الجزيرة:
2025-01-02@23:31:29 GMT

كيف تتجنب وقوع ابنك ضحية متلازمة الطفل الأوسط؟

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

كيف تتجنب وقوع ابنك ضحية متلازمة الطفل الأوسط؟

تشير الأبحاث الاجتماعية إلى أن "الطفل الأوسط" غالبا ما يكون أقل قرباً من الوالدين، إذ يحظى باهتمام أقل من ذاك الذي يحوزه شقيقه الأكبر "البكر" ولا يلبث أن يخلو له الجو حتى تتحوّل أنظار الوالدين إلى قادم جديد بمجرد ولادة الطفل الأصغر.

ويطلق علماء الاجتماع على تلك الحالة مصطلح "متلازمة الطفل الأوسط" مشيرين إلى أن ضحاياها يعانون من "أزمة هوية" بسبب عدم وجود دور محدد لهم في الأسرة.

وغالبا ما يرون أن الأخ الأكبر سنا يحصل على الكثير من الامتيازات والمزيد من الاحتفاء بإنجازاته، بينما يحظى الأصغر بقدرٍ كبيرٍ من الاهتمام مقابل واجبات أقل، الأمر الذي يدفع الأوسط للتساؤل: ماذا أفعل لأكون مميزاً؟

متلازمة الطفل الأوسط تعبر عن خلل أو اضطراب يتعرض له الأطفال في مرحلة عمرية مبكرة (بيكسلز) الوقاية من متلازمة الطفل الأوسط

يقول المستشار التربوي الدكتور عايش النوايسة "لا شك أن متلازمة الطفل الأوسط تعبر عن خلل أو اضطراب يتعرض له الأطفال في مرحلة عمرية مبكرة، وتكون آثاره كبيرة من الجانب النفسي والعاطفي والاجتماعي، بل يمكن أن تكون هناك انعكاسات على السلامة والصحة الجسدية".

"ولعل البحث في الأسباب يعود مباشرة إلى الأهل من حيث إهمال الطفل الأوسط، وإعطاء الاهتمام للأكبر عمرا منه في جوانب المسؤولية، أو الأصغر منه حديث الولادة" وفق النوايسة.

ويضيف "لا شك أن هذا يولد ردة فعل سلبية على الطفل الأوسط، منها ضعف ثقته بنفسه وشعوره بالعزلة، وينعكس سلباً على نظرته وعلاقته مع إخوته فتكون الأقرب إلى البغض والحسد".

النوايسة: قلة خبرة الوالدين في تربية أبنائهم سبب رئيس لمتلازمة الطفل الأوسط (الجزيرة) أعراض نفسية واجتماعية

بحسب المستشار التربوي، فإن الطفل الأوسط عادة ما يعاني من أعراض نفسية واجتماعية تظهر على شخصيته حال افتقاده للاهتمام، ومنها فقدان الثقة في النفس وميله إلى أن يصبح منطويا على نفسه ومنعزلا عن أسرته.

كما يتصف الطفل الذي يعاني من ذلك بالعناد مع الأهل والإخوة، وقد يبدر منه رغبة في إيذاء الآخرين، ويعبر عنه عادة بالفرح لأي حدث سلبي تتعرض له الأسرة ولا يمس كيانه.

"وفي حال استمر هذا الشعور لدى الطفل الأوسط، فمن المحتمل أن يؤثر على شخصيته حتى عندما يكبر، فيمارس سلوكيات ترتبط بإصراره على التعبير عن ذاته ولو بالقوة، ويصبح أكثر تمسكاً برأيه، وأكثر تصلباً في تقبل الرأي الآخر" وفق النوايسة.

وقد يلجأ إلى العنف في التعبير عن نفسه، وعادة ما يعاني في حياته من مشكلات اجتماعية قد تنعكس على حياته الأسرية بشكل كبير كأن يفشل في بناء وتشكيل أسرة.

