وسط الهزيمة الواضحة لتنظيم داعش في معاقله الأساسية في الشرق الأوسط، تتزايد المخاوف بشأن عودة ظهور التنظيم في مناطق أخرى، لا سيما في أفريقيا وأجزاء من جنوب آسيا، وفقًا للخبراء والمسؤولين الذين تحدثوا لسكاي نيوز البريطانية.

دفع الهجوم الأخير على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو، والذي تبناه تنظيم داعش، الحكومات الأوروبية إلى تشديد الإجراءات الأمنية إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، مما يؤكد المخاوف من احتمال وقوع أعمال عنف متطرفة جديدة.

وفي حين اعتمدت القيادة المركزية لتنظيم داعش في السابق على الموارد داخل دولة الخلافة للقيام بعمليات في أوروبا، إلا أن سنوات من جهود مكافحة الإرهاب أضعفت الجماعة، مما أدى إلى تحول في الاستراتيجية. ويشير المحللون إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يركز الآن على شن هجمات ضد أهداف دولية للتعويض عن قدراته المتضائلة بالقرب من موطنه.

استهدفت العمليات الأخيرة التي قادتها الولايات المتحدة قادة تنظيم داعش الرئيسيين في سوريا، مما يشير إلى تحول في أولويات المجموعة تجاه العمليات الخارجية.

ويسلط الهجوم الذي وقع في موسكو، والذي يعتقد أنه دبره فرع تنظيم داعش في أفغانستان، المعروف باسم ولاية خراسان الإسلامية (ISKP)، الضوء على اتساع نطاق الجماعة وقدرتها على تنسيق الهجمات عبر القارات.

ويؤكد المحللون على أهمية فهم شبكات الاتصالات بين الجماعات التابعة لتنظيم داعش والقيادة المركزية، لا سيما في مناطق مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث توسع تنظيم داعش بسرعة في السنوات الأخيرة.

وفي حين اعتمدت الحملة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق بشكل كبير على القوات البرية، فإن الوضع في أفغانستان يطرح تحديات مختلفة، حيث تعتمد الولايات المتحدة على قدرات "فوق الأفق" لمكافحة الجماعات المتطرفة.

علاوة على ذلك، سعى تنظيم داعش إلى استغلال الصراعات مثل تلك الدائرة في غزة لدفع أتباع جدد إلى التطرف والتحريض على شن هجمات على أهداف مدنية في جميع أنحاء العالم. 

وعلى الرغم من الخسائر الأخيرة في القيادة، فمن المتوقع أن يستمر كل من تنظيمي داعش والقاعدة في التوسع، مما يشكل تهديدًا مستمرًا لهجمات صغيرة النطاق ينفذها أفراد أو خلايا صغيرة مستوحاة من الأيديولوجيات المتطرفة.

حذرت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، أفريل هاينز، من تأثير الصراع في غزة على الأجيال على الإرهاب، مما يشير إلى الحاجة إلى اليقظة المستمرة والتعاون الدولي في مواجهة مشهد التهديد المتطور الذي تشكله جماعات مثل تنظيم داعش.

وفي ضوء هذه التطورات، يحث المحللون على تكثيف الجهود لتعطيل شبكات اتصالات تنظيم الدولة الإسلامية ومنع انتشار الدعاية المتطرفة للتخفيف من مخاطر وقوع المزيد من الهجمات على نطاق عالمي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تنظیم داعش فی لتنظیم داعش

إقرأ أيضاً:

محللون: نتنياهو يقوم بمناورة تفاوضية وينتظر مجيء ويتكوف

مع استكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة آخر محطاتها، يستعد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بحسب تقارير دبلوماسية وإعلامية للعودة إلى خياره المفضّل، وهو الحرب المفتوحة على قطاع غزة والمضي بها إلى هدف إستراتيجي هو تصفية المقاومة الفلسطينية.

وعقد نتنياهو مشاورات شارك فيها قادة أجهزة أمنية ووزراء بشأن المرحل الثانية من اتفاق غزة، بعد أن رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمديد المرحلة الأولى كما تطالب بذلك تل أبيب، خلافا للمتفق عليه في البداية.

وحسب ما أوردت القناة 14 الإسرائيلية، فإن تلك المشاورات أجمعت على منع حماس من إجراء مفاوضات دون إطلاق أسرى. في حين نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي، أن إسرائيل رفضت الانسحاب من قطاع غزة وإنهاء الحرب.

