ذكر موقع "بي بي سي"، أنّ جنوب لبنان تحوّل إلى مسرح للاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، منذ 8 تشرين الأول، أي بعد يوم على الهجوم الذي نفذته حركة حماس في مناطق غلاف غزّة.

وحثّ أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله أنصاره، خصوصاً المقاتلين وعائلاتهم، على الاستغناء عن استخدام الهاتف الخليوي في مناطق جنوب لبنان، والقرى الحدودية.



وتكثّف الحديث عن اختراق إسرائيلي محتمل لتلك الأجهزة خلال الأشهر الماضية، خصوصاً بعد اغتيال القيادي البارز في حماس صالح العاروري، بمسيّرة ضربت شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتوجيه أصابع الاتهام لإسرائيل، التي لم تعلن مسؤوليتها عن العملية.

ويقول خبير تكنولوجيا المعلومات عامر الطبش، إنّ الهاتف الذكي "غير آمن للاستخدام اليومي سواء لناحية الخصوصية أو لإمكانية قرصنته وسرقة المعلومات، أما في حالة الحرب، فيمكن أن يتحوّل لأداة تجسس".

وبحسب الطبش، يوفّر الهاتف الذكي خدمات دقيقة مثل الكاميرا والميكروفون وتحديد الموقع، وهناك عدة طرق للتعقّب عبر استخدام هذه الخدمات.

ويوضح عامر الطبش أنّ الهواتف الذكية "متفوقة بتنقية الصوت وخصائص الميكروفونات الحديثة، مثل الصوت الإلكتروني وتقنيات تخفيف الضجيج، ما يولّد بصمة صوتية ذات دقّة عالية جداً، يمكن تمييزها باستخدام الأذن البشرية أو بواسطة الذكاء الاصطناعي".

ويشير إلى أنّ البصمة الصوتية تحدّد إن كان الشخص المطلوب أو المستهدف في مكان تجمّع مثل عزاء أو مناسبة اجتماعية. ومن الممكن التعرّف على صوته إن تحدّث في حال كان هاتف أحد الموجودين مخترقاً.

وتعمل كاميرا الهاتف تعمل بتوءمة مع الميكروفون، ويمكن تشغيلها عن بعد وتأكيد الهدف بشكل مرئي، بحسب عامر الطبش.

وعند تأكيد وجود الشخص المطلوب يبدأ التعقب عن طريق الطائرات المسيّرة أو الأقمار الصناعية.

كذلك، كل ما نكتبه على الهاتف الذكي يمكن أن يصل إلى جهة التجسّس إن كان الهاتف مخترقاً؛ تصله العبارات بأحرف منفصلة عن بعضها، فيقوم بجمعها لفهم الكلمات، بحسب الطبش .

ويمكن بواسطة الطباعة على الهاتف معرفة التطبيقات المستخدمة، ورصد رسائل البريد الإلكتروني وسحب ملفات من الهاتف دون علم الشخص.

ويعطي الهاتف الذكي إحداثيات عن موقعه بشكل دائم ومتواصل بهدف تحسين إرسال الشبكة. ويقول الطبش إن "من أبسط الأمور كشف هذا الموقع وتحديده بمسافة تقل عن المتر الواحد أحياناً".

ويتحدث عن إمكانية خرق أي جهاز منزلي ذكي يربط بشبكة الإنترنت، مثل الإضاءة أو التلفزيون الذكي وغيرها من الأدوات.

يقول عامر الطبش إنّ الإسرائيليين "اكتشفوا ثغرة أمنية في الهاتف الذكي، وبيعت هذه الثغرة على شكل تطبيق يمكن أن يدخل الهاتف دون معرفة صاحب الهاتف".

واستخدمت هذه الثغرة لسنوات دون معرفة مالك الهاتف بأن هناك "حمولة زائدة" داخل هاتفه. يتحدث عامر طبش هنا عن برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي المثير الجدل الذي انتجته شركة "إن أس أو" الإسرائيلية.

ويقول عامر الطبش إنّ شركتي آبل وغوغل اعتمدتا خدمات لإطفاء الكاميرا والميكروفون، ورغم ذلك "تبقى حماية الهاتف الذكي من الاختراق صعبة للغاية".

