ذكر موقع "بي بي سي"، أنّ جنوب لبنان تحوّل إلى مسرح للاشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، منذ 8 تشرين الأول، أي بعد يوم على الهجوم الذي نفذته حركة حماس في مناطق غلاف غزّة.

وحثّ أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله أنصاره، خصوصاً المقاتلين وعائلاتهم، على الاستغناء عن استخدام الهاتف الخليوي في مناطق جنوب لبنان، والقرى الحدودية.



وتكثّف الحديث عن اختراق إسرائيلي محتمل لتلك الأجهزة خلال الأشهر الماضية، خصوصاً بعد اغتيال القيادي البارز في حماس صالح العاروري، بمسيّرة ضربت شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتوجيه أصابع الاتهام لإسرائيل، التي لم تعلن مسؤوليتها عن العملية.

ويقول خبير تكنولوجيا المعلومات عامر الطبش، إنّ الهاتف الذكي "غير آمن للاستخدام اليومي سواء لناحية الخصوصية أو لإمكانية قرصنته وسرقة المعلومات، أما في حالة الحرب، فيمكن أن يتحوّل لأداة تجسس".

وبحسب الطبش، يوفّر الهاتف الذكي خدمات دقيقة مثل الكاميرا والميكروفون وتحديد الموقع، وهناك عدة طرق للتعقّب عبر استخدام هذه الخدمات.

ويوضح عامر الطبش أنّ الهواتف الذكية "متفوقة بتنقية الصوت وخصائص الميكروفونات الحديثة، مثل الصوت الإلكتروني وتقنيات تخفيف الضجيج، ما يولّد بصمة صوتية ذات دقّة عالية جداً، يمكن تمييزها باستخدام الأذن البشرية أو بواسطة الذكاء الاصطناعي".

ويشير إلى أنّ البصمة الصوتية تحدّد إن كان الشخص المطلوب أو المستهدف في مكان تجمّع مثل عزاء أو مناسبة اجتماعية. ومن الممكن التعرّف على صوته إن تحدّث في حال كان هاتف أحد الموجودين مخترقاً.

وتعمل كاميرا الهاتف تعمل بتوءمة مع الميكروفون، ويمكن تشغيلها عن بعد وتأكيد الهدف بشكل مرئي، بحسب عامر الطبش.

وعند تأكيد وجود الشخص المطلوب يبدأ التعقب عن طريق الطائرات المسيّرة أو الأقمار الصناعية.

كذلك، كل ما نكتبه على الهاتف الذكي يمكن أن يصل إلى جهة التجسّس إن كان الهاتف مخترقاً؛ تصله العبارات بأحرف منفصلة عن بعضها، فيقوم بجمعها لفهم الكلمات، بحسب الطبش .

ويمكن بواسطة الطباعة على الهاتف معرفة التطبيقات المستخدمة، ورصد رسائل البريد الإلكتروني وسحب ملفات من الهاتف دون علم الشخص.

ويعطي الهاتف الذكي إحداثيات عن موقعه بشكل دائم ومتواصل بهدف تحسين إرسال الشبكة. ويقول الطبش إن "من أبسط الأمور كشف هذا الموقع وتحديده بمسافة تقل عن المتر الواحد أحياناً".

ويتحدث عن إمكانية خرق أي جهاز منزلي ذكي يربط بشبكة الإنترنت، مثل الإضاءة أو التلفزيون الذكي وغيرها من الأدوات.

يقول عامر الطبش إنّ الإسرائيليين "اكتشفوا ثغرة أمنية في الهاتف الذكي، وبيعت هذه الثغرة على شكل تطبيق يمكن أن يدخل الهاتف دون معرفة صاحب الهاتف".

واستخدمت هذه الثغرة لسنوات دون معرفة مالك الهاتف بأن هناك "حمولة زائدة" داخل هاتفه. يتحدث عامر طبش هنا عن برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي المثير الجدل الذي انتجته شركة "إن أس أو" الإسرائيلية.

