بوابة الوفد:
2025-04-25@08:34:07 GMT

فرص المسارات الجديدة فى خطط مصر الاقتصادية

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

فى إطار المخططات الاقتصادية الطموحة التى تعتزم مصر تنفيذها فى الأعوام القادمة، تلوح فى الأفق رؤية استراتيجية لإحداث تغييرات وتحولات جذرية وواسعة تتخطى مجرد الطموح نحو تحقيق النمو الاقتصادى لتشمل بناء أسس الاستدامة والمعرفة والشمول. تتبلور هذه الرؤية الاستراتيجية من خلال مجموعة من الجهود والمبادرات المتداخلة لتحقيق الأهداف بكفاءة وفعالية، والتكيف والاستجابة مع التغيرات والتحديات بمرونة.

ولكن هناك عدة محاور يجب الانتباه إليها فى هذا المسعى.

من الضرورى أن تركز هذه الرؤية على دعم أركان الاستقرار الاقتصادى كأساس لأى نمو مستقبلى. ويشمل ذلك الحفاظ على استقرار الأسعار، والحفاظ على الانضباط المالى، ومعالجة الدين العام بروح المسئولية نحو الاستدامة. فالهدف هنا ليس فقط تحقيق استقرار مؤقت بل بناء اقتصاد قائم على المعرفة يتوافق مع اتجاهات التنمية المستدامة العالمية.

كما أن المخططات الاقتصادية يجب ألا تغفل عن طموح إحداث نقلة نوعية فى مستويات الحياة فى المجتمع المصرى. المطلوب هو النظر إلى قطاعات التعليم والصحة ليس كمجرد مجالات للتطوير، بل كمحاور أساسية لتحقيق تقدم شامل لتحسين جودة الخدمات المقدمة، ورفع المستوى المعيشى للمواطنين وخلق فرص عمل جديدة. ومن الضرورى ألا تعتمد نماذج التنمية الاقتصادية على الأرقام والإحصائيات فقط، بل أيضاً بحجم التأثير المباشر على تحسين نوعية وجودة الحياة لكافة طبقات المجتمع.

ولا بد أن تعترف الخطط الاقتصادية بالدور المحورى الذى يمكن أن تلعبه مصر على الساحة العالمية، خاصة من خلال الاستخدام الاستراتيجى لقناة السويس، ليس فقط كقناة للتجارة ولكن كأداة للدبلوماسية الاقتصادية وتعزيز مكانة مصر كمركز تجارى ولوجستى رئيسى فى العالم وكرمز لتطلعات مصر الأوسع للتعاون الدولى والشراكات الاستراتيجية.

كما أنه من الضرورى أن تحرص الخطط الاقتصادية على دمج وتفعيل دور الشباب المصرى فى قيادة عجلة الابتكار والتطوير والتى تعد خطوة أساسية نحو تحقيق تقدم حقيقى. وذلك يدعو إلى الاستثمار فى توفير برامج تعليمية وتدريبية متخصصة تلبى احتياجات المجتمع، وتشجيع البحث العلمى والمبادرات الريادية بين الشباب، وكذلك خلق منصات تفاعلية تمكنهم من المشاركة الفعالة فى صنع القرارات الاقتصادية والتنموية.

تقف مصر على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالطموح والأمل والتحدى، ولكنها تملك من المقومات الكفيلة بتدعيم قدراتها لتجاوز التحديات التى يطرحها العصر الحديث. وفى خضم الخطط الاقتصادية الطموحة والجريئة، فإن السرد الأساسى يبقى ويتلخص فى التحول فى السياسات الاقتصادية والتحول الصناعى والمنظومة الإنتاجية، والذى يجب أن يشمل أيضاً تغييراً فى العقليات والممارسات.

يدعو هذا صناع السياسات والمستثمرين لإعادة النظر بعمق فى مفاهيم النمو والاستدامة والتقدم الذى يلبى الاحتياجات الوطنية فى عالم متسم بالترابط والعولمة المتزايدة. بالطبع الرحلة المقبلة محفوفة بالتحديات، ولكنها تحمل فى طياتها فرصة لتموضع مصر فى النظام الاقتصادى العالمى كقوة اقتصادية وسياسية مؤثرة. كما يحث ذلك أيضاً على ضرورة التفكير والتخطيط الاستباقى لمستقبل معتمد على نموذج تنموى مستدام ومُنصف، يراعى تحقيق التوازن بين الأهداف الاقتصادية، والبيئية، والاجتماعية لضمان بناء مجتمع قوى ومتماسك قادر على الصمود فى وجه التحديات المستقبلية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المخططات الاقتصادية النمو الاقتصادي

إقرأ أيضاً:

محافظ قنا يعتمد المخطط التفصيلي لمنطقتي الحميدات والمعنا ضمن مبادرة «حينا»

اعتمد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، المخطط العمراني التفصيلي لمنطقتي الحميدات والمعنا بمدينة قنا، وذلك في إطار مبادرة "حينا"، الهادفة إلى تطوير البيئة العمرانية وتحسين المظهر الحضاري، وإنشاء تكتلات سكنية جديدة تخدم أهالي المحافظة.

جاء ذلك خلال اجتماع موسّع عقده سيادته لمتابعة آليات تنفيذ المبادرة وخطة المحافظة في هذا الشأن.

وشهد الاجتماع حضور كل من الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، واللواء حسام حمودة، السكرتير العام للمحافظة، والدكتورة مها فهيم، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتخطيط العمراني، والإعلامي الكبير مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، والنائب محمد أحمد الجبلاوي، إلى جانب أحمد رزق، مدير مكتب "الهابيتات مصر"، والمهندس وليد أبو العباس، مدير وحدة التخطيط العمراني، والمهندسة رضوى عبد الرحمن ابراهيم مسئول عن مشروع حينا بديوان عام المحافظة، والدكتور محمد حلمي، رئيس الوحدة المحلية لمدينة قنا، بالإضافة إلى فريق مؤسسة الهابيتات وعدد من القيادات التنفيذية.

تضمّن الاجتماع عرضًا توضيحيًا شاملاً لمخططات التطوير بمنطقتي الحميدات والمعنا، باعتبارهما مرتكزين رئيسيين لخدمة الخطط التنموية والاستثمارية بالمحافظة، بالإضافة إلى أن عملية التخطيط تمت وفقًا لمعايير عمرانية معتمدة، وبمشاركة فعالة من الأهالي عبر ورش عمل استمرت لأكثر من أربع سنوات، برعاية مؤسسة "الهابيتات".

من جانبه، أكد محافظ قنا أن اعتماد هذا المخطط يُسهم في رفع القيمة التسويقية للمنطقتين، ويُعزز من قيمة الأراضي بهما، مشيرًا إلى أن الخطوة الأهم بعد الاعتماد هي البدء الفعلي في أعمال البناء، بما يمهد الطريق أمام تنفيذ الخطط التنموية وبدء عمليات التفريق.

وفي ختام الاجتماع، وجّه المحافظ القيادات التنفيذية وفريق تنفيذ المشروع بضرورة مراعاة أعمال الاستقطاع، بما يضمن حفظ حقوق صغار الملاك، من خلال إعادة توزيع القطع الكبيرة على الشوارع الرئيسية، مع التأكيد على تحقيق العدالة في حق الانتفاع للجميع.

مقالات مشابهة

  • شباب يواجهون الأحزاب السياسية والعرف: نحن هنا أيضا
  • «التربية»: المسارات التعليمية «عام» و«متقدّم» بدءاً من العام الدراسي المقبل
  • وزيرا التربية والتعليم والثقافة يناقشان الخطط المشتركة
  • «التربية» تعلن تحديث المسارات التعليمية في الحلقة الثالثة
  • «التربية» تعيد تصميم المسارات التعليمية للمدرسة الإماراتية
  • محافظ قنا يعتمد المخطط التفصيلي لمنطقتي الحميدات والمعنا ضمن مبادرة «حينا»
  • مواقع النووي الإيراني تحت عدسة الأقمار الاصطناعية.. صور حديثة تفضح الخطط
  • قومي الطفولة يعقد اجتماعه الدوري لمتابعة الخطط وأولويات العمل
  • مجلس الوزراء: الاكتشافات الجديدة للنفط والغاز الطبيعي تعزز المكانة الاقتصادية للمملكة
  • اشتعال حرائق قرب خطوط السكك الحديدية بتل أبيب