"ولا شك أن قلة خبرة الأسرة (الأم والأب) في تربية الأبناء هي المسؤولة عما يعانيه الطفل الأوسط" وفق النوايسة "فعلى الأسرة -في الأصل- أن تعتمد نهج تربوي يراعي جميع الأبناء، بغض النظر عن العمر، أو أي ظروف أخرى، حتى لو كان يعاني من عارض صحي معين".

وينصح أولياءَ الأمور بمنح "الطفل الأوسط" ذات الاهتمام الذي يمنح للأكبر أو الأصغر، وعدم إجراء مقارنات تفضيلية بين الأبناء، وإعطاء الاهتمام للأوسط، واستشارة طبيب نفسي أن تطلب الأمر ذلك للتعامل مع الأبناء بصورة مثلى.

طوقان: تشجيع الطفل الأوسط على تطوير مهاراته واكتشاف مواهبه (الجزيرة) تقليل احتمالية حدوث المتلازمة

وبدورها تؤكد المتخصصة النفسية للأطفال الدكتورة أسماء طوقان أهمية اتباع الأساليب التي يمكن أن تساعد في تقليل احتمالية حدوث متلازمة الطفل الأوسط، وتعزيز تطوره الصحيح والإيجابي داخل الأسرة، ومن أبرزها:

تعزيز الثقة بالنفس من خلال تشجيع الطفل الأوسط على تطوير مهاراته واكتشاف مواهبه واهتماماته وتحفيزه عندما يحقق إنجازاته. زيادة الروابط الأخوية وتقويتها من خلال بناء علاقات إيجابية بينهم والتعاون فيما بينهم ودعمهم وتفهمهم لبعضهم. العدل والتوازن في المعاملة، من خلال مراعاة توزيع الاهتمام والرعاية بينهم دون تفضيل أحدهم على الآخر. توفير الفرص للطفل الأوسط للمشاركة في الأنشطة التي تناسب مهاراته وقدراته. التواصل الدائم مع جميع أفراد الأسرة لضمان شعور كل طفل بالاهتمام والدعم.

وتختم طوقان "إذا لم يحظ الطفل الأوسط بما يشعر بأنه كافٍ من الاهتمام من والديه، فقد يشعر بالإهمال، والغضب، والحزن أو الإحباط. وقد يظهر هذا الشعور في سلوكيات مثل التمرد، والبحث عن الانتباه بطرق سلبية، أو حتى التقليل من قيمة ذاته، والقلق واضطرابات الشخصية كالشخصية المضادة للمجتمع أو الشخصية الحدية".

ويمكن أن يؤثر هذا الشعور على تطور شخصيته وعلاقاته الاجتماعية، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر داخل الأسرة.

يحتاج الطفل الأوسط التواصل مع أشخاص خارج العائلة حتى تزيد ثقته بنفسه (بيكسلز) نصائح مهمة

أخيراً، يقدم موقع "آها بيرنتينغ" عدة نصائح يمكن للأهل اتباعها للوقاية من متلازمة الطفل الأوسط، أبرزها:

ابذل المزيد من الجهد في علاقتك مع طفلك الأوسط، فربما تكون هذه العلاقة قريبة جدا بالفعل، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، أو إذا رأيت طفلك الأوسط يعاني، ففكر في أنه قد يكون بحاجة إلى المزيد. تأكد من شعوره بأنه جزء مهم من العائلة، فجميع الأطفال يشتركون في حاجة أساسية للشعور بأهميتهم في أسرهم، لكن وضعية الطفل الأوسط تقلل من احتمالية تلبية هذه الحاجة. شجع طفلك الأوسط، فهو يحتاج إلى الشعور بأنه قادر على التألق والمنافسة. تأكد من أن لديه حياة اجتماعية، إذ يحتاج إلى التواصل مع أشخاص خارج العائلة حتى تزيد ثقته بنفسه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات

إقرأ أيضاً:

متلازمة سوريا

متلازمة سوريا مرض جديد أصاب عددا غير معروف من البشر، من أشد أعراضه أنه يفقد المصاب توازنه العقلي فيبدأ بالهذيان وتوزيع التهم والشتائم والتحليلات المجنحة، سبب المرض هو الانتصار الصاعق والمفاجئ لثلة من أهالي الشام وبعض مناصريهم، أنجزوا في أيام ما عجزت عن إنجازه جيوش وأنظمة وقوى إقليمية ودولية في سنين.

