بوابة الوفد:
2025-06-30@22:08:47 GMT

رمضان مش كده!

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

هناك سؤال يتردد كل عام: لماذا يزيد استهلاك الطعام فى شهر رمضان؟

خبراء فى الاقتصاد أجابوا بأنها ليست زيادة بمعنى الزيادة لكن أبناء الطبقة الوسطى يقومون طول العام بعمليات إعادة تقنين لاستهلاكهم بما يتناسب مع مستويات الدخول والقوة الشرائية التى يحدث لها انخفاض كل يوم، وعند دخول شهر رمضان يبدأ المواطن فى شراء ما كان محروماً منه طوال السنة.

قدرت الإحصاءات والأرقام أنه فى أحد الأعوام قدر نصيب شهر رمضان من جملة الاستهلاك السنوى فى إحدى الدول العربية بما نسبته 25٪ أى أن هذه الدولة تستهلك فى شهر واحد وهو شهر رمضان خُمس استهلاكها السنوى كله، بينما تستهلك فى الأشهر المتبقية الأربعة أخماس.

لقد تحولت ظاهرة التهافت الكبير على اقتناء المواد الغذائية فى رمضان وربما الاقتراض من أجل ذلك وما يرافقه من هدر للطعام وإسراف فى الاستهلاك إلى عنف استهلاكى، يعمق الهوة الاجتماعية بين من له القدرة على الاستهلاك ومن لا يستطيع ذلك، وما يشتد إحساسه بالقهر والدونية. عكس ما نتعلمه من شهر رمضان بأنه دورة تدريبية لترشيد الاستهلاك والنفقات وفرصة للاقتصاد. والمطلوب، والمنطقى فى هذا الشهر الحاجة إلى مال أقل واستهلاك أقل، عبر تخصيص ميزانية أقل لشهر الصيام مقارنة بباقى شهور السنة وادخار الفرق المتبقى كاحتياط يلجأ الإنسان إليه عند الضرورة والإنفاق فى حدود الدخل بعيدا عن متاهة الديون.

فؤاد المهندس وصباح فى أغنية «الراجل ده هيجننى فى فيلم «القاهرة فى الليل»، حيث كانت الزوجة التى أدت دورها الفنانة صباح تشكو الطلبات المتكررة من زوجها فؤاد المهندس بالإكثار من الطعام فى رمضان، بينما تطالبه بعدم التبذير، كذلك قدم «المهندس» فى السبعينيات من القرن الماضى مع الفنانة شويكار أغنية «الصيام مش كده» لتكون الأغنيات تعبيرا عن حال البيوت المصرية فى رمضان حتى الآن.

وتقابل معدلات الاستهلاك الكبيرة أرقاما أكبر لحجم الطعام المهدر فى مصر الذى تقدره منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة قبل عدة سنوات بـ55٪ من الإنتاج السنوى، وكذلك 40٪ من الأسماك و15 مليون طن قمح سنويا.

ظاهرة الإسراف فى الاستهلاك خلال شهر رمضان تسربت من الأغنياء إلى غالبية الأسر من مختلف الطبقات، حتى الفقيرة منها، فى ظل الظروف التى يعانى منها أغلب الناس من تدنى مستوى المعيشة والغلاء الفاحش، فأى قطعة طعام تنتهى فى سلة القمامة هى هدر وإسراف قد يصل إلى درجة الجريمة الشرعية فى وقت توجد أسر فقيرة فى أشد الحاجة لتلك القطعة، بخلاف أن الاستهلاك المفرط الذى تبديه الأسر فى رمضان وبما يفوق دخلهم الشهرى يؤدى إلى ارتفاع السلع والتى يكون معظمها غير ضرورى.

وهذه أرقام تثير كثيرا من التساؤلات فى دولة تبلغ فيها معدلات الفقر نسبة كبيرة.

تلك المقارنة بين حجم الإنفاق والإهدار يطلق عليه «الخواء الروحى» الذى يدفع الشخص إلى المبالغة فى المظاهر والرغبة فى التفاخر أمام الآخرين، إضافة إلى الخلط لدى كثير بين الكرم لدى استقبال الضيوف والإسراف فى الاستهلاك.

ويزيد على ذلك أن ما كانت الأسر تعتاد عليه من تنافس خلال عزومات رمضان انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعى إذ أصبحت معظم السيدات يحرصن على نشر صورة ما يُعد من أطعمة، كما تقوم وسائل الإعلام بترسيخ ثقافة الاستهلاك من خلال مضاعفة إعلانات المواد الغذائية وبرامج الطبخ فى رمضان!

عادة الإنفاق على الطعام فى رمضان والتى تحولت إلى ظاهرة مرتبطة بالمجتمعات العربية يجب أن تتغير حتى لا يتحول شهر رمضان إلى شهر الطعام!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن الاقتصاد شهر رمضان شهر رمضان فى رمضان

إقرأ أيضاً:

دراسة: 47% من الأوروبيين يشترون المنتجات المجمدة للحد من هدر الطعام

بالإضافة إلى توفير الوقت والمال، يمكن للأطعمة المجمدة أن تساهم في نظام غذائي أكثر استدامة. اعلان

تلعب الاستدامة دورًا أكبر في كيفية تسوق الناس، ولكن هل يؤثر ذلك على ما يشترونه في أقسام الأطعمة المجمدة في المحلات التجارية؟

يشير استطلاع جديد أجرته أكبر شركة للأغذية المجمدة في أوروبا إلى أن الإجابة بنعم. ما يقرب من نصف المستهلكين الأوروبيين (47 في المائة) يختارون المنتجات الغذائية المجمدة للحد من هدر الطعام، وفقًا لشركة نوماد فودز المالكة لعلامات بيردز آي وفيندس وغيرها من العلامات التجارية المختصة في المنتجات المنزلية.

يتم إنتاج ما يقرب من 59 مليون طن من نفايات الطعام سنويًا في الاتحاد الأوروبي، وفقًا لمنظمة المستهلك الأوروبي. لذلك وعلى حد تعبير أحد عمالقة المتاجر الكبرى في المملكة المتحدة فإن كل خطوة تساعد ولو كانت صغيرة.

ولكن ما هو الفرق الذي يحدثه شراء الأغذية المجمدة بالضبط، وما هي الدول التي تتبناها؟

Relatedقوانين أوروبية جديدة للحد من النفايات.. الغذاء والموضة السريعة أول المستهدفينشاهد: صحراء تشيلي تتحول إلى مركز لنفايات "الموضة السريعة"كيف يساعد الطعام المجمد في تقليل الهدر؟

من الواضح حقًا - أن تجميد الطعام يحفظه لفترة أطول، مما يعني أن هناك حاجة إلى التخلص منه وشراء كميات أقل.

عندما تجد مخلّفات الطعام طريقها إلى مكب النفايات، فإن الخسارة ليست فقط في الطعام نفسه، بل هناك أيضا إهدار في الموارد المستخدمة في الإنتاج والنقل، بما في ذلك الوقود والمياه والأرض والعمالة والأسمدة والتغليف.

وعندما يتحلل الطعام في مدافن النفايات، فإنه ينتج غاز الميثان - وهو غاز دفيئ قوي.

يقول Ben Ashmore، رئيس الشؤون الخارجية في مؤسسة FareShare، وهي مؤسسة خيرية تعمل في قطاع الأغذية للمساعدة في تحديد فائض الطعام وإعادة توزيعه: "في عامي 2021 و2022، تسببت مخلفات الطعام في انبعاث حوالي 18 مليون طن من الغازات الدفيئة في المملكة المتحدة".

"من خلال إعادة توزيع فائض الطعام على الناس، وجعله يدوم لفترة أطول من خلال التجميد، يمكننا المساعدة في الحد من إهدار الطعام والانبعاثات المرتبطة به، مع مساعدة المحتاجين."

Relatedللتشجيع على فصل النفايات والترويج لإعادة التدوير.. بيزييه الفرنسية تستخدم صور بوتين وخامنئي وكيمأولمبياد باريس 2024: قفزة نحو الاستدامة مع إعادة تدوير البنية التحتية والطاقة المتجددةلمواجهة التلوث الناجم عن صناعة المنسوجات.. السويد تطور ابتكارات لإعادة تدوير الألبسةالدنمارك: مكافآت مالية مقابل إيداع أكواب القهوة في آلات إعادة التدوير.. هل تستمر التجربة وتنتشر؟تحديات إعادة التدوير في أوروبا: أية حلول لأكوام شاشات الهواتف المحمولة وأعقاب السجائر؟

ثمة عدة أسباب تجعل الناس يعتمدون بشكل أكبر على المجمدات، لكن تقرير "المجمدات تحت المجهر" لشركة Nomad Foods يشير إلى أن الاستدامة كانت العامل البارز في تلك الأسباب.

يقول ستيفان ديشيمايكر، الرئيس التنفيذي للشركة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها: "لم يعد قسم الأطعمة المجمدة في الثلاجة المجمد مجرد مكان لتخزين الطعام، بل أصبح حجر الزاوية في أسلوب حياة أكثر كفاءة واستدامة وتغذية".

