نشرت إسرائيل برنامج تعقب واسع النطاق للتعرف على الوجوه في قطاع غزة، وأنشأت قاعدة بيانات للفلسطينيين من دون علمهم أو موافقتهم، حسبما نقل موقع ذا فيرج عن تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

ويستخدم البرنامج، الذي تم إنشاؤه بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تكنولوجيا من برنامج صور غوغل، بالإضافة إلى أداة مخصصة صممتها شركة كورسايت (Corsight) ومقرها تل أبيب لتحديد الأشخاص المنتمين إلى حماس.

تم إنشاء برنامج التعرف على الوجه بالتزامن مع الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، وفقا لتقرير نيويورك تايمز.

فبعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، حدد ضباط في الوحدة 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي، وهي وحدة الاستخبارات الرئيسية في الجيش الإسرائيلي، الأهداف المحتملة من خلال مشاهدة لقطات الكاميرا الأمنية ومقاطع الفيديو التي قامت حماس بتحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي. كما طلب الجنود من السجناء الفلسطينيين تحديد أشخاص من مجتمعاتهم ينتمون إلى حماس.

استخدمت شركة كورسايت، التي تفاخرت بأن تقنيتها يمكنها التعرف على الأشخاص بدقة حتى لو كان أقل من 50% من وجوههم مرئية، هذه الصور لبناء أداة للتعرف على الوجه يمكن للضباط الإسرائيليين استخدامها في غزة.

ومن أجل بناء قاعدة بياناته بشكل أكبر -وتحديد الأهداف المحتملة- أقام الجيش الإسرائيلي نقاط تفتيش مجهزة بكاميرات التعرف على الوجه على طول الطرق الرئيسية التي يستخدمها الفلسطينيون للفرار جنوبا.

وقال أحد الضباط لصحيفة نيويورك تايمز إن الهدف هو إنشاء "قائمة اغتيالات" بأسماء الأشخاص الذين شاركوا في هجوم 7 أكتوبر.

وقال الجنود لصحيفة نيويورك تايمز إن تكنولوجيا كورسايت لم تكن دقيقة دائما، خاصة عندما اعتمدت على لقطات مشوشة أو صور تم فيها حجب وجوه الأشخاص.

ففي بعض الحالات، حددت أداة كورسايت عن طريق الخطأ الأشخاص على أنهم مرتبطون بحماس. إحدى هذه الحالات تتعلق بالشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة، الذي تم انتشاله من نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية على الطريق السريع المركزي في غزة في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بينما كان يحاول مغادرة غزة إلى مصر مع عائلته.

وكان النظام قد وضع علامة على أبو توهة على أنه مدرج في القائمة الإسرائيلية للأشخاص المطلوبين. احتجز ضباط إسرائيليون أبو توهة في مركز احتجاز، حيث تعرض للضرب والاستجواب لمدة يومين قبل إعادته إلى غزة بدون تفسير.

وقد دمج الجيش الإسرائيلي تقنية كورسايت بصور غوغل -والتي على عكس كورسايت مجانية الاستخدام- كما ذكر الجنود في تقرير الصحيفة.

شركة كورسايت تركز على بيع منتجاتها للحكومة وجهات إنفاذ القانون وللاستخدامات العسكرية (كورسايت)

وقام ضباط المخابرات بتحميل قواعد بيانات "الأشخاص المعروفين" إلى صور غوغل واستخدموا وظيفة البحث عن الصور لتحديد هوية الأشخاص بشكل أكبر. وقال أحد الضباط في التقرير إن تطبيق صور غوغل يمكنه التعرف على الأشخاص حتى عندما يكون جزء صغير فقط من وجوههم مرئيا، مما يجعله أفضل من الأدوات الأخرى، من بينها كورسايت.

وقد أعرب المسؤولون التنفيذيون والممولون في شركة كورسايت عن رغبتهم في مساعدة الجيش الإسرائيلي في حربه المستمرة في قطاع غزة.

ففي مقال افتتاحي لصحيفة جيروزاليم بوست في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كتب آرون أشكنازي -المؤسس والشريك الإداري للصندوق الكندي آوز فنتشرز (Awz Ventures)، الذي قاد جولة تمويل كورسايت بقيمة 5 ملايين دولار في عام 2020- أن آوز كان يزود إسرائيل "بالأدوات التكنولوجية لوقف هذه الهجمات الإرهابية". تعمل معظم الشركات الموجودة في محفظة آوز في قطاعي الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت بعض المستشفيات في إسرائيل باستخدام تقنية كورسايت لتحديد المرضى، حسبما ذكرت مجلة فوربس في ذلك الوقت.

فوفقا لتقرير فوربس، تمكنت تقنية كورسايت من التقاط صور للأشخاص "الذين تأثرت ملامحهم بصدمة جسدية، والعثور على تطابق بين الصور المرسلة من قبل أفراد الأسرة المعنيين".

تركز شركة كورسايت على بيع منتجاتها للحكومة، وجهات إنفاذ القانون، وللاستخدامات العسكرية، بحسب موقع ذا فيرج.

وقالت الشركة في عام 2020 إن تقنيتها يمكنها التعرف على الوجوه المقنعة. وبعد عامين، ادعت كورسايت أنها تعمل على تطوير أداة يمكنها إنشاء نموذج لوجه الشخص بناء على الحمض النووي الخاص به.