ويضيف: "حتى ولو عدّلنا إعدادات الهاتف، وعمدنا إلى تعطيل خدمات الصوت والكاميرا، لن تكون الوقاية مضمونة، لأن الإعدادات يمكن أن تتغيّر من دون علم الشخص، في حال اخترق الهاتف".

ويشير إلى أنّ تعطيل نظام تحديد الموقع من أصعب الأمور، فحتى في حال إيقافها، تواصل الخدمة بثّ إحداثيات عن موقع الهاتف لأسباب تقنية منها تحسين خدمة الإرسال.

ويلفت إلى أنّه "حتى مع إطفاء الهاتف بشكل كامل، تستمرّ خدمة تحديد الموقع بالبثّ بطريقة أو بأخرى".

ويقول إنّ الطريقة الوحيدة للوقاية هي سحب أو نزع بطارية الهاتف، "وهذه العملية صعبة جداً في الهواتف الذكية".

وبشأن طلب حزب الله من المقاتلين وأقاربهم والسكان عامّة عدم استخدام الهواتف، يقول خبير الشؤون العسكرية العميد المتقاعد خليل حلو، إنه "لا بدّ أن يكون للمقاتل بديلاً عن الهاتف ليتمكن من الاتصال بقيادته. إلا إذا كانت العملية محدّدة مسبقاً".

ويضيف: "لا تزال إسرائيل تعتمد على عنصر الاستعلام البشري، لكننا لا نعلم عددهم أو فعاليتهم".

ويوضح قائلاً إنّ طريقة عملهم تغيّرت، وتحولت إلى جمع معلومات على مدى سنوات.

وأصبحت مهمة هؤلاء وفق تقديرات العميد خليل حلو جمع معلومات عن سكن الأشخاص وتنقلاتهم ونوع سياراتهم وأصدقائهم وأفراد عائلاتهم ومعلومات أخرى يمكن الحصول عليها من خلال حسابات هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونشر حزب الله لقطات مصورة يقول إنها تظهر استهداف مقاتليه رادارات وأجهزة مثبتة على أبراج داخل وحول الثكنات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان.

ويقول عامر الطبش إنّ هذه المعدات الموجودة على الحدود منها أجهزة رادار، ومنها كاميرات عالية الدقّة، تتضمن ميزة التصوير الحراري.

ويضيف قائلاً إنّ القوات الإسرائيلية تستطيع من خلال هذه الأجهزة، تمييز ما يقترب من الحدود: بشر، وحيوانات، وآليات، وصواريخ.

ويشير إلى أنّه ثبتت أجهزة تنصت تسمح بسماع الأصوات على مدى معين، كمكبر للصوت ضخم جداً. "يستطيعون سماع أي حركة أو صوت غير طبيعي على الحدود".

ويعتقد الجنرال حلو أنّ ضربات حزب الله ساهمت في "تعطيل هذه القدرات".

ويقول إن إسرائيل "كانت تتصرف براحة على الحدود سمعاً وبصراً من خلال هذه الأجهزة".

ويشير إلى أنّ تلك الأجهزة هي عبارة عن رادارات حرارية ترصد تحركات الحيوانات والبشر وتلتقط الأصوات عن بعد. (بي بي سي)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الهاتف الذکی على الحدود حزب الله یمکن أن

إقرأ أيضاً:

تحولات حزب الله اللبناني مع نصرالله وبعده

عشية تشييعه في بيروت الأحد، يشكل غياب الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله عن المشهد اللبناني والإقليمية تحولاً كبيراً ومحطةً مفصلية في سياق الأحداث وأبعادها وارتداداتها. فكيف كانت البدايات، والصعود إلى القيادة، والمحطات المختلفة وصولاً إلى لحظة الاغتيال؟ وكيف سيكون المشهد بعده؟

اعلان

منذ توليه قيادة حزب الله اللبناني في عام 1992، قاد حسن نصرالله التنظيم عبر مراحل مفصلية وحاسمة في تاريخ لبنان والمنطقة.

معه تحوّل حزب الله من مجرد تنظيم محلي مسلح يقاتل إسرائيل إلى قوة إقليمية مؤثرة، لها دور مركزي في صراعات الشرق الأوسط ومعادلاته السياسية. وبعد اغتياله في 27 سبتمبر 2024، ومواراته الثرى المرتقبة يوم الأحد في 23 فبراير على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت، يبرز التساؤل عن مستقبل الحزب في ظل غياب قائد ذي تأثير واسع.

النشأة والتأسيس

ولد نصر الله في 31 أغسطس 1960 في برج حمود بالعاصمة اللبنانية بيروت لعائلة تعود جذورها إلى بلدة البازورية في جنوب لبنان. نشأ في بيئة فقيرة، مما شكل وعيه السياسي المبكر. انخرط في العمل السياسي والديني منذ شبابه، حيث انضم إلى حركة "أمل" بقيادة الإمام موسى الصدر. ثم انضم إلى حزب الله الذي تأسس في العام 1982 بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

تميزت هذه المرحلة بترسيخ هوية الحزب كحركة "مقاومة" مسلحة ضد اسرائيل التي كانت وقتها تحتل أجزاء من لبنان بل وصلت العاصمة بيروت. ركز الحزب في بداياته على العمل العسكري السري وشنّ هجمات نوعية ضد القوات الإسرائيلية وحلفائها من ميليشيات جيش لبنان الجنوبي الذي كان ينشط وقتها في الشريك الحدودي المتاخم للأراضي الإسرائيلية.

الصعود إلى القيادة

بعد اغتيال الأمين العام السابق عباس الموسوي في عام 1992، تولى نصرالله قيادة الحزب في عمر لم يتجاوز 32 عامًا. وقد تميزت قيادته بالمرونة السياسية والحنكة العسكرية، حيث قاد الحزب في مرحلة حساسة من تاريخ لبنان بعد نهاية الحرب الأهلية وتوقيع اتفاق الطائف.

اعتمد نصرالله استراتيجية مزدوجة تقوم على القتال المسلح والعمل السياسي العلني. ومعه شارك الحزب لأول مرة في الانتخابات البرلمانية عام 1992، ودخل بقوة إلى الساحة السياسية اللبنانية، مما عزز من وجوده في المشهد وتمكن من بناء قاعدة جماهيرية واسعة داخل الطائفة الشيعية في لبنان.

Relatedنصرالله: الجبهة اللبنانية لن تهدأ إلا في حال توقفت الحرب على قطاع غزة وهذا واجب وطنيتشييع حسن نصر الله في 23 شباط.. ونعيم قاسم: قرارات حزب الله تُتخذ وفق تقديراته الخاصةنتنياهو يصف كلام نصرالله بـ"المتعجرف" ويعد حزب الله ولبنان برد "مدمّر"

وفي الوقت نفسه، قاد نصرالله الحزب في مواجهة مستمرة مع إسرائيل في جنوب لبنان. اعتمد التنظيم في تلك الفترة على حرب العصابات والهجمات النوعية ضد المواقع العسكرية للدولة العبرية داخل الأراضي اللبنانية، مما ساهم في استنزاف الجيش الإسرائيلي إلى أن انسحب من الجنوب في 25 مايو 2000، من دون إبرام اتفاق، وهو الحدث الذي اعتبرته الحركات المسلحة في المنطقة ومن بينها حزب الله انتصاراً مدوياً بوجه إسرائيل،.

الانتصار وتكريس الزعامة

بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، أصبح نصرالله في نظر مؤيديه "رمزا للمقاومة العربية ضد إسرائيل" حسب تعبيرهم آنذاك. وقد ركز في تلك المرحلة على إعادة بناء قدرات الحزب العسكرية وتعزيز منظومته الصاروخية بدعم من إيران وسوريا. وقد استثمر الحزب في بناء شبكة أنفاق ومخابئ عسكرية متطورة في جنوب لبنان، مما عزز من قدراته الدفاعية والهجومية.

خلال هذه الفترة، وسّع حزب الله من حضوره في السياسة اللبنانية، مشاركًا في الحكومات المتعاقبة ومؤثرًا في القرارات السيادية للبلاد. كما عمّق علاقاته مع طهران ودمشق، مما مكّنه من التحول إلى لاعب إقليمي قوي.

