بن عامي: سياسات نتنياهو تخرج إسرائيل من الحلف الغربي
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
قال وزير خارجية الاحتلال السابق شلومو بن عامي إن الولايات المتحدة أرادت ليَّ ذراع إسرائيل بامتناعها عن إشهار الفيتو ضد مشروع قرار لوقف فوري إطلاق النار في قطاع غزة الأسبوع الماضي، وإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مقتنع الآن بأن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد إسقاطه.
وفي لقاء مع صحيفة إلباييس الإسبانية، قال آخر وزير خارجية إسرائيلي بحكومة قادها حزب العمل إن بايدن قد ضاق ذرعا بنتنياهو وإن الامتناع عن استخدام الفيتو في مجلس الأمن "جزء من إستراتيجية تصاعدية لإرسال إشارات إلى إسرائيل مفادها أن الأمور يمكن أن تتغير" وقد كان الامتناع عن التصويت ضربة قاسية تلقاها نتنياهو، وفاقت أهميتها أهمية خطوات مماثلة أخرى السنوات الماضية.
وحسب بن عامي ظهر تغير الموقف الأميركي مثلا في تصريح لبايدن سرب إلى وسائل الإعلام بأن نتنياهو بات عبئا، لكنه لا يرى الامتناع عن استخدام الفيتو تغيرا في الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط بقدر ما يراه محاولة للي ذراع إسرائيل، مما جعل نتنياهو يقتنع بأن بايدن يريد إسقاطه.
وقال بن عامي ورغم أن واشنطن حرصت على الاكتفاء بالامتناع عن التصويت للقرار (الذي لم يكن ملزما) فإن خطوتها عبرت بوضوح عن استعداد للمضي أبعد في الضغط خاصة إن استمر حكم نتنياهو الذي يحرج -حسبه- أيما حرج بايدن، وذكر بأن علاقة الطرفين الوثيقة والمتقلبة حكمتها دائما حدود واضحة وهي عدم عرقلة المصالح الأميركية الجيوسياسية أو أهداف نزيل البيت الأبيض.
وأوضح أن بايدن لا يستطيع تدشين موسم الانتخابات مثقلا بعبء فشل إستراتيجيته في الشرق الأوسط، ناهيك عن حاجته لحفظ ماء وجهه أمام قادة العالم.
وأضاف بن عامي -الذي كان أحد مهندسي عمليات السلام الإسرائيلية العربية بالعقود القليلة الماضية- أن إسرائيل تعيش حالة عزلة ووصفها بـ "خطر على الأهداف الغربية في الحرب الباردة الحالية بين الولايات المتحدة من جهة وبين الصين وروسيا من جهة أخرى".
وحسب الوزير السابق فإن بايدن كانت تحدوه إستراتيجية جلية في الشرق الأوسط، تقوم على تحالف صلب مع إسرائيل والدول العربية ضد إيران، وقد كان نجاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الكبير في جر نتنياهو إلى حرب بلا أهداف سياسية واضحة أخرجت إسرائيل من الحلف الغربي الذي تأسس السنوات الأخيرة والذي يدعم أوكرانيا ضد روسيا والصين.
وأشار إلى ما يسميه الانفجار المفاجئ للغاية ضد إسرائيل في العالم الذي لم يحدث مثله من قبل، وهذا حسبه هو الانتصار العظيم لحماس، وقال إن ما يمنع التصدي لهذا الانفجار هو حكومة نتنياهو المتشددة.
وحذر بن عامي إسرائيل أيضا من أن تعمى عن التيارات الكبيرة الموجودة بالمجتمع الأميركي وتسعى إلى النأي بنفسها عن إسرائيل سواء في الحزب الديمقراطي أو بين الشباب، وحمّل نتنياهو مسؤولية ارتفاع شعبية التيارات الأكثر تشددا في المجتمع الأميركي مثل الإنجيليين أو "الترامبية".
ونوه الوزير الإسرائيلي الأسبق إلى ضرر آخر أحدثه رئيس الوزراء الإسرائيلي وهو تصدع الدعم اليهودي الأميركي، وقال إن نتنياهو وحكومته المتشددة استطاعا شق صف اليهود الأميركيين الذين لم يقصروا أبدا في دعم إسرائيل، حتى إن هناك بينهم الآن تيارا يدعو إلى تبني أيديولوجية جديدة تنهي الاعتماد على إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات بن عامی
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يزور أمريكا للمرة الرابعة منذ بدء الحرب على غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يزور رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة في للمرة الرابعة له منذ بداية الحرب على قطاع غزة، بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تأتي هذه الزيارة في وقت حساس حيث تتصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ما يجعل ملف القطاع وحركة الاحتجازات على رأس الأولويات في المباحثات بين الطرفين.
وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "نتنياهو يزور أمريكا للمرة الرابعة منذ بدء الحرب على غزة"، وفي الوقت ذاته، تتواصل الجهود الدولية من قبل الوسطاء لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار.
ويتزامن هذا التحرك مع تصعيد محاولات الضغط على المحكمة الجنائية الدولية، التي اتهمت نتنياهو بارتكاب جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية، وأصدرت مذكرة اعتقال بحقه وحق وزير دفاعه السابق.
ومن المتوقع أن يطرح نتنياهو في لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين استراتيجيات لزيادة الضغط على المحكمة ومنع أي خطوات قانونية ضد قيادته العسكرية والسياسية.
كما يسعى نتنياهو خلال الزيارة لتحقيق مكاسب سياسية تتعلق بالملف الإيراني، خاصة في مواجهة التهديدات النووية الإيرانية، فقد نقلت مصادر إعلامية أمريكية عن مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو يهدف إلى التوصل إلى تفاهم مع ترامب حول خيارات ضرب المنشآت النووية الإيرانية، في خطوة تهدف إلى تنفيذ تهديدات الرئيس الأمريكي بالتصعيد العسكري ضد إيران إذا فشلت المفاوضات النووية.
وفيما يتعلق بتطورات الوضع في الشرق الأوسط، يبقى ملف غزة في مقدمة أولويات نتنياهو، حيث يسعى لتقوية التحالفات الدولية وتعزيز موقفه في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة.