بوابة الوفد:
2024-10-05@02:44:09 GMT

رمضان مش كده!

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

هناك سؤال يتردد كل عام: لماذا يزيد استهلاك الطعام فى شهر رمضان؟

خبراء فى الاقتصاد أجابوا بأنها ليست زيادة بمعنى الزيادة لكن أبناء الطبقة الوسطى يقومون طول العام بعمليات إعادة تقنين لاستهلاكهم بما يتناسب مع مستويات الدخول والقوة الشرائية التى يحدث لها انخفاض كل يوم، وعند دخول شهر رمضان يبدأ المواطن فى شراء ما كان محروماً منه طوال السنة.

قدرت الإحصاءات والأرقام أنه فى أحد الأعوام قدر نصيب شهر رمضان من جملة الاستهلاك السنوى فى إحدى الدول العربية بما نسبته 25٪ أى أن هذه الدولة تستهلك فى شهر واحد وهو شهر رمضان خُمس استهلاكها السنوى كله، بينما تستهلك فى الأشهر المتبقية الأربعة أخماس.

لقد تحولت ظاهرة التهافت الكبير على اقتناء المواد الغذائية فى رمضان وربما الاقتراض من أجل ذلك وما يرافقه من هدر للطعام وإسراف فى الاستهلاك إلى عنف استهلاكى، يعمق الهوة الاجتماعية بين من له القدرة على الاستهلاك ومن لا يستطيع ذلك، وما يشتد إحساسه بالقهر والدونية. عكس ما نتعلمه من شهر رمضان بأنه دورة تدريبية لترشيد الاستهلاك والنفقات وفرصة للاقتصاد. والمطلوب، والمنطقى فى هذا الشهر الحاجة إلى مال أقل واستهلاك أقل، عبر تخصيص ميزانية أقل لشهر الصيام مقارنة بباقى شهور السنة وادخار الفرق المتبقى كاحتياط يلجأ الإنسان إليه عند الضرورة والإنفاق فى حدود الدخل بعيدا عن متاهة الديون.

فؤاد المهندس وصباح فى أغنية «الراجل ده هيجننى فى فيلم «القاهرة فى الليل»، حيث كانت الزوجة التى أدت دورها الفنانة صباح تشكو الطلبات المتكررة من زوجها فؤاد المهندس بالإكثار من الطعام فى رمضان، بينما تطالبه بعدم التبذير، كذلك قدم «المهندس» فى السبعينيات من القرن الماضى مع الفنانة شويكار أغنية «الصيام مش كده» لتكون الأغنيات تعبيرا عن حال البيوت المصرية فى رمضان حتى الآن.

وتقابل معدلات الاستهلاك الكبيرة أرقاما أكبر لحجم الطعام المهدر فى مصر الذى تقدره منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة قبل عدة سنوات بـ55٪ من الإنتاج السنوى، وكذلك 40٪ من الأسماك و15 مليون طن قمح سنويا.

ظاهرة الإسراف فى الاستهلاك خلال شهر رمضان تسربت من الأغنياء إلى غالبية الأسر من مختلف الطبقات، حتى الفقيرة منها، فى ظل الظروف التى يعانى منها أغلب الناس من تدنى مستوى المعيشة والغلاء الفاحش، فأى قطعة طعام تنتهى فى سلة القمامة هى هدر وإسراف قد يصل إلى درجة الجريمة الشرعية فى وقت توجد أسر فقيرة فى أشد الحاجة لتلك القطعة، بخلاف أن الاستهلاك المفرط الذى تبديه الأسر فى رمضان وبما يفوق دخلهم الشهرى يؤدى إلى ارتفاع السلع والتى يكون معظمها غير ضرورى.

وهذه أرقام تثير كثيرا من التساؤلات فى دولة تبلغ فيها معدلات الفقر نسبة كبيرة.

تلك المقارنة بين حجم الإنفاق والإهدار يطلق عليه «الخواء الروحى» الذى يدفع الشخص إلى المبالغة فى المظاهر والرغبة فى التفاخر أمام الآخرين، إضافة إلى الخلط لدى كثير بين الكرم لدى استقبال الضيوف والإسراف فى الاستهلاك.

ويزيد على ذلك أن ما كانت الأسر تعتاد عليه من تنافس خلال عزومات رمضان انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعى إذ أصبحت معظم السيدات يحرصن على نشر صورة ما يُعد من أطعمة، كما تقوم وسائل الإعلام بترسيخ ثقافة الاستهلاك من خلال مضاعفة إعلانات المواد الغذائية وبرامج الطبخ فى رمضان!

عادة الإنفاق على الطعام فى رمضان والتى تحولت إلى ظاهرة مرتبطة بالمجتمعات العربية يجب أن تتغير حتى لا يتحول شهر رمضان إلى شهر الطعام!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن الاقتصاد شهر رمضان شهر رمضان فى رمضان

إقرأ أيضاً:

أدنيك تفوز بجائزتين عن ممارساتها المستدامة

أعلنت كابيتال للضيافة، إحدى شركات أدنيك، فوزها بجائزتين في حفل توزيع جوائز الخليج للاستدامة، حيث توجت بالجائزة الذهبية عن فئة المياه والنفايات بفضل ممارساتها المستدامة، والجائزة البرونزية عن فئة نموذج العمل المستدام، عن مبادرتها "صفر غذاء إلى مكب النفايات"، بالشراكة مع المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء "نعمة".

وقال حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك، إن الفوز بالجائزتين يؤكد على التزام مجموعة أدنيك وإستراتيجياتها نحو تحقيق مستقبل مستدام، تماشياً مع رسالتها بأن تكون نموذجاً رائداً في تحقيق مستقبل أكثر استدامة لمجتمع الإمارات والعالم، استناداً إلى منظومة الاستدامة، وممارسات الأعمال المسؤولة التي تتبناها.
وأكد أحمد شاكر، الرئيس التنفيذي لشركة كابيتال للضيافة، أن الشركة توفر تجارب الطعام الاستثنائية، مع التركيز على حماية البيئة ورفاهية المجتمع، مشيراً إلى أن كابيتال للضيافة وفي جزء من التزامها بالممارسات المستدامة، طبقت العديد من الإستراتيجيات المبتكرة الخاصة بإدارة النفايات في عملياتها، وقال إن ذلك لا يقتصر على التركيز على إدارة الفاقد من الغذاء فحسب، بل العمل على خفض هدر الغذاء عبر اعتماد مجموعة من الممارسات الوقائية.
وأوضح أن الشركة أطلقت العام الحالي مبادرة إدارة فقد وهدر الغذاء، عن طريق استعمال أحدث معدات إدارة بقايا الطعام، بغرض تحويلها إلى أسمدة زراعية، فيما نجحت العام الماضي في معالجة أكثر من 5 ملايين كيلوغرام من النفايات، بما في ذلك معالجة ما يوازي تقريباً 508 آلاف كيلوغرام من بقايا الطعام سنوياً، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تدعم أهداف الاستدامة لمجموعة أدنيك على المدى البعيد، والتي تشمل خفض بقايا الطعام بنسبة 50% قبل تحويلها إلى مكبّات النفايات بحلول 2030.
ونوه إلى أن مبادرات كابيتال للضيافة تشمل كذلك تحويل زيت الطهي المستعمل إلى وقود الديزل الحيوي، والتوقف عن استعمال المواد البلاستيكية، واعتماد الرقمنة للحد من استخدام الورق، واعتماد حلول مستدامة للتغليف، لافتاً إلى أن الشركة أعادت في 2023 تدوير كميات كبيرة من المواد، مثل الورق المقوى والعبوات الزجاجية والبلاستيك والعلب المعدنية والورق والصواني المصنوعة من البلاستيك، ومخلفات الطعام.
وأكد أن مبادرة "صفر غذاء إلى مكب النفايات" بالشراكة مع المبادرة الوطنية؛ للحد من فقد وهدر الغذاء "نعمة" التي تنفيذها ميدانياً خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل، شكلت مثالاً عملياً للاقتصاد الدائري، حيث ترسي معايير جديدة لإدارة الفعاليات المستدامة.

مقالات مشابهة

  • 7 أسرار بسيطة لتناول الطعام على الطريقة المتوسطية
  • ذا فيرست جروب تطلق تجربة “داين أراوند”
  • بيع 4 قطع أراضٍ بأنشطة مخابز جديدة في العاشر من رمضان لزيادة الخدمات
  • بيع 4 قطع أراضٍ بأنشطة مخابز جديدة بالعاشر من رمضان
  • بيع ٤ قطع أراضٍ بأنشطة مخابز جديدة بالعاشر من رمضان لزيادة الخدمات
  • تأثير علاقة الأكل بالسعادة
  • شاهد بالفيديو.. المواطنون في بحري يقدمون الطعام والزاد مما يحبون لمن يحبون
  • هذا أفضل أوقات تناول العشاء لتجنب المخاطر الصحية
  • أدنيك تفوز بجائزتين عن ممارساتها المستدامة
  • صور .. تطوير البنية التحتية في المنطقة الصناعية الثالثة بالعاشر من رمضان