توجد بريطانيا في صدارة الدول التي تبذل جهودا لمكافحة هدر الطعام، وفقًا للدراسة الجديدة متعددة الأسواق التي شملت 7,500 شخص بالغ. وأظهرات النتائج أن حوالي 60 في المائة من البريطانيين يفضلون شراء الطعام المجمد لأنه يقلل من هدر الطعام.

يليهم 50 في المائة في إيطاليا، و49 في المائة في فرنسا، و43 في المائة في السويد، و44 في المائة في ألمانيا.

وتدرك نسبة أقل من المستهلكين، ولكنها لا تزال كبيرة، قدرة الأغذية المجمدة على المساهمة في سلاسل غذائية أكثر استدامة. ويتفق على هذا 15 في المائة من المواطنين فيالسويد، و7 في المائة في إيطاليا، و9 في المائة في المملكة المتحدة، و8 في المائة في ألمانيا، و7 في المائة في فرنسا.

يقول ديفيد بيتيت، رئيس قسم الاستدامة في شركة نوماد فودز: "يزداد وعي المستهلكين الأوروبيين بالصلة بين هدر الطعام والاستدامة". "إن تجميد الطعام لا يتعلق فقط بالراحة؛ بل هو أداة قوية للحفاظ على الطعام طازجا، وتعظيم الموارد، وبناء نظام غذائي أكثر استدامة."

Relatedإسبانيا تقر قانونا لمكافحة هدر الطعام في المتاجر والمطاعمشاهد: ما الذي يمكن أن تفعله الفنادق والمطاعم للحد من هدر الطعام؟محاولات للتصدي لظاهرة هدر الطعام في السعودية استطلاع: البريطانيون حائرون أمام مصطلحات الاستدامة على المنتجات ويتجنّبون قراءتها لمكافحة هدر الطعام.. المطاعم الإسبانية مطالبة بتقديم علب "دوغي باغ" مجانا لزبائنها هل لحوم الأبقار التي تتغذى على العشب أكثر استدامة بيئيًا؟ دراسة جديدة تكشف الإجابةتقليل استهلاك الطاقة في المجمدات

يجري البحث أيضًا في جعل قسم الطعام المجمد في الثلاجة مكانًا أكثر صداقة للبيئة، نظرًا للاستخدام الكبير للطاقة والانبعاثات المرتبطة بالأجهزة التي تعمل دائمًا.

يهدف تحالف يطلق على نفسه اسم "الانتقال إلى -15 درجة مئوية تحت الصفر" الذي أُطلق في عام 2023 في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين إلى إحداث فرق في سلاسل توريد الأغذية من خلال "إعادة ضبط معايير درجة حرارة الأغذية المجمدة".

يضم التحالف أسماء كبيرة، مثل شركة الشحن العملاقة ميرسك ومحلات السوبر ماركت أيسلندا وموريسونز، ويتحدى التحالف الحكمة المتعارف عليها بأن درجة حرارة المجمد الصحيحة هي -18 درجة مئوية.

فقد أظهرت الدراسات فعالية درجة حرارة -15 درجة مئوية تحت الصفر إذ أنها قد تحقق وفرة كبيرة في الطاقة.

وقد وجدت دراسة حديثة أجراها مركز أبحاث الأغذية والمشروبات Campden BRI، وهو مركز أبحاث للأغذية والمشروبات، وشركة Nomad Foods أن زيادة 3 درجات مئوية في درجات حرارة تخزين الأغذية المجمدة يمكن أن تقلل من استهلاك الطاقة في المجمد بنسبة 10 في المائة، دون أن تحدث تغييرا كبيرا في معظم المنتجات.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • درجة حرارة المكيّف قد ترفع فاتورة الكهرباء.. إليك 6 نصائح لتقليل الاستهلاك
  • ندوة لتوعية العاملين بمياه الشرب والزراعة بأهمية ترشيد الاستهلاك بالشرقية
  • 5 أخطاء شائعة لا تدرك النساء ارتكابها عند فقدان الوزن
  • جرائم الاحتلال بحق الباحثين عن الطعام في غزة!
  • مياه الفيوم بالتعاون مع الاتحاد المحلي لنقابات عمال الفيوم وشركة الكهرباء حملة لنشر ثقافة ترشيد الاستهلاك
  • حماس: الاحتلال يرتكب جريمة بشعة بحق الباحثين عن الطعام في غزة
  • دراسة: 47% من الأوروبيين يشترون المنتجات المجمدة للحد من هدر الطعام
  • البندقية تنتفض ضد بيزوس: مظاهرات ضد زفاف الملياردير والاستغلال وحياة الاستهلاك
  • «الشربيني» يتفقد مشروع الإسكان الأخضر وتطوير شبكة الصرف الصناعي بالمنطقة الصناعية A1 بالعاشر
  • اعرف فوائد الكركم وطرق إضافتة إلي الطعام