وعملت كورسايت في العام الماضي، مع شرطة العاصمة في بوغوتا، كولومبيا، لتعقب المشتبه بهم في جرائم القتل والسرقة في نظام النقل العام، بحسب موقع ذا فيرج.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات أکتوبر تشرین الأول الجیش الإسرائیلی نیویورک تایمز التعرف على صور غوغل

إقرأ أيضاً:

إسلامية دبي تطلق برنامج «أجيال» لتعزيز الوعي الديني لدى طلبة المدارس

في إطار مبادرات أجندة دبي الاجتماعية 33، وسعياً نحو المساهمة في تنشئة جيل متمسك بمبادئه الإسلامية ولغته العربية وهويته الوطنية، أطلقت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، برنامج «أجيال» لتعزيز الوعي الديني لدى طلبة المدارس في إمارة دبي حول الظواهر الاجتماعية المهمة، وذلك ضمن مبادرة «غراس الخير»، التي تهدف إلى بناء جسور من التفاهم المتبادل بين جميع الأطراف المعنية في البيئة المدرسية.
ويعكس برنامج «أجيال» الجهود المشتركة للمعنيين وأصحاب الاختصاص لتعزيز الوعي وتطوير مهارات التواصل بين الطلبة وأولياء الأمور والهيئات التعليمية والإدارية في المدارس، حيث يعد البرنامج بمثابة منصة تفاعلية متكاملة تتضمن تقديم محاضرات وورش عمل حوارية وتثقيفية بمشاركة نخبة من أصحاب الخبرة والكفاءة من المحاضرين والمختصّين التربويين المعتمدين في هذا المجال.
جسور التعاون
في هذه المناسبة، قال أحمد درويش المهيري، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: «نحن في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري نؤمن بأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات المتقدمة، ومن هذا المنطلق، يأتي إطلاق برنامج «أجيال» كخطوة جوهرية نحو تحقيق رؤيتنا في تجسيد لغة التعاون من أجل تحقيق الأهداف المرجوة عن طريق تهيئة بيئة للطلاب وأولياء الأمور والهيئات التعليمية من خلال الموارد المتاحة والمتوفرة للدائرة في لفتة تعكس العمل المؤسسي بين الجهات في دبي».
وتابع المهيري: «إن برنامج «أجيال» ليس مجرد مجموعة من المحاضرات، بل هو منصة تفاعلية تهدف إلى بناء جسور من الفهم المتبادل والثقة بين جميع الأطراف المعنية، نحن ندرك أن النجاح في التعليم يتطلب التعاون والتكامل بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، ولذلك فإننا نسعى من خلال هذا البرنامج إلى تقديم دعم مستدام ومؤثر، يعزز من قدرة الطلاب على مواجهة التحديات ويُثري تجربتهم التعليمية بشكل إيجابي».
توحيد الجهود
من جهتها، قالت عائشة عبدالله ميران، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي: «نثمِّن إطلاق برنامج «أجيال» الذي يعد إحدى ثمرات الجهود المستمرة لزملائنا في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري من أجل توعية الأجيال الناشئة بالظواهر الاجتماعية المهمة، وبناء منصات إيجابية للتفاعل بين المعنيين. يسعدنا مواصلة العمل معاً وتوحيد جهودنا وخبراتنا لتحقيق الأهداف المشتركة لهذه المبادرة المهمة التي ستسهم بدورها في إعداد وتمكين طلبتنا بالمهارات اللازمة لمواجهة التحديات، ونشر الوعي لديهم حول القيم الإيجابية ضمن بيئة تعليمية حاضنة وداعمة للهوية الوطنية وللتعاليم الإسلامية السمحة تواكب مستهدفات أجندة دبي الاجتماعية 33».
ومن المقرر أن يمتد برنامج «أجيال» طوال العام الدراسي، مستهدفاً نشر السلوك الإيجابي في المجتمع التعليمي، وتوعية الطلبة بالظواهر الاجتماعية المهمة وتعزيز التواصل بين الأجيال، والحد من الظواهر السلبية في المجتمع.
ويجسّد هذا التعاون المشترك في برنامج «أجيال» بين كل من دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، اتفاقية التوأمة المُبرمة بين الجانبين، والتي تستهدف دعم وتعزيز الدور المجتمعي المنوط بكلا الجانبين، وتبادل المعارف والخبرات، علاوةً على تعزيز ودعم الأنشطة والفعاليات الثقافية الإسلامية في المؤسسات التعليمية بالإمارة، وغرس القيم الإسلامية لدى طلبة المدارس في دبي.

مقالات مشابهة

  • المحامي جباعتة .. الحكومة الجديدة هي مثال عملي على #اعادة_التدوير
  • بعد تفجير أجهزة اتصالات بيجر.. حزب الله يصدر بيانين ويتوعد إسرائيل بالرد
  • «مطارات أبوظبي» تطلق برنامج «دوّار الشمس للإعاقات غير المرئية»
  • شركة أبل تطلق iOS 18.. وهذه هي أهم ميزات أمان iPhone الجديدة لحماية حياتك الخاصة
  • «حياة كريمة» تطلق برنامج الأسبوع الثاني من «VALUE» في الجامعات المصرية
  • «الصناعات الغذائية» تطلق برنامج البصمة الكربونية لتعزيز تنافسية المنتجات
  • غرفة الصناعات الغذائية تطلق برنامج «البصمة الكربونية»
  • أكاديمة الإعلام الجديد تطلق 4 ورش في أكتوبر
  • أكبر مسابقة بين طلاب جامعات مصر.. «المتحدة» تطلق برنامج «جين زي»
  • إسلامية دبي تطلق برنامج «أجيال» لتعزيز الوعي الديني لدى طلبة المدارس