بوابة الوفد:
2025-04-29@18:00:47 GMT

رمضان مش كده!

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

هناك سؤال يتردد كل عام: لماذا يزيد استهلاك الطعام فى شهر رمضان؟

خبراء فى الاقتصاد أجابوا بأنها ليست زيادة بمعنى الزيادة لكن أبناء الطبقة الوسطى يقومون طول العام بعمليات إعادة تقنين لاستهلاكهم بما يتناسب مع مستويات الدخول والقوة الشرائية التى يحدث لها انخفاض كل يوم، وعند دخول شهر رمضان يبدأ المواطن فى شراء ما كان محروماً منه طوال السنة.

قدرت الإحصاءات والأرقام أنه فى أحد الأعوام قدر نصيب شهر رمضان من جملة الاستهلاك السنوى فى إحدى الدول العربية بما نسبته 25٪ أى أن هذه الدولة تستهلك فى شهر واحد وهو شهر رمضان خُمس استهلاكها السنوى كله، بينما تستهلك فى الأشهر المتبقية الأربعة أخماس.

لقد تحولت ظاهرة التهافت الكبير على اقتناء المواد الغذائية فى رمضان وربما الاقتراض من أجل ذلك وما يرافقه من هدر للطعام وإسراف فى الاستهلاك إلى عنف استهلاكى، يعمق الهوة الاجتماعية بين من له القدرة على الاستهلاك ومن لا يستطيع ذلك، وما يشتد إحساسه بالقهر والدونية. عكس ما نتعلمه من شهر رمضان بأنه دورة تدريبية لترشيد الاستهلاك والنفقات وفرصة للاقتصاد. والمطلوب، والمنطقى فى هذا الشهر الحاجة إلى مال أقل واستهلاك أقل، عبر تخصيص ميزانية أقل لشهر الصيام مقارنة بباقى شهور السنة وادخار الفرق المتبقى كاحتياط يلجأ الإنسان إليه عند الضرورة والإنفاق فى حدود الدخل بعيدا عن متاهة الديون.

فؤاد المهندس وصباح فى أغنية «الراجل ده هيجننى فى فيلم «القاهرة فى الليل»، حيث كانت الزوجة التى أدت دورها الفنانة صباح تشكو الطلبات المتكررة من زوجها فؤاد المهندس بالإكثار من الطعام فى رمضان، بينما تطالبه بعدم التبذير، كذلك قدم «المهندس» فى السبعينيات من القرن الماضى مع الفنانة شويكار أغنية «الصيام مش كده» لتكون الأغنيات تعبيرا عن حال البيوت المصرية فى رمضان حتى الآن.

وتقابل معدلات الاستهلاك الكبيرة أرقاما أكبر لحجم الطعام المهدر فى مصر الذى تقدره منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة قبل عدة سنوات بـ55٪ من الإنتاج السنوى، وكذلك 40٪ من الأسماك و15 مليون طن قمح سنويا.

ظاهرة الإسراف فى الاستهلاك خلال شهر رمضان تسربت من الأغنياء إلى غالبية الأسر من مختلف الطبقات، حتى الفقيرة منها، فى ظل الظروف التى يعانى منها أغلب الناس من تدنى مستوى المعيشة والغلاء الفاحش، فأى قطعة طعام تنتهى فى سلة القمامة هى هدر وإسراف قد يصل إلى درجة الجريمة الشرعية فى وقت توجد أسر فقيرة فى أشد الحاجة لتلك القطعة، بخلاف أن الاستهلاك المفرط الذى تبديه الأسر فى رمضان وبما يفوق دخلهم الشهرى يؤدى إلى ارتفاع السلع والتى يكون معظمها غير ضرورى.

وهذه أرقام تثير كثيرا من التساؤلات فى دولة تبلغ فيها معدلات الفقر نسبة كبيرة.

