروريات الحياة ونيل الأجر والثواب في الآخرة.

استمر العمل التطوعي رغم مظاهر الحداثة واعتماد البعض على المؤسسات الخدمية في التكفل بتهيئة الأمكنة التي تحتاج إليها شريحة من أبناء الوطن وخاصة أولئك البعيدين عن الحواضر والقرى والمتمسكين بالبقاء في مناطقهم النائية والمواصلين لمزاولة الأنشطة الاقتصادية المتوارثة عبر الأجيال، وحينما نذكر الأنشطة الاقتصادية وما يرتبط بها من عمليات، فإننا نعني بالضرورة ثقافة مادية وغير مادية تواكب المهنة والنشاط في المناطق المحافظة على عذريتها الثقافية، سواء كان النشاط رعويا أو فلاحيا، ولذلك تُشكل تلك الأمكنة خزانًا ثقافيًا شفويًا للثقافة اللامادية.

ولذلك نتابع بين الفينة والأخرى أنشطة لأهل الخير في العمل التطوعي المتواري عن أضواء البحث عن الشهرة والمنفعة المادية التي يلهث خلفها البعض لغايات غير النوايا الصادقة التي يحملها في ذواتهم المتطوعون لأعمال الخير المخلصون لوجه الله والوطن وخدمة المواطن، فمن شق الطرق بالمعدات الثقيلة في قرى الجبال الشماء في شمال عُمان إلى أعمال تطوعية أخرى في جنوب سلطنة عمان، نجد همم العمانيين تحقق الإنجازات وتنجز الكثير من الأعمال التي تحمل في ذاتها بذرة الخير للبشر والدواب في مناطق لم تصلها بعد مظاهر الحداثة ولا ثقافتها الاستهلاكية.

هنا في ظفار وبحكم التماس مع أعمال فريق أهلي يحمل اسم سواعد الخير، فإننا نشيد بأعمالهم التي تخدمنا كأفراد حين نمارس رياضة المشي وتسلق المنحدرات الجبلية أو تستفيد منها المجموعات البشرية مثل الرعاة الذين تمنحهم تهيئة المسالك والدروب الجبلية فرصة الانتقال بسهولة ويسر بين المناطق الجغرافية، وكذلك بالنسبة لتهيئة وإصلاح العيون المائية التي تخدم الرعاة ومواشيهم وكذلك الحيوانات البرية كالغزلان والنمور والذئاب وغيرها، بمعنى أن أعمال فريق سواعد الخير تسهم في الحفاظ على المكونات الطبيعية في المحيط البيئي.

يعمل فريق سواعد الخير بالمساندة والمساعدة في إعادة الاعتبار للأمكنة القديمة والمسالك الجبلية التي كانت نسيًا منسيًا، ثم أضحت ممرات يسهل للإنسان عبورها، والتي هي بالأصل ثقافة إنسانية تم تناسيها من قبل أبنائها ثم أعيد لها الاعتبار عن طريق الرحلات الاستكشافية المتخذة من المعرفة سبيلًا في بلوغ الغايات النبيلة في الاكتشاف والتعرف على التنوع الطبيعي والثقافي في المنطقة.

إن ما يهمني في العمل التطوعي في إصلاح الطرقات وعيون الماء، هو إمكانية الوصول إلى أمكنة تهم الرعاة والهواة أولًا وأخيرًا وأنا أجد نفسي مع الفئتين معًا راعيًا آفلا مسكونًا بناموس الرعي والانتقال والرحيل وتقديس المحيط البيئي، وهاويا لمشاهد أعمال الإنسان الذي اتخذ من ذاته قوة وعزيمة في شق الصخر وتوفير الماء في مناطق قاحلة وأعاد لها الحياة.

تحتاج المبادرات الأهلية المُعمّرة للأرض مثل فريق سواعد الخير إلى المزيد من التشجيع المعنوي المتمثل في ذكر الإنجازات وتخطي الصعاب، وأيضا الدعم المادي المتمثل في التزود بمعدات الحفر وتفتيت الصخر ومنح الفريق معدات السلامة والأمان والإسعافات الأولية، وكذلك نقل وسائل الحفر والأجهزة المطلوبة إلى المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها عبر الجِمال التي تحمل المعدات والمؤن والمياه للفريق أثناء إتمامه للعمل، وهنا نأمل أن يتكفل سلاح الجو السلطاني العُماني بهذه المهمة مثل المهام النبيلة التي يسهم فيها سلاح الطيران في التنمية المحلية في الأرض العمانية.

إنَّ الاهتمام بإصلاح المسالك والطرقات القديمة وتهيئة الكهوف والمغارات، يُمكن استثمارها من قبل الشباب الباحثين عن العمل في إدراجها ضمن السياحة الاستكشافية ورياضة المشي وتسلق الجبال، ناهيك عن أن الكهوف التي لا يستعملها الإنسان تندثر من الذاكرة، ومن حاجة الإنسان إليها، فكم من عين ماء اندفنت ومُحيت من الذاكرة، وكم من كهف لجأ إليه الإنسان ومواشيه واحتمى به من الظروف الجوية، والآن لم يُعد يأوي أحدًا. وقريبًا من ذلك يورد الروائي الألباني إسماعيل كاداريه (1936-2024) في روايته «الجسر» عن الجسر المقام على نهر (أويان) حينما يتحدث عن العبّارة التي هُجِرت بعد مهامها «كفى أن يتخلى عنها البشر لحظة لكي تتحلل».

إذن هكذا يُعمر الإنسان الأرض ويقاوم الخراب والاندثار، ويؤدي واجبه الإنساني والوطني تجاه الأرض التي أنجبته وعاش فيها، فكل الشكر لكل من قام ويقوم بالتعمير والعمل الخيري، وجزاهم الله خير الجزاء والعطاء.

محمد الشحري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • «سواعد الخير».. العمل التطوعي في أصدق معانيه
  • وفد مصر يشارك في الاجتماع الإقليمي رفيع المستوي لانتقال الشباب من التعلم للعمل بالعاصمة التونسية
  • رئيس «العدل والمساواة» يشيد بدعم الإمارات للسودان وينتقد «دبلوماسية» الخرطوم
  • الصويرة.. إسدال الستار على فعاليات الدورة الـ25 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم
  • صقر غباش: التجربة البرلمانية الإماراتية ثرية ومتميزة
  • العويس: العمل البرلماني يلبي تطلعات قيادتنا
  • بني ياس يتصدر اليوم الثاني من بطولة خالد بن محمد بن زايد للجو جيتسو
  • تألق لافت للبراعم والناشئات في اليوم الثاني من بطولة خالد بن محمد بن زايد للجوجيتسو
  • غباش: التجربة الإماراتية الثرية نموذج متميز في ممارسة الشورى
  • عبدالرحمن العويس: العمل البرلماني في الإمارات محرك رئيس للارتقاء بالمجتمع و للوصول إلى المراتب الريادية عالميا