ويقول عامر الطبش إنّ شركتي آبل وغوغل اعتمدتا خدمات لإطفاء الكاميرا والميكروفون، ورغم ذلك "تبقى حماية الهاتف الذكي من الاختراق صعبة للغاية".

ويضيف: "حتى ولو عدّلنا إعدادات الهاتف، وعمدنا إلى تعطيل خدمات الصوت والكاميرا، لن تكون الوقاية مضمونة، لأن الإعدادات يمكن أن تتغيّر من دون علم الشخص، في حال اخترق الهاتف".

ويشير إلى أنّ تعطيل نظام تحديد الموقع من أصعب الأمور، فحتى في حال إيقافها، تواصل الخدمة بثّ إحداثيات عن موقع الهاتف لأسباب تقنية منها تحسين خدمة الإرسال.

ويلفت إلى أنّه "حتى مع إطفاء الهاتف بشكل كامل، تستمرّ خدمة تحديد الموقع بالبثّ بطريقة أو بأخرى".

ويقول إنّ الطريقة الوحيدة للوقاية هي سحب أو نزع بطارية الهاتف، "وهذه العملية صعبة جداً في الهواتف الذكية".

وبشأن طلب حزب الله من المقاتلين وأقاربهم والسكان عامّة عدم استخدام الهواتف، يقول خبير الشؤون العسكرية العميد المتقاعد خليل حلو، إنه "لا بدّ أن يكون للمقاتل بديلاً عن الهاتف ليتمكن من الاتصال بقيادته. إلا إذا كانت العملية محدّدة مسبقاً".

ويضيف: "لا تزال إسرائيل تعتمد على عنصر الاستعلام البشري، لكننا لا نعلم عددهم أو فعاليتهم".

ويوضح قائلاً إنّ طريقة عملهم تغيّرت، وتحولت إلى جمع معلومات على مدى سنوات.

وأصبحت مهمة هؤلاء وفق تقديرات العميد خليل حلو جمع معلومات عن سكن الأشخاص وتنقلاتهم ونوع سياراتهم وأصدقائهم وأفراد عائلاتهم ومعلومات أخرى يمكن الحصول عليها من خلال حسابات هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

ونشر حزب الله لقطات مصورة يقول إنها تظهر استهداف مقاتليه رادارات وأجهزة مثبتة على أبراج داخل وحول الثكنات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان.

ويقول عامر الطبش إنّ هذه المعدات الموجودة على الحدود منها أجهزة رادار، ومنها كاميرات عالية الدقّة، تتضمن ميزة التصوير الحراري.

ويضيف قائلاً إنّ القوات الإسرائيلية تستطيع من خلال هذه الأجهزة، تمييز ما يقترب من الحدود: بشر، وحيوانات، وآليات، وصواريخ.

ويشير إلى أنّه ثبتت أجهزة تنصت تسمح بسماع الأصوات على مدى معين، كمكبر للصوت ضخم جداً. "يستطيعون سماع أي حركة أو صوت غير طبيعي على الحدود".

ويعتقد الجنرال حلو أنّ ضربات حزب الله ساهمت في "تعطيل هذه القدرات".

ويقول إن إسرائيل "كانت تتصرف براحة على الحدود سمعاً وبصراً من خلال هذه الأجهزة".

ويشير إلى أنّ تلك الأجهزة هي عبارة عن رادارات حرارية ترصد تحركات الحيوانات والبشر وتلتقط الأصوات عن بعد. (بي بي سي)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الهاتف الذکی على الحدود حزب الله یمکن أن

إقرأ أيضاً:

المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه

يبدو أن قوى المعارضة تنتظر نهاية الحرب لتبدأ معركتها السياسية الداخلية بهدف تحصين وتحسين واقعها السياسي، علماً أن كانت لديها فرصة جدية في الأيام الأولى للمعركة للحصول على مُكتسبات أكبر في ظلّ الضربات التي تعرّض "حزب الله" والتي أضعفته لعدّة أيام. 