تلك المقارنة بين حجم الإنفاق والإهدار يطلق عليه «الخواء الروحى» الذى يدفع الشخص إلى المبالغة فى المظاهر والرغبة فى التفاخر أمام الآخرين، إضافة إلى الخلط لدى كثير بين الكرم لدى استقبال الضيوف والإسراف فى الاستهلاك.

ويزيد على ذلك أن ما كانت الأسر تعتاد عليه من تنافس خلال عزومات رمضان انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعى إذ أصبحت معظم السيدات يحرصن على نشر صورة ما يُعد من أطعمة، كما تقوم وسائل الإعلام بترسيخ ثقافة الاستهلاك من خلال مضاعفة إعلانات المواد الغذائية وبرامج الطبخ فى رمضان!

عادة الإنفاق على الطعام فى رمضان والتى تحولت إلى ظاهرة مرتبطة بالمجتمعات العربية يجب أن تتغير حتى لا يتحول شهر رمضان إلى شهر الطعام!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن الاقتصاد شهر رمضان شهر رمضان فى رمضان

إقرأ أيضاً:

روشتة للتعامل مع تسمم الغذاء.. فيديو

قالت الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة، إننا نعيش وسط تريليونات الكائنات الدقيقة من بكتيريا وفيروسات وفطريات، منها ما يوجد داخل أجسامنا كجزء من الدفاعات الطبيعية، ومنها ما قد يسبب الأمراض، مشيرة إلى أن هذه الكائنات تحيط بنا في كل مكان: المنازل والمطاعم وحتى على الطاولات، ولكن جهاز المناعة القوي يساعدنا على التكيف والتعامل معها.

واشنطن: ترامب يسعى لإنهاء حرب أوكرانيا بصفقة شاملة تشمل الأمن والمعادنمكتبة الإسكندرية تحسم الجدل بشأن أرشيف جمال عبد الناصر

وحول أسباب التسمم الغذائي، أضافت خلال لقائها مع الإعلامي شريف نور الدين ببرنامج أنا وهو وهي المذاع على قناة صدى البلد أن الالتزام بمعايير سلامة الغذاء في المطاعم أمر ضروري للغاية.

وعلقت استشاري المناعة والبكتيريا قائلة: "من المهم أن يحصل الطهاة والعاملون بالمطاعم على شهادات صحية يتم تجديدها بانتظام كل 6 أشهر أو سنة، مع الالتزام باستخدام القفازات والكمامات وغطاء الرأس أثناء إعداد الطعام، لتجنب انتقال العدوى الناتجة عن سوء النظافة الشخصية."

واختتمت قائلة: "يجب الانتباه لرائحة الطعام وشكله وقوامه، والابتعاد عن الأطعمة المبالغ في توابلها لأنها قد تخفي عيوب الطعام، وإذا شعر الشخص بأي أعراض غير طبيعية بعد تناول وجبة مثل الانتفاخ أو الغازات أو الإسهال، فعليه تجنب العودة إلى نفس المكان مرة أخرى."

طباعة شارك البكتيريا نهلة عبد الوهاب بكتيريا فيروسات فطريات

مقالات مشابهة

  • العمل ركيزة جوهرية في بناء الحضارات.. وزير الداخلية يهنئ جبران بعيد العمال
  • أمراض أصباغ الطعام والأطفال
  • غزة.. أرض لا تموت واطفال يحلمون بطعام بدون خوف
  • صحتك في خطر.. لماذا يجب أن تتوقف فورًا عن تغليف الطعام بورق الألومنيوم؟
  • قواعد تنسيق ديكور غرفة الطعام المودرن
  • كيف تتجنبون التعرّض التسمم الغذائي؟ إليكم أهم النصائح
  • مقتل 11 شخص بحادثة دهس في كندا
  • ننشر قانون رقم 6 لسنة 2025 بشأن بعض الحوافز والتيسيرات الضريبية للمشروعات أقل من 20 مليون جنيه
  • أسباب وطرق الوقاية من التسمم الغذائي
  • روشتة للتعامل مع تسمم الغذاء.. فيديو