في يوليو 2006، اندلعت حرب لبنان الثانية بعد أسر حزب الله لجنديين إسرائيليين على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. استمرت الحرب 33 يومًا، شنت خلالها إسرائيل قصفًا مكثفًا على الضاحية الجنوبية ومعاقل حزب الله في الجنوب والبقاع. وردّ الحزب بالصواريخ على المدن الإسرائيلية، مما أحدث تغييرًا في قواعد الاشتباك مع إسرائيل. بعدها خرج نصر الله من الحرب بمكانة أقوى، مما عزز من شعبيته في أوساط مؤيديه لبنانيا وإقليمياً.

التوسع الإقليمي: من لبنان إلى سوريا واليمن

مع اندلاع الحرب السورية عام 2011، اتخذ نصر الله قرارًا استراتيجيًا بتدخل حزب الله عسكريًا لدعم نظام الرئيس السابق بشار الأسد. وبرر الحزب هذا التدخل بحماية خط إمداد ما يسمى "محور المقاومة" ومنع تمدد الجماعات المسلحة مثل تنظيم داعش والنصرة. لكن هذا القرار أثار جدلاً وتسبب في حالة استقطاب طائفي داخل البلاد، حيث اعتبره خصوم الحزب تورطًا في نزاع إقليمي لا علاقة للبنان به.

لكن نصر الله نجح في تحويل الحزب إلى قوة إقليمية متعددة الأدوار، حيث شارك مقاتلوه في معارك حاسمة في سوريا، مما ساهم في بقاء نظام الأسد في السلطة واستعادته مدناً رئيسة ومساحات واسعة من البلاد. كما دعم الحزب حلفاءه في العراق واليمن، مما عزز من دوره الإقليمي كحليفٍ مساندٍ وقوي لتلك الأطراف.

هذا التوسع العسكري والإقليمي جعل من حزب الله لاعبًا رئيسيًا في معادلات الشرق الأوسط، لكنه أيضًا أضاف أعباءً اقتصادية وسياسية على الحزب في الداخل اللبناني، خاصة في ظل العقوبات الأمريكية المتصاعدة.

الاغتيال وتداعياته

في الثامن من أكتوبر 2023، وبعد يومٍ واحد من الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر، واندلاع الحرب الإسرائيلية في غزة، قرر حزب الله تحت قيادة نصرالله فتح ما سُميت"جبهة إسنادٍ" للفصائل الفلسطينية في القطاع.

بدأت المواجهة بنمطٍ متدرج صعوداً، إلى أن بدأت تشهد اغتيالاتٍ إسرائيلية لقيادات وعناصر من الحزب داخل لبنان، وقصفاً مكثفاً من الحزب لمواقع الجيش الإسرائيلي ونقاط أخرى حساسة داخل الدولة العبرية، من خلال المسيّرات والصواريخ.

اعلانمن فعالية أقامها حزب الله في مكان اغتيال نصراللهنبيل اسماعيل

ومع تصاعد وتيرة الحرب، تكثفت عمليات الاغتيال في لبنان. وفي 27 سبتمبر 2024، نفذت إسرائيل عملية اغتيال جوية استهدفت مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، طالت نصرالله وعدداً من قيادات الحزب. وجاء هذا الاغتيال بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت بنية الحزب التحتية.

أثار اغتيال نصرالله حالة من الصدمة والحزن في صفوف أنصاره، وتصاعدت التوترات في المنطقة. لكنه طرح أيضاً تساؤلاتٍ كبرى حول مستقبل الحزب، وقيادته الجديدة، بعد مقتل الأمين العام الجديد للحزب هاشم صفي الدين (إبن خالة نصرالله) في الثالث من أكتوبر 2024، والذي جاء بعد أيامٍ قليلة فقط من اغتيال نصرالله.

Relatedصوت نصر الله وصوره في الضاحية الجنوبية لبيروت.. الآلاف يحيون ذكرى اغتيال أمين حزب الله في حارة حريكنتنياهو يؤكد: قتلنا خليفة حسن نصر الله.. وحزب الله يلوذ بالصمت قتلت نصر الله ورفاقه... كيف تعمل القنابل الخارقة للتحصينات؟ نعيم قاسم.. كيف أصبح أستاذ الكيمياء نائبًا لحسن نصر الله وأمينا عاما لحزب الله؟شمال غزة تحت رحمة الغارات وخطر المجاعة ونتنياهو يزهو بتخطي معارضيه في قرار اغتيال نصر الله

انتخب بعد ذلك نعيم قاسم، الأمين العام الحالي الذي قاد التنظيم في مرحلة الحرب الإسرائيلية الموسعة التي استمرت 66 يوماً، إلى حين تمكن الوسطاء من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أفضى إلى خروج القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني، وانسحاب الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني في المنطقة. وقد تشكلت وفق الاتفاق لجنة خماسية تضم لبنان وإسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة واليونيفيل (قوات حفظ السلام المؤقتة التابعة للأمم المتحدة) لمراقبة تنفيذ القرار 1701، الذي شكل اتفاق وقف إطلاق النار برنامجاً تنفيذياً له.

لكن مع ذلك، تم تمديد اتفاق إطلاق النار من 27 يناير إلى 18 من فبراير بطلبٍ من إسرائيل وتأييد من الولايات المتحدة، وقبول متأخر من حكومة تصريف الأعمال اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي. ومع انقضاء فترة التمديد، انسحبت إسرائيل من معظم الأراضي اللبنانية التي دخلتها خلال الحرب الأخيرة، وبعدها في فترة 60 يوماً كان يفترض أن تنسحب خلالها. لكن الدولة العبرية أبقت قواتها في خمس نقاط استراتيجية مرتفعة داخل الأراضي اللبنانية، الأمر الذي رفضه لبنان الرسمي وحزب الله بصورةٍ قاطعة.

اعلانسيناريوهات وتحديات

مع هذه التطورات الدراماتيكية، وتولي نعيم قاسم قيادة الحزب، برزت تحديات وتساؤلات تتعلق بمستقبل الحزب وحضوره العسكري والسياسي. لكن الاستحقاقات الداخلية الأولى بعد ذلك، أبقت التنظيم حاضراً بقوة في المشهد السياسي المحلي من خلال استحقاقي انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون، وتسمية رئيس حكومةٍ جديد هو الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية السابق القاضي نواف سلام. لكن مع ذلك، يقول مؤيدو نصرالله إنهم افتقدوا حضوره الكاريزمي الذي تعودوا عليه طوال أكثر من 32 عاماً في قيادة الحزب.

واليوم تطرح أمامهم وأمام القيادة الجديدة مهمات كبيرة، منها تقويم التموضع الاستراتيجي للحزب في الملفات الداخلية، وإعادة قراءة الواقع الإقليمي، وما يتعلق بالتغيرات الدراماتيكية التي جرت في الإقليم، خصوصاً سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ووصول قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع إلى السلطة، وما يرافق ذلك من تحولات تطال سوريا ولبنان والمنطقة.

Relatedبقاء الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط بالجنوب اللبناني: أي خيارات لدى لبنان وحزب الله؟دمار واسع في القرى الحدودية بعد الانسحاب الجزئي للجيش الإسرائيلي من جنوب لبنانمعلومة "ذهبية" وصلت من أحد المقربين.. تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال ند إسرائيل الأول حسن نصر الله

وإلى جانب ذلك، تبرز أيضاً التحديات الداخلية. حيث يواجه الحزب موجة شرسة من المعارضين الذين استغلوا ظروف الحرب الأخيرة وتداعياتها، واغتيال قيادات الحزب، ليرفعوا من نسق معارضتهم لسياسة الحزب ومحاولتهم تقليص تأثيره، قبل أقل من عامٍ ونصف العام من انتخاباتٍ تشريعية في لبنان، يُتوقع أن تحدد حجم حضور القوى السياسية في المجتمع والمؤسسات الدستورية للسنوات القليلة المقبلة.

ويضاف إلى هذه الاستحقاقات، ملف إعادة الإعمار للقرى والمدن التي دمرتها إسرائيل خلال الحرب، وأغلبها يقع ضمن مناطق حضور حزب الله ومناصريه. الأمر الذي يلقي أعباء ثقيلة على التنظيم والدولة اللبنانية. إذ إلى جانب الفاتورة المالية والاقتصادية، تطال هذه الأعباء العلاقات الخارجية للدولة والحزب، خصوصاً مع الدول العربية وإيران، ثم مع المجتمع الدولي الذي يشهد بدوره أحداثا دراماتيكية بعد وصول دونالد ترامب مرة أخرى إلى البيت الأبيض.

اعلانما بعد نصر الله

مع رحيل نصرالله، وتشييعه الذي يُتوقع أن يشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً الأحد في 23 فبراير، يقف حزب الله أمام مفترق طرق. فقد قاد الرجل التنظيم لأكثر من ثلاثة عقود، فحوّله من حركة عسكرية محلية إلى قوة إقليمية مؤثرة. لكن مرحلة ما بعدنصراللهستكون مليئة بالتحديات، حيث يتعين على الحزب إعادة تحديد دوره في ظل التغيرات الإقليمية والدولية، ودراسة الثغرات التي أدت إلى اغتيال قادته وتدمير جزءٍ من قوته العسكرية.

ومن أهم التحديات في هذا السياق، هناك مسألةُ كيفية مواجهة الحزب للهجمات الإسرائيلية المستمرة على الداخل اللبناني، في ظلتغير الظروف التي صعّبت عودة حزب الله إلى الردّ العسكري. وهو ما يبقي الكثير من الأسئلة مبهمة الإجابات، ومرهونة بتطورات الأحداث خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وعلى مستويات عدة: الداخل اللبناني، والصراع مع إسرائيل، والمقاربة الأمريكية والإسرائيلية لملف إيران.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير "أوكسفام": أزمة مياه غير مسبوقة تهدد شمال غزة ورفح بكارثة صحية صدمة للطلاب اللبنانيين: قرار ترامب بتعليق منح "USAID" يهدد مستقبلهم الأكاديمي حكومة لبنانية جديدة تشق طريقها بين أثقال الماضي وتحديات المستقبل إسرائيلحزب اللهحسن نصر اللهلبنانالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. حماس تسلم الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر مقابل 602 أسير فلسطيني في الدفعة السابعة من التبادل يعرض الآنNext ترامب يرشح اللواء دان كاين لرئاسة هيئة الأركان المشتركة بعد إقالة الجنرال براون يعرض الآنNext الانتخابات الألمانية تقترب: معركة حاسمة بين شولتز وميرتس وهابيك في سباق المستشار يعرض الآنNext "وحدة الظل".. ماذا نعرف عن القوة المسؤولة عن احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة؟ يعرض الآنNext ترامب: لن أفرض خطة غزة بالقوة ومشاركة زيلينسكي في المحادثات حول أوكرانيا لا تهمّ اعلانالاكثر قراءة نتنياهو يتوعد حماس بدفع الثمن والحركة تعلّق على الالتباس حول جثة شيري بيباس تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية في تطور مفاجئ: إسرائيل تتحدث عن "جثة مجهولة" ضمن صفقة تبادل مع حماس! "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال اكتشاف مذهل: العثور على مقبرة الفرعون تحتمس الثاني بعد قرن من الغموض والبحث! اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025روسيادونالد ترامبالاتحاد الأوروبيقطاع غزةإسرائيلأوكرانيافلاديمير بوتينألمانياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكيشرطةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • عون: انسحاب إسرائيل وإعادة الأسرى يحققان الاستقرار على الحدود
  • تشييع حسن نصرالله في بيروت.. من سيشارك في وداع أمين عام حزب الله؟
  • تحذير من فخ لبنان.. إقرأوا آخر تقرير إسرائيليّ
  • الرئيس اللبناني: انسحاب إسرائيل وإعادة الأسرى يحققان الاستقرار على الحدود  
  • الرئيس اللبناني: إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار باستمرار احتلالها عدة تلال
  • تحولات حزب الله اللبناني مع نصرالله وبعده
  • إسرائيل تقصف معابر بين سوريا ولبنان تسببت بسقوط جرحى وأضرار مادية جسيمة  
  • بالفيديو.. هذا ما استهدفته إسرائيل ليلا على الحدود
  • غارات على الحدود اللبنانية السورية ليلا.. وإسرائيل تتهم الحزب بخرق الاتفاق
  • أيّ أوراق قوّة يملكها لبنان لدفع إسرائيل إلى الانسحاب؟