أم الدنيا بوابة العالم| مصر “السيسي” تقود المنطقة عبر سياسة خارجية ودور إقليمي ودولي فعال.. 10 سنوات من العلاقات الناجحة
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
اتبعت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، سياسة خارجية نشيطة وكان لها دور إقليمي ودولي فعّال ذات توجه عربي وإفريقي ودولي، إلى جانب تحقيق التوازن في سياستها الخارجية بتعاونها مع القوى الدولية لتعظيم المصالح المشتركة والاستفادة من التجارب الناجحة لتلك الدول.
السياسة الخارجية المصرية
وتسعى السياسة الخارجية المصرية لحماية الأمن القومي المصري والمصالح المصرية العليا، مع تحقيق التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة بما يحقق الهدف الأول، وتعزيز مقومات الأمن والاستقرار والسعي نحو السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط ، والإتجاه نحو تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ، ومواجهة الإرهاب على المستوى الدولي بإتباع استراتيجية شاملة ، والسعي لوضعه على رأس قائمة الأولويات الإقليمية والدولية، فضلاً عن دعم كل ما يعزز العلاقات الاقتصادية الدولية ، ويكفل التعاون وتبادل خبرات التنمية ، وتوظيف الموارد على نحو يحقق المصالح المشتركة بين المجموعات الدولية المختلفة ، و تعزيز العلاقات مع القوى الكبرى في المجتمع الدولي ضماناً للمصالح الوطنية المصرية .
وقد استطاعت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحقيق نجاح ملموس فى سياستها الخارجية فى دوائرها المختلفة العربية والإسلامية والأفريقية والدولية، واستعادت مصر مكانتها ودورها المحوري لصالح شعبها والمنطقة والعالم، الأمر الذى حقق العديد من أهداف ومصالح مصر وأدى إلى تفهم ودعم المجتمع الدولى لجهود مصر فى تحقيق الاستقرار والتنمية والتقدم، وأعاد شبكة علاقات مصر الإقليمية والدولية إلى المستوى المأمول من التوازن والندية والاحترام المتبادل، وساهم فى تحقيق أهداف الأمن القومي المصري ودعم قدرات مصر العسكرية والاقتصادية.
وقال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية، إن هناك حلقة متصلة في السياسة المصرية الدبلوماسية الخارجية، مشيراً إلى أن مصر لأول مرة في تاريخها يكون لها هذه العلاقات القوية والمتينة مع كافة دول العالم أجمع.
وأضاف خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذا الترسيخ لأواصر العلاقات بالعالم بأكمله يؤكد على مدى الثقة التي توليها قيادات العالم بالدولة المصرية، وهو بدوره ما يفتح الباب أمام التعرف على الفرص الاستثمارية والتبادل الاقتصادي فضلا عن التعرف على المزايا المختلفة لكل البلدان.
وفي هذا الصدد كان قد أكد السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية مدير إدارة الدبلوماسية العامة، أننا نعيش فى مرحلة تشهد تغيرات سريعة للغاية وتحديات كبيرة ومتزامنة، مشددا على أن السياسة الخارجية المصرية تتمتع بقدر كبير من المرونة والقدرة على التعامل مع هذه التغيرات والتحديات.
وقال السفير أبو زيد "إن رؤية مصر 2030 ، ومع الإدراك الكامل بأن هذه الرؤية هى رؤية اقتصادية تنموية واجتماعية بالأساس لتشكيل وجهة مصر في الفترة التالية لإعدادها- فإنه يجب أن نستوعب من البداية أن السياسة الخارجية المصرية والأداة الدبلوماسية تعمل لدعم وتحقيق أهداف هذه الرؤية، فإذا كانت الرؤية في بعدها الاقتصادي والتنموي تأتي في شكل مشروعات وبرامج وخطط لكن جوهر هذه الرؤية يتأسس على فكرة استقرار الدولة المصرية وفكرة حماية الأمن القومي المصري ومصالح الشعب والمواطن المصري، وهنا يأتي دور السياسة الخارجية لهذه الدولة وأداتها الدبلوماسية التي تسعى لتحقيق هذه الأهداف".
وأوضح أن السياسة الخارجية المصرية لها محددات واضحة ودوائر واضحة وثابتة في أولويات السياسة الخارجية المصرية كالدائرة العربية والإفريقية والمتوسطية والإسلامية، ولكن أضيفت إليها خصائص جديدة ودوائر جديدة.
واستعرض السفير أبوزيد، خصائص محددات السياسة الخارجية المصرية الآن وعلى رأسها التشعب المتمثل في الزيادة الهائلة في التحديات المتزامنة كالأزمات في دول الجوار الجغرافي الملاصق لمصر في السودان وليبيا وفلسطين والتحديات الأمنية المرتبطة بالبحر الأحمر وقضية مياه النيل وحوض النيل، وهى تحديات متزامنة وجميعها في حالة الأزمة وتقتضي اتخاذ قرارات عاجلة وأن تعمل أجهزة الدولة في تكاتف وتناغم من أجل التعامل ومواجهة هذه الأزمة.
