تبنى مجلس الأمن فى ما يشبه الإجماع قرارا تاريخيا يدعو إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن المحتجزين فوراً. القرار اتُّخِذَ بعد أن سمحت واشنطن بتمريره بامتناعها عن التصويت، وقوبل بترحاب عارم إلا من جانب نتنياهو. والذى قرر محتجا على القرار إلغاء زيارة وفد للكيان الصهيونى إلى واشنطن، واتهمها بالتراجع عن التزامها دعم الكيان.

لكن اللافت أن أطرافاً بالكيان الصهيونى رحبت بالقرار، فيما حذرت أطراف أخرى من مخاطر التصدع الحاصل فى العلاقات  مع أمريكا.

وتجاهل الكيان قرار مجلس الأمن الدولي، بالوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، والصادر الإثنين الماضى ولا يزال العدوان متواصلا  بلا هوادة، بل زادت الوحشية والعدوانية بعد قرار مجلس الأمن.

وهناك تحديات وإيجابيات لقرار مجلس الأمن الدولى، رغم أنه جاء منقوصا بشكل ما، ولكن كان له تأثير كبير على كل المجريات فى داخل الكيان الصهيونى، وأن هناك 4 جوانب تم التأثير عليها بشكل مباشر وهي: رفع من قدرات الأوراق الإيجابية للمفاوض الفلسطينى فى موضوع صفقة تبادل الأسرى، وعمق القرار  من عزلة الكيان دوليا، ليس فقط على مستوى الشعوب، ولكن على المستويات الرسمية السياسية وبقرار من مجلس الأمن الدولي، وبامتناع الولايات المتحدة ولأول مرة عن استخدام «الفيتو»، زاد القرار من الخلاف والتصدع داخل المجتمع فى الكيان الصهيونى، وفتح القرار آفاقا لمحكمة العدل الدولية للاستفادة من هذا القرار فى خطوات إضافية بعد تقديم الشكوى من جنوب أفريقيا.

وبات واضحا منذ سنوات طويلة أن دولة الكيان لا تلتزم بالقرارات الدولية، وهناك عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولى والجمعية العامة للأمم المتحدة، لم تنفذها، والقرار الوحيد الذى التزمت به هو قرار التقسيم ـ تقسيم فلسطين ـ  واعتمدت عليه لإعلان مولد الكيان، وأنها سوف تجد المبررات للتأجيل أو المماطلة ورفض تنفيذ القرار، مثل القول بأن القرار مرتبط بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، أو القول بأن هذا القرار غير ملزم أساسا، لأنه لم يستند إلى البند السابع الملزم من ميثاق الأمم المتحدة، حيث إنه جاء تحت البند السادس من ميثاق الأمم المتحدة، وهو غير ملزم، ولكنه سيلعب دورا كبيرا فى رؤية ومناخ دولى سوف يساعد على إنهاء هذا العدوان  على قطاع غزة، ولكن فى نفس الوقت القرار يضع تحديات جديدة وأخطارا جديدة أمام جنون  نتنياهو، الذى وصل إلى أسفل الحضيض بكل تاريخ حكمه، وكذلك  الكيان نفسه وصل أيضا إلى أسفل الحضيض حيث يواجه العزلة الدولية.

وواجه قرار مجلس الأمن الدولى  انتقادات شديدة من حكومة الكيان ومن اليمين المتطرف، وخاصة انتقاد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت دون استخدام حق النقض «الفيتو» ولأول مرة منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، بينما صرحت المندوبة الأمريكية فى الأمم المتحدة، عقب لحظات من إصدار القرار، بأنه غير ملزم بالتنفيذ، مما يعنى أن موقف الولايات المتحدة جاء فى سياق مناخ الانتخابات الأمريكية ومخاطبة الرأى العام الأمريكى الرافض لعدوان الكيان على غزة، وكذلك فى إطار العلاقات الدولية حيث غالبية دول العالم تناهض العدوان على غزة.

ورغم ذلك حذر محللون داخل الكيان من استمرار هذا الوضع، لأنه سيؤثر على مواقف الدول، مثل كندا وبريطانيا وإسبانيا، وقد بدا ذلك من خلال مواقف عدم تصدير الأسلحة للكيان الصهيونى، وعدم استيراد سلع من المستوطنات بالكيان، وغيرها من المواقف ضده.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد على محمد تصحيح مسار مجلس الأمن المساعدات الإنسانية نتنياهو واشنطن الکیان الصهیونى قرار مجلس الأمن قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

قطر تدعو مجلس الأمن للقيام بدور فاعل لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة

طالبت مندوب قطر الدائم لدى الأمم المتحدة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته في القيام بدور مهم وفاعل لضمان أن يحقق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين النتائج الإيجابية المتوخاة منه من خلال اعتماد قرار ملزم يدعم الاتفاق ويؤكد على تنفيذه الكامل.

 

يعقوب: جهود مصرية متواصلة لاستقرار الأوضاع داخل غزة خبير في السياسات الدولية: مصر تتحرك بكل طاقتها لنجدة أهالي قطاع غزة

 

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن ذلك جاء في بيان قطر الذي ألقته علياء أحمد بن سيف آل ثاني، أمام مجلس الأمن حول بند الحالة في الشرق الأوسط، بما فيها قضية فلسطين، وذلك بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وقالت علياء أحمد بن سيف "إن هذا الاجتماع يأتي بعد أيام من الإعلان في الدوحة عن التوصل إلى اتفاق يضع حدا للنزاع في قطاع غزة، والذي دام أكثر من 15 شهرا وسبب معاناة إنسانية هائلة ودمارا شاملا، وشرد معظم السكان، وترك 160 ألفا منهم ما بين قتيل ومصاب ومفقود"، مؤكدة أن قطر بذلت منذ البداية جهودا مخلصة للوساطة، تكللت بتوصل الطرفين يوم 15 يناير الجاري إلى اتفاق بدأ تنفيذه أول أمس الأحد.

وأوضحت أنه بموجب هذا الاتفاق، المكون من ثلاث مراحل كل منها تمتد 42 يوما، يتم تبادل الأسرى والرهائن والعودة إلى الهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار، وإيصال كميات مكثفة من المساعدات الإنسانية وتوزيعها الآمن والفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود ومستلزمات إيواء النازحين، مشيرة إلى أنه سيتم إنهاء الاتفاق على تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة خلال تنفيذ المرحلة الأولى.

ونقلت شكر قطر لشركائها في الوساطة، مصر والولايات المتحدة الأمريكية، لافتة إلى أن الدول الثلاث أصدرت كضامنين للاتفاق بيانا يؤكدون فيه أنهم سيعملون بشكل مشترك لضمان تنفيذ الأطراف لالتزاماتهم، والاستمرار الكامل للمراحل الثلاث.. وشددت على أن قطر لم تدخر جهدا في مساعيها على مدى الـ15 شهرا الماضية.

وأضافت: "بعد نجاح هذه المساعي في نوفمبر 2023 في إيقاف القتال وإطلاق سراح 109 من الرهائن ومئات الأسرى الفلسطينيين، استمرت الاجتماعات مع الشركاء وطرفي النزاع، وتغلبت على العقبات العديدة، سعيا إلى اتفاق يوقف آلة الحرب ويعيد للمنطقة الأمل بمستقبل آمن.. ومع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، أكدت قطر تطلعها إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية في تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الأمم المتحدة في إدخالها وإيصالها في القطاع، كما أكدت أنها لن تدخر جهدا في تقديم الدعم للأسر المنكوبة ولرفع معاناة الأهالي، وبتوجيهات من تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، تم الإعلان عن تدشين جسر بري لإمداد قطاع غزة بالوقود".

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"

وتابعت: "في هذه المرحلة، كما في السابق، أكدت أنه يظل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) دور محوري، كما حذرت من أن حظر أنشطة الوكالة من قبل سلطات الاحتلال سيؤدي إلى نتائج إنسانية وسياسية خطيرة".

وأبرزت المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أن المسار الوحيد نحو الاستقرار والازدهار في المنطقة يظل هو الحل السياسي الشامل والعادل للقضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال، ووقف أنشطة الاستيطان، والتأكيد على رؤية حل الدولتين، وهي الرؤية التي أكد عليها القرار 2334، وهو ما شدد عليه الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في يوليو 2024، الذي ينبغي احترامه.

كما شددت على أنه من الضروري رفض أية إجراءات تقوض الحل المستدام للقضية الفلسطينية، بما في ذلك محاولات ضم الأراضي الفلسطينية وانتهاك المقدسات الدينية، حيث تأمل دولة قطر أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار بداية لمرحلة جديدة للعمل الجاد على حل القضية الفلسطينية.. وفي هذا الصدد، أكدت أهمية دعم الوفاق الفلسطيني في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن إدارة قطاع غزة بعد الحرب هو شأن فلسطيني بحت.

استقالة رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي من منصبه

أعلن هيرتسى هاليفى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وقائد المنطقة الجنوبية، اليوم الثلاثاء، عن تقديم استقالته، وحدد 6 مارس المقبل موعدا لانتهاء مهامه.

وأكد رئيس أركان جيش الاحتلال تحمله المسئولية عن الفشل فى التصدى لهجوم 7 أكتوبر 2023.

وفي نفس السياق طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • روسيا: رئيسة اليونيسيف تهتم بأطفال أوكرانيا أكثر من غزة
  • مجلس الشيوخ الشيلي يصادق بالإجماع على دعم مغربية الصحراء
  • عطاف يترأس إجتماعا حول التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية
  • الخارجية العراقية تدين عدوان الكيان الصهيوني المستمر على مدينة جنين
  • إنفوغرافيك.. "قناة بنما" تحت ضغط ترامب
  • ضابطة تفقد حياتها في حادث مأساوي بتايوان
  • قطر تدعو مجلس الأمن للقيام بدور فاعل لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • وزير الخارجية يبحث مع غوتيريش أولويات الجزائر في مجلس الأمن
  • سوريا تطالب مجلس الأمن بوقف اعتداءات إسرائيل.. و«الشرع» يهنّئ «ترامب»
  • قطر تدعو مجلس الأمن لدور فاعل في تنفيذ اتفاق وقف النار بغزة