سيمر وقت طويل قبل أن يكتشف المصابون بالمرض أنهم وقعوا صيدا سهلا لذهنية المؤامرة التي تعيش معنا في فراشنا في الشرق، حيث لا يمكن أن يحدث شيء دون مشيئة أمريكا و"إسرائيل"، فكل شيء يتم هو سيناريو معد مسبقا ممن وضعوهم مكان الإله عز وجل. وهذا شرك بواح عشش في المخيال الجمعي العربي، وما لم ينتبه العاقل لمدى تغلغله، فسيتحول إلى كائن مهزوم لا يمكن أن يفعل شيئا ذا بال في الحياة، إلا أن يستعد لركلات الحذاء الصهيوأمريكي.

سوريا انتصرت بكل المقاييس وعلى أي وجه قرأت المشهد، ونحن في الحقيقة في انتظار انتصارات من نفس الجنس
سوريا انتصرت بكل المقاييس وعلى أي وجه قرأت المشهد، ونحن في الحقيقة في انتظار انتصارات من نفس الجنس، فكل الدلائل تقول إن ساعة الرمل التي كانت تأتمر بأمر الغرب: أمريكا والكيان ومن ورائها، تمت السيطرة عليها، وقُلبت لتبدأ حركتها المضادة. نحن هنا لسنا في صدد الاسترسال في تعداد هذه الدلائل وحصرها، لكن مجمل التحولات في بلادنا تؤكد أننا في خضم تغييرات مذهلة وصادمة في بيئتنا الاستراتيجية التي ظلت لسنوات طويلة خلت تسير وفق مشيئة أيد خفية وظاهرة، كلها عكس مصلحة الأمة. والذكي الفطن من يلتقط رسالة التاريخ الجديد فيتكيف معها، ويبدأ بإجراء عملية "إصلاح ذاتي" لاعوجاجه، قبل أن تدوسه عجلة التغيير جبرا وقهرا.

متلازمة سوريا، جعلت فئة غير قليلة ممن أدمنوا العبودية يفكرون في الهجرة خارج الكرة الأرضية كلها، فهم لم يستوعبوا بعد أن نظاما أسطوريا كنظام الأسرة العلوية الأسدية تحول إلى قمامة كَنَسها أبناء الشام الأشاوس، الذين كانوا قبل أشهر قليلة أو حتى أيام مجرد ضحايا في "أفران غاز" النظام المجرم، فقد ارتكب النظام كل ما يخطر وما لا يخطر ببال البشر من فظائع، وسيُمضي من يشرع بالتحقيق في تفاصيلها بقية عمره في حصرها و"ترتيبها!" ولعل فداحة ما تم، أفقد فئة العبيد تلك قدرتهم على تخيل أنه من الممكن أن يعيشوا حياة البشر، بعد أن حولهم النظام المجرم إلى ديدان لا يتقنون إلا الزحف على بطونهم.


هذه الفئة من العبيد تضم أيضا طيفا كبيرا من أنواع المتضررين من زوال النظام، عربا وعجما، دفعتهم الوقائع الجديدة للتصرف بجنون وهذيان، أحد هؤلاء باركت له "النصر" الذي هو نصر له، باعتباره أحد المنكوبين الذين اضطروا لترك الوطن والبحت عن حياة أخرى في بلاد الله هائما على وجهه، فبادرني قائلا: أي نصر، لقد ضاعت سوريا!

