الأيام والليالى المباركات واغتنام فرص الخير
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
نحن على مشارف العشر الأواخر من رمضان، وهى عشر خيرٍ ويمنٍ وبركةٍ، ويكفى أن فيها ليلة هى خيرٌ من ألف شهرٍ، وهى ليلة القدر ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلفِ شَهْرٍ» (القدر:1-3)، ويقول سبحانه :»إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ» (الدخان: 3-5)، ويقول نبينا (صلّى الله عليه وسلم): «تحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فى العشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضانَ» (متفق عليه)، ولأهمية هذه العشر كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) كما أخبرت السيدة عائشة (رضى الله عنها): «إذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ» (متفق عليه).
وفى سر تسميتها بليلة القدر قال أهل العلم: سميت بليلة القدر من القدر وهو الشرف، لأنها ليلة ذات قدر عظيم، وقيل إنه يُقدّر فيها مقادير العباد وأمورهم، كما قال تعالى: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» (الدخان:4).
فالعاقل من يغتنم، والغافل من يضيع، وإذا كان أكثر من نصف رمضان قد مضى، فإن القادم أسرع مما مضى، وإذا لم يغتنم الإنسان هذه الأيام على ما فيها من الرحمة والمغفرة، ليالى الشهر الفضيل التى كلها رحمة، كلها خير، كلها فضل، كلها جود، كلها كرم، كلها مغفرة، كلها عتق من النار، فمتى يغتنم الوقت؟
لكن كل هذا الفضل لمن؟ لا شك أنه لمن نالته يد الفضل، ونعمة الهداية والتوفيق، فَهُدِى إلى صراط مستقيم، لمن أكرمه الله (عز وجل) بالصيام فصام حق الصيام، والقيام فأسهر ليله وعمر بيته بالصلاة وذكر الله (عز وجل) وقراءة القرآن، والصلاة والسلام على خير الأنام (صلى الله عليه وسلم).
هذا الفضل كله لمن أراد لا من أبى، ولربما سأل سائل: وهل هناك من يأبى؟ نقول: من أطاع الله ورسوله وشمر عن ساعد الجد فقد أراد، ومن أدبر وعصى، وقصر وضيع، كذب أو نم أو اغتاب، أو أكل السحت فقد أبى.
هذه أيام مباركات ينادى فيها المنادي: يا باغى الخير أقبل، يا باغى الشر أقصر، باب الرحمة مفتوح فلا تغلقه بالمعاصي، إذا فتح لك باب من الخير فاغتنمه، فما بالك وأبواب الخير كلها مشرعة، فإن لم تبادر الآن فمتى تبادر؟، هذا أوان الصيام فصم، وتلك ليالى القيام فقم، وهذا شهر القرآن فحيعل، و هو شهر الجود فأنفق ينفق عليك، وشهر الإتقان فأتقن، وها هى المساجد تزينت للراكعين والساجدين والمتهجدين والمعتكفين ، فيا سعادة من اغتنم فأقبل، وَ يَا لخسارة من ضيع أو قصر، فرمضان أقبل مسرعًا، وسيدبر أسرع مما أقبل، فما حال رمضان إلا كحال الدنيا التى هى كسوق اجتمع ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، فيا باغى الخير أقبل وَ يَا باغى الشر أقصر.
وزير الأوقاف
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير الأوقاف أ د محمد مختار جمعة يقول الحق ليلة القدر ى الله
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: المساجد بيوت الخير وأفضل البقاع عند الله في الأرض
ألقى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، خطبة الجمعة اليوم من مسجد السيدة عواطف بحدائق أكتوبر، تحت عنوان: "تحويل القبلة: دروس وعبر"، مؤكدًا أن المساجد هي خير بقاع الأرض عند الله، وأن الإسلام حث على الاهتمام بها وعمارتها، مستشهدًا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من بنى مسجدًا للهِ كمَفحَصِ قَطاةٍ أو أصغرَ، بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ".
كما بيَّن أن المساجد بيوت الخير، ففيها العبادة، وفيها التعلم، وفيها التشاور وفعل الخيرات، مشيرًا إلى أن افتتاح المساجد يذكرنا بتحويل القبلة، التي تحل ذكراها في هذا اليوم الكريم.
وأشار إلى أن ليلة النصف من شعبان نفحة من نفحات الدهر، فهي ليلة المغفرة والرحمة، حيث إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله ليطَّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن"، مؤكدًا أن هذه الليلة يستحب فيها الاجتهاد بالطاعة والعبادة.
وفي ختام خطبته، سأل الله -عز وجل- داعيًا أن يتقبل هذا العمل الطيب، وأن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء، وسائر بلاد العالمين.
وافتتح الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة ١٤ من فبراير ٢٠٢٥م، مسجد السيدة عواطف مصباح في صن كابيتال بمدينة حدائق أكتوبر، بحضور المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي؛ والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية؛ والمهندس محمد الشيمي، وزير قطاع الأعمال؛ واللواء أمير سيد أحمد، مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني؛ والمهندس طارق شكري، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب؛ والسيد المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة؛ والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة؛ والدكتور السيد مسعد، مدير مديرية أوقاف الجيزة، إضافة إلى العديد من القيادات الشعبية والتنفيذية والدعوية بالمحافظة.