الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين "دروعا بشرية" قرب إحدى الدبابات (صورة)
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
أظهرت صورة متداولة من قطاع غزة قيام الجيش الاسرائيلي باتخاذ دروع بشرية من شابين مدنيين فلسطينيين لحماية إحدى الدبابات، في واقعة ليست الأولى من نوعها خلال الحرب الدائرة في القطاع.
ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عدة إفادات متطابقة بشأن تعمد استخدام الجيش الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين دروعا بشرية رغما عنهم والزج بهم في ظروف شكلت خطرا على حياتهم، وذلك لتأمين وحماية قواته وعملياته العسكرية داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة وفي محيطه.
وأظهرت الإفادات أن القوات الإسرائيلية استخدمت مدنيين من المرضى والنازحين داخل مجمع الشفاء الطبي كدروع بشرية واستغلتهم سواء لتحصين عملياتها العسكرية داخل المستشفى، أو لتشكيل ساتر يحمي مؤخرة قواتها وآلياتها العسكرية، أو إرسالهم تحت التهديد إلى منازل وبنايات سكنية في محيط المجمع الطبي، ليطلبوا من سكانها إخلاءها، وذلك قبيل تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعمليات اقتحامها، واعتقال بعض من فيها، ومن ثم تدمير العديد منها.
وقال "خ.ف" (طلب عدم الكشف عن اسمه)، وهو فلسطيني نازح كان يتواجد في مجمع الشفاء الطبي، إن القوات الإسرائيلية أمرته وثلاثة شبان آخرين بالدخول إلى عدة غرف داخل مجمع الشفاء الطبي، بعد أن ثبتت كاميرات على رؤوسهم، وأجبرتهم على التحرك من خلال إصدار أوامر لهم عن بعد باتجاه أماكن محددة لفحصها.
وأضاف أنه أجبر على التحرك بأوامر من الجيش الإسرائيلي في مبنى الجراحة العامة داخل مجمع الشفاء الطبي لعدة ساعات متواصلة، قبل أن يتم إخلاء سبيله بشكل قسري مع زوجته وطفلته، فيما لم يعرف شيء عن مصير الشبان الآخرين الذين استخدمهم الجيش الإسرائيلي كدروع بشرية في نفس الحادثة.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي حرق عدة مبان داخل مجمع الشفاء، بما في ذلك مخازن للأدوية، وجمع مئات المرضى والنازحين في مبنى واحد بينما نفذ إعدامات ميدانية عديدة في عدة أماكن داخل المجمع.
من جهته، قال المسن "م.ن" وهو في الستينات من عمره إن الجيش الإسرائيلي أجبر نجله البكر على الدخول إلى أقبية مجمع الشفاء وأماكن الصرف الصحي، فيما شاهد معتقلين آخرين وضعوا داخل مدرعات في أثناء القتال، وآخرين تم إجبارهم على الوقوف خلف قوات الجيش وآلياته العسكرية المتمركزة على أطراف مداخل المجمع، لتحصينها ومنع أي استهداف لها.
فيما أفادت زوجة ممرض، أجبرها الجيش الإسرائيلي على إخلاء المجمع من دونه باتجاه مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، للفريق الأورومتوسطي، أنها شاهدت استخدام القوات الإسرائيلية زوجها كدرع بشرية من أجل فتح أبواب أقسام في مجمع الشفاء على مدار عدة ساعات متواصلة، مشيرة إلى أن مصير زوجها ما يزال مجهولا، وتخشى من أن يكون تعرض للقتل.
وفي ذات السياق، أفاد أفراد من عدة عائلات تقطن في محيط مجمع الشفاء أن الجيش الإسرائيلي استخدم شبانا تم اعتقالهم من داخل مجمع الشفاء في الدخول إلى منازلهم من أجل طلب إخلائها فورا والنزوح إلى وسط وجنوب قطاع غزة.
وبينما تلزم اتفاقية جنيف لعام 1949، السلطة القائمة بالاحتلال -إسرائيل- على ضرورة نقل المعتقلين إلى مناطق آمنة من مخاطر الحرب، فإن الشهادات التي جمعها المرصد الأورومتوسطي تؤكد أن الجيش الإسرائيلي أبقى وما يزال يبقي عددا من المعتقلين من داخل مجمع الشفاء لأيام متواصلة في مناطق القتال، بغرض استخدامهم كدروع بشرية وجعل مواقع تجمع قواته وآلياته في مأمن من العمليات العسكرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي شابين فلسطينيين دروعا بشرية الدبابات قطاع غزة الحرب الدائرة في القطاع داخل مجمع الشفاء الطبی الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يترك منصبه
القدس المحتلة-رويترز
قال الجيش الإسرائيلي اليوم إن دانيال هاجاري المتحدث العسكري، وهو أحد الوجوه العامة الرئيسية خلال الحرب في قطاع غزة والذي واجه انتقادات من وزير الدفاع يسرائيل كاتس، سيترك دوره كمتحدث باسم الجيش ويتقاعد.
وقال الجيش إن الأميرال هاجاري، الضابط السابق في القوات الخاصة، سيترك منصبه في نهاية فترة خدمته بعد أن عمل "في وقت واحدة من أكثر الحروب تعقيدا في تاريخ إسرائيل، بطريقة مهنية ومخلصة".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد اللفتنانت جنرال إيال زامير منع ترقية كانت متوقعة وإن رحيل هاجاري كان نتيجة لعلاقاته المتوترة مع كبار الوزراء.
ووجه رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي توبيخا رسميا لهاجاري في ديسمبر كانون الأول لتجاوزه سلطته كمتحدث عندما انتقد جزءا من تشريع مقترح من شأنه أن يجرم تمرير معلومات عسكرية سرية إلى رئيس الوزراء.
وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن تعليقات هاجاري كانت "انحرافا كاملا عن سلطته".
وأصدر هاجاري اعتذارا، لكنه تعرض لمزيد من الضغوط عندما وجه كاتس انتقادا لهاليفي بسبب ما قال إنه فشل في التعاون بشكل كامل مع تحقيق يجريه مراقب الدولة في الإخفاقات خلال الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تعليقات من المتحدث باسم كاتس ينتقد فيها هاجاري بعد أن أصدر الجيش بيانا قال فيه إنه يتعاون مع التحقيق.
وكان هاجاري وجها مألوفا على شاشات التلفزيون الإسرائيلي منذ بداية الحرب، إذ قدم إحاطات بشكل متكرر بالإضافة إلى بيانات بالفيديو من غزة ومواقع أخرى.
واستقال هاليفي نفسه من قيادة الجيش هذا الأسبوع بعد قبول المسؤولية عن الإخفاقات حول هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة لداخل غزة.
وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتدمير معظم مناطق القطاع، مما اضطر معظم السكان للاحتماء في المباني أو الخيام التي تعرضت للقصف.
ودخل وقف إطلاق النار في القطاع حيز التنفيذ في 19 يناير كانون الثاني بموجب اتفاق بوساطة مصرية وقطرية وبدعم من الولايات المتحدة. وأطلقت حماس سراح 33 رهينة إسرائيلية وخمسة تايلانديين مقابل نحو ألفين سجين ومعتقل فلسطيني.
وانتهت المرحلة الأولى التي استمرت 42 يوما دون التوصل إلى اتفاق حول حكم غزة بعد الحرب ومستقبل الحركة المسلحة نفسها.