بوابة الوفد:
2025-02-21@11:25:15 GMT

(الإمام والتّصوّف)

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

إذا أطلق لفظة الإمام فى الإسلام على الإطلاق فلا ينصرف الذهن مباشرة إلا إلى واحد أوحد هو أبو الأئمة حقيقة، وسيدهم غير منازع، إمام الأولياء، هو بلا شك الإمام عليّ بن أبى طالب كرم الله وجهه؛ فهو بحق الإمام الذى لا يتخطاه الذهن البصير من حيث كون الإمامة لا تكتسب بالدُّرْبَة والمران والتحصيل؛ بل توهب توفيقاً من عطايا الفضل الإلهى، ولا تقوم بالحيلة ولا بالوسيلة، بل بالجعل الإلهى تحقيقاً كما فى قوله تعالى: (إنى جاعلك للناس إماماً).

ولا ينقض هذا وجود أناس من بين الأئمة من ينتزع مثل هذا الفضل انتزاعاً لنفسه، فيجريه اكتساباً على حياته بالقدوة والمثل الأعلى وسياسة النفس بالحيلة كما جرى فى حياة النوادر بالموهبة المُفَاضة والاصطفاء المخصوص. 

والفارقُ بين عطاء الفضل الإلهى وكسب المنزع البشري، هو فارقٌ بين الحقيقة والمجاز، حتى إذا أطلقنا الإمامة على الإمام عليّ ابن أبى طالب أطلقناها حقيقةً ولم نجاوز الحقيقة فى شيء ولا فى صورة ولا فى ملمح من ملامح حياته الظاهرة أو خصاله الباطنة، فهو إمامٌ على الحقيقة وله بالإمامة أصالة الشرف، وعراقة النسب، ونقاء الحسب، وطلاقة الروح، ومواهب التفوق فيها ومواهب الامتياز.

أمّا إذا نحن أطلقناها على غيره، فربما نطلقها ونحن فى حاجة ماسّة إلى سدّ الفجوات التى يُحدثها فعل النسبة البشرية المكتسبة بإزاء مقرّرات التفوق والامتياز فى المواهب المُفاضة لا فى الجهد البشرى المحدود، فلا يوجد عظيم من العظماء إلا ومعه لُمَّة النقص الذى يصاحب الطبيعة البشريّة فى صورة من صورها أو فى نحو من أنحائها، ومع ذلك فهو بالمقياس الإنسانى عظيم، ولا يتجرّد من مقياس العظمة إذا نقص فى صفة من الصفات، أو إذا بهت ظل من ظلال الصورة التى تكوّنت عنه بعد بحث واطلاع. 

والإمام على رضوان الله عليه، كامل فى معدن الإمامة، بمقدار ما هو كامل فى الفضل، كامل فى الدين، كامل فى العلم، كماله فى حربه وسلمه، وفى شجاعته وتقواه، ولا يوجد كامل فى تلك الجهات العلويّة، ويكون النقص حليفه فى الملكات الباطنة أو فى مواهب التفوق والامتياز، فهو الكرار فارس الهيجاء عليٌّ، الفتى الغالب، الشجاع المغوار الذى تعجز عن ضربات حُسامه شجاعة الشجعان، وهو الذى نسجت الشجاعة على منواله واستنت بسننه واهتدت بدرْبه، وهو الذى تلاقت فيه القوتان، قوة البدن وقوة الجنان، ولا عمل أقوى ولا أكثر امتيازاً من قوة الروح الباقية وفضائلها التى تستخف بكل ما هو زائل دُوُنٍ فى عالم الأطماع والشهوات.

هذه القوة الروحيّة العالية هى التى أنشأت الفضل المسبوق على التحقيق فى كل علم وفى كل فضل فى الإسلام وفى الحضارة الإسلاميّة، تماماً كما أرست قواعد الغلبة والانتصار إبّان ظهور الإسلام ومهده الأول ثم توالى عليها تبعات النهوض بالدعوة والجهاد، وملاك الأمر كله فى الكرار يومئذ ارتقاء الروح، والزهادة فى الدنيا، والاستخفاف بالدُّون والأطماع، ونصرة الحق على الباطل، وموالاة الله ورسوله على الحقيقة التى تشع وتسطع كأنها  الشمس فى ضحاها، ولد رضوان الله عليه فى جوف الكعبة، ونشأ وعاش وهو ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصيه، لا تغره الدنيا بل يطويها تحت قدميه، كأنها خرقة بالية، ممتثلاً قول النبيّ عليه السلام لو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء، إلى أن آخى النبيُّ فى دار الهجرة بينه وبينه. 

ولم يكن صلوات الله وسلامه عليه يكتم حبّه لعلي، ولا تقديره لشجاعته، ولا دفاعه عنه فى موضع الغيرة العارضة أو موطن البغض الذى يشوب النفوس من جرَّاء الحسد والضغينة؛ بل كان معه، ومن ورائه، معيّة الأب لأبنه، يؤثره بالعطف المشمول والشفقة الرحيمة كما تجلّت فى قلب أعظم نبيّ، وليس بالقليل أن يزوجه كريمته فاطمة الزهراء أحبَّ الناس إليه وسر أبيها وبضعته، وقد تقدّم لخطبتها قبله أبو بكر وعمر فردّهما رداً جميلاً مؤثراً عليَّاً الفقير التقيّ النَّقى العالم الزاهد الورع صاحب السبق فى الإسلام، رغم فقره وقلة يده من وفرة الحطام وهو عليه السلام يقول (فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علماً وأفضلهم حلماً وأولهم سلماً).

وكان الصحابة يعرفون مأثرة النبيّ لعليّ، كما يُكاشفون بمحبته له، وهو أول من تحدى صناديد الكفر فنام بفراشه ليلة الهجرة وهو يعلم نواياهم المعقودة على قتل النبى إذ ذاك، فلم يبال بقتل نفسه إذا أنقضت قريش مترقبة ثائرة. 

(وللحديث بقيّة)

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مجدى إبراهيم الإمام علي بن أبي طالب کامل فى

إقرأ أيضاً:

نقاد: ياسمين عبدالعزيز الورقة الرابحة في رمضان 2025.. وتمتلك مساحات كبيرة من الإبداع

قال الناقد الفنى طارق الشناوى إن الفنانة ياسمين عبدالعزيز تتمتع بذكاء فنى شديد، ينعكس على اختياراتها الفنية، وكيفية ظهورها للجمهور، وأوضح أن غيابها عن الدراما الرمضانية الموسم الماضى، وقرارها بالعودة فى موسم «رمضان 2025» أمر يعود لصالحها؛ لأنها لا تسعى وراء الأعمال لمجرد الوجود والحضور فقط، ولكنها تختار بعناية أدوراها والقصص الدرامية التى تقدمها للجمهور.

وأضاف «الشناوى» أن الفنانة ياسمين عبدالعزيز تتمتع بموهبة كبيرة، خاصةً أنها كوميدية بالفطرة، ولديها قدرة كبيرة على جذب الجمهور، وهذه منحة الله لها، واستطرد فى هذا الصدد قائلاً: «ياسمين عبدالعزيز هى الفنانة الكوميديانة الجميلة بعد الفنانة شويكار، وقدرت تثبت موهبتها فى الأدوار التراجيدية أيضاً»، وأوضح أن ياسمين عبدالعزيز لديها مساحات كبيرة من الإبداع، والقدرة على التلون بشكل مستمر، وهو ما ظهر خلال البرومو الترويجى لمسلسل «وتقابل حبيب»، الذى تنافس به فى موسم «رمضان 2025».

وأوضح أنه على الرغم من الدقائق المعدودة لبرومو المسلسل، فإنه أظهر طبيعة العمل الذى تراهن عليه هذا الموسم، خاصةً أنه تكرار لتجربة نجاحها مع مؤلف العمل، عمرو محمود ياسين، الذى يتسم بجودة كتابة الأعمال الدرامية ذات الطابع الرومانسى والقضايا الاجتماعية التى تجذب الجمهور، مثلما قدما من قبل مسلسلى «ونحب تانى ليه»، و«اللى مالوش كبير»، وأكد أن الفنانة ياسمين عبدالعزيز تعد ورقة رابحة للمنتجين والصناع؛ لتمتعها بشعبية جماهيرية كبيرة، ليس فى مصر فقط، ولكن فى مختلف دول العالم العربى.

«الشناوي»: هي الكوميديانة الجميلة بعد «شويكار».. وتتمتع بذكاء فني شديد وشعبية طاغية.. و«عبدالرحمن»: نجمة منذ أكثر من 20 عاما

وأوضح الناقد الفنى محمد عبدالرحمن أن ياسمين عبدالعزيز قررت العودة لموسم الدراما الرمضانية هذا العام من خلال تقديم مسلسل «وتقابل حبيب»، وهو نموذج ناجح لأعمالها الدرامية مع الجمهور، مثل مسلسل «ونحب تانى ليه»، وأكد أن الجمهور يتفاعل معها فى نوعية الأعمال الرومانسية، وأضاف، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن الفنانة ياسمين عبدالعزيز لديها «ديو» ناجح مع المؤلف عمرو محمود ياسين، وقال: «ياسمين بتقدم عمل درامى فى نوعية مفضلة مع الجمهور»، مشدداً على أنها نجمة كبيرة فى عالم التمثيل منذ أكثر من 20 عاماً، وتقدم المسلسل فى مساحتها المضمونة.

وتابع «عبدالرحمن» أن الفنانة ياسمين عبدالعزيز متمكنة من أن تكسر كل القيود، وتفاجئ الجمهور بعمل مختلف تماماً عما شاهدناه من قبل، كما أنه يمكنها تغيير جلدها بشكل جذاب ومشوق، خاصةً مع مسلسل «وتقابل حبيب»، الذى يتضمن صراعات وتحولات كثيرة فى الشخصية التى تجسدها، ومرورها بمشاعر مختلفة، والتى ظهرت خلال البرومو التشويقى للمسلسل، مع عدد كبير من أبطال العمل، الذين يعدون إضافة قوية للمسلسل ومحرك الأحداث بشكل تشويقى.

مقالات مشابهة

  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
  • مسلسل «ظلم المصطبة» يرصد سطوة التقاليد العرفية في الريف
  • «ياسمين»: «لم أفقد الأمل» وأتمنى عدم عودة الهجمات على قطاع غزة
  • طالبات مدرسة ثانوية بقنا يوفرن مصروفهن لشراء هدايا رمزية لمعلم بلغ سن المعاش
  • «بوليتيكو»: ملاحقة ترامب لأعدائه السياسيين المفترضين وتقديمهم للمحاكم العسكرية بالونة اختبار
  • مصطفى شعبان.. نجم الدراما المتجدّد
  • مسلسل حكيم باشا.. صراع على «ميراث حرام» من تجارة الآثار
  • الإمام الأكبر: يجب الاعتراف بأننا نعيش أزمة يدفع ثمنها المسلمون ولا حل إلا بالاتحاد
  • نقاد: ياسمين عبدالعزيز الورقة الرابحة في رمضان 2025.. وتمتلك مساحات كبيرة من الإبداع
  • منتخب الشباب يلتقي ألو ايجيبت.. ونبيه يواصل بث الروح القتالية فى اللاعبين