يعتبرون أن تحرير سوريا (على حد تعبيرنا نحن) هو الذي فتح المجال للعدو الصهيوني لـ"تحطيم" قدراتها العسكرية، وهذا يؤكد تبعية الثوار للعدو، وعملهم لمصلحته! حسنا، ماذا لو لم يفعل العدو ما فعل من عدوان؟ أكانت الثورة ثورة شعب فعلا، أم جزءا من مؤامرة على سوريا "العروبة" "قلعة الصمود والتصدي"؟ ماذا لو امتدح العدو ثورة سوريا، وأبدى "تعاطفه" مع الثوار، والتزامه باتفاق الهدنة؟ هل كان مثل هذا التصرف صك براءة للثوار من "عمالتهم" للعدو؟
لم أعرف كيف أجيبه، إلا بسؤال: هل كانت سوريا قبل زوال الطاغية "موجودة" ثم ضاعت حينما تحررت منه؟ لم يجب، ولن يجيب، فهو يعاني من المتلازمة إياها، التي سكنت لاوعيه، فجعلته يهذي، شأنه شأن من يسوق هجوم الكيان على سوريا وتدميره لأسلحتها، دليلا على فشل "الثورة" وارتباطها بمصالح العدو. طبعا هذه الفئة لا ينفع معها نقاش، فهم يعتبرون أن تحرير سوريا (على حد تعبيرنا نحن) هو الذي فتح المجال للعدو الصهيوني لـ"تحطيم" قدراتها العسكرية، وهذا يؤكد تبعية الثوار للعدو، وعملهم لمصلحته! حسنا، ماذا لو لم يفعل العدو ما فعل من عدوان؟ أكانت الثورة ثورة شعب فعلا، أم جزءا من مؤامرة على سوريا "العروبة" "قلعة الصمود والتصدي"؟ ماذا لو امتدح العدو ثورة سوريا، وأبدى "تعاطفه" مع الثوار، والتزامه باتفاق الهدنة؟ هل كان مثل هذا التصرف صك براءة للثوار من "عمالتهم" للعدو؟

المصابون بمتلازمة سوريا لا يُناقَشون، فهم في غيبوبة، ولا يمكن لأي "منطق" أن يفحمهم، لأنهم غير قابلين لسماع أي منطق، ويقابلهم في "صلابة" موقفهم من ثورة سوريا، جماعة الثورة المضادة، وتحت هذا العنوان يندرج طيف واسع (أيضا) ممن ضربتهم الصدمة على "أم رأسهم"، فبعضهم هرع لفتح أبواب الحوار مع الثوار وأبدى "نواياه الحسنة!" للتعاون معهم، فيما بدأ بعض آخر بالعبث "سرا" بكل ما أوتي من خبث وشر لتخريب المشهد، كما فعل من قبل في مصر وليبيا وتونس، فانتصار ثورة سوريا "نذير شؤم" عليهم، ولن يدخروا جهدا في تخريبها سرا وعلانية!

ما نحن موقنون به -بعون الله- أن ترياق الشفاء من متلازمة سوريا، هو قدرتها على الصمود وإعادة إنتاج وطن جديد على مقاس المواطن، لا على مقاس النظام (أي نظام) ومن يدعمه، وهو "نموذج" حين يتم دورة اكتماله سيكون ملهما لكل الأوطان التي تنتظر في طابور "التغيير".

مقالات مشابهة

  • بعد اكتشافه في مصر.. هذه أعراض "متلازمة فيكساس"
  • 25 فلسطينيا بينهم قائد شرطة حماس ونائبه يذهبون ضحية غارة إسرائيلية في غزة
  • 7 نصائح للتعامل مع الطفل الذي يعاني من التلعثم
  • تقرير: توثيق أكثر من 12 ألف ضحية لانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن خلال 2024
  • كيف تتجنب استحضار الماضي أثناء الخلافات مع الشريك؟
  • 28 ضحية من المدنيين في اليمن بانفجار ألغام الحوثيين خلال ديسمبر
  • توثيق 28 ضحية للألغام والأجسام الحربية في اليمن خلال ديسمبر المنصرم
  • فاسكيز أول ضحية في ريال مدريد بسبب نجم ليفربول
  • متلازمة سوريا
  • خبير: إسرائيل تتجنب الظهور في واجهة ضرب الحوثيين