وقال إن الخاصية الثانية تتمثل في التشابك الكبير بين ما هو إقليمي ودولي ولاسيما في ظل مرحلة الاستقطاب التي نمر بها الآن نتيجة للحرب الروسية - الأوكرانية أو القضية الفلسطينية وما يرتبط بها من اهتمامات ومصالح دولية أو قضية الملاحة في البحر الأحمر، حيث نتحدث عن أزمات يتشابك فيها الإقليمي مع الدولي وبالتالى تزداد تعقيدا لأنها ترتبط بمصالح أخرى خارج الاقليم.
وأوضح أن الخاصية الثالثة تتمثل في أن اللاعبين الدوليين والإقليميين تغيروا، ولفترات طويلة كنا نتحدث عن أطراف محددة ولاعبين إقليميين محددين ولكن الآن هناك تزايد في عدد الدول التي لها دور فاعل في صياغة التفاعلات والسياسة في الاقليم، كما أن هناك تناميا في الدول المحيطة بهذا الإقليم، وبالتالي هناك لاعبون إقليمين جدد ولاعبون في دول جوار الإقليم ازداد دورهم وهو ما يخلق واقعاً جديدا تتعامل معه السياسة المصرية الخارجية.
علاقات قوية مع كل دول العالموقال السفير أبو زيد، إن السياسة المصرية الخارجية تتفاعل مع وضع فيه حالة إستقطاب شديدة على المسرح الدولي في ضوء ما خلفته الحرب الروسية - الأوكرانية من حالة استقطاب دولي فرضت ظروفاً بعينها جديدة على الدول العربية والإفريقية، مشيرا إلى أنه من بين الخصائص والتحديات الجديدة التي تميز السياسة الخارجية هى الأزمة الاقتصادية العالمية وهو ما يفرض علينا واقعا جديدا وتحديا جديدا.
وأضاف أن هناك دوائر وموضوعات جديدة لم تكن على الساحة من قبل ولكنها باتت تشكل أولوية في التعامل ومن بينها القضايا الجديدة كالهجرة غير الشرعية والطاقة وأزمة الطاقة والغذاء والاتجار في البشر والذكاء الاصطناعي وتأثيره، وهى موضوعات فرضت نفسها وأصبحت تشكل جزءا من أولويات ودوائر اهتمام السياسة الخارجية المصرية وهو ما يفسر دخول مصر في مبادرات كمنتدى شرق المتوسط للغاز والمبادرات الخاصة بالمياه التي طرحت بالأمم المتحدة، لافتا إلى أن كل ذلك يعكس أن مصر تتفاعل مع التغيرات الدولية وتحدد مساراتها وأولوياتها وفقا للتغيرات التي يشهدها الإقليم وبالتالي فهى سياسة خارجية مرنة.
وأشار السفير أبوزيد إلى أنه من أهم الخصائص الجديدة هى مركزية المواطن المصري، وهو في بؤرة اهتمام السياسة الخارجية المصرية بمعنى العمل على حماية الأمن القومي ومصلحة هذا المواطن، وحق المواطن في المعرفة خاصة فيما يتعلق بمواقف وسياستها مصر وهو ما تعكسه البيانات الرسمية الصادرة عن الوزارة وأيضا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال إن السياسة الخارجية أصبحت تراعي عدم المغامرة بمصلحة المواطن التي تعد أولوية أولى ومباشرة، مضيفا "أن الخصائص تتضمن أيضا إقامة الشراكات الاقتصادية مع مراكز اقتصادية كبرى والارتقاء بالشراكات الاقتصادية مع عدد من الدول والاتحاد الأوروبي وهذه الشراكات هدفها بناء جسور تعاون اقتصادي واجتماعي وسياسي وتنموي مع هذه الكتل المهمة على مستوى العالم لدعم اقتصاد الدولة ودعم مواقف مصر الاستراتيجية ومصالحها في الإقليم".
وأوضح أن البعد الجديد الذي بات يشكل دائرة اهتمام للسياسة الخارجية المصرية هو الدبلوماسية العامة لأن هناك إدراكا متزايدا لتعظيم الاستفادة من كافة مصادر القوة المصرية وفي مقدمتها القوة الناعمة المصرية التي باتت جزءا لا يتجزأ من اهتمامات الدولة.
وردا عن سؤال حول الشراكات الاقتصادية وكيف يمكن الاستفادة مع شركائنا، قال السفير أبو زيد، إن هذا توجه جديد جاء مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في عام 2014، مشيرا إلى أنه كان لا بد من الاستهداف الذكي في العلاقات الخارجية بما يحقق مصلحة المواطن المصري، مشيرا إلى أنه قد تكون هناك شراكة مع طرف في مجال التعليم ومع آخرين في مجالات مثل الثقافة أو مع التنمية أو التكنولوجيا وغيرها.
وأشار في هذا الصدد إلى الشراكة مع الهند والصين وهى دول لا تطبق هذه الشراكات إلا مع عدد محدود من الدول ما يوضح أهمية مصر كشريك إقليمي لهذه الدول والمصلحة المتبادلة، ونحن نسعى في ذلك وأيضا شركاؤنا يسعون لذلك، كما يسعى الاتحاد الأوروبي لذلك ليصل قريبا إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ونحن مستمرون في هذا التوجه من خلال الدولة بأجهزتها المختلفة.
وشدد أبوزيد، على الاهتمام الذي توليه مصر بالقوة الناعمة للدولة، موضحا أن القوة الناعمة هى مسئولية جماعية تبدأ بمؤسسات الدولة وتنتهي بالفرد أو الشخص وكيف يمكن توظيفها من خلال الصورة الذهنية للدولة ، فالاستفادة من القوة الناعمة تحتاج لرؤية واستراتيجية في هذا التوقيت لأنها ليست مكلفة فهى أقل تكلفة ومخاطرة.
ورداً عن سؤال حول التعاون بين مصر وإفريقيا، قال أبو زيد "إننا منخرطون مع القارة الإفريقية وهناك زيارات عديدة على مستوى رؤساء الدول والوزراء مع مصر، فالتفاعل من جانب الدولة المصرية في إفريقيا كبير ولكن ليس كافيا"، مشددا على أهمية دور المجتمع المدني وكذلك القطاع الخاص الذي يجب أن يكون أكثر جرأة في الاستثمار بإفريقيا.
ومن جانبها، أشادت وآن سكو نائب سفير الاتحاد الأوروبي بالدور الذي قامت وتقوم به مصر لتقديم وايصال المساعدات الإنسانية التي تقدمها دول الاتحاد الأوروبي ودول العالم لغزة عبر معبر رفح وكذا التسهيلات التي قدمتها من خلال مطار العريش ومطاراتها لتسهيل وصول المساعدات الانسانية إلى العريش ومنها إلى قطاع غزة.
وشددت على أن مصر شريك موثوق به دوما للإتحاد الأوروبي ما يجعل الاتحاد حريصا على تدعيم كافة أوجه علاقاته بمصر التي تتمتع بجهاز دبلوماسي كفء للغاية ، مشددة على الدور الذي تلعبه مصر لتحقيق السلام في وقت يدرك فيه الإتحاد الأوروبي أهمية تحقيق السلام في مناطق أخرى من العالم خاصة مناطق الجوار.
وعرضت آن سكو لحاضر ومستقبل العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، مؤكدة حرص الاتحاد على تعزيزها وترفيعها لمستوى علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وقالت "إن مصر بوسعها دائما التعويل على علاقاتها مع الإتحاد الأوروبي".
وأشارت إلى حرص الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه على تعزيز العلاقات التجارية مع دول العالم في إطار سياسة متبعة تعتبر أن توسيع التجارة مع العالم من شأنه توسيع رقعة السلام العالمي كجزء من مشروع السلام الأوروبي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السياسة الخارجية السياسة الخارجية المصرية الرئيس عبد الفتاح السيسي مصر الشرق الاوسط السفير أحمد أبو زيد السیاسة الخارجیة المصریة الاتحاد الأوروبی الدولة المصریة القوة الناعمة الأمن القومی دول العالم السفیر أبو أبو زید إلى أنه وهو ما فی هذا إلى أن
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عيسى: العقل السلفي هو المسئول عن أن الدولة المصرية ليست متقدمة
أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، مقدم برنامج "حديث القاهرة"، أنه يمكن الانطلاق إلى استقرار واستمرار وتطوير وتنمية من خلال سؤال "كيف تتقدم الأمم؟"، موضحًا أن المجتمعات تتقدم بالعقل وعقل المجتمعات هو القادر على أن يحدث تقدم وتطوير وتنمية وإنماء بها، مشددًا على أن مشكلة مصر هو العقل السلفي الذي سبب في أن مصر ليست متقدمة تكنولوجيا أو علميًا.
مشكلة مصر هو العقل السلفيوأوضح "عيسى"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن الأمة العربية في ركاب متخلف من العالم؛ لأن العقل السلفي هو ال1ي يحكم هذه الأمة والشعوب العربية، مؤكدًا أن العقل السلفي الذي يسطير على مصر لامتدادها الواسع منذ سنوات عديدة منذ 75 عامًا هو السبب في كل المشاكل الذي يعاني منه المجتمع المصري.
وشدد على أن السلفية في صميمها أنها تجعل لمجتمع متأخر متدهور ومتجمد ومتخشب على كل الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدينية، مؤكدًا أنه ليس هناك دولة متقدمة في العالم يسيطر عليها العقل السلفي.