بوابة الوفد:
2024-11-16@04:26:50 GMT

رمضان مش كده!

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

هناك سؤال يتردد كل عام: لماذا يزيد استهلاك الطعام فى شهر رمضان؟

خبراء فى الاقتصاد أجابوا بأنها ليست زيادة بمعنى الزيادة لكن أبناء الطبقة الوسطى يقومون طول العام بعمليات إعادة تقنين لاستهلاكهم بما يتناسب مع مستويات الدخول والقوة الشرائية التى يحدث لها انخفاض كل يوم، وعند دخول شهر رمضان يبدأ المواطن فى شراء ما كان محروماً منه طوال السنة.

قدرت الإحصاءات والأرقام أنه فى أحد الأعوام قدر نصيب شهر رمضان من جملة الاستهلاك السنوى فى إحدى الدول العربية بما نسبته 25٪ أى أن هذه الدولة تستهلك فى شهر واحد وهو شهر رمضان خُمس استهلاكها السنوى كله، بينما تستهلك فى الأشهر المتبقية الأربعة أخماس.

لقد تحولت ظاهرة التهافت الكبير على اقتناء المواد الغذائية فى رمضان وربما الاقتراض من أجل ذلك وما يرافقه من هدر للطعام وإسراف فى الاستهلاك إلى عنف استهلاكى، يعمق الهوة الاجتماعية بين من له القدرة على الاستهلاك ومن لا يستطيع ذلك، وما يشتد إحساسه بالقهر والدونية. عكس ما نتعلمه من شهر رمضان بأنه دورة تدريبية لترشيد الاستهلاك والنفقات وفرصة للاقتصاد. والمطلوب، والمنطقى فى هذا الشهر الحاجة إلى مال أقل واستهلاك أقل، عبر تخصيص ميزانية أقل لشهر الصيام مقارنة بباقى شهور السنة وادخار الفرق المتبقى كاحتياط يلجأ الإنسان إليه عند الضرورة والإنفاق فى حدود الدخل بعيدا عن متاهة الديون.

فؤاد المهندس وصباح فى أغنية «الراجل ده هيجننى فى فيلم «القاهرة فى الليل»، حيث كانت الزوجة التى أدت دورها الفنانة صباح تشكو الطلبات المتكررة من زوجها فؤاد المهندس بالإكثار من الطعام فى رمضان، بينما تطالبه بعدم التبذير، كذلك قدم «المهندس» فى السبعينيات من القرن الماضى مع الفنانة شويكار أغنية «الصيام مش كده» لتكون الأغنيات تعبيرا عن حال البيوت المصرية فى رمضان حتى الآن.

وتقابل معدلات الاستهلاك الكبيرة أرقاما أكبر لحجم الطعام المهدر فى مصر الذى تقدره منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة قبل عدة سنوات بـ55٪ من الإنتاج السنوى، وكذلك 40٪ من الأسماك و15 مليون طن قمح سنويا.

ظاهرة الإسراف فى الاستهلاك خلال شهر رمضان تسربت من الأغنياء إلى غالبية الأسر من مختلف الطبقات، حتى الفقيرة منها، فى ظل الظروف التى يعانى منها أغلب الناس من تدنى مستوى المعيشة والغلاء الفاحش، فأى قطعة طعام تنتهى فى سلة القمامة هى هدر وإسراف قد يصل إلى درجة الجريمة الشرعية فى وقت توجد أسر فقيرة فى أشد الحاجة لتلك القطعة، بخلاف أن الاستهلاك المفرط الذى تبديه الأسر فى رمضان وبما يفوق دخلهم الشهرى يؤدى إلى ارتفاع السلع والتى يكون معظمها غير ضرورى.

وهذه أرقام تثير كثيرا من التساؤلات فى دولة تبلغ فيها معدلات الفقر نسبة كبيرة.

تلك المقارنة بين حجم الإنفاق والإهدار يطلق عليه «الخواء الروحى» الذى يدفع الشخص إلى المبالغة فى المظاهر والرغبة فى التفاخر أمام الآخرين، إضافة إلى الخلط لدى كثير بين الكرم لدى استقبال الضيوف والإسراف فى الاستهلاك.