وفي قراءته لهذه التحركات الإسرائيلية، يقول الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي -في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- إن إسرائيل تريد أن تحصل بالتفاوض على ما لم تحصل عليه بالحرب، معتبرا تلويح نتنياهو بالعودة إلى الحرب مجرد "مناورة تفاوضية"، خاصة وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد الحرب، كما أن هذا الخيار لن يجدي حتى لو تم بتفويض أميركي.

إعلان

وبنظر مكي، فإن نتنياهو ينتظر حدثين مهمين لبلورة موقفه، أولها القمة العربية التي ستتفق على خطة مصر حول قطاع غزة، وثانيها مجيء المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إلى المنطقة.

ورقة الأسرى

ووفق الكاتب والمحلل السياسي، وسام عفيفة، فإن خيار الحرب الذي تلوح به إسرائيل هو الخيار الأبعد حتى اللحظة، لكن حركة حماس سوف تستعد له، وستبني قرارها على تجربتها خلال عام ونصف من الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وأضاف أن موقف حماس التفاوضي يستند إلى نقطة مهمة، وهي أن هناك اتفاقا يفترض أن ينفذ على 3 مراحل، مشيرا إلى أن حماس لاتزال تمتلك ورقة الأسرى والتي من خلالها يمكنها التقدم في المراحل اللاحقة.

وبالنسبة للسيناريوهات المطروحة أمام حماس وهي، إما تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، أو التصعيد، أو التأخير والمماطلة في المرحلة الثانية، فسوف يعتمد قرار الحركة، بحسب عفيفة، على المكاسب التي يمكن أن تقدمها لها الأطراف المعنية.

وبينما لفت إلى أن تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق غير مقبول لدى حماس، أوضح الكاتب والمحلل السياسي أنه إذا توافق الجميع بما في ذلك الوسطاء على بدائل، فإن الحركة ستقبل خاصة إذا تعلق الأمر بالوضع الإنساني في غزة.

وبشأن ما يطرح من مبادرات تتعلق بسحب السلاح من غزة، أشار المتحدث نفسه إلى أن غزة حالة استثنائية ومعقدة، وأن هذه المطالب غير واقعية.

ومن جهته، أشار الصحفي المختص بالشؤون الإسرائيلية، إيهاب جبارين إلى وجود حالة من التناقض في إسرائيل وخصوصا لدى نتنياهو، حيث إنه يقف بين ضرورة استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، وبين ما يسميه القضاء على حماس ومنع وجودها في القطاع، وقال إنه على المدى الطويل يريد الإطاحة بحكم حماس، وعلى المدى القصير يسعى إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق وضمان إعادة الجثامين.

إعلان

ومن وجهة النظر الأميركية، يرى تيم كونستنتاين، نائب رئيس تحرير "واشنطن تايمز" أن المبعوث الأميركي ويتكوف سيعود إلى المنطقة وسيحاول المضي قدما في المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مشددا على أهمية الحفاظ على وقف اطلاق النار.

كما اعتبر من جهته، أن ما تقوم به إسرائيل هو "تكتيك تفاوضي"، وأن "حركة حماس لن تخسر إذا تم تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق خمسة أيام ما دامت الحرب لم تبدأ".

وكان من المفترض البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة في الثالث من فبراير/شباط الماضي، وفق ما نص عليه الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير/كانون الثاني 2025.

مقالات مشابهة

  • 400 ألف زائر لمعرض "الإمبراطورية العُمانية بين آسيا وأفريقيا" في متحف الإرميتاج بروسيا
  • “لا تنطلي علينا”.. السوريون الدروز يحذرون من خدعة نتنياهو
  • السيناتور الامريكي ساندرز: حكومة نتنياهو المتطرفة أوقفت كل المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • العراق يستعد لاستقبال موجة أمطار جديدة بدءًا من اليوم
  • لغز طلاسم مسلسل المداح يشعل الجدل.. وخبراء يحذرون من تداعياتها
  • طلاسم «المداح» تثير الجدل.. مخاوف اجتماعية وخبراء يحذرون
  • مسؤولون سابقون يحذرون من حاجة بنك إنجلترا إلى وقف تخفيضات أسعار الفائدة
  • مصدر أمني ينفي شائعات جماعة الإخوان الإرهابية
  • محللون: المقاومة لن ترضخ لمحاولات نتنياهو ابتزاز الفلسطينيين
  • محللون: نتنياهو يقوم بمناورة تفاوضية وينتظر مجيء ويتكوف