لكن من الواضح أن المعارضة فشلت في الدخول في معركة سياسية مؤثّرة خلال الحرب، والأمر لا يعود حتماً الى أسباب مرتبطة بحسن النوايا، غير أن السرّ يكمن في المشاكل العضوية الجذرية التي تسيطر عليها وتقف عقبة في طريق أي حراك سياسي نافع سواء لجهة الاصطفافات النيابية أو لجهة التكتيك لإضعاف "حزب الله" وحلفائه. 

ولعلّ أبرز العوامل التي أعاقت خُطط المعارضة، وبمعزل عن ما يظهر في وسائل الإعلام من خلال الحملات الضاغطة التي تؤشر الى نهاية "حزب الله" تماما، حيث اتجه البعض الى اعتبار أنّ لبنان بات يترقّب مرحلة جديدة خالية من "الحزب"، فإن المعارضة غير متوافقة في ما بينها ولا متطابقة في مجمل المواقف ولو ظهر الامر عكس ذلك، فلا مرشّح رئاسيا واحدا يجمعها ولا خطاب سياسيا يوحّدها أو حتى نظرة تكتيكية واستراتيجية للواقع اللبناني. لذلك فإنها لم تتمكن من أن تفرض نفسها في مواجهة "الحزب" أو الوصول الى تسوية معه مرتبطة بالقضايا الخلافية. 

ثمة عامل آخر ساهم في تعقيد تنفيذ تصوّر المعارضة، ويتركّز في نقطة التفاف القوى الاسلامية حول "حزب الله"؛ إذ إنّ "الثنائي الشيعي" المتمثل "بحزب الله" و"حركة امل" لا يزالان توأمان برأس واحد لا ينفصلان، وكذلك القوى السنّية بغالبيتها العظمى التي تؤيد "الحزب" وتدعمه بعيداً عن بعض الخلافات غير المرتبطة بالمعركة الراهنة. وهذا أيضاً ينطبق على الأحزاب الدرزية الأساسية وتحديداً الحزبين الاشتراكي والديمقراطي، اضافة الى الوزير السابق وئام وهاب الذي يتمايز قليلاً عن "حزب الله" من دون أن يخرج عن تأييده له في القضايا الاستراتيجية. 

وفي سياق متّصل فإنّ المعارضة فشلت أيضاً في استقطاب رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بشكل كامل، حيث بقي الرجل خارج المعارضة بالرغم من خلافه العميق مع "الحزب" في مرحلة تعتبر الاكثر حساسية في لبنان، لكن هذه الخلافات ما لبثت أن تقلّصت بشكل أو بآخر ما يجعل من "حزب الله" قادراً على الخروج من الحرب، رغم الاضرار الكبيرة التي تعرّض لها، بقوّة جدية لا يمكن الاستهانة أو الاستفراد بها في الداخل اللبناني.
المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • المعارضة تفشل في مواجهة حزب الله: لا تسوية معه
  • ذي نيويوركر: لبنان يدفع ثمنا باهظا للحرب مع إسرائيل وأنصار حزب الله ثابتون
  • جنبلاط مع الحزب وواشنطن وضد ايران
  • لا إيران تنهي الحزب ولا إسرائيل تنهي الحرب
  • المؤتمر الوطني يعتمد إبراهيم غندور نائباً لرئيس الحزب .. غندور يعتذر ويقول: لا أريد أن أكون جزءاً من الصراعات الدائرة
  • أمين عام حزب الله : التفاوض يجري تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وحفظ السيادة اللبنانية (تفاصيل)
  • أمين عام حزب الله: إسرائيل اعتدت على العاصمة بيروت وردنا سيكون في وسط تل أبيب
  • المبعوث الأمريكي: سأزور إسرائيل لحسم ملف وقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية
  • خبير مصري: نعيم قاسم بات مفأجاة لـ إسرائيل أكثر من نصر الله
  • تقرير عن أمين عام حزب الله الجديد نعيم قاسم.. هكذا يقود المعركة ضدّ إسرائيل