ويزيد على ذلك أن ما كانت الأسر تعتاد عليه من تنافس خلال عزومات رمضان انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعى إذ أصبحت معظم السيدات يحرصن على نشر صورة ما يُعد من أطعمة، كما تقوم وسائل الإعلام بترسيخ ثقافة الاستهلاك من خلال مضاعفة إعلانات المواد الغذائية وبرامج الطبخ فى رمضان!

عادة الإنفاق على الطعام فى رمضان والتى تحولت إلى ظاهرة مرتبطة بالمجتمعات العربية يجب أن تتغير حتى لا يتحول شهر رمضان إلى شهر الطعام!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن الاقتصاد شهر رمضان شهر رمضان فى رمضان

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الطعام له أثر في تصرفات الإنسان وفي الاستجابة لأوامر الله

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن للطعام آداب تهذب النفس وتشير إلى صلاح المتأدب بها وإلى فساد المتخلي عنها، فمن آداب الطعام أن تتوسط درجة حرارته، فلا يكون شديد السخونة ولا شديد البرودة، وأن يأكل الإنسان مما يليه، ولا يملأ بطنه بالطعام، فيترك للنفس والشراب مكانًا.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن من آدابه أن يحسن الإنسان مذاقه، فنتقي الأطيب والأزكى وقد أشار القرآن الكريم إلى مثالين لتأكيد ذلك المعنى، الأول للعصاة المعاندين لرسولهم، فقال تعالى : (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بَالَّذِى هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ)  فكان من أخلاقهم أنهم تخيروا الطعام الأقل في الجودة والمذاق والقيمة الغذائية على الطعام الأفضل، بما يشير إلى علاقة بين سوء فهمهم للطعام وتذوقه، وبين عصيانهم وعنادهم ومشغابتهم التي وسموا بها عبر القرون، بما يجعلنا نؤكد على أن للطعام أثر في هذا الكون، في تصرفات الإنسان، وفي الاستجابة لأوامر الله، وفي وضعه الاجتماعي والكوني، وقد فجمع القرآن -في آية واحدة- بين سوء ذوقهم وفهمهم بتخير الطعام الأخس على الأعلى، وبين كبير جرمهم مع الله بقتل أنبيائه، حيث عقب ذلك بقوله تعالى : (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) .

أما المثال الثاني فكان للصالحين وهم أهل الكهف، قال تعالى : (فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا) فهؤلاء الصالحين اهتموا أن يكون الطعام زكيًا طيبًا، بل أزكى الأطعمة التي يمكن أن تشترى بهذه القيمة ، فكان من الممكن أن تكون طول فترة النوم سببًا في عدم الاهتمام بتخير الطعام الأزكى، وكانت شدة الجوع مبررًا لهم لأكل أي شيء دون تميز، إلا أنهم أثبتوا أن أخلاقهم عالية مهذبة، ومن أسباب هذا العلو وذلك التهذيب تخيرهم للطعام الأزكى، فكانوا يتخيرون إذا تحدثوا من الكلام أزكاه، رضي الله عنهم، ونفعنا بهم وبسيرتهم في الدنيا والآخرة.

وفي ذلك كله إشارة لما في الطعام الزكي الطيب من آثار أخلاقية وسلوكية إيجابية تترتب عليه، كما أن الطعام الذي يأتي من الغصب والسرق، وكذلك لا يكون طيبًا في نفسه وفي مذاقه له من الآثار السلبية على خلق صاحبه وسلوكه. 

مقالات مشابهة

  • تناول الأسماك والدجاج المشوي يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم
  • تعديل خط الإنحدار الرئيس للمناطق الصناعية بالعاشر من رمضان
  • آداب الطعام في الإسلام.. احذر من امتلاء البطن
  • بالأرقام.. «الوطنية للنفط» تحصي كميات الاستهلاك بالساعات الماضية
  • 6 إجراءات تساعد الطفل على التخلص من الوزن الزائد
  • علي جمعة: الطعام له أثر في تصرفات الإنسان وفي الاستجابة لأوامر الله
  • وزير الكهرباء: تحسين معدلات أداء محطات الكهرباء يعد ضرورة حتمية لترشيد الاستهلاك
  • نقيب الفلاحين: إنتاج الأرز هذا العام يزيد عن الاستهلاك المحلي
  • أستاذ اقتصاد منزلي: ترشيد الاستهلاك سلوك عقلاني وليس بخلا (فيديو)
  • طرح محال تجارية ووحدات وصيدليات وحضانات للبيع